الشــــروح والتعليقـات والتمهيـد .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشــــروح والتعليقـات والتمهيـد .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين

    الشــــروح والتعليقـات والتمهيـد .. كتاب مصوّر الخط العربي .. ناجي زين الدين

    الشــــروح والتعليقـات
    تمهيـد

    مما لابد منه في هذا الفصل الوثيق العلاقة بفصول قصة البشرية ان نبدا بتعريف الكتابة والتاريخ في عرف المؤرخين من الوقت الذي اخذت هذه البشرية تسجل احداثها .
    وليس من الانصاف ان تطلق على المراحل السابقة لمعرفة الانسان الكتابة عصر ما قبل التاريخ .
    اذ ليس من شك أن معرفة الكتابة كانت خطوة واسعة خطتها البشرية وهي تتحسس موقع اقدامها على درب الحياة الطويل ، وهي حدث يمكن ان يعتبر بداية التاريخ مرحلة ما من مراحل الحياة البشرية ولكنه يغفل كثيرا من فصول القصة الانسانية التي تشكل مراحل طويلة بحساب الزمن من مراحل التاريخ ، وقد اعتمدت واستمدت مادتها من عظام الجماجم ، ورماد المواقد ورؤوس حراب صخرية مضى عليها آلاف السنين ، فليست الكتابة في الواقع سوى مظهر جديد على تاريخ الاحداث البشرية . وقد يكون للبشرية في العصور السابقة للكتابة تاريخ واحداث لا يقل اهميته عن تاريخ الكتابة المكتوب بل وربما يكون قد عرفت نوعا بل انواعا من الكتابات او استغلقت قراءة رموزها و نقوشها وصورها وزخارفها فلم يهند الى حلها وذهبت اخبارها واندثرت . . في انحاء المعمورة اندثرت وثائقها فلم تصل الى ايدينا كانها لم تكن شيئا مذكورا .

    لهذا ولغيره راى العلماء ايضاح الفرق بين معاني كلمتي - التاريخ ، و - التاريخ .

    اما الأول فهي المراحل المتتابعة للحياة ، وأما الأخرى فهي وسيلة لتسجيل احداث تلك المراحل .
    وليست الكتابة بالوسيلة الوحيدة لهذا السجيل منذ ان استقرت الارض على شكلها الحالي تقريبا منذ نحو ۱۸۳۲ مليون سنة على حد قول علماء الجيولوجيا والانثربولوجيا .

    ويقول فرانك هيبن Frank Hibben في كتابه : الحضارة القديمة في الدنيا الجديدة المطبوع سنة ( 1960 ) في نيويورك وترجمه الدكتور م - محمود الصياد وطبع سنة ١٩٦٢ في مصر . . لقد عاقت الافكار الدينية التي كانت سائدة منذ قرن من الزمان عمل الرواد من علماء الآثار الاوربين فمثلا على ذلك منع التمسك بالتفسير ، الكالفيني » ( * ) للخليفة ، وبانها لم تنشا الا منذ نحو ستة آلاف سنة منع كثيرا من الاوروبين من ان يتقبلوا الادوات الصوانية وعظام حيوانات ، وادوات قطع ودؤوس يدوية مطمورة تحت مستوى عميق من الركامات الجليدية التي تعود للعصر الجليدي . .

    ولم يسلم الباحثون الأوروبيون بشكل عام بان الانسان الاول انما ظهر في العالم القديم ( آسيا ، افريقيا اوروبا ) منذ نحو مليون سنة . في
    الجزء الاول من الدور الجليدي الاخير ، وقد عرف الجيولوجيون الآن من دراسة الحيوانات المنقرضة والتغيرات الجليدية ، وباستخدام الجداول المناخية ان العصر الجليدي الذي اطلقوا عليه اسم « البليستوسين ه قد استمر عدة مليون سنة تقريبا ، وفي تلك الفترة تكونت كتل ضخمة من الجلد على قارات نصف الكرة الشمالي ، وفي نفس الوقت كان اجزاء نصف الكرة الجنوبي تحت تاثير عصور مطيرة وقد تكون الجليد اربع مرات وذاب اربع مرات خلال البليستوسين على سطح الكرة الارضية ، وكانت هذه العصور الجليدية الاربعة رد فعل لتغيرات ضخمة في المناخ والمطر .

    وبعد مواصلة علماء الآثار الجيولوجيون الاستعانة بالعلوم الأخرى لتاريخ الادلة البشرية ، بدا نمط الحوادث البشرية ياخذ نمطا واضحا يمكن التسليم به ، وعرفوا ان العصر الجليدي الاخير او جليد ( وسكونسن ) قد انتهى منذ حوالي ثمانية آلاف سنة ، اذ اخذت حيوانات العصر الجليدي التي مرت هذه الحقبة تنقرض منذ ذلك التاريخ .

    وبتلك المبتكرات العلمية للتاريخ بلغت الاركيولوجيا رشدها كمعـدم مضبوط ، واصبح في مقدور علماء الآثار أن يكتشفوا مجرى متصلا للتاريخ لا يقل في تحقيقه عن المجرى الذي يتتبعه المؤرخون معتمدين على الوثائق المكتوبة . وعرفت التطورات البشرية منذ ان كان الكهف المقر الاول لسكنى البشر البدائي ، ثم انتقل من الكهف المظلم إلى الكوخ المخروطي ، المقام من فروع الشجر وسط الغابة وتدرج البدائيون من طور الصيد الى الرعي ثم الى الزراعة التي مست الحاجة الى التعاون والتجمع ، فتعلم آياء البشر اعمال الفكر في بناء المساكن من الطين واللبن کیا تعلموا كيف بحمون ما سار ، ومن هذا نشأت التقاليد التي تناولت علاقات الافراد بعضهم ببعض في الاسرة الواحدة وعلاقة الاسرة مجتمعة باخرى بينهم ، مما اوجد الحالة الأولى للعشيرة ثم للقبيلة فالقرية .

    ثم قضت المشاكل التي ظهرت بين البدائيين بظهور الرياسات والزعامات ، ولم يلبث ذلك الوضع حتى اسفر بدوره عن نشأة الحكام والحكومات للتوجيه الاجتماعي ، وعنى السحرة والكهنة بالكتابات للاشراف على العبادات ، ومن الزعماء من جميع السلطتين الزمنية والروحية .

    وكانت فكرة الفناء والموت تقض مضجع الانسان الاول فأراد ان يفهم اين يذهب الانسان بعد الموت ؟ . ومن ذلك الشعور تولد التدين والتعبد وظهرت اماكن العبادة الى جانب بيوت السكن واخذت القرية في الاتساع فاصبحت مدينة ، ونمت في المدينة وسائل تبادل الافكار فتكونت الدولة وظهرت عبادة الانصاب « الاحجار » والشمس والاوثان والاصنام .

    ويعزى استعمال المعادن في انتاج السلع البدائية الى الفترة الاخيرة من العهد الحجري الحديث اذ عثر على مكتشفات نحاسية دلت على استعماله بمصر قبل اربعة آلاف سنة من مولد المسيح ، وان استعمال الحديد تلا استعمال النحاس في صنع الادوات الامر الذي ادى الى تغير شامل في الحياة البشرية . وقد راى « ارنولد توينبي » وهو مسؤول لاعظم فلاسفة التاريخ الحضاري في العصر الحديث فذكر في مجالات الدراسة التاريخية قال : « .. ان عدد المجتمعات الحضارية المعروفة أقل بكثير من عدد المجتمعات البدائية التي وجدت واندثرت منذ فجر التاريخ البشرى » . ( وربما ظلت بدايتها الاولى غامظة الى الابد ) فهي : الحضارة المصرية والسومرية والبابلية والحثية والسريانية والمينوئية والهلينية والايرانية والعربية والهندوكية والهندية والصينية وحضارات الشرق الاقصى ( الصينية - والكورية اليابانية ) والانديانية واليوقاتيقيـة والمايانية والمكسيكية ( الارثوذكسية المسيحية البيزنطية ) ( والارثوذوكسية المسيحية الروسية ) والحضارة الغربية .

    ويتابع « توینبی » فيرتب الاحدى والعشرين حضارة في سلسلة متصلة ، فيظهر له في طرفيها نوعان مختلفان من المجتمعات : نوع المجتمعات « المتصلة » بأنساب حضارية قديمة ، وعددها ، على اختلاف طبيعة اتصالها خمسة عشر مجتمعا .

    ونوع المجتمعات « غير المتصلة بكل نسب حضاري وعددها ستة هي : المصرية ، والانديانية ، والسومرية ، والمينونية ، والصينية ، والمايانية و يعرض توينبي لبعض البيئات الجغرافية فيلاحظ ان تدمر والبتراء وفينيقيا كانت تشكل تحديات طبيعية .

    ثم يستمر هذا المؤرخ الكبير فيوضح في موسوعته التاريخية التي استوعبت عشرة مجلدات ضخمة وقد تجرأ فيها على عتمة الازمان البعيدة وراح يبحث في متاهاتها ويعرض اهم ما حققه المجتمع الآرامي السرياني ، والعربي من منجزات حضارية عظيمة وهي :
    اولا ـ اختراع الألف باء .
    ثانيا - اكتشاف المحيط الأطلسي
    ثالثا ـ الوصول الى مفهوم معين هو . الله تعالى ، بين الديانات الاربع :
    وهي : اليهودية والزرداشتية والمسيحية والإسلامية ، وتناول توينبي كيف كان اخفاق ، الزردائتية واليهودية والنسطورية واليعقوبية في مكافحة الطغيان الروماني البيزنطي الذي كان باسطا يده آنند ، اذ ضمت روما ما تبقى من فتوحات الاسكندر الى الحوزة الهلينية ، والتقمت روما من انتصار المكابيين على السلوقيين انتقاما شديدا ، يتمرى فيما حل باليهود بين سنتي 66 ، 70 م من الهزيمة الساحقة . ولم تنجح النسطورية واليعقوبية عندما قامت تصفية المسيحية من الهلينية الصوغها من جديد ديانة سريانية وانتهى الأمر بطرد النسطورية شرقا إلى ما وراء الفرات ، واستقرار اليعقوبية في سورية ومصر وارمينيا بين الطبقات الشعبية . لقد اخفقت كل هذه الشعوب في محاولاتها لزحزحة التحدي الهليني الصامد في وجه المجتمع السرياني المنحل ، الى ان كانت الدعوة الإسلامية التي ارتح لها اركان الجزيرة العربية وكان انبثاقها عام 630 م - تاریخ شؤم على الامبراطوليتين البيزنطية والفارسية وروى لنا التاريخ انه عندما أولى عمر بن الخطاب الخلافة خطب في الناس فقال : ( * ) « ايها الناس ان الحجاز ليس لكم بدار الا على النجعة ولا تقوى عليه اهله الا بذلك ابن الطراء المهاجرون عن موعود الله ؟ سيروا في الأرض التي وعدكم الله ان يورثكم اياها فانه قال ليظهره على الدين كله والله ومعز ناصره ، ومولى اهله مواريث الامم ، ابن عباد الله الصالحون ؟ .. . فشعر الناس الند بواجبهم تجاه نداء خليفة رسول الله بدعوتهم الاسلامية وتوثبهم لعيش كريم فقامت على اكتافهم دولة واسعة الارجاء وتمكنت جحافلهم من فتح دولة فارس وهي اخطر قوة لاعظم امبراطورية ساسانية في الشرق .

    واما الامبراطورية البيزنطية في سورية فقد كتب على الامبراطور هرقل ان لا يفارق الدنيا قبل ان يشهد جيوش الفاروق تجتاح امبراطوريته وتحطم الى الابد ما شاده هو نفسه وما شاده بومبيوس والاسكندر من قبله في رحاب المجتمع السرياني فحقق الاسلام جميع ماحاولت اليهودية والزرداشتية والنسطورية واليعقوبية مرارا وتكرارا ان تحققه دون جدوى ، فانجز الاسلام طرد الهلينية والوثنية من الشرق الاوسط واعاد في شخص الدولة العربية الناشئة المزودة بالديانة الإسلامية التي منها الطلق المجتمع الايراني والهندي والتركي والافغاني والشعوب الاخرى في النشأة الحضارية التي دانت للاسلام •

    وقد انطلق الخط العربي الذي كتب به القرآن الكريم غازيا ومعلما مع الجيوش الفاتحة الى الممالك المجاورة والبعيدة فاين ما حل اباد خطوط الامم المغلوبـة .
    ان هذا العالم الاسلامي الذي امتد من بلاد ما وراء النهر في تركستان شرقا الى المغرب الاقصى بشمال افريقيا غربا قد انجب عددا لا يحصى من اهل الفن الخالدين تركوا على صفحات العصور ما على الطابع الاسلامي في هذه الرقعة الوسيعة .

    وان التوثب العربي الحديث يتطلب تلقين الذات العربية بان پستند لحد كبير الى تفهم جذوره التاريخية والثقافية في موضوعاته الدينية والآثارية والخطية التي تتصل بطبيعة هذه الدراسات الفنية .

    وواضح ان اهل الخط الأول كانوا من اهل الحجاز والشام والعراق على الأخص ، ولا غرو في ذلك ، فالعراق الذي كان مهدا للحضارة ونشوء الكتابة المسمارية منذ العصور الموغلة في القدم جديرة بهذه الزعامة الفنية ، وذلك بعد أن نشات الكوفة والبصرة وقامت ببغداد ( دار السلام ) عاصمة للدولة العربية فاخذ يتجل فن تجويد الخط العربي باحلى مظاهره ، ثم تعاظم هذا واتسع وتطور حتى تعددت اقلامه وتنوعت اشكاله ، ولم يقتصر تجويد الخط الكوفي والحجازي في الكتابة على رق الغزال او الورق السمرقندي او تطعيم الاغلفة بالذهب والالوان الزاهية بل تعداها الى الرخام فزينت جدران المساجد وزخرفت الصروح ونقشت السيوف وضربت النقود بذلك الخط الرفيع ، فهو فخر حضارتنا ورمز تراننا الاسلامي الذي لا تملك مثيل له ، وهو الوسيلة الجليلة لكتابة القرآن الكريم ، كلام الله العظيم . فما علينا الا العناية باستجادة هذا الخط ، والاستزادة من معرفة انواعه مما يكثر استعماله ؛ مع دراسة كيفية تبسيط الحروف واتقان دقائق اشكالها وتأليف كلماتها وجملها تأليفا فنيا يجمع الى حســـن التنسيق جودة الكتابة ؛ والى حسن الخط سلامة النوق ؛ وفي رأيي ان ماكتبت في هذا الكتاب من الفصول الموجزة لا يستوف حظه من البحث لكامل ، وانه توطئه لاخراج كتاب اشمل في الخط العربي في المستقبل القريب ان شاء الله .

    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٢١-١١-٢٠٢٣ ١٢.١٨_1.jpg 
مشاهدات:	26 
الحجم:	144.6 كيلوبايت 
الهوية:	178697 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٢١-١١-٢٠٢٣ ١٢.٢٠_1.jpg 
مشاهدات:	15 
الحجم:	163.8 كيلوبايت 
الهوية:	178698 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner ٢١-١١-٢٠٢٣ ١٢.٢٤_1.jpg 
مشاهدات:	14 
الحجم:	120.8 كيلوبايت 
الهوية:	178699

  • #2
    Explanations, comments, and introduction... An illustrated book on Arabic calligraphy... Naji Zein Al-Din

    Explanations and comments
    Introduction

    It is necessary in this chapter, which is closely related to the chapters of the story of humanity, that we begin by defining writing and history according to the custom of historians from the time when this humanity began recording its events.
    It is not fair to call the previous stages of human knowledge of writing the prehistoric era.
    There is no doubt that the knowledge of writing was a huge step taken by humanity as it felt where its feet were on the long path of life. It is an event that can be considered the beginning of history as a stage of human life, but it ignores many chapters of the human story that constitute long stages of history. It relied and derived its material from the bones of skulls, the ashes of stoves, and the heads of stone spears thousands of years old. In reality, writing is nothing but a new aspect of the history of human events. In the ages before writing, humanity may have had a history and events that were no less important than the written history of writing. It may even have known a type, or even types, of writings, or its symbols, inscriptions, images, and decorations were too difficult to read, and it was not resolved, and news of it vanished and disappeared. . All over the world, its documents have disappeared and have not reached our hands, as if they were nothing mentioned.

    For this and others, scholars decided to clarify the difference between the meanings of the words - history and - history.

    The first is the successive stages of life, while the other is a means of recording the events of those stages.
    Writing is not the only method for this record since the Earth settled into its current form approximately 1832 million years ago, according to what geologists and anthropologists say.

    Frank Hibben says in his book: The Ancient Civilization in the New World, published in 1960 in New York, translated by Dr. Mahmoud Al-Sayyad, and printed in 1962 in Egypt. . The religious ideas that were prevalent a century ago hindered the work of the pioneering European archaeologists. For example, the prohibition of adhering to the Calvinist interpretation (*) of the Caliph, and the fact that it did not arise until about six thousand years ago prevented many Europeans from accepting flint tools and bones. Animals, cutting tools and hand tools buried under a deep level of ice piles dating back to the Ice Age. .

    European researchers in general did not accept that the first humans only appeared in the ancient world (Asia, Africa, Europe) about a million years ago. in
    The first part of the last glacial period. Geologists have now known from studying extinct animals and glacial changes, and using climate tables, that the ice age, which they called “Pleistocene E,” lasted approximately several million years, and during that period huge masses of skin formed on the continents of the hemisphere. The northern hemisphere, and at the same time, parts of the southern hemisphere were under the influence of rainy ages. Ice formed four times and melted four times during the Pleistocene on the surface of the Earth. These four ice ages were a response to huge changes in climate and rain.

    After geoarchaeologists continued to use other sciences to date human evidence, the pattern of human events began to take on a clear pattern that could be accepted. They knew that the last ice age, or the Wisconsin Ice Age, had ended about eight thousand years ago, as the animals of the Ice Age that passed through this era took It has been extinct since that date.

    With these scientific innovations of history, archaeology reached its maturity as an exact nonexistent, and archaeologists became able to discover a continuous course of history that is no less in its investigation than the course that historians follow, relying on written documents. Human developments have been known since the cave was the first place for primitive human habitation, then he moved from the dark cave to the conical hut, built from tree branches in the middle of the forest. The primitives graduated from hunting to herding and then to agriculture, which greatly required cooperation and gathering, so the humans learned the works of thought. In building houses from mud and brick, they learned how to protect what happened, and from this arose traditions that dealt with the relationships of individuals with each other in one family and the relationship of the family together with others among them, which created the first state of the clan and then of the tribe and then the village.

    Then the problems that arose among the primitives led to the emergence of principalities and leaders, and that situation did not take long until it in turn led to the emergence of rulers and governments for social guidance, and magicians and priests were concerned with writings to supervise worship, and leaders from all temporal and spiritual authorities.

    The idea of ​​annihilation and death was troubling the first man, so he wanted to understand where man goes after death? . From that feeling, religiosity and worship were born, places of worship appeared alongside residential homes, the village began to expand and became a city, and means of exchanging ideas grew in the city, so the state was formed and the worship of monuments, “stones,” the sun, fetishes, and idols appeared.

    The use of metals in the production of primitive goods is attributed to the last period of the Neolithic era, as copper finds were found indicating its use in Egypt four thousand years before the birth of Christ, and that the use of iron followed the use of copper in making tools, which led to a comprehensive change in human life. Arnold Toynbee, considered one of the greatest philosophers of cultural history in the modern era, said in the fields of historical study: “...the number of known civilized societies is much less than the number of primitive societies that have existed and disappeared since the dawn of human history.” (And perhaps its first beginning will remain ambiguous forever) They are: Egyptian, Sumerian, Babylonian, Hittite, Syriac, Minoan, Hellenistic, Iranian, Arab, Hindu, Indian, Chinese, civilizations of the Far East (Chinese, Korean, Japanese), Andean, Yucatecan, Mayan, Mexican (Byzantine Christian Orthodoxy) (and Russian Christian Orthodoxy) and Western civilization.

    Toynbee continues and arranges the twenty-one civilizations in a continuous series, and two different types of societies appear to him at both ends: the type of societies “connected” by ancient civilizational lineages, and their number, regardless of the nature of their connection, is fifteen societies.

    The type of societies “that are not related to any civilizational lineage” are six: Egyptian, Andean, Sumerian, Mennonite, Chinese, and Mayan. Toynbee presents some geographical environments and notes that Palmyra, Petra, and Phoenicia were natural challenges.

    Then this great historian continues and explains in his historical encyclopedia, which contained ten huge volumes, in which he dared to delve into the darkness of distant times and began to search into its labyrinths and present the most important achievements of the great civilizational achievements of the Syriac Aramaic and Arab society, which are:
    First - the invention of the alphabet.
    Second - the discovery of the Atlantic Ocean
    Third - arriving at a specific concept. God Almighty, among the four religions:
    They are: Judaism, Zoroastrianism, Christianity, and Islam. Toynbee discussed how Zoroastrianism, Judaism, Nestorianism, and Jacobitism failed in combating Roman-Byzantine tyranny, which was under the influence of Anand, as Rome annexed what remained of Alexander’s conquests to the Hellenistic domain, and Rome took severe revenge from the victory of the Maccabees over the Seleucids, He examines what happened to the Jews between the years 66 and 70 AD due to the crushing defeat. Nestorianism and Jacobinism did not succeed when they purified Christianity from Hellenism and reformulated it again into a Syriac religion. The matter ended with the expulsion of Nestorianism eastward beyond the Euphrates, and the settling of Jacobitism in Syria, Egypt, and Armenia among the popular classes. All of these peoples failed in their attempts to dislodge the steadfast Hellenistic challenge in the face of the decadent Syriac society, until the Islamic call to which the corners of the Arabian Peninsula rejoiced and which emerged in the year 630 AD - an ominous date for the Byzantine and Persian empires. History tells us that when Omar ibn Al-Khattab was given the caliphate. He addressed the people and said: (*) “O people, you do not have a home in the Hijaz except on the Najah, and its people do not have the strength to support it except through Ibn al-Tara’, who migrated from the promise of God?” Walk in the land that God promised you to bequeath to you, for He said, “To make it prevail over all religions, and God is the Mighty and Supporter of its people, and the Master of its people, the inheritances of the nations, the son of the righteous servants of God?” .. . The people felt their duty towards the call of the Caliph of the Messenger of God for their Islamic call and their commitment to a dignified life, so a vast state arose on their shoulders, and their legions were able to conquer the state of Persia, which was the most dangerous force of the greatest Sasanian empire in the East.

    As for the Byzantine Empire in Syria, Emperor Heraclius was decreed not to leave the world before he witnessed the armies of the Farouks sweeping through his empire and destroying forever what he himself had established and what Pompey and Alexander before him had established within the confines of the Syriac community. Islam achieved everything that Judaism, Zoroastrianism, Nestorianism, and Jacobinism had repeatedly tried to achieve. In vain, Islam accomplished the expulsion of Hellenism and paganism from the Middle East and restored in the person of the emerging Arab state equipped with the Islamic religion, from which Iranian, Indian, Turkish, and Afghan society and other peoples launched into the civilizational development that condemned Islam.

    The Arabic script, in which the Holy Qur’an was written, set off as a conqueror and teacher with the conquering armies to neighboring and distant kingdoms. Wherever it came, it annihilated the lines of the conquered nations.

    This Islamic world, which extended from Transoxiana in Turkestan in the east to the Far Maghreb in North Africa in the west, has produced an innumerable number of immortal artists who have left on the pages of the ages what is imprinted on the Islamic character in this vast area.

    Modern Arab devotion requires indoctrination of the Arab self, based largely on understanding its historical and cultural roots in its religious, archaeological, and calligraphy topics that are related to the nature of these artistic studies.

    It is clear that the people of the first line were the people of the Hijaz, the Levant, and Iraq in particular, and there is nothing surprising in that. Iraq, which was the cradle of civilization and the emergence of cuneiform writing since ancient times, is worthy of this artistic leadership, after the emergence of Kufa and Basra and the establishment of Baghdad (the abode of peace) as its capital. To the Arab state, the art of perfecting the Arabic calligraphy began to manifest itself in its most beautiful manifestations. Then this increased, expanded, and developed until its pens multiplied and its forms diversified. The perfecting of the Kufic and Hijazi script in writing was not limited to ghazal parchment or Samarkandi paper, or inlaid covers with gold and bright colors, but rather it went beyond to marble, so the walls of mosques were decorated and ornamented. Monuments, swords are engraved, and coins are minted with this fine calligraphy. It is the pride of our civilization and a symbol of our Islamic culture that has no equal. It is the venerable means of writing the Holy Qur’an, the great word of God. All we have to do is take care to master this script, and increase our knowledge of its types and those that are frequently used. With studying how to simplify letters, master the subtleties of their shapes, and compose their words and sentences in an artistic way that brings together good coordination and quality writing. And to good handwriting, the soundness of the camel; In my opinion, the brief chapters I wrote in this book do not deserve to be fully researched, and they are a prelude to producing a more comprehensive book on Arabic calligraphy in the near future, God willing.

    تعليق

    يعمل...
    X