حَوْران ..ارض الجمال والتراث
------------------------------------------
هي المنطقة الجنوبية من سوريا والشمالية من الأردن والتي تمتد جغرافياً وتاريخياً من جنوب دمشق وصولاً إلى نهر الزرقاء في الأردن. يحدها :
• من الشمال غوطة دمشق،
• وشرقا تلول الصفا،
• ومن الجنوب سهوب الى جبال عجلون وجبال جرش تمتد المرتفعات لتصل إلى
• الغرب مرتفعات الجولان،
.
ويسميها البدو بنقرة الشام، وغالبية سكانها من العرب، لكنهم غير متجانسين دينيًا.
▪︎ معظم سكان السهول هم من المسلمين السنة الذين ينتمون إلى عشائر زراعية كبيرة،
▪︎ في حين أن الدروز يشكلون الأغلبية في جبل الدروز الذي يحمل الاسم نفسه
▪︎ وأقلية كبيرة من الروم الأرثوذكس والكاثوليك تسكن السفوح الغربية لجبل الدروز.
.
أكبر مدن منطقة حوران في سورية هي درعا والسويداء.
.
منذ منتصف القرن الأول قبل الميلاد، كانت المنطقة محكومة من قبل الملوك الهيروديين والأنباط عملاء الإمبراطورية الرومانية إلى أن ضمتها الإمبراطورية رسميًا في القرن الثاني الميلادي.
.
ازدهرت منطقة حوران في ظل الحكم الروماني (106-395 م) وعملت قراها كوحدات تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير، وتطور بعضها إلى مدن إمبراطورية.
.
استمرت المنطقة في الازدهار في العصر البيزنطي (395-634)، حيث حكمت قبائل عربية مختلفة حوران نيابة عن بيزنطة، بما في ذلك السليحيين (القرن الخامس) والغساسنة (القرن السادس) حتى الفتح الإسلامي في منتصف ثلاثينيات القرن السابع.
.
خلال القسم الأكبر من العصر الإسلامي حتى الحكم العثماني (1517-1917)، قُسمت حوران إلى منطقتي البطانية وطوران، والتي تتوافق مع منطقتي "باتانيا" و"أورانيتس".
وصف الجغرافيون المسلمون في العصور الوسطى هذه المناطق بأنها مزدهرة وجيدة المياه ومكتظة بالسكان.
.
تحت حكم الرومان، كانت حبوب "باتانيا" ونبيذ "أورانيتس" مُهمين للتجارة عبر الإمبراطورية، وكانت حوران المصدر الرئيسي لحبوب بلاد الشام طوال تاريخها..
.
تدهورت حالة المنطقة في القرن السابع عشر إلى أن أدى الطلب المتزايد على الحبوب السورية وتحسن الأمن إلى إحياء الزراعة وإعادة السكان في حوران في منتصف القرن التاسع عشر.
.
استفادت المنطقة أيضًا تاريخيًا من كونها منطقة عبور رئيسية على طريق قوافل الحج التقليدية إلى مكة المكرمة وبعد ذلك من خط سكة حديد الحجاز.
.
ظلت منطقة حوران سلة غذاء سوريا حتى حل محلها إلى حد كبير شمال سوريا في منتصف القرن العشرين، والتي تزامنت مع انفصالها عن المناطق المترابطة بسبب الحدود الدولية والصراع العربي الإسرائيلي. ومع ذلك، فقد استمرت كمنطقة عبور زراعية وتجارية مهمة في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
.
أدى التوافر الواسع للبازلت في حوران إلى تطوير عمارية عامية مميزة تتميز بالاستخدام الحصري للبازلت كمادة بناءِ واندماج الأنماط الهلنستية والنبطية والرومانية.
.
يعود الفضل في صلابة وصمود البازلت لامتلاك حوران لواحد من أعلى تركيزات آثار العصر الكلاسيكي المحفوظة جيدًا في العالم.
.
تضم مدن حوران مثل: بصرى وقنوات وشهبا وصلخد وأم الجمال والعديد من المدن الأخرى معابد ومسارح رومانية وكنائس وأديرة تعود للعصر البيزنطي وحصون ومساجد وحمامات بنتها السلالات الإسلامية المتعاقبة.
.
الموقع
----------------------------
على الرغم من أن تعريفها الجغرافي قد يختلف فإن المنطقة تتكون من ثلاثة أقاليم فرعية:
• سهل حوران، الذي يشكل قلب المنطقة؛
• مرتفعات جبل حوران (المعروفة أيضًا باسم «جبل الدروز» أو «جبل العرب») شرق السهل.
• وحقل اللجاة البركاني شمال جبل حوران.
.
وتتحد المنطقة شمالًا بسهول الغوطة والمرج حول دمشق ومن الجنوب سهول الأردن الصحراوية.
.
حددت روافد وادي الرقاد حدودها الغربية التي تفصلها عن هضبة الجولان. ويحدها شرقًا سهوب الحمد والصفا الصحراوية.
.
عرّفها الجغرافي يوهان لودفيك بركهارت عام 1812 على النحو التالي:
«إلى الجنوب من جبل الكسوة وجبل خيارة تبدأ بلاد حوران. يحدها
• من الشرق منطقة اللجاة الصخرية، وجبل حوران، وكلاهما يُضمان في بعض الأحيان إلى حوران...
• إلى الجنوب الشرقي، حيث تُعَدّ بصرى والرمثا أبعد القرى المأهولة بالسكان، تحد حوران الصحراء.
• حدودها الغربية هي سلسلة قرى على طريق الحج من غباغب جنوبا حتى الرمثا... تضم حوران بالتالي جزءا من تراشونيتيس ويطوريين، وكلها من أورانيتس، والمناطق الشمالية من باتانيا.»
– يوهان لودفيك بركهارت
.
أرض سهل حوران صالحة للزراعة، وتتكون من تربة مشتقة من البازلت، في حين أن اللجاة أرضها صخرية ونباتاتها نادر.
.
قُسّم سهل حوران تاريخيًا إلى شمال جايدور وجنوب النقرة. يُقرن الأول مع "إيتوريا" القديمة، في حين الأخير مع "باتانيا" القديمة.
.
تمتد النقرة الأكبر بكثير شمالًا حتى تدنو من الصنمين، وتُحد شرقًا باللجاة وجبل حوران. الذي يُشكل قلب سهل حوران.
النقرة تسمية حديثة نسبياً، وتعني التجويف.
.
يمتد نهر جايدور إلى الشمال الغربي من الصنمين إلى حقل الحمم الصغيرة الموجود عند سفوح جبل الشيخ.
التضاريس
----------------------------------
تبلغ أعلى نقطة في جبل حوران أكثر من 1800 متر فوق مستوى سطح البحر
من السمات الشائعة في جميع أنحاء حوران التضاريس البازلتية، على الرغم من اختلاف الارتفاع والتربة بين مناطق حوران الفرعية.
.
تتكون النقرة وجيدور وجبل حوران من أراضي صالحة للزراعة مشتقة من الصخور البازلتية البركانية المتحللة.
.
"النقرة" هي هضبة منخفضة نسبيًا بأبعاد 100x75 كيلومتر وبمتوسط ارتفاع 600 متر (2,000 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
تتميز أراضيها بمساحات شاسعة ومتجاورة من التربة الخصبة المشتقة من البازلت.
.
وعلى عكس النقرة، فإن المناظر الطبيعية ل"جيدور" أكثر تصدعًا وصخرية. يتراوح متوسط ارتفاعها بين 600 و 900 متر فوق مستوى سطح البحر، حيث يصل الإرتفاع إلى 1,000 متر وبعض الأقماع البركانية إلى ما يزيد عن 1,000 متر فوق مستوى سطح البحر ويشمل ذلك تل الحارة.
"جايدور" هي امتداد طوبوغرافي لمرتفعات الجولان
.
من ناحية المناظر الطبيعية ومخاريط الرماد. تشكل جبل حوران من تدفقات الحمم البركانية الكبيرة والتي تحولت إلى كتلة صخرية من التلال البركانية بما يقرب من 60x30 كيلومتر، وأعلى نقطة فيها يبلغ أكثر من 1,800 متر فوق مستوى سطح البحر في مركز النطاق.
.
تتكون اللجاة من تضاريس من المنخفضات والصدوع والتلال ذات البقع الصالحة للزراعة، وتتميز بتربة صخرية ونباتات نادرة. يبلغ متوسط ارتفاعها ما بين 600–700 متر فوق مستوى سطح البحر، الرغم من أن بعض أقماع المنطقة البركانية يزيد عن 1,000 متر وكأعلى ارتفاع يزيد عن 1,150 متر
.
الجغرافية الاقتصادية
------------------------------------------
اشتهرت حوران منذ القدم بزراعة المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والبقوليات، وهي زراعات بعلية ذات إنتاج سنوي متفاوت، بسبب تذبذب كمية الهطل من سنة إلى أخرى. تبلغ مساحة الرقعة الزراعية نحو 270 ألف هكتار، أي ما يعادل 72% من المساحة الكلية للمحافظة، يُزرع معظمها بعلاً بدورة زراعية ثلاثية، يحتل القمح والشعير المرتبة الأولى من حيث المساحة، فهما يشغلان نحو 88% من إجمالي المساحة المزروعة بعلاً.
وللمحافظة شهرة في إنتاج القمح القاسي، وقد بُنيت صوامع لتخزينه في مدينتي درعا وإزرع، ولعدم استقرار إنتاج الزراعة البعلية، تزايد الاهتمام بالزراعة المروية اعتماداً على مشروعات الري التي أقامتها الدولة، وخاصة مشروع اليرموك، ثم السدود السطحية والآبار المحلية، وتزايدت مساحة الأراضي المروية حتى بلغت نحو 20 ألف هكتار، تنتج الخضراوات والحبوب والتبغ، إضافة إلى التوسع بزراعة الأشجار المثمرة وخاصة الزيتون والكرمة واللوزيات. ومازالت الزراعة تستوعب ما يزيد على50% من القوى العاملة في المحافظة.
تراجع الاهتمام بتربية الحيوانات التقليدية وخاصة الماعز والأبقار المحلية والأغنام، وتزايد الاهتمام بتربية الأبقار الهولندية وتربية الدواجن، وانتشار المناحل لإنتاج العسل.
.
اقتصرت النشاطات الصناعية حتى عهد قريب على بعض الصناعات اليدوية والحرفية كصناعة البسط والسجاد وأطباق القش والصناعات الغذائية وتهيئة أحجار البناء. وفي الثلاثين سنة الماضية بدأت المناطق الصناعية بالظهور وتضم الصناعات المعدنية والخشبية وإصلاح السيارات والأدوات الكهربائية، ومن أهمها منطقة درعا الصناعية.
كما أقام القطاع العام بعض المنشآت الصناعية الحديثة مثل معمل الكونسروة في المزيريب ومعمل المعكرونة والأحذية والمطحنة الكبرى في مدينة درعا، كما أُقيمت منطقة حرة صناعية سورية - أردنية مشتركة في المنطقة الحدودية.
.
يقتصر النشاط التجاري في المحافظة على تصريف الإنتاج الزراعي والحيواني وشحنه إلى مدينة دمشق والمدن المجاورة أو إلى الأردن، إضافة إلى النشاط التجاري المحلي وتأمين احتياجات المواطنين محلياً أو بالاستيراد من الأردن أو من دمشق أو من بعض المحافظات السورية الأخرى.
.
تنشط السياحة في المحافظة بسبب غناها بالأماكن الأثرية، وخاصة في بصرى الشام ودرعا وإزرع والشيخ سعد، ووجدت ايضا"٧&) بعض المناطق الطبيعية الجميلة في بحيرة المزيريب وشلالات تل شهاب وزيزون والأشعري.
.
كما شهدت المحافظة تطوراً كبيراً في إنشاء الطرق المعبدة التي تصل مختلف مدن وبلدات وقرى المحافظة ببعضها، إضافة إلى الطريقين الدوليين اللذين يصلان القطر السوري بالقطر الأردني،
تاريخ
حوران منطقة متنوعة التضاريس، لكنّ الجزء الأكبر منها يتكوّن من سهل كبير لذلك تسمى سهل حوران وقد قامت عليها الكثير من الحضارات منذ القدم فقد كانت أرضاً خصبة.
.
تعاقبت على حوران كل الحضارات التي تعاقبت على بلاد الشام: الكنعانية، الآرامية، اليونانية، النبطية، الغسانية، البيزنطية، العربية الإسلامية، وقد تركت هذه الحضارات بصماتها في المنطقة، بعضها أصبح معروفاً ومكشوفاً، وبعضها الآخر ينتظر الكشف والتنقيب.
.
توجد سجلات للمستوطنات في حوران في رسائل تل العمارنة المصرية القديمة وكتاب سفر التثنية من العهد القديم، عندما كانت المنطقة تُعرف عمومًا باسم باشن (بالإنجليزية: Bashān). والتي كانت تنعم بالأمن والازدهار في ظل الحكم الأخميني. وصارت مستوطناتها أكثر تطورًا واصطبغت ثقافيًا بالحضارة الآرامية.
.
تميز العصر البيزنطي في حوران بعمليات مزدوجة للتعريب السريع ونمو المسيحية. كان حكام المنطقة الغساسنة شبه رحل وأقاموا مخيمات دائمة في جميع أنحاء حوران، وعلى رأسها الجابية، وأيضًا عقربا وجليك وحارث الجولان وغيرهم. كلفهم البيزنطيون بتأمين الإنتاج الزراعي في حوران ودرء اللصوص البدو الرحل. ازدهرت المنطقة تحت إشراف الغساسنة وبنت القبيلة بنفسها أو رعت العمارة العلمانية والدينية في قرى المنطقة، بما في ذلك الكنائس والأديرة والبيوت الكبيرة لزعماءها.
على الرغم من أن الوجود المسيحي في بعض مدن أورانتيس قد تأسست في القرنين الثاني والثالث، إلا أنه بحلول القرن الخامس، كانت جميع قرى حوران تقريبًا بها كنائس، معظمها مكرس للقديسين الذين يفضلهم العرب.
.
سكن حوران عدد من القبائل العربية التي جاء اغلبها من شبه الحزيرة العربية، وما لبثت حتى أصبحت من أقوى العشائر في حوران والمسطيرة على أراضي شاسعة منها، وهم عشائر المحاميد التي جاءت من الأردن وتحديداً الكرك بعد سقوط حكمهم فيها والتي تفرع منها لاحقاً عشيرة الحوراني، وعشائر الزعبي والحريري والمسالمة والرفاعي والنعيم وغيرها من العشائر التي جائت مع مرور الزمن وأغلب أفرادهم ذو إمتدادات خارجية في عدة بلدان عربية أغلبها في بلاد الشام.
استخدم البدو نهر الحوران للحصول على المياه ورعي الإبل والأغنام وتخزين الإمدادات لفصل الشتاء. قايضوا مواشيهم ولحومهم بالحبوب من أهل السهول، والبضائع من التجار السوريين الآخرين. كانت قافلة الحج مصدرًا رئيسيًا لدخل البدو، الذين زودوا الحجاج بالحماية والدعم اللوجستي واللحوم والنقل. وشملت أعمال النهب البدوية ضد السكان المحليين فرض الخوة (أتاوة)، ظاهريًا مقابل الحماية. كما شن البدو غارات متفرقة وغالبًا ما كانت قطعانهم ترعى في حقول السهول.
تسمية حوران
----------------------------
يعتقد أن التسمية جاءت من اللغة الارامية (حوريم بلد الكهوف، أو من اللغة السبأية" بمعنى البلد الأسود) اما الآشوريون فسموها (حورانو: أي النقرة) في حين سموها اليونان والرومان" اورانتيس" وقد ورد ذكرها في التوراة باسم "باشان، باثان: بلد العجول السمينة" كما سميت بلاد العمالقة، اما العرب في الجاهلية فسموها حوران بمعنى الملجأ أو الكهف.
قيل عنها
يقول الشاعر مصطفى وهبي التل:
بِحَوْرانَ اجْعَلوا قَبْري لَعَلّي.... أشُمُّ أَرِيجَها بَعْدَ الفَناءِ
=AZWJqZmneI6RSYp5fp_edSFma8EBwHRAu7hNylWaNNcMdkJ7H WB_uKy7xxXXRyJyrBKSbIzYAaPslAMkqGJ2JL0rEoQj42sovd3 KGcsIfEVfAdtCdz46p0a3g7XP4DiEUscC61wAu3F6QyVP92S83 luflLurqELgCKyrJ_Hx_khUWuQCGMVxcFdOsXavEgViZO4&__t n__=*bH-R]
=AZWJqZmneI6RSYp5fp_edSFma8EBwHRAu7hNylWaNNcMdkJ7H WB_uKy7xxXXRyJyrBKSbIzYAaPslAMkqGJ2JL0rEoQj42sovd3 KGcsIfEVfAdtCdz46p0a3g7XP4DiEUscC61wAu3F6QyVP92S83 luflLurqELgCKyrJ_Hx_khUWuQCGMVxcFdOsXavEgViZO4&__t n__=*bH-R]
=AZWJqZmneI6RSYp5fp_edSFma8EBwHRAu7hNylWaNNcMdkJ7H WB_uKy7xxXXRyJyrBKSbIzYAaPslAMkqGJ2JL0rEoQj42sovd3 KGcsIfEVfAdtCdz46p0a3g7XP4DiEUscC61wAu3F6QyVP92S83 luflLurqELgCKyrJ_Hx_khUWuQCGMVxcFdOsXavEgViZO4&__t n__=*bH-R]
=AZWJqZmneI6RSYp5fp_edSFma8EBwHRAu7hNylWaNNcMdkJ7H WB_uKy7xxXXRyJyrBKSbIzYAaPslAMkqGJ2JL0rEoQj42sovd3 KGcsIfEVfAdtCdz46p0a3g7XP4DiEUscC61wAu3F6QyVP92S83 luflLurqELgCKyrJ_Hx_khUWuQCGMVxcFdOsXavEgViZO4&__t n__=*bH-R]
=AZWJqZmneI6RSYp5fp_edSFma8EBwHRAu7hNylWaNNcMdkJ7H WB_uKy7xxXXRyJyrBKSbIzYAaPslAMkqGJ2JL0rEoQj42sovd3 KGcsIfEVfAdtCdz46p0a3g7XP4DiEUscC61wAu3F6QyVP92S83 luflLurqELgCKyrJ_Hx_khUWuQCGMVxcFdOsXavEgViZO4&__t n__=*bH-R]