- درجات الشعور
ان النور المنبثق من الشعور يختلف باختلاف اللحظات ، فتارة يكون واضحاً، وأخرى
يكون مظلماً ، إلاترى أن مشاعرك تستيقظ في الانتباه الشديد ، وتخبو في حالة الذهول،
كان الإنتباه نور ، والذهول ظلمة ؟ ألا ترى انك لا تنتقل من حالة إلى أخرى إلا بعد أن
تمر يجميع الأحوال المتوسطة ؟ كذلك نور الفجر لا يبدد الدجى فجأة ، ولا يستولي ظلام
الليل الحالك على الأرض إلا بالتدريج . وقد سمى (ليبنز ) ( هذا القانون بقانون الإتصال
الطبيعي . فالطفرة محال ، والانتقال الفجائي من ضد إلى آخر مخالف للعقل . فكما أنه
ليس في الإمكان أن تهبط درجة الحرارة من ۱۰۰ إلى ٥۰ إلا إذا مرت يجميع الدرجات
المتوسطة ، كذلك ليس في الإمكان أن تنتقل النفس من إدراك ضعيف إلى إدراك شديد
إلا بالتدريج ، لأن كل ادراك مجموع ادراكات صغيرة ، ومن العواطف ما هو شديد،
ومنها ما هو ضعيف ، ومن الأفكار ما هو واضح ، ومنها ما هو غامض يكاد أن يخبو
ذوره ، حتى لقد شبه العلماء هذا الشعور بأشعة النور المنعكسة على سطح مظلم ، بحيث
يكون هناك مركز واضح واطراف غامضة ، وما هنا ظل و شبه ظل ونور ، كلما قرب
الشيء من مركز الشعور المنير ازداد وضوحه ، وكلما أبتعد عنه خف نوره ، حق إذا
انتقل إلى الظل صار ظلاماً قاتماً .
ولذلك قال أحد علماء النفس : « إن للشعور طبقات مختلفة ، فبينما أنا أفكر في حل مسألة أجدني أسمع دقات الساعة ، وأرى حولي كثيراً من الأشياء المألوفة ، كمنضدتي ،
و دواتي ، فأكاد لا أشعر بها ، كأنما أنا في حلم ... ولا يدرك بواعث الزهو، والاعجاب ، والأنانية التي تفسد خالص النيات إلا النفوس الطيبة (١) ، . لأن هذه الأشياء لا توجد إلا في الطبقة الثانية من الشعور ، كأنما هي في ظل ، لا يطلع عليها إلا الحاد الذهن، والمرهف الاحساس ، والمؤيد النفس بشدة الصفاء
وعلى ذلك فإن وراء الطبقة المنيرة من الشعور طبقة ثانية مظلمة . فما هي حدود الشعور ؟ هل تخبو المشاعر وتزول آثارها من النفس عند أفولها ، أم يبقى منها في عالم الامكان اثر ؟ اين توجد هذه الحياة الباطنة ، وكيف تتصل بحياة النفس الظاهرة ؟ ذلك ما سنعالجه في بحث اللاشعور .
ان النور المنبثق من الشعور يختلف باختلاف اللحظات ، فتارة يكون واضحاً، وأخرى
يكون مظلماً ، إلاترى أن مشاعرك تستيقظ في الانتباه الشديد ، وتخبو في حالة الذهول،
كان الإنتباه نور ، والذهول ظلمة ؟ ألا ترى انك لا تنتقل من حالة إلى أخرى إلا بعد أن
تمر يجميع الأحوال المتوسطة ؟ كذلك نور الفجر لا يبدد الدجى فجأة ، ولا يستولي ظلام
الليل الحالك على الأرض إلا بالتدريج . وقد سمى (ليبنز ) ( هذا القانون بقانون الإتصال
الطبيعي . فالطفرة محال ، والانتقال الفجائي من ضد إلى آخر مخالف للعقل . فكما أنه
ليس في الإمكان أن تهبط درجة الحرارة من ۱۰۰ إلى ٥۰ إلا إذا مرت يجميع الدرجات
المتوسطة ، كذلك ليس في الإمكان أن تنتقل النفس من إدراك ضعيف إلى إدراك شديد
إلا بالتدريج ، لأن كل ادراك مجموع ادراكات صغيرة ، ومن العواطف ما هو شديد،
ومنها ما هو ضعيف ، ومن الأفكار ما هو واضح ، ومنها ما هو غامض يكاد أن يخبو
ذوره ، حتى لقد شبه العلماء هذا الشعور بأشعة النور المنعكسة على سطح مظلم ، بحيث
يكون هناك مركز واضح واطراف غامضة ، وما هنا ظل و شبه ظل ونور ، كلما قرب
الشيء من مركز الشعور المنير ازداد وضوحه ، وكلما أبتعد عنه خف نوره ، حق إذا
انتقل إلى الظل صار ظلاماً قاتماً .
ولذلك قال أحد علماء النفس : « إن للشعور طبقات مختلفة ، فبينما أنا أفكر في حل مسألة أجدني أسمع دقات الساعة ، وأرى حولي كثيراً من الأشياء المألوفة ، كمنضدتي ،
و دواتي ، فأكاد لا أشعر بها ، كأنما أنا في حلم ... ولا يدرك بواعث الزهو، والاعجاب ، والأنانية التي تفسد خالص النيات إلا النفوس الطيبة (١) ، . لأن هذه الأشياء لا توجد إلا في الطبقة الثانية من الشعور ، كأنما هي في ظل ، لا يطلع عليها إلا الحاد الذهن، والمرهف الاحساس ، والمؤيد النفس بشدة الصفاء
وعلى ذلك فإن وراء الطبقة المنيرة من الشعور طبقة ثانية مظلمة . فما هي حدود الشعور ؟ هل تخبو المشاعر وتزول آثارها من النفس عند أفولها ، أم يبقى منها في عالم الامكان اثر ؟ اين توجد هذه الحياة الباطنة ، وكيف تتصل بحياة النفس الظاهرة ؟ ذلك ما سنعالجه في بحث اللاشعور .
تعليق