نظرية الشعور المدرسية
يرجع القول بهذه النظرية إلى ( ديكارت ( لأن هذا الفيلسوف كان يعتقد أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها ، والشعور حدس ، لا بل هو صورة للظواهر النفسية ، وها نحن اولاء نلخص لك هذه النظرية :
۱ - الشعور حدس . - الحدس معرفة أولية مباشرة ، وهو مطلق صادق الحكم لا
يخطيء، ولما كان الشعور متصفاً بهذه الصفات كان بالضرورة حدساً. الشعور معرفة مباشرة . - وهذا يميز الشعور عن الإدراك ، لأن كل إدراك يقتضي
تمييز ما في الذهن عما هو خارج الذهن، فيفصل الرائي عن المرئي ، ثم يصل بينهما بالتصور. ولذلك كان الإدراك معرفة غير مباشرة ، مثل إدراك البيت، فهو لا يتم إلا بالتصور المنبعث عن الحس ، أما البيت فيبقى خارج الذهن، فالإدراك إذن عمل عقلي ولا يوجد معقولاً في
الحس بل في الشعور ، هكذا أشعر مباشرة بإدراكي كما أشعر بارادتي ورغبتي وحزني ، فلا فرق إذن بين الرائي والمرئي في الشعور التلقائي ، لأن النفس تطلع على أحوالها مباشرة.
الشعور مطلق . ـ وهو على عكس الإدراك، لأن الإدراك نسبي ، فانا لا ادرك البيت بذاته ، بل ادركه بالقياس إلى احساسي به فادراك الشيء الخارجي تابع إذن لحالة الشخص المدرك ، لأنه لا يدرك منه إلا ما يصل اليه بطريق الحواس ، فالمرئي هنا متعلق بالرائي والمعروف بالعارف ، أما الشعور فلا واسطة بينه وبين ظواهر النفس، ولذلك كان حدساً مطلقاً لا فرق فيه بين الرائي والمرئي ، إذا شعرت بعاطفة مثلا كان شعوري بها مطلقاً ، فأشعر بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي .
الشعور لا يخطىء . - ذلك لأنه حدس مباشر ، لا واسطة بينه وبين حدسياته ، فكيف نشك فيه وهو لا يعتمد على وسيط يكذب عليه . إن الريبي لا يشك في شهادة الشعور كما هو ، بل يشك في مطابقة الإدراك لحقيقة الاشياء المدركة . فقد اشك في وجود العالم الخارجي وأشك في العلم ، ولكنني لا استطيع أن أشك في شعوري . لأن العالم آلام
قد يكون غير موجود ، أما أنا فموجود ، لأنني أفكر وأشعر. ولذلك كانت المريض الخيالي حقيقية بالنسبة إلى شعوره، لأنها ظواهر نفسية ، ولا اعتراض على الخارجي
حقيقة ما تشعر به النفس من الظواهر .
۲ - الشعور صورة الظواهر النفسية . - ليس الشعور كما زعم ( الاسكتلنديون ) و التوفيقيون) قوة مستقلة عن الظواهر النفسية ، وإنما هو صورة جوهرية كليـة تنطوي على ظواهر النفس . فهو من الظواهر النفسية بمنزلة الصورة من المادة . وكما أنه لا فرق في النفس بين الرائي والمرئي ، فكذلك لا فرق بين الشعور وحالاته ، فجوهر الشعور التلقائي لا يختلف عن أعراضه ، لأنه يظهر بظهورها ويختفي باختفائها ، وهو مساو لها في الشدة والمدة ، فإذا كانت ظواهر النفس قوية كان الشعور بها قوياً ، وإذا كانت ضئيلة كان الشعور بها ضئيلاً. وما الشعور بالعدم إلا عدم الشعور ، وفقدان الشعور بالظواهر النفسية دليل على زوالها وكما أنه لا وجود لمادة بلا صورة ، فكذلك لا وجود لظاهرة بلا شعور ، فلا فرق إذن بين الظاهرة النفسية والشعور بها ، بل هما مترادفان ، ووجود
اللاشعور أو العقل الباطن محال .
تلك هي النظرية التي عمت الفلسفة بعد ( ديكارت ) ، إلا أن تقدم علم النفس أدى إلى تغييرها ، وأول فيلسوف ناقش هذه النظرية هو ( ليبنز ( فقرر وجود الإدراكات الصغيرة (1) ( Petites perceptions ) وفرق بينها وبين الادراكات الواضحة ، واضطر علماء النفس بعده إلى القول بحياة باطنية لاشعورية . ولنبحث الآن في درجات الشعور تمهيداً للدخول في بحث اللاشعور
يرجع القول بهذه النظرية إلى ( ديكارت ( لأن هذا الفيلسوف كان يعتقد أن النفس لا تنقطع عن التفكير إلا إذا تلاشى وجودها ، والشعور حدس ، لا بل هو صورة للظواهر النفسية ، وها نحن اولاء نلخص لك هذه النظرية :
۱ - الشعور حدس . - الحدس معرفة أولية مباشرة ، وهو مطلق صادق الحكم لا
يخطيء، ولما كان الشعور متصفاً بهذه الصفات كان بالضرورة حدساً. الشعور معرفة مباشرة . - وهذا يميز الشعور عن الإدراك ، لأن كل إدراك يقتضي
تمييز ما في الذهن عما هو خارج الذهن، فيفصل الرائي عن المرئي ، ثم يصل بينهما بالتصور. ولذلك كان الإدراك معرفة غير مباشرة ، مثل إدراك البيت، فهو لا يتم إلا بالتصور المنبعث عن الحس ، أما البيت فيبقى خارج الذهن، فالإدراك إذن عمل عقلي ولا يوجد معقولاً في
الحس بل في الشعور ، هكذا أشعر مباشرة بإدراكي كما أشعر بارادتي ورغبتي وحزني ، فلا فرق إذن بين الرائي والمرئي في الشعور التلقائي ، لأن النفس تطلع على أحوالها مباشرة.
الشعور مطلق . ـ وهو على عكس الإدراك، لأن الإدراك نسبي ، فانا لا ادرك البيت بذاته ، بل ادركه بالقياس إلى احساسي به فادراك الشيء الخارجي تابع إذن لحالة الشخص المدرك ، لأنه لا يدرك منه إلا ما يصل اليه بطريق الحواس ، فالمرئي هنا متعلق بالرائي والمعروف بالعارف ، أما الشعور فلا واسطة بينه وبين ظواهر النفس، ولذلك كان حدساً مطلقاً لا فرق فيه بين الرائي والمرئي ، إذا شعرت بعاطفة مثلا كان شعوري بها مطلقاً ، فأشعر بها كما هي ، لا كما تصورها لي حواسي .
الشعور لا يخطىء . - ذلك لأنه حدس مباشر ، لا واسطة بينه وبين حدسياته ، فكيف نشك فيه وهو لا يعتمد على وسيط يكذب عليه . إن الريبي لا يشك في شهادة الشعور كما هو ، بل يشك في مطابقة الإدراك لحقيقة الاشياء المدركة . فقد اشك في وجود العالم الخارجي وأشك في العلم ، ولكنني لا استطيع أن أشك في شعوري . لأن العالم آلام
قد يكون غير موجود ، أما أنا فموجود ، لأنني أفكر وأشعر. ولذلك كانت المريض الخيالي حقيقية بالنسبة إلى شعوره، لأنها ظواهر نفسية ، ولا اعتراض على الخارجي
حقيقة ما تشعر به النفس من الظواهر .
۲ - الشعور صورة الظواهر النفسية . - ليس الشعور كما زعم ( الاسكتلنديون ) و التوفيقيون) قوة مستقلة عن الظواهر النفسية ، وإنما هو صورة جوهرية كليـة تنطوي على ظواهر النفس . فهو من الظواهر النفسية بمنزلة الصورة من المادة . وكما أنه لا فرق في النفس بين الرائي والمرئي ، فكذلك لا فرق بين الشعور وحالاته ، فجوهر الشعور التلقائي لا يختلف عن أعراضه ، لأنه يظهر بظهورها ويختفي باختفائها ، وهو مساو لها في الشدة والمدة ، فإذا كانت ظواهر النفس قوية كان الشعور بها قوياً ، وإذا كانت ضئيلة كان الشعور بها ضئيلاً. وما الشعور بالعدم إلا عدم الشعور ، وفقدان الشعور بالظواهر النفسية دليل على زوالها وكما أنه لا وجود لمادة بلا صورة ، فكذلك لا وجود لظاهرة بلا شعور ، فلا فرق إذن بين الظاهرة النفسية والشعور بها ، بل هما مترادفان ، ووجود
اللاشعور أو العقل الباطن محال .
تلك هي النظرية التي عمت الفلسفة بعد ( ديكارت ) ، إلا أن تقدم علم النفس أدى إلى تغييرها ، وأول فيلسوف ناقش هذه النظرية هو ( ليبنز ( فقرر وجود الإدراكات الصغيرة (1) ( Petites perceptions ) وفرق بينها وبين الادراكات الواضحة ، واضطر علماء النفس بعده إلى القول بحياة باطنية لاشعورية . ولنبحث الآن في درجات الشعور تمهيداً للدخول في بحث اللاشعور
تعليق