طبيعة الشعور
ما هي حقيقة الشعور ؟ هل هو قوة مفارقة للظواهر النفسية أم صورة ملازمة لهام لسنانريد في هذا المطلب أن نعود إلى البحث في منشأ الشعور ، فقد ناقشنا سابقاً مذهب
الاثنينيين ، ونظرية الظاهرة الثانوية ، والنظرية السلوكية وغيرها . وإنما نريد أن نبين طبيعة الشعور من الوجهة النفسية فقط
ا - هل الشعور مستقل عن الظواهر النفسية
ليس الشعور قوة مستقلة عن الظواهر النفسية ، وإنما هو هي ، فانا أتألم وأفكر، وأرغب وأريد ، وأشعر في الوقت نفسه بهذا الألم والتفكير ، وتلك الرغبة ، والإرادة. حق لقد قال ( ستوارت ميل : ( ليس الشعور والاحساس شيئين مختلفين وإنما هما اسمان لشيء واحد ، فإذا استعملت كلمة شعور بدلاً من كلمة إحساس لم ازد على كلمة إحساس شيئاً، وكذلك إذا فكرت أو شعرت بأني أفكر ، فإن الأمرين شيء واحد . »
من ذا الذي يستطيع أن يتصور شعوراً خالياً من كل ظاهرة نفسية أو نفساً لا أثر فيها للتهيج والتفكير والإرادة ؟
لقد زعم ) الاسكتلنديون ( أن الشعور قوة مفارقة للظواهر النفسية فقال ( رويه كوللارد ) (۱) : ( ان لذاتنا ، وآلامنا ، وآمالنا ، ومخاوفنا وكل إحساساتنا وأفعالنا وأفكارنا تجري أمام الشعور كما تجري مياه النهر أمام عيني المشاهد الواقف على الشاطي ۲ ولكن كيف يختلف الرائي عن المرئي ، انهما إذا اختلفا في إدراك العالم الخارجي لم يختلفا في إدراك الشعور. لأنه لا فرق بين حدوث الرغبة والشعور بها. ولو كان الأمر على عكس ذلك ، أي لو كان الشعور مفارقاً للظواهر النفسية لما اتصلا ابداً ، « ولكانت العين التي عن الشيء المرئي . لقد قال ارسطو منذ القدم : إذا قلنا بوجود حاسة ثانية نحس بها الأولى لزم عن ذلك الذهاب إلى اللانهاية أو الوصول إلى حاسة تدرك نفسها بنفسها. فلماذا لا نقول بوجود هذه الخاصة للحاسة الأولى ) (۳) تری مختلفة
ينتج من ذلك أن الشعور ملابس المظواهر النفسية ، وانه صورة من صورها ، وصفة من صفاتها ، ولولاه لما أمكن الاطلاع على ما تنطوي عليه النفس . قال (داويد (هوم أيضاً : أما أنا فاني كلما دخلت إلى أعماق نفسي كشفت عن إدراك جزئي واحد أو عن غيره من الادراكات، كإدراك الحرارة والبرودة ، والنور والظلمة والحب والبغضاء ، والألم واللذة ، فلا استطيع أن أكشف عما في نفسى إلا بالإدراك ، ولا استطيع
أن اشاهد فيها شيئاً غير الادراك (١) )
ولو كان الشعور كما زعم الاسكتلنديون قوة مستقلة عن الظواهر النفسية لأمكن بقاء هذه الظواهر بعد زوال الشعور بها، أفينقطع جريان النهر إذا ابتعدت عن الشاطيء - أم هل تزول هذه السهول السندسية إذا اغلقت نافذتي ؟
ان عدم إدراك الشيء لا يدل على فقدانه ، فهل يمكن تشبيه الحدسيات النفسية بالحدسيات الحسية الخارجية ، وهل يستمر بقاء الظواهر النفسية إذا زال الشعور بها ؟ ذلك ما سنعالجه عند البحث في نظرية اللاشعور .
ما هي حقيقة الشعور ؟ هل هو قوة مفارقة للظواهر النفسية أم صورة ملازمة لهام لسنانريد في هذا المطلب أن نعود إلى البحث في منشأ الشعور ، فقد ناقشنا سابقاً مذهب
الاثنينيين ، ونظرية الظاهرة الثانوية ، والنظرية السلوكية وغيرها . وإنما نريد أن نبين طبيعة الشعور من الوجهة النفسية فقط
ا - هل الشعور مستقل عن الظواهر النفسية
ليس الشعور قوة مستقلة عن الظواهر النفسية ، وإنما هو هي ، فانا أتألم وأفكر، وأرغب وأريد ، وأشعر في الوقت نفسه بهذا الألم والتفكير ، وتلك الرغبة ، والإرادة. حق لقد قال ( ستوارت ميل : ( ليس الشعور والاحساس شيئين مختلفين وإنما هما اسمان لشيء واحد ، فإذا استعملت كلمة شعور بدلاً من كلمة إحساس لم ازد على كلمة إحساس شيئاً، وكذلك إذا فكرت أو شعرت بأني أفكر ، فإن الأمرين شيء واحد . »
من ذا الذي يستطيع أن يتصور شعوراً خالياً من كل ظاهرة نفسية أو نفساً لا أثر فيها للتهيج والتفكير والإرادة ؟
لقد زعم ) الاسكتلنديون ( أن الشعور قوة مفارقة للظواهر النفسية فقال ( رويه كوللارد ) (۱) : ( ان لذاتنا ، وآلامنا ، وآمالنا ، ومخاوفنا وكل إحساساتنا وأفعالنا وأفكارنا تجري أمام الشعور كما تجري مياه النهر أمام عيني المشاهد الواقف على الشاطي ۲ ولكن كيف يختلف الرائي عن المرئي ، انهما إذا اختلفا في إدراك العالم الخارجي لم يختلفا في إدراك الشعور. لأنه لا فرق بين حدوث الرغبة والشعور بها. ولو كان الأمر على عكس ذلك ، أي لو كان الشعور مفارقاً للظواهر النفسية لما اتصلا ابداً ، « ولكانت العين التي عن الشيء المرئي . لقد قال ارسطو منذ القدم : إذا قلنا بوجود حاسة ثانية نحس بها الأولى لزم عن ذلك الذهاب إلى اللانهاية أو الوصول إلى حاسة تدرك نفسها بنفسها. فلماذا لا نقول بوجود هذه الخاصة للحاسة الأولى ) (۳) تری مختلفة
ينتج من ذلك أن الشعور ملابس المظواهر النفسية ، وانه صورة من صورها ، وصفة من صفاتها ، ولولاه لما أمكن الاطلاع على ما تنطوي عليه النفس . قال (داويد (هوم أيضاً : أما أنا فاني كلما دخلت إلى أعماق نفسي كشفت عن إدراك جزئي واحد أو عن غيره من الادراكات، كإدراك الحرارة والبرودة ، والنور والظلمة والحب والبغضاء ، والألم واللذة ، فلا استطيع أن أكشف عما في نفسى إلا بالإدراك ، ولا استطيع
أن اشاهد فيها شيئاً غير الادراك (١) )
ولو كان الشعور كما زعم الاسكتلنديون قوة مستقلة عن الظواهر النفسية لأمكن بقاء هذه الظواهر بعد زوال الشعور بها، أفينقطع جريان النهر إذا ابتعدت عن الشاطيء - أم هل تزول هذه السهول السندسية إذا اغلقت نافذتي ؟
ان عدم إدراك الشيء لا يدل على فقدانه ، فهل يمكن تشبيه الحدسيات النفسية بالحدسيات الحسية الخارجية ، وهل يستمر بقاء الظواهر النفسية إذا زال الشعور بها ؟ ذلك ما سنعالجه عند البحث في نظرية اللاشعور .
تعليق