شروط الشعور
6 إذا كان التوازن بين النبات ومحيطه الخارجي يتم بتكيف لا شعوري ، فانه لا يتم بين الحيوان وبيئته إلا بظهور الشعور . لأن في الحيوان عدداً كبيراً من الحاجات والنزعات ، وهو متحرك دائم الإنتقال من بيئة إلى أخرى، وهذه الصفات تدعو إلى الإخلال بالتوازن، وباختلال هذا التوازن يظهر الشعور .
۱ - يظهر من ذلك أن الشعور تابع قبل كل شيء لشروط حيوية وعملية . وهو يمثل دوراً هاماً في حفظ بقاء الحيوان ودفاعه عن نفسه ، يظهر عندما يختل التكيف، ثم يعمل على اعادة التكيف إلى ما كان عليه . وهو آلة للاطلاع على كل نافع، وأول الأشياء النافعة الاطلاع على العالم الخارجي لتجنب ما فيه من المخاطر ، واجتياز ما فيه من العقبات ، واقتناص ما فيه من الحاجات . لذلك كان شعور المرء مشتملاً قبل كل شيء على ادراك الأشياء الخارجية
ومشتملاً في الوقت نفسه على ادراكه لذاته، لإختيار الصالح من نزعاته المتناقضة ، فهو إذن عقلي ، وانفعالي ، وفاعل .
۲ - ولما كان الإنسان يعيش في وسط اجتماعي ، كان الشعور خاضعا للشروط الاجتماعية وكان له دور هام في مؤالفة البيئة. إن آراء الإنسان لا تصبح متصفة بالوعي والشعور إلا إذا اصطدمت بآراء الآخرين. فالشعور يكشف إذن عن القواعد الاجتماعية والأوامر الخلقية التي يجب اتباعها ، ويكبت الرغبات اللااجتماعية ، والنزعات المخالفة للمألوف من العادات .
٣ - ينتج من ذلك أن الشعور خاضع لقانونين أساسيين؛ أحدهما قانون النسبية
والثاني قانون التأليف
ولما كنا قد بحثنا في قانون النسبية سابقاً ، فلنقل الآن كلمتنا في قانون التأليف. إن الشعور يؤلف بين كثير من العناصر . فلا يظهر إلا إذا جمع بين كثرة العناصر ووحدة التفكير
إن كل حالة شعورية أولية ترجع عدداً كبيراً من المؤثرات الخارجية إلى الوحدة . مثال ذلك أن الإحساس السمعي ينشأ عن عدد كبير من اهتزازات الهواء ، والإحساس الضوئي ينشأ عن عدد كبير من الاهتزازات الكهرطيسية ، وكل حالة نفسية أولية هي بهذا المعنى تعبير رمزي بسيط عن مؤثرات خارجية كثيرة ، وما الشعور إلا لغة تعبر عن الوجود الخارجي المعقد .
اضف إلى ذلك أن الشعور لا يقتصر على حالة شعورية واحدة ، بل يستلزم أيضاً تأليف هذه الحالات الأولية وجمعها في حالات مركبة . مثال ذلك أن الإدراك يجمع الإحساسات إلى الصور والذكريات ، والشعور يجمع الحالات النفسية المتباينة بعضها إلى بعض ليؤلف منها ذاتاً واحدة ، وهي الأنا.
6 إذا كان التوازن بين النبات ومحيطه الخارجي يتم بتكيف لا شعوري ، فانه لا يتم بين الحيوان وبيئته إلا بظهور الشعور . لأن في الحيوان عدداً كبيراً من الحاجات والنزعات ، وهو متحرك دائم الإنتقال من بيئة إلى أخرى، وهذه الصفات تدعو إلى الإخلال بالتوازن، وباختلال هذا التوازن يظهر الشعور .
۱ - يظهر من ذلك أن الشعور تابع قبل كل شيء لشروط حيوية وعملية . وهو يمثل دوراً هاماً في حفظ بقاء الحيوان ودفاعه عن نفسه ، يظهر عندما يختل التكيف، ثم يعمل على اعادة التكيف إلى ما كان عليه . وهو آلة للاطلاع على كل نافع، وأول الأشياء النافعة الاطلاع على العالم الخارجي لتجنب ما فيه من المخاطر ، واجتياز ما فيه من العقبات ، واقتناص ما فيه من الحاجات . لذلك كان شعور المرء مشتملاً قبل كل شيء على ادراك الأشياء الخارجية
ومشتملاً في الوقت نفسه على ادراكه لذاته، لإختيار الصالح من نزعاته المتناقضة ، فهو إذن عقلي ، وانفعالي ، وفاعل .
۲ - ولما كان الإنسان يعيش في وسط اجتماعي ، كان الشعور خاضعا للشروط الاجتماعية وكان له دور هام في مؤالفة البيئة. إن آراء الإنسان لا تصبح متصفة بالوعي والشعور إلا إذا اصطدمت بآراء الآخرين. فالشعور يكشف إذن عن القواعد الاجتماعية والأوامر الخلقية التي يجب اتباعها ، ويكبت الرغبات اللااجتماعية ، والنزعات المخالفة للمألوف من العادات .
٣ - ينتج من ذلك أن الشعور خاضع لقانونين أساسيين؛ أحدهما قانون النسبية
والثاني قانون التأليف
ولما كنا قد بحثنا في قانون النسبية سابقاً ، فلنقل الآن كلمتنا في قانون التأليف. إن الشعور يؤلف بين كثير من العناصر . فلا يظهر إلا إذا جمع بين كثرة العناصر ووحدة التفكير
إن كل حالة شعورية أولية ترجع عدداً كبيراً من المؤثرات الخارجية إلى الوحدة . مثال ذلك أن الإحساس السمعي ينشأ عن عدد كبير من اهتزازات الهواء ، والإحساس الضوئي ينشأ عن عدد كبير من الاهتزازات الكهرطيسية ، وكل حالة نفسية أولية هي بهذا المعنى تعبير رمزي بسيط عن مؤثرات خارجية كثيرة ، وما الشعور إلا لغة تعبر عن الوجود الخارجي المعقد .
اضف إلى ذلك أن الشعور لا يقتصر على حالة شعورية واحدة ، بل يستلزم أيضاً تأليف هذه الحالات الأولية وجمعها في حالات مركبة . مثال ذلك أن الإدراك يجمع الإحساسات إلى الصور والذكريات ، والشعور يجمع الحالات النفسية المتباينة بعضها إلى بعض ليؤلف منها ذاتاً واحدة ، وهي الأنا.
تعليق