الشعور
۱ - تعريف الشعور وصوره وصفاته
ما هو الشعور - الشعور هو الحدس النفسي الذي نطلع به على حالاتنا الداخلية (1) كان ( هاميلتون ) يقول : الشعور هو معرفة النفس بأفعالها وانفعالاتها . فهو إذن معرفة مباشرة أو حدس نفسي يطلع الانسان به مباشرة على ما يجري في نفسه من العواطف والأفكار والذكريات ، ويدرك ألوان حياته الداخلية من غير أن يحتاج في ذلك كله إلى واسطة خارجية . ولنبحث الآن في صور الشعور وصفاته
ا - صور الشعور
للشعور عدة صور أشدها خطورة صورتان: الصورة التلقائية ( Spontanee ) والصورة التأملية ) Renchie ) . وقد بينا في الفصل السابق (۲) أثرهما في الملاحظة النفسية ، ولنذكر الآن نسبة كل صورة منهما الى الأخرى .
۱ - تظهر الحالات النفسية في الشعور التلقائي بثوبها الطبيعي المجرد من الفعل التأملي فالخوف ، والغضب ، والاطلاعات الناشئة مباشرة عن الحواس ، والأفعال الخلية من التفكير والتأمل هي من ظواهر الشعور التلقائي ، وهي ظواهر متصلة خالية من الوضوح يشترك فيها الحيوان ، والطفل ، والإنسان الإبتدائي ، والمتمدن .
- ولكن إذا رجع الانسان إلى نفسه ، وتأمل ما تنطوي عليه من المشاعر المبهمة والرغائب الغامضة ، ثم أنعم النظر فيها ، حتى تصبح صورها بينة ، وحقائقها واضحة شبيهة بصور العالم الخارجي ، كان شعوره هذا شعوراً تأملياً . فحب الحقيقة والاستدلال والتفكير وسائر الأحوال الداخلية التي يصحبها انتباه إرادي هي من حالات الشعور التأملي .
٣ - وحالات الشعور التلقائي يمكن أن تكون انفعالية ، أو عقلية ، أو فاعلة ، أما حالات الشعور التأملي فلا يمكن ان تكون إلا عقلية . أن الحالات الشعورية تولد في نفس صاحبها إدراكا لذاته . فإذا أحس بالألم مثلاً استطاع أن يفكر فيه ، ولكن فكرة الألم ليست ألما ، وإنما هي حالة عقلية
ولذلك كان الشعور التلقائي بسيطاً والشعور التأملي مركباً ؛ لأنه رجوع إرادي إلى النفس ، لا بل هو شعور الإنسان بنفسه الشاعرة ، وهو مبني على الشعور التلقائي ، لأنه أكثر تعقداً منه، هذا ينطوي على الحاضر وحده، وذاك ينطوي على الحاضر والماضي معاً. فنسبة الشعور التلقائي إلى الشعور التأملي كنسبة الإحساس إلى الإدراك . ووظيفته في إدراك الحياة الداخلية كوظيفة الإحساس في إدراك العالم الخارجي
ومن العجيب ان شدة الأحوال النفسية مضادة لوضوح الشعور التأملي ، فكلما كان الألم أخف كان تأمله أوضح وأبين ، وكلما كان أشد وأقوى كان إدراكه أظلم وأخفى ، والسبب في ذلك أن شدة الانفعال تشوش النفس وتعكر صفو الفكر
ولذلك كان الشعور التلقائي أكثر نمواً من الشعور التأملي عند الأقوام الابتدائية والأطفال. لأن حياتهم عرضة للاضطرابات الشديدة ، والانفعالات المفاجئة، لا يستطيعون التروي في أحكامهم ، ولا التبصر في أعمالهم ، وكلما كان حظ الانسان من التحضر أرقى كان حكمه على تهيجاته أشد وأقوى ، فلا يغلب عليه الهوى ، بل يكبح جماح نفسه ، ويوقف غضبه ، ويسيطر على شهواته ، ويهذب ذوقه بالتربية والدرس والتأمل ، فتغدو أفكاره متسقة ، لا يقوم بعمل إلا بعد اعمال الروية فيه .
۱ - تعريف الشعور وصوره وصفاته
ما هو الشعور - الشعور هو الحدس النفسي الذي نطلع به على حالاتنا الداخلية (1) كان ( هاميلتون ) يقول : الشعور هو معرفة النفس بأفعالها وانفعالاتها . فهو إذن معرفة مباشرة أو حدس نفسي يطلع الانسان به مباشرة على ما يجري في نفسه من العواطف والأفكار والذكريات ، ويدرك ألوان حياته الداخلية من غير أن يحتاج في ذلك كله إلى واسطة خارجية . ولنبحث الآن في صور الشعور وصفاته
ا - صور الشعور
للشعور عدة صور أشدها خطورة صورتان: الصورة التلقائية ( Spontanee ) والصورة التأملية ) Renchie ) . وقد بينا في الفصل السابق (۲) أثرهما في الملاحظة النفسية ، ولنذكر الآن نسبة كل صورة منهما الى الأخرى .
۱ - تظهر الحالات النفسية في الشعور التلقائي بثوبها الطبيعي المجرد من الفعل التأملي فالخوف ، والغضب ، والاطلاعات الناشئة مباشرة عن الحواس ، والأفعال الخلية من التفكير والتأمل هي من ظواهر الشعور التلقائي ، وهي ظواهر متصلة خالية من الوضوح يشترك فيها الحيوان ، والطفل ، والإنسان الإبتدائي ، والمتمدن .
- ولكن إذا رجع الانسان إلى نفسه ، وتأمل ما تنطوي عليه من المشاعر المبهمة والرغائب الغامضة ، ثم أنعم النظر فيها ، حتى تصبح صورها بينة ، وحقائقها واضحة شبيهة بصور العالم الخارجي ، كان شعوره هذا شعوراً تأملياً . فحب الحقيقة والاستدلال والتفكير وسائر الأحوال الداخلية التي يصحبها انتباه إرادي هي من حالات الشعور التأملي .
٣ - وحالات الشعور التلقائي يمكن أن تكون انفعالية ، أو عقلية ، أو فاعلة ، أما حالات الشعور التأملي فلا يمكن ان تكون إلا عقلية . أن الحالات الشعورية تولد في نفس صاحبها إدراكا لذاته . فإذا أحس بالألم مثلاً استطاع أن يفكر فيه ، ولكن فكرة الألم ليست ألما ، وإنما هي حالة عقلية
ولذلك كان الشعور التلقائي بسيطاً والشعور التأملي مركباً ؛ لأنه رجوع إرادي إلى النفس ، لا بل هو شعور الإنسان بنفسه الشاعرة ، وهو مبني على الشعور التلقائي ، لأنه أكثر تعقداً منه، هذا ينطوي على الحاضر وحده، وذاك ينطوي على الحاضر والماضي معاً. فنسبة الشعور التلقائي إلى الشعور التأملي كنسبة الإحساس إلى الإدراك . ووظيفته في إدراك الحياة الداخلية كوظيفة الإحساس في إدراك العالم الخارجي
ومن العجيب ان شدة الأحوال النفسية مضادة لوضوح الشعور التأملي ، فكلما كان الألم أخف كان تأمله أوضح وأبين ، وكلما كان أشد وأقوى كان إدراكه أظلم وأخفى ، والسبب في ذلك أن شدة الانفعال تشوش النفس وتعكر صفو الفكر
ولذلك كان الشعور التلقائي أكثر نمواً من الشعور التأملي عند الأقوام الابتدائية والأطفال. لأن حياتهم عرضة للاضطرابات الشديدة ، والانفعالات المفاجئة، لا يستطيعون التروي في أحكامهم ، ولا التبصر في أعمالهم ، وكلما كان حظ الانسان من التحضر أرقى كان حكمه على تهيجاته أشد وأقوى ، فلا يغلب عليه الهوى ، بل يكبح جماح نفسه ، ويوقف غضبه ، ويسيطر على شهواته ، ويهذب ذوقه بالتربية والدرس والتأمل ، فتغدو أفكاره متسقة ، لا يقوم بعمل إلا بعد اعمال الروية فيه .
تعليق