الطريقة الموضوعية
إذا كانت طريقة التأمل الباطني توصلنا إلى معرفة الجانب الداخلي من حياتنا النفسية فإن الطريقة الموضوعية توصلنا إلى معرفة سلوك الناس ذلك لأن الملاحظة في هذه الطريقة تكون خارجية ظاهرة بمعنى أن المشاهد يكون فيها غير المشاهد ، والرائي غير المرئي . والشيء المشاهد هنا حادثة طبيعية خارجية كالمواقف التي يوجد فيها الكائن الحي من جهة، وتصرفه وسلوكه في هذه المواقف من جهة أخرى . ونحن نسجل سلوك الناس في هذه
المواقف المختلفة ، ونسجل المزوات التي تحده هم على السل دون النظر إلى ما يجري في
نفوسهم والملاحظة الخارجية أسهل من الملاحظة الداخلية ، حتى أنك لتجد الطفل شغوفاً بما
سلو الملاحظة الخارجية المباشرة : - اننا نستطيع أن نلاحظ الناس مباشرة فندرس كهم وفعالهم ، وهذه الملاحظة ممكنة في كل وقت ، لأن الأنسان لا يعيش وحده ، بل يعيش مع الناس ، فهو يستطيع إذن أن ينظر اليهم ويسمع كلامهم ويشاهد أفعالهم . وقد جمع الروائيون وعلماء الأخلاق كثيراً من هذه الملاحظات . وجدير بالعالم النفسي أن يحذو حذوهم في ملاحظة أحوال الناس . نعم أن الأقوال والأفعال لا تدل دائماً على حقيقة ما يعتقده الانسان ، إلا أن التجربة تعودنا تفسير مقاصد الناس وتحليل أفعالهم ، هكذا تهيء لنا تجربتنا الداخلية ومعرفتنا باحوال أنفسنا سبيل الاطلاع على حقيقة ما يشعر به
الاطلاع ، ويريد أن يعرف آراء الناس فيه . يحيط به ، يستهويه حب وتنقسم الملاحظة الخارجية إلى قسمين : الملاحظة الخارجية المباشرة ، والملاحظة
الخارجية غير المباشرة .
الآخرون . ولنذكر أولاً بعض ا الأمثلة .
شخصاً من ان الدراسة الموضوعية للانفعالات التي تصيب الاشخاص في موقف من المواقف هي ملاحظة هذا الموقف أولاً ، ثم تسجيل الظواهر التي تبدو على هذا الشخص ثانياً . فاذا كان الموقف موقف خطر شاهدنا اصفراراً على وجه الشخص وارتجافاً في يديه واصطكاكا في ركبتيه : وقد نجده يهرب من الخطر الذي أحدق به ، أو يختبيء، أو يقف
إذا أردنا أن ندرس الاحساس دراسة موضوعية خارجية بحثنا أولاً في العوامل الخارجية المؤثرة في شخص من الأشخاص ، ثم لاحظنا ثانياً ردود فعله على هذه المؤثرات
دون النظر إلى ما يجري في باطنه
ثابتاً في محله مشدوها .
ان دراسة الذاكرة على الطريقة الموضوعية هي البحث عن آثار حادثة من حوادث
الماضي في سلوك شخص من الأشخاص .
فملاحظة سلوك الناس تطلعنا على كثير من الأشياء الهامة ، إلا أنها لا تدخلنا في باطنهم لمشاركتهم في شعورهم .
وقد نشأ عن اتباع هذه الطريقة في علم النفس فرع من الدراسات النفسية الجديدة يسمى بعلم النفس السلوكي . وذلك ان للحيوان وعلى الاخص للانسان طريقة خاصة في السلوك ، ونهجاً خاصاً يتبعه في مجالات الحياة المتباينة وفي ردود الفعل على المؤثرات التي يتلقاها
ف الاتجاه الحديث في علم النفس يوجب ان يكون هذا السلوك موضوع البحث ، وقد لجأ العلماء إلى هذه الطريقة ليتجنبوا كثيراً من المسائل المعقدة التي لم يصلوا إلى حلها .
لا شك ان هذا الاتجاه الجديد في دراسة الظواهر النفسية يؤدي لعلم النفس خدمات جليلة من حيث الدقة والوضوح ، ومن حيث التقريب بينه وبين غيره من العلوم.
ولكن هذه الطريقة لا تستطيع ان تحيط يجميع نواحي العلم . وإذا كانت صالحة للاحاطة ببعض المسائل، فانها تقف عاجزة عن الاحاطة بالمسائل الأخرى . اذ كيف يمكن دراسة الألم واللذة والرغبة دون رجوع أصحابها إلى أنفسهم . فالظاهرة النفسية في طريقة التأمل الباطني حالة شعورية جربها الانسان في داخله ، أما في الطريقة الموضوعية
فهي عبارة عن سلوك الانسان في موقف من مواقف الحياة
اننا لا نستطيع أن نضرب صفحاً عن الناحية الوجدانية الداخلية في دراسة الحياة النفسية ، ويكفي لاثبات ذلك ان تتصور دمية ميكانيكية تشبه امرأة حقيقية ، ، فتبتسم وتتكلم ، وتحمر خجلا ، وتهتم بك لارضائك ، وتعنى بأمرك ، وتجيبك اذا حدثتها ، وتودعك إذا انصرفت عنك . أفتظن انك تنزل هذه الدمية الآلية اللطيفة منزلة المرأة اذا كنت تعرف انها آلة متحركة (۱) ؟ اضف إلى ذلك ان حركات السلوك لا تعلل بوضوح الا اذا فرضت الشعور متوسطاً بينها وبين الأسباب المادية المحدثة لها. فاذا فرضت القوانين النفسية مؤلفة من العلاقات الطبيعية الموجودة بين الموثرات وردود الفعل فقط ساتك
هذا الفرض الى انكار تأثير الشعور والى اعتباره ظاهرة ثانوية ملحقة . وهذا الرأي الأخير باطل لأن كثيراً من افعالنا لا تعلل إلا بالشعور .
و قصارى القول ان طريقة السلوكيين تصلح قبل كل شيء لدراسة نفسية الحيوان . أما دراسة نفسية الانسان فانك لا تستطيع أن تضرب فيها عن الشعور صفحاً
إذا كانت طريقة التأمل الباطني توصلنا إلى معرفة الجانب الداخلي من حياتنا النفسية فإن الطريقة الموضوعية توصلنا إلى معرفة سلوك الناس ذلك لأن الملاحظة في هذه الطريقة تكون خارجية ظاهرة بمعنى أن المشاهد يكون فيها غير المشاهد ، والرائي غير المرئي . والشيء المشاهد هنا حادثة طبيعية خارجية كالمواقف التي يوجد فيها الكائن الحي من جهة، وتصرفه وسلوكه في هذه المواقف من جهة أخرى . ونحن نسجل سلوك الناس في هذه
المواقف المختلفة ، ونسجل المزوات التي تحده هم على السل دون النظر إلى ما يجري في
نفوسهم والملاحظة الخارجية أسهل من الملاحظة الداخلية ، حتى أنك لتجد الطفل شغوفاً بما
سلو الملاحظة الخارجية المباشرة : - اننا نستطيع أن نلاحظ الناس مباشرة فندرس كهم وفعالهم ، وهذه الملاحظة ممكنة في كل وقت ، لأن الأنسان لا يعيش وحده ، بل يعيش مع الناس ، فهو يستطيع إذن أن ينظر اليهم ويسمع كلامهم ويشاهد أفعالهم . وقد جمع الروائيون وعلماء الأخلاق كثيراً من هذه الملاحظات . وجدير بالعالم النفسي أن يحذو حذوهم في ملاحظة أحوال الناس . نعم أن الأقوال والأفعال لا تدل دائماً على حقيقة ما يعتقده الانسان ، إلا أن التجربة تعودنا تفسير مقاصد الناس وتحليل أفعالهم ، هكذا تهيء لنا تجربتنا الداخلية ومعرفتنا باحوال أنفسنا سبيل الاطلاع على حقيقة ما يشعر به
الاطلاع ، ويريد أن يعرف آراء الناس فيه . يحيط به ، يستهويه حب وتنقسم الملاحظة الخارجية إلى قسمين : الملاحظة الخارجية المباشرة ، والملاحظة
الخارجية غير المباشرة .
الآخرون . ولنذكر أولاً بعض ا الأمثلة .
شخصاً من ان الدراسة الموضوعية للانفعالات التي تصيب الاشخاص في موقف من المواقف هي ملاحظة هذا الموقف أولاً ، ثم تسجيل الظواهر التي تبدو على هذا الشخص ثانياً . فاذا كان الموقف موقف خطر شاهدنا اصفراراً على وجه الشخص وارتجافاً في يديه واصطكاكا في ركبتيه : وقد نجده يهرب من الخطر الذي أحدق به ، أو يختبيء، أو يقف
إذا أردنا أن ندرس الاحساس دراسة موضوعية خارجية بحثنا أولاً في العوامل الخارجية المؤثرة في شخص من الأشخاص ، ثم لاحظنا ثانياً ردود فعله على هذه المؤثرات
دون النظر إلى ما يجري في باطنه
ثابتاً في محله مشدوها .
ان دراسة الذاكرة على الطريقة الموضوعية هي البحث عن آثار حادثة من حوادث
الماضي في سلوك شخص من الأشخاص .
فملاحظة سلوك الناس تطلعنا على كثير من الأشياء الهامة ، إلا أنها لا تدخلنا في باطنهم لمشاركتهم في شعورهم .
وقد نشأ عن اتباع هذه الطريقة في علم النفس فرع من الدراسات النفسية الجديدة يسمى بعلم النفس السلوكي . وذلك ان للحيوان وعلى الاخص للانسان طريقة خاصة في السلوك ، ونهجاً خاصاً يتبعه في مجالات الحياة المتباينة وفي ردود الفعل على المؤثرات التي يتلقاها
ف الاتجاه الحديث في علم النفس يوجب ان يكون هذا السلوك موضوع البحث ، وقد لجأ العلماء إلى هذه الطريقة ليتجنبوا كثيراً من المسائل المعقدة التي لم يصلوا إلى حلها .
لا شك ان هذا الاتجاه الجديد في دراسة الظواهر النفسية يؤدي لعلم النفس خدمات جليلة من حيث الدقة والوضوح ، ومن حيث التقريب بينه وبين غيره من العلوم.
ولكن هذه الطريقة لا تستطيع ان تحيط يجميع نواحي العلم . وإذا كانت صالحة للاحاطة ببعض المسائل، فانها تقف عاجزة عن الاحاطة بالمسائل الأخرى . اذ كيف يمكن دراسة الألم واللذة والرغبة دون رجوع أصحابها إلى أنفسهم . فالظاهرة النفسية في طريقة التأمل الباطني حالة شعورية جربها الانسان في داخله ، أما في الطريقة الموضوعية
فهي عبارة عن سلوك الانسان في موقف من مواقف الحياة
اننا لا نستطيع أن نضرب صفحاً عن الناحية الوجدانية الداخلية في دراسة الحياة النفسية ، ويكفي لاثبات ذلك ان تتصور دمية ميكانيكية تشبه امرأة حقيقية ، ، فتبتسم وتتكلم ، وتحمر خجلا ، وتهتم بك لارضائك ، وتعنى بأمرك ، وتجيبك اذا حدثتها ، وتودعك إذا انصرفت عنك . أفتظن انك تنزل هذه الدمية الآلية اللطيفة منزلة المرأة اذا كنت تعرف انها آلة متحركة (۱) ؟ اضف إلى ذلك ان حركات السلوك لا تعلل بوضوح الا اذا فرضت الشعور متوسطاً بينها وبين الأسباب المادية المحدثة لها. فاذا فرضت القوانين النفسية مؤلفة من العلاقات الطبيعية الموجودة بين الموثرات وردود الفعل فقط ساتك
هذا الفرض الى انكار تأثير الشعور والى اعتباره ظاهرة ثانوية ملحقة . وهذا الرأي الأخير باطل لأن كثيراً من افعالنا لا تعلل إلا بالشعور .
و قصارى القول ان طريقة السلوكيين تصلح قبل كل شيء لدراسة نفسية الحيوان . أما دراسة نفسية الانسان فانك لا تستطيع أن تضرب فيها عن الشعور صفحاً
تعليق