والشكل الثانى والأسهل لإجراء التصحيح هو إدخال التصحيح رأساً عن طريق الآلة الكاتبة المتصلة بالعقل الإلكترونى ، وأمام كل سطر مصحح رقمه ، فيتم التصحيح داخل العقل .
أما جهاز ( سيمنز ۳۰۰۳ ) فيستطيع استقبال المواد المكتوبة رأساً من الكاتبة وتصحيحها وإخراجها مطبوعة على فيلم من جهاز التصوير دون استعمال الشريط المثقوب. ويستطيع أن يجمع بالتصوير على فيلم بسرعة ١٠ في سم مربع الثانية الواحدة. ويستطيع أن يعطى بروفة بسرعة ٥٤ ألف سطر . - كل سطر مكون من ١٣٢ حرفاً ـ في الساعة . ويستطيع أن يخزن في شريطه المغناطيسي ١٢ مليون حرف . ويخزن في الأسطوانة ٢٦ مليون حرف. أى أن جريدة يومية من ٢٠ صفحة بها حوالى ٢٥٠ ألف حرف يمكن لجهاز الشريط المثقوب أن يقرأها كلها في حوالى ۱۰ دقائق . ويستطيع هذا الجهاز أن يدخل فيه المواد بدون أى ترتيب معين للأخبار أو الموضوعات وفى أى ساعة من ساعات النهار أو الليل ، فيقوم هو بترتيبها وتبويبها ، كما يمكن إدخال التصحيح إليه فى أى وقت دون ترتيب معين ، فيقوم هو بإدخال كل تصحيح في مكانه المناسب .
وبذلك التصحيح فى داخل مخزن العقل المغناطيسي ، ثم ينزل الشريط المصحح عند إصدار أمر الجمع .
وهناك جهاز لوميتيب ۹۰۰ ( واسمه في أمريكا جهاز فوتون Photon) يستطيع مليونى حرف في الساعة . ولا يوجد منه إلا جهاز واحد فقط في واشنطن وتصنع الشركة الآن ۱۹ جهازاً من هذا النوع للولايات المتحدة وحدها .
أما جهاز (ديجست Digiset) الذي صنعته شركة هل ( Hell ) فإنه يجمع أكثر من مليون حرف في الساعة ، أى أنه يجمع ٤ صفحات لمجلة صغيرة في ٤٠ ثانية ويجمع صفحة كاملة من جريدة عادية فى دقيقتين ونصف دقيقة . ويستطيع هذا الجهاز أن يقوم بعملية توضيب ( إخراج ) الصفحة عن طريق عقله الإلكترونى ويمكنه أن يغير شكل الحرف ويجعله رومانيا أو مائلاً أو طويلاً حسب الطلب . كما يمكنه أن يقوم برسم الجداول والبراويز .
وقد قامت شركة لينوتايب بمجهود كبير فى هذا الميدان ، وذلك خوفاً من انتهاء عهد ماكينات الجمع التقليدية ( ۸۰ ألف ماكينة جمع في العالم ) ، فدخلت بخبرتها في عملية الجمع الآلى ، واستطاعت أن تنافس الشركات الأخرى في هذا المضمار وقدمت في السنتين الماضيتين عدة أجهزة للجمع بالتصوير أهمها جهاز لينو فيلم Linofilm وجهاز لينوترون Linotron وهو أسرع جهاز في العالم .
وتقول شركة لينوتايب إن الجمع بالتصوير هو طريق المستقبل ، وإن ماكينات الجمع بالرصاص في طريق الانقراض. إذ لم تعد المؤسسات الصحفية تتجاهل المزايا التي تعود عليها مقابل ما تنفقه على هذه المعدات الحديثة .
ويتميز جهازها ( لينو فيلم ) بعدة نقط هامة . فهو يجمع كافة أنواع الأصول، من الموضوعات والأخبار التقليدية إلى الإعلانات بجميع في إمكانيات الإنتاج إذ يوفر سلسلة من أحجام الحروف تتراوح من بنط ٤ إلى بنط ٣٦ أشكالها .
ويقول مدير الشركة في تقرير له : إن قصة جمع الحروف بالتصوير قصة تطور أكثر منها ابتكاراً . وكما كان الحال مع طريقة . جمع الحروف بالمعدن المنصهر ، تمت تجربة عدد من الطرق واستبعد بعضها قبل الوصول إلى الطريقة الصحيحة وفي كل حالة استمرت فترة التطوير عشرات السنين وقد تمت التجارب الأولى لجمع الحروف بالطرق الميكانيكية فى منتصف القرن التاسع عشر على أساس مبدأ تجميع الحروف لا القوالب ، ولما لم تسفر هذه الطريقة عن نتائج مرضية صنعت ماكينة لثقب جاليه ، كامل للموضوع على ورق ناعم للصب . وجعلت هذه الطريقة عملية الضبط صعبة والتصحيحات مستحيلة وعندما توصل مرجينتالر إلى فكرة تجميع القوالب ميكانيكيا وصب سطر بعد آخر على الماكينة نفسها ، رحبت هذه الصناعة ترحيباً تاماً بطريقة الجمع الميكانيكية .
وتمت أيضاً تجربة طرق مختلفة لجمع الحروف بالتصوير وكان الباحثون الأولون في هذا الميدان غير مدربين على شئون الطباعة ومن ثم كانوا يرتكبون أخطاء بديهية ، الحروف بالتصوير الأولى حل مشكلة ضبط السطور . الخصائص التي اشتركت فيها معظم ماكينات جمع الحروف بالتصوير الأولى أنها كانت منقولة من ماكينات جمع الحروف من المعدن المنصهر . وعلى الرغم من أنه ثبت إمكان القيام بهذا الإجراء فإنه أعطى هذه الماكينات نفس الحدود الميكانيكية التي تعطيها ماكينات جمع المعدن المنصهر بدلاً من الاستفادة بالإمكانيات الخاصة للتصوير الفوتوجرافي .
ومن أولئك الذين درسوا مشاكل جمع الحروف بالتصوير مع بالمتاريس النحاسية كان و فريز - جرين مبتكر آلة التصوير السينمائية . وفى عام ١٩١٦ ابتكر أدولف مولر الألمانى فكرة استبدال وعاء المعدن الخاص بماكينات السطور بآلة تصوير ، وعدل القوالب لتتفق مع الوضع الجديد وقامت بهذه التجربة شركة مرجينتالر لينوتيب فى بداية بحوثها في جمع الحروف بالتصوير ، وعرض نموذج من هذا النوع فى الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٥٠ . ومع ذلك أدرك أصحاب المصانع أن هذه الطريقة بدائية ولم تستفد بالإمكانيات الهائلة لصناعة الأجهزة الإلكترونية السريعة النمو. وبناء على ذلك بدأت أعمال البحوث من جديد ووجه اهتمام إلى مشاكل التوضيب والعرض والتصحيح. وأهملت مبادئ الماكينات الموجودة وتلتها أفكار جديدة كلية . ولم تحل مشاكل جمع الحروف بالتصوير إلا جزئياً وبصورة غير كافية قبيل عام ١٩٥٠، وأخيراً كان لابد من القيام بمحاولة جديدة في ميدان تكنولوجيا الطباعة .
وكان الاعتبار الأول فى البحوث الخاصة باللينوفيلم هو مواجهة احتياجات عمال المطابع في الإعداد لجمع الحروف للكتابة المطبوعة ، وقد تحقق هذا الهدف بالاستخدام الكامل للتطورات الحديثة في الميادين العلمية الخاصة بالأجهزة الإلكترونية البصرية والهندسة الميكانيكية . وكان التطور – في أسلوب التحكم في الشريط لجمع الحروف عاملا هاما في البحوث . وسرعان ما أدت البحوث الأساسية، في مشاكل جمع الحروف بالتصوير إلى الحصول على البيانات الهامة الآتية :
۱ - تتجاوز سرعة عرض التصوير الفوتوجرافي إلى حد بالغ ، أكبر سرعة ممكنة يستطيع العامل على مفاتيح ماكينة جمع الحروف تحقيقها . ومن ثم فإنه للحصول على أكبر إنتاج ممكن من الجمع بالتصوير يجب فصل عملية وحدة التصوير الفوتوجرافي عن عملية لوحة المفاتيح .
٢ - الحركات الميكانيكية التى تقوم بها أجزاء صنعت بدقة متناهية قد تخلق مشاكل فى السرعات الكبيرة . وبناء على ذلك يجب تشتمل الوحدة الفوتوجرافية على أقل ما يمكن من أجزاء ميكانيكية محضة. ويجب أن يوجه وميض الضوء ، الذي اختير لتسليطه على كل حرف بدوره عن طريق فيلم سلبي ثابت ، إلى بكرة فيلم لا تتحرك إلا بعد انتهاء كل سطر .
٣ - إن الأجزاء الكهربائية والإلكترونية التى يعتمد عليها بصورة تامة في الاستخدام اليومى وتتطلب أقل قدر ممكن من الصيانة ، يجب أن تحل محل مثيلاتها من الأجزاء الميكانيكية غير المناسبة .
٤ - حتى باستخدام طريقة الجمع بالتصوير ، يجب أن تتم العملية الأولية لجمع حروف النسخة بلوحة المفاتيح على أجهزة الثقب ، وفضلاً عن ذلك يجب أن تكون . أعمال وحدة التصوير مثل عملية اختيار نوع الحروف والضبط بأمر من المفاتيح بوساطة أجهزة تحكم في متناول يد العامل .
ه - إن الشريط المثقوب يعتبر أفضل وسيلة لتسجيل هذه العمليات . ويجب أن يكون من الممكن إجراء التصميمات على الشريط نفسه، إما فوراً بعد حدوث أن يتم ثقب الشريط . ويجب أن تعد أجهزة الثقب نسخة مطبوعة يمكن أن تستخدم كبروفة للقراءة ، ويجب أن يكون من الممكن إدخال أسطر التصحيح في الشريط قبل تثبيت أي شيء على الفيلم .
٦ - إن التصوير يتيح تكبير أو تصغير الصورة السلبية . وهي ميزة أساسية إذا قورنت بجمع الحروف من المعدن المنصهر .
٧ - يجب أن يكون نظام الجمع بالتصوير نظاماً تاماً ومتكاملاً بحيث تكون جميع وحداته منتجة بصورة تامة. ويجب أن تحدد سرعة وحدة التصوير عدد وحدات ماكينات الثقب وكمية المعدات اللازمة للعملية .
٨ - لابد من أن يتمكن المستخدم لهذا النظام من تشغيل الأجهزة كلها وفقاً لمبادئ فنية واقتصادية سليمة .
وكانت هذه القواعد الأساسية لبرنامج البحوث الذي جعل شركة لينوتيب تنتج لجمع الحروف بالتصوير جديدة كلية . وقد أمكن في النهاية التغلب على جميع الصعوبات التي صاحبت الجمع بالتصوير .
وكانت المعدات مناسبة لجميع أنواع الجمع، وتم انتفاع كامل بسرعة طريقة التصوير الفوتوجرافي ومزاياها ، وقلت العمليات اليدوية والصيانة إلى أقل حد ممكن .
وقد عرض في نيو يورك عام ١٩٥٤ وفى بريطانيا فى عام ١٩٥٥ نموذج ، كان نتيجة بحوث استمرت سنين عديدة ، ولاقى استحساناً كبيراً ، وأدخلت عليه تحسينات أخرى في السنوات التالية .
وفى معرض Drupa في ألمانيا ( فى عام ١٩٥٨ )شاهد رجال الطباعة مجموعة هذه المعدات ، وحفز استحسان الجمهور الفنى لها على القيام بمزيد من البحوث، وأقيم مصنع لإنتاجها في مدينة وبلزبورو بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومنذ بداية عام ١٩٦٠ استمر إنتاج هذه المعدات بسرعة .
ولا يحتاج هذا النظام إلا إلى وحدة ماكينات ثقب ووحدة فوتوجرافية لجمع الحروف في بنوط تتراوح بين ٦ و ٣٦. ويتم تجهيز أطقم الحروف في شكل لوحات زجاجية سلبية مركبة على إطارات من الصلب غير قابل للصدأ . ويعرف كل من هذه اللوحات الزجاجية باسم ( مجموعة ) ( مخزن ) تحتوى على ۸۸ حرفاً يمكن جمعها في أحجام تصل إلى ستة .
وتحتوى وحدة التصوير على عدد من هذه المجموعات أقصاه ۱۸ مجموعة ومن ثم يتاح عدد من الحروف يصل إلى ١،٥٨٤ ( ١٨ × ٨٨ ) حرفاً .
وباستخدام عملية التكبير يصل مجموع عدد الحروف المتاحة إلى ٩,٥٠٤ حروف . ويمكن إجراء التصحيحات فى جهاز الثقب عن طريق مسح أو على الفيلم بالإجراء العادى الذى يشمل القطع والإضافة . وإنتاج وحدة التصوير عبارة عن صورة معدة للقراءة على الفيلم أو الورق ، ولابد من حجرة مظلمة لإتمام العملية وإعداد نسخ سلبية وإيجابية للكتابة المطبوعة بالحروف ، وتستخدم وحدة لوحات المفاتيح ماكينة كتابة كهربائية من ٤٤ مفتاحاً تركب على وحدة تشبه المكتب، ومزودة بثلاث مجموعات من أجهزة التحكم المساعدة. والمجموعة التي إلى اليمين تستخدم لاختيار الحروف ، والمجموعة الثانية تستخدم للمسافات وإنهاء الأسطر والمجموعة العليا تستخدم لاختيار حجم بنط الحروف والفيلم وطول السطر. ويوجد في داخل وحدة المفاتيح عقل إلكترونى ووحدة أجهزة ثاقبة وأى عدد من « مجموعة الحروف » ( المخازن ) يصل إلى ۱۸ وفقاً لعدد إطارات الحروف المستعملة، كما أن أزرار المفاتيح ومقابض التحكم تكون في متناول يد العامل بسهولة .
وإن إنتاج وحدة المفاتيح عبارة عن شريط مثقوب ١٥ ثقباً يحتوى على المصطلحات اللازمة لعملية وحدة التصوير الأوتوماتيكية . ويخرج الجهاز نصاً مكتوباً على الآلة الكاتبة فى نفس الوقت الذى تخرج فيه الشريط . وتعادل سرعة عمل الجهاز سرعة ماكينة كتابة كهربائية عادية . وتعمل مفاتيح الآلة الكاتبة باللمس الخفيف . وتتيح المجموعة اليمنى اختيار ۱۷ نوعاً مكوناً من ۸۸ حرفاً يمكن تكبيرها لتعطى بنوطاً تتراوح بين ٦ و ٣٦ . أما عملية الضبط وتحديد المساحات والمربعات والمسافات بين الأحرف فتتحكم فيها أيضاً أقراص وأزرار. ويوجد بعض التشابه بين لوحة المفاتيح في اللينو فيلم وأجهزة الثقب المستخدمة في شريط ماكينة الجمع باللينوتيب . وتحتوى أجهزة الثقب هذه على جهاز عد يتحكم فيه خزان عد يتجاوز عن العروض المختلفة للأحرف الفردية . ولكل طقم من الحروف بطاقة عرض خاصة به ، يمكن إصلاحها بسهولة وتغييرها فى أى وقت. إن لمس زر من وحدة المفاتيح لا يختار فقط الحرف المطلوب ، بل ينقل عرضه في وحدات إلى جهاز العد، أتوماتيكيا بطرح المقدار من طول السطر ، ويتم ذلك بواسطة وحدة المفاتيح التي تحتوى على عقل إلكترونى خاص بها ، ويظهر المقاس المتبقى في السطر في مقاييس ووحدات بأرقام فعلية على اللوحة المركبة فوق آلة الكتابة .
ويدمج عدد من أجهزة الأمان في وحدة المفاتيح لمقاومة أخطاء العامل . ولن تستجيب مفاتيح الآلة الكاتبة حتى يتم اختيار نوع الحرف وحجمه وطول السطر وتقديم الفيلم . ومن ثم لا يمكن ثقب الشريط دون أن يحتوى على جميع المعلومات اللازمة للعملية الأوتوماتيكية التي تقوم بها وحدة التصوير . وتوجد أيضاً فرامل أوتوماتيكية تعمل إذا كان السطر أطول من اللازم أو إذا خفض حرف إلى أقل من ٤ وحدات عن طريق خفض زائد فى المسافة بين الحروف أو عندما تنفد بكرة الشريط . وفى هذه الحالات يكون جهاز التحكم الوحيد الذي يستجيب هو الزر الخاص ( بشطب الأسطر ) ويتم اختيار نوع الحرف بالضغط على زر من الأزرار الثمانية عشر على لوحة الإشراف إلى اليمين ، ويسبب هذا العمل أيضاً إضاءة الزر الذى يتم اختياره . ولا بد أولاً من اختيار نوع أساسى من الحروف التي تظهر سوداء على البروفة المطبوعة على الآلة الكاتبة ، وعندما يقوم العامل بتغيير الحروف يظهر النص المطبوع على الآلة الكاتبة باللون الأحمر .
وتغذى وحدة التصوير بشريط مثقوب وتنتج صورة إيجابية صحيحة القراءة على فيلم أو ورق تصوير وعمله أوتوماتيكي، والعمليات اليدوية الوحيدة فيها هي إدخال الفيلم والشريط ورفعهما . ولما كان من الممكن تزويد وحدة التصوير بفيلم طوله ٥٠ قدماً ، تكون العملية الوحيدة - التى تؤدى باليد فى الظروف العادية هي إدخال الشريط المثقوب . وعندما يتم الضغط على زر بدء العمل ، تعمل الوحدة أوتوماتيكيا . ويوضع الشريط المثقوب في الوحدة مبتدئاً بطرفه الأمامى ( إن أول سطر يضرب على اللوحة هو أول سطر يصور) . ويمر الشريط برأسين يقرآن ويفحصان ، يقرأ أحدهما التعليمات الخاصة بنهاية السطر ويقرأ الثاني التعليمات الأخرى مثل حجم البنط ، وتقديم الفيلم ورأس الحرف ، ويقرأ هذا الرأس أيضاً المعلومات الخاصة بالحروف والمسافة ، ويقرأ أولاً التعليمات الخاصة بنهاية السطر ويحدد مسافة السطر بمقتضى هذه القراءة .
ثم ينقل التعليمات الأخرى إلى الماكينة . وأثناء العرض الفوتوجرافى يكون الفيلم والمجموعة في وضع ثابت ، ولا تتحرك سوى عدسة التصوير ولا يتحرك الفيلم إلا بعد نهاية كل سطر ، ولا تتحرك المجموعة ( المخزن ) إلا عندما يراد تغييرها بأخرى .
وتتكون مجموعة اللينوفيلم من إطار من الصلب حوله لوحة زجاجية تحمل ۸۸ صورة سلبية للحروف. وتوجد ثلاثة أنواع من المجموعات او ب و ح لأحجام البنوط الصغيرة والمتوسطة والكبيرة . وتناسب الشبكة (۱) الأحجام ۶ و ۷ و ۸ و ۹ و ۱۰ و ۱۲ بنطاً ، وتناسب الشبكة (ب) الأحجام ١٢ و ١٤ و ١٦ و ١٨ و ٢٠ و ٢٤ بنطاً ، والشبكة (ج) تناسب الأحجام ١٨ و ٢٤ و ٣٠ و ٣٦ بنطاً . ويمكن تقليل - إلى حد كبير - الوقت الذى يستغرق فى التصحيحات الكثيرة والمعقدة بوساطة جهاز مزج الأشرطة في اللينوفيلم . وينتج جهاز مزج الأشرطة شريطاً واحداً من الورق ، والغرض منه أن ينتج شريطاً مصححاً من شريط أصلى
وشريط آخر يحتوى على التصحيحات والإضافة ويستبعد أيضاً الأسطر التي تحتوى على أخطاء والتي شطبت أثناء ضربها على المفاتيح .
أما أحدث جهاز تم صنعه في مجال الجمع التصويرى فهو جهاز لينوترون لقد وصل هذا الجهاز إلى أقصى سرعة عرفها الإنسان في صناعة الصحافة ، سرعة ٣ ملايين حرف في الساعة . وقد صنعت في عام ١٩٦٦ ثلاثة أجهزة من هذا النوع الذى يستطيع أن يقوم بجمع ۷۸۰ عموداً في الساعة، أي حوالى ١٠٠ صفحة الأهرام أو إعلانات. ولذلك تعتبر طريقة جمع اللينوترون أحدث الطرق البالغة السرعة لجمع الحروف بالتصوير في العالم . إذ تستطيع ألف سطر فى الثانية وقد تمكن هذا الجهاز - لأول مرة - أن الفجوة التي كانت موجودة بين سرعة العقل الإلكترونى الفائقة وسرعة الأجهزة الميكانيكية البطيئة. وهذا الجهاز جاء نتيجة أبحاث استمرت سنوات ، واشتركت فيها مع شركة لينوتايب شركة CBS حتى توصلتا إلى إمكانية جمع مساحة كبيرة مرة واحدة وليس سطراً سطراً كما يحدث في الأجهزة الأخرى .
وفى النهاية فإن جهازاً واحداً للجمع بالتصوير حل مكان عنبر الجمع التقليدى يجميع ماكيناته لصب السطور بالرصاص الساخن . وأصبحت صورة هذه القاعة مختلفة تماماً عن الصورة التى تعودنا عليها فى دور الصحف. فقد انتهى عهد الرصاص ورائحته الكريهة وانتهت بروفات الحبر بجميع أشكالها .
أما جهاز ( سيمنز ۳۰۰۳ ) فيستطيع استقبال المواد المكتوبة رأساً من الكاتبة وتصحيحها وإخراجها مطبوعة على فيلم من جهاز التصوير دون استعمال الشريط المثقوب. ويستطيع أن يجمع بالتصوير على فيلم بسرعة ١٠ في سم مربع الثانية الواحدة. ويستطيع أن يعطى بروفة بسرعة ٥٤ ألف سطر . - كل سطر مكون من ١٣٢ حرفاً ـ في الساعة . ويستطيع أن يخزن في شريطه المغناطيسي ١٢ مليون حرف . ويخزن في الأسطوانة ٢٦ مليون حرف. أى أن جريدة يومية من ٢٠ صفحة بها حوالى ٢٥٠ ألف حرف يمكن لجهاز الشريط المثقوب أن يقرأها كلها في حوالى ۱۰ دقائق . ويستطيع هذا الجهاز أن يدخل فيه المواد بدون أى ترتيب معين للأخبار أو الموضوعات وفى أى ساعة من ساعات النهار أو الليل ، فيقوم هو بترتيبها وتبويبها ، كما يمكن إدخال التصحيح إليه فى أى وقت دون ترتيب معين ، فيقوم هو بإدخال كل تصحيح في مكانه المناسب .
وبذلك التصحيح فى داخل مخزن العقل المغناطيسي ، ثم ينزل الشريط المصحح عند إصدار أمر الجمع .
وهناك جهاز لوميتيب ۹۰۰ ( واسمه في أمريكا جهاز فوتون Photon) يستطيع مليونى حرف في الساعة . ولا يوجد منه إلا جهاز واحد فقط في واشنطن وتصنع الشركة الآن ۱۹ جهازاً من هذا النوع للولايات المتحدة وحدها .
أما جهاز (ديجست Digiset) الذي صنعته شركة هل ( Hell ) فإنه يجمع أكثر من مليون حرف في الساعة ، أى أنه يجمع ٤ صفحات لمجلة صغيرة في ٤٠ ثانية ويجمع صفحة كاملة من جريدة عادية فى دقيقتين ونصف دقيقة . ويستطيع هذا الجهاز أن يقوم بعملية توضيب ( إخراج ) الصفحة عن طريق عقله الإلكترونى ويمكنه أن يغير شكل الحرف ويجعله رومانيا أو مائلاً أو طويلاً حسب الطلب . كما يمكنه أن يقوم برسم الجداول والبراويز .
وقد قامت شركة لينوتايب بمجهود كبير فى هذا الميدان ، وذلك خوفاً من انتهاء عهد ماكينات الجمع التقليدية ( ۸۰ ألف ماكينة جمع في العالم ) ، فدخلت بخبرتها في عملية الجمع الآلى ، واستطاعت أن تنافس الشركات الأخرى في هذا المضمار وقدمت في السنتين الماضيتين عدة أجهزة للجمع بالتصوير أهمها جهاز لينو فيلم Linofilm وجهاز لينوترون Linotron وهو أسرع جهاز في العالم .
وتقول شركة لينوتايب إن الجمع بالتصوير هو طريق المستقبل ، وإن ماكينات الجمع بالرصاص في طريق الانقراض. إذ لم تعد المؤسسات الصحفية تتجاهل المزايا التي تعود عليها مقابل ما تنفقه على هذه المعدات الحديثة .
ويتميز جهازها ( لينو فيلم ) بعدة نقط هامة . فهو يجمع كافة أنواع الأصول، من الموضوعات والأخبار التقليدية إلى الإعلانات بجميع في إمكانيات الإنتاج إذ يوفر سلسلة من أحجام الحروف تتراوح من بنط ٤ إلى بنط ٣٦ أشكالها .
ويقول مدير الشركة في تقرير له : إن قصة جمع الحروف بالتصوير قصة تطور أكثر منها ابتكاراً . وكما كان الحال مع طريقة . جمع الحروف بالمعدن المنصهر ، تمت تجربة عدد من الطرق واستبعد بعضها قبل الوصول إلى الطريقة الصحيحة وفي كل حالة استمرت فترة التطوير عشرات السنين وقد تمت التجارب الأولى لجمع الحروف بالطرق الميكانيكية فى منتصف القرن التاسع عشر على أساس مبدأ تجميع الحروف لا القوالب ، ولما لم تسفر هذه الطريقة عن نتائج مرضية صنعت ماكينة لثقب جاليه ، كامل للموضوع على ورق ناعم للصب . وجعلت هذه الطريقة عملية الضبط صعبة والتصحيحات مستحيلة وعندما توصل مرجينتالر إلى فكرة تجميع القوالب ميكانيكيا وصب سطر بعد آخر على الماكينة نفسها ، رحبت هذه الصناعة ترحيباً تاماً بطريقة الجمع الميكانيكية .
وتمت أيضاً تجربة طرق مختلفة لجمع الحروف بالتصوير وكان الباحثون الأولون في هذا الميدان غير مدربين على شئون الطباعة ومن ثم كانوا يرتكبون أخطاء بديهية ، الحروف بالتصوير الأولى حل مشكلة ضبط السطور . الخصائص التي اشتركت فيها معظم ماكينات جمع الحروف بالتصوير الأولى أنها كانت منقولة من ماكينات جمع الحروف من المعدن المنصهر . وعلى الرغم من أنه ثبت إمكان القيام بهذا الإجراء فإنه أعطى هذه الماكينات نفس الحدود الميكانيكية التي تعطيها ماكينات جمع المعدن المنصهر بدلاً من الاستفادة بالإمكانيات الخاصة للتصوير الفوتوجرافي .
ومن أولئك الذين درسوا مشاكل جمع الحروف بالتصوير مع بالمتاريس النحاسية كان و فريز - جرين مبتكر آلة التصوير السينمائية . وفى عام ١٩١٦ ابتكر أدولف مولر الألمانى فكرة استبدال وعاء المعدن الخاص بماكينات السطور بآلة تصوير ، وعدل القوالب لتتفق مع الوضع الجديد وقامت بهذه التجربة شركة مرجينتالر لينوتيب فى بداية بحوثها في جمع الحروف بالتصوير ، وعرض نموذج من هذا النوع فى الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٥٠ . ومع ذلك أدرك أصحاب المصانع أن هذه الطريقة بدائية ولم تستفد بالإمكانيات الهائلة لصناعة الأجهزة الإلكترونية السريعة النمو. وبناء على ذلك بدأت أعمال البحوث من جديد ووجه اهتمام إلى مشاكل التوضيب والعرض والتصحيح. وأهملت مبادئ الماكينات الموجودة وتلتها أفكار جديدة كلية . ولم تحل مشاكل جمع الحروف بالتصوير إلا جزئياً وبصورة غير كافية قبيل عام ١٩٥٠، وأخيراً كان لابد من القيام بمحاولة جديدة في ميدان تكنولوجيا الطباعة .
وكان الاعتبار الأول فى البحوث الخاصة باللينوفيلم هو مواجهة احتياجات عمال المطابع في الإعداد لجمع الحروف للكتابة المطبوعة ، وقد تحقق هذا الهدف بالاستخدام الكامل للتطورات الحديثة في الميادين العلمية الخاصة بالأجهزة الإلكترونية البصرية والهندسة الميكانيكية . وكان التطور – في أسلوب التحكم في الشريط لجمع الحروف عاملا هاما في البحوث . وسرعان ما أدت البحوث الأساسية، في مشاكل جمع الحروف بالتصوير إلى الحصول على البيانات الهامة الآتية :
۱ - تتجاوز سرعة عرض التصوير الفوتوجرافي إلى حد بالغ ، أكبر سرعة ممكنة يستطيع العامل على مفاتيح ماكينة جمع الحروف تحقيقها . ومن ثم فإنه للحصول على أكبر إنتاج ممكن من الجمع بالتصوير يجب فصل عملية وحدة التصوير الفوتوجرافي عن عملية لوحة المفاتيح .
٢ - الحركات الميكانيكية التى تقوم بها أجزاء صنعت بدقة متناهية قد تخلق مشاكل فى السرعات الكبيرة . وبناء على ذلك يجب تشتمل الوحدة الفوتوجرافية على أقل ما يمكن من أجزاء ميكانيكية محضة. ويجب أن يوجه وميض الضوء ، الذي اختير لتسليطه على كل حرف بدوره عن طريق فيلم سلبي ثابت ، إلى بكرة فيلم لا تتحرك إلا بعد انتهاء كل سطر .
٣ - إن الأجزاء الكهربائية والإلكترونية التى يعتمد عليها بصورة تامة في الاستخدام اليومى وتتطلب أقل قدر ممكن من الصيانة ، يجب أن تحل محل مثيلاتها من الأجزاء الميكانيكية غير المناسبة .
٤ - حتى باستخدام طريقة الجمع بالتصوير ، يجب أن تتم العملية الأولية لجمع حروف النسخة بلوحة المفاتيح على أجهزة الثقب ، وفضلاً عن ذلك يجب أن تكون . أعمال وحدة التصوير مثل عملية اختيار نوع الحروف والضبط بأمر من المفاتيح بوساطة أجهزة تحكم في متناول يد العامل .
ه - إن الشريط المثقوب يعتبر أفضل وسيلة لتسجيل هذه العمليات . ويجب أن يكون من الممكن إجراء التصميمات على الشريط نفسه، إما فوراً بعد حدوث أن يتم ثقب الشريط . ويجب أن تعد أجهزة الثقب نسخة مطبوعة يمكن أن تستخدم كبروفة للقراءة ، ويجب أن يكون من الممكن إدخال أسطر التصحيح في الشريط قبل تثبيت أي شيء على الفيلم .
٦ - إن التصوير يتيح تكبير أو تصغير الصورة السلبية . وهي ميزة أساسية إذا قورنت بجمع الحروف من المعدن المنصهر .
٧ - يجب أن يكون نظام الجمع بالتصوير نظاماً تاماً ومتكاملاً بحيث تكون جميع وحداته منتجة بصورة تامة. ويجب أن تحدد سرعة وحدة التصوير عدد وحدات ماكينات الثقب وكمية المعدات اللازمة للعملية .
٨ - لابد من أن يتمكن المستخدم لهذا النظام من تشغيل الأجهزة كلها وفقاً لمبادئ فنية واقتصادية سليمة .
وكانت هذه القواعد الأساسية لبرنامج البحوث الذي جعل شركة لينوتيب تنتج لجمع الحروف بالتصوير جديدة كلية . وقد أمكن في النهاية التغلب على جميع الصعوبات التي صاحبت الجمع بالتصوير .
وكانت المعدات مناسبة لجميع أنواع الجمع، وتم انتفاع كامل بسرعة طريقة التصوير الفوتوجرافي ومزاياها ، وقلت العمليات اليدوية والصيانة إلى أقل حد ممكن .
وقد عرض في نيو يورك عام ١٩٥٤ وفى بريطانيا فى عام ١٩٥٥ نموذج ، كان نتيجة بحوث استمرت سنين عديدة ، ولاقى استحساناً كبيراً ، وأدخلت عليه تحسينات أخرى في السنوات التالية .
وفى معرض Drupa في ألمانيا ( فى عام ١٩٥٨ )شاهد رجال الطباعة مجموعة هذه المعدات ، وحفز استحسان الجمهور الفنى لها على القيام بمزيد من البحوث، وأقيم مصنع لإنتاجها في مدينة وبلزبورو بولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية ، ومنذ بداية عام ١٩٦٠ استمر إنتاج هذه المعدات بسرعة .
ولا يحتاج هذا النظام إلا إلى وحدة ماكينات ثقب ووحدة فوتوجرافية لجمع الحروف في بنوط تتراوح بين ٦ و ٣٦. ويتم تجهيز أطقم الحروف في شكل لوحات زجاجية سلبية مركبة على إطارات من الصلب غير قابل للصدأ . ويعرف كل من هذه اللوحات الزجاجية باسم ( مجموعة ) ( مخزن ) تحتوى على ۸۸ حرفاً يمكن جمعها في أحجام تصل إلى ستة .
وتحتوى وحدة التصوير على عدد من هذه المجموعات أقصاه ۱۸ مجموعة ومن ثم يتاح عدد من الحروف يصل إلى ١،٥٨٤ ( ١٨ × ٨٨ ) حرفاً .
وباستخدام عملية التكبير يصل مجموع عدد الحروف المتاحة إلى ٩,٥٠٤ حروف . ويمكن إجراء التصحيحات فى جهاز الثقب عن طريق مسح أو على الفيلم بالإجراء العادى الذى يشمل القطع والإضافة . وإنتاج وحدة التصوير عبارة عن صورة معدة للقراءة على الفيلم أو الورق ، ولابد من حجرة مظلمة لإتمام العملية وإعداد نسخ سلبية وإيجابية للكتابة المطبوعة بالحروف ، وتستخدم وحدة لوحات المفاتيح ماكينة كتابة كهربائية من ٤٤ مفتاحاً تركب على وحدة تشبه المكتب، ومزودة بثلاث مجموعات من أجهزة التحكم المساعدة. والمجموعة التي إلى اليمين تستخدم لاختيار الحروف ، والمجموعة الثانية تستخدم للمسافات وإنهاء الأسطر والمجموعة العليا تستخدم لاختيار حجم بنط الحروف والفيلم وطول السطر. ويوجد في داخل وحدة المفاتيح عقل إلكترونى ووحدة أجهزة ثاقبة وأى عدد من « مجموعة الحروف » ( المخازن ) يصل إلى ۱۸ وفقاً لعدد إطارات الحروف المستعملة، كما أن أزرار المفاتيح ومقابض التحكم تكون في متناول يد العامل بسهولة .
وإن إنتاج وحدة المفاتيح عبارة عن شريط مثقوب ١٥ ثقباً يحتوى على المصطلحات اللازمة لعملية وحدة التصوير الأوتوماتيكية . ويخرج الجهاز نصاً مكتوباً على الآلة الكاتبة فى نفس الوقت الذى تخرج فيه الشريط . وتعادل سرعة عمل الجهاز سرعة ماكينة كتابة كهربائية عادية . وتعمل مفاتيح الآلة الكاتبة باللمس الخفيف . وتتيح المجموعة اليمنى اختيار ۱۷ نوعاً مكوناً من ۸۸ حرفاً يمكن تكبيرها لتعطى بنوطاً تتراوح بين ٦ و ٣٦ . أما عملية الضبط وتحديد المساحات والمربعات والمسافات بين الأحرف فتتحكم فيها أيضاً أقراص وأزرار. ويوجد بعض التشابه بين لوحة المفاتيح في اللينو فيلم وأجهزة الثقب المستخدمة في شريط ماكينة الجمع باللينوتيب . وتحتوى أجهزة الثقب هذه على جهاز عد يتحكم فيه خزان عد يتجاوز عن العروض المختلفة للأحرف الفردية . ولكل طقم من الحروف بطاقة عرض خاصة به ، يمكن إصلاحها بسهولة وتغييرها فى أى وقت. إن لمس زر من وحدة المفاتيح لا يختار فقط الحرف المطلوب ، بل ينقل عرضه في وحدات إلى جهاز العد، أتوماتيكيا بطرح المقدار من طول السطر ، ويتم ذلك بواسطة وحدة المفاتيح التي تحتوى على عقل إلكترونى خاص بها ، ويظهر المقاس المتبقى في السطر في مقاييس ووحدات بأرقام فعلية على اللوحة المركبة فوق آلة الكتابة .
ويدمج عدد من أجهزة الأمان في وحدة المفاتيح لمقاومة أخطاء العامل . ولن تستجيب مفاتيح الآلة الكاتبة حتى يتم اختيار نوع الحرف وحجمه وطول السطر وتقديم الفيلم . ومن ثم لا يمكن ثقب الشريط دون أن يحتوى على جميع المعلومات اللازمة للعملية الأوتوماتيكية التي تقوم بها وحدة التصوير . وتوجد أيضاً فرامل أوتوماتيكية تعمل إذا كان السطر أطول من اللازم أو إذا خفض حرف إلى أقل من ٤ وحدات عن طريق خفض زائد فى المسافة بين الحروف أو عندما تنفد بكرة الشريط . وفى هذه الحالات يكون جهاز التحكم الوحيد الذي يستجيب هو الزر الخاص ( بشطب الأسطر ) ويتم اختيار نوع الحرف بالضغط على زر من الأزرار الثمانية عشر على لوحة الإشراف إلى اليمين ، ويسبب هذا العمل أيضاً إضاءة الزر الذى يتم اختياره . ولا بد أولاً من اختيار نوع أساسى من الحروف التي تظهر سوداء على البروفة المطبوعة على الآلة الكاتبة ، وعندما يقوم العامل بتغيير الحروف يظهر النص المطبوع على الآلة الكاتبة باللون الأحمر .
وتغذى وحدة التصوير بشريط مثقوب وتنتج صورة إيجابية صحيحة القراءة على فيلم أو ورق تصوير وعمله أوتوماتيكي، والعمليات اليدوية الوحيدة فيها هي إدخال الفيلم والشريط ورفعهما . ولما كان من الممكن تزويد وحدة التصوير بفيلم طوله ٥٠ قدماً ، تكون العملية الوحيدة - التى تؤدى باليد فى الظروف العادية هي إدخال الشريط المثقوب . وعندما يتم الضغط على زر بدء العمل ، تعمل الوحدة أوتوماتيكيا . ويوضع الشريط المثقوب في الوحدة مبتدئاً بطرفه الأمامى ( إن أول سطر يضرب على اللوحة هو أول سطر يصور) . ويمر الشريط برأسين يقرآن ويفحصان ، يقرأ أحدهما التعليمات الخاصة بنهاية السطر ويقرأ الثاني التعليمات الأخرى مثل حجم البنط ، وتقديم الفيلم ورأس الحرف ، ويقرأ هذا الرأس أيضاً المعلومات الخاصة بالحروف والمسافة ، ويقرأ أولاً التعليمات الخاصة بنهاية السطر ويحدد مسافة السطر بمقتضى هذه القراءة .
ثم ينقل التعليمات الأخرى إلى الماكينة . وأثناء العرض الفوتوجرافى يكون الفيلم والمجموعة في وضع ثابت ، ولا تتحرك سوى عدسة التصوير ولا يتحرك الفيلم إلا بعد نهاية كل سطر ، ولا تتحرك المجموعة ( المخزن ) إلا عندما يراد تغييرها بأخرى .
وتتكون مجموعة اللينوفيلم من إطار من الصلب حوله لوحة زجاجية تحمل ۸۸ صورة سلبية للحروف. وتوجد ثلاثة أنواع من المجموعات او ب و ح لأحجام البنوط الصغيرة والمتوسطة والكبيرة . وتناسب الشبكة (۱) الأحجام ۶ و ۷ و ۸ و ۹ و ۱۰ و ۱۲ بنطاً ، وتناسب الشبكة (ب) الأحجام ١٢ و ١٤ و ١٦ و ١٨ و ٢٠ و ٢٤ بنطاً ، والشبكة (ج) تناسب الأحجام ١٨ و ٢٤ و ٣٠ و ٣٦ بنطاً . ويمكن تقليل - إلى حد كبير - الوقت الذى يستغرق فى التصحيحات الكثيرة والمعقدة بوساطة جهاز مزج الأشرطة في اللينوفيلم . وينتج جهاز مزج الأشرطة شريطاً واحداً من الورق ، والغرض منه أن ينتج شريطاً مصححاً من شريط أصلى
وشريط آخر يحتوى على التصحيحات والإضافة ويستبعد أيضاً الأسطر التي تحتوى على أخطاء والتي شطبت أثناء ضربها على المفاتيح .
أما أحدث جهاز تم صنعه في مجال الجمع التصويرى فهو جهاز لينوترون لقد وصل هذا الجهاز إلى أقصى سرعة عرفها الإنسان في صناعة الصحافة ، سرعة ٣ ملايين حرف في الساعة . وقد صنعت في عام ١٩٦٦ ثلاثة أجهزة من هذا النوع الذى يستطيع أن يقوم بجمع ۷۸۰ عموداً في الساعة، أي حوالى ١٠٠ صفحة الأهرام أو إعلانات. ولذلك تعتبر طريقة جمع اللينوترون أحدث الطرق البالغة السرعة لجمع الحروف بالتصوير في العالم . إذ تستطيع ألف سطر فى الثانية وقد تمكن هذا الجهاز - لأول مرة - أن الفجوة التي كانت موجودة بين سرعة العقل الإلكترونى الفائقة وسرعة الأجهزة الميكانيكية البطيئة. وهذا الجهاز جاء نتيجة أبحاث استمرت سنوات ، واشتركت فيها مع شركة لينوتايب شركة CBS حتى توصلتا إلى إمكانية جمع مساحة كبيرة مرة واحدة وليس سطراً سطراً كما يحدث في الأجهزة الأخرى .
وفى النهاية فإن جهازاً واحداً للجمع بالتصوير حل مكان عنبر الجمع التقليدى يجميع ماكيناته لصب السطور بالرصاص الساخن . وأصبحت صورة هذه القاعة مختلفة تماماً عن الصورة التى تعودنا عليها فى دور الصحف. فقد انتهى عهد الرصاص ورائحته الكريهة وانتهت بروفات الحبر بجميع أشكالها .
تعليق