وهذه المربعات المرسومة ( صفحة ۱۹۰) ليست كبيرة كما هي مبينة في الرسم . ولكنها صغيرة إلى درجة لا يمكن تمييزها بالعين المجردة. لذلك لا تلاحظ العين أن الشعاع الإلكترونى يسجل نقطاً، مستديرة بدلاً من رسم نقط مربعة . وهذه العملية لها تأثير مناسب على محيط الحرف إذ يجعله أكثر استدارة. وفى الشكل الآخر (صفحة ۱۹۱) تظهر الحروف الثلاثة مكبرة ويظهر أسفلها نفس الحروف الثلاثة كما ترى بعد طبعها .
ولا شك في أنه كلما زادت شبكة الخطوط أدى ذلك إلى وضوح الحرف ، أي أن وعدد النقط أو المربعات الموجودة في كل سنتيمتر مربع تبلغ حوالى ۲۰۰ ، الحرف بنط ٦ ويبلغ ارتفاعه ٢,٤ مليمتر يحتوى على ٤٨ نقطة ويحتوى عرضه المتوسط على ۲۲ نقطة . أى أن الحرف يحتوى على حوالى ۱۰۰۰ نقطة تتم قراءتها بوساطة الشعاع الإلكترونى ، وتبلغ سرعة العمل فى هذا الجهاز مليونى نبضة في الثانية ، حتى تتمكن الأشعة من قراءة كل هذه النقط فى كل حرف . وحيث إن الحرف مكون فى المتوسط من ۱۰۰۰ نقطة فإن الجهاز يستطيع أن يرسل ٢٠٠٠ حرف فى الثانية. وهذه السرعة بطبيعة الحال ما زالت نظرية . وذلك لعدم وجود أجهزة تصويرية ( أو رصاصية ) تستطيع الإنتاج بهذه السرعة ، خاصة أن الذى يغذيها هو الشريط المثقوب . أما السرعة الواقعية فقد وصلت في جهاز « هل » إلى ٤٠٠ حرف في الثانية . ويمكن زيادة السرعة إلى أكثر من ٢٠٠٠ حرف في الثانية ، إذا استطاع الخبراء إنتاج أفلام أكثر حساسية ، وأجهزة مساعدة أكثر سرعة من الحالية .
أما جهاز التسجيل الفوتوجرافى داخل الجهاز فهو عبارة عن صمام الكترونى به حزمة رفيعة جداً ومكثفة من الضوء ( شعاع ) وعدسة فوتوجرافية، وحجرة مظلمة صغيرة، وتسجل الحروف - الواحد تلو الآخر - على شاشة الصمام التلفزيونى حتى يكتمل السطر . والسطر الصغير ( من ۳۷ مليمتراً ) مكون من ٧٤٠ خطا . وحتى يستطيع الجهاز أن يملأ السطر كاملاً فإنه يحسب عدد خطوط كل حرف وعدد خطوط الفراغات بين كل كلمة ثم تظهر صورة الحروف مصغرة على شاشة الصمام الإلكترونى إلى الحجم المطلوب . تذاع ثانياً على الورق الحساس أو الفيلم : طريق عدسة ذات فتحة كبيرة . وكلما انتهى سطر دارت الأسطوانة فيدور الفيلم بمقدار سطر ، حتى لا تطبع السطور بعضها فوق بعض . وهذه الأجهزة للجمع التصويرى تقوم مقام أجهزة الجمع الميكانيكي . والعقل الإلكترونى المساعد هو الذى يرفع سرعة جهازى الجمع ( التصويرى والميكانيكي) لكنه يزيد من سرعة الجهاز التصويرى عن الآخر لعدم وجود أجهزة ميكانيكية تعوق سرعة عمل العقل كما يحدث في جمع الرصاص .
جمود وجهاز لوميتيب ( ٥٤٠ للجمع بالتصوير Lumitype) مجهز بمخزن صغير يحوى ١٤٤٠ متريساً شفافاً من البنط ۱۲ تمثل ۱۲۰ شكلاً لهذا الحرف .
وهذا الجهاز يستطيع أن ينتج أى بنط من الحروف وأى شكل منها دون لأن . الآلة الحاجة إلى تغيير المخازن كما يحدث فى الجمع الساخن بالرصاص ، الميكانيكية يحد من سرعة الماكينة بينما تساعد سرعة النبضات الكهربائية في الجمع التصويري على تخطى هذه العقبة الميكانيكية . وقد توصل جهاز لوميتيب إلى سرعة ألف نبضة في الساعة ، وكل نبضة كهربائية تعنى حرفاً أو متريساً . بينما توصل جهاز زيب Zip ) نفس الشركة للجمع التصويرى إلى سرعة ١,٨٠٠,٠٠٠ نبضة في الساعة .
وكان السبب في تأخير انتشار هذه الأجهزة السريعة هو صعوبة التصحيح على الفيلم ، لأن إجراء التصحيح على الرصاص يتم بسهولة ، إذ من الممكن رفع سطر الرصاص من العمود ووضع سطر آخر مكانه . أما على الفيلم فقد كان من الصعب رفع سطر ووضع غيره ، بدون أن تستغرق هذه العملية مدة أطول من الوقت، إذ كان من الضرورى قطع هذا السطر من الفيلم بوساطة جهاز قاطع ، ثم يوضع سطر التصحيح - الذي سبق جمعه على فيلم آخر - فى مكان السطر الأول ، ولصقه بورق لاصق .
وبدأ الخبراء يفكرون فى طريقة أسرع لعمل التصحيح ، حتى توصلوا إلى إمكانية إجرائه على شكلين : الشكل الأول يستلزم كتابة كافة التصحيحات على شريط ، ويوضع الشريط الأصلى مع شريط التصحيح في جهاز العقل الإلكترونى ، فيخرج من الناحية الأخرى شريط واحد مصحح . وهذا الشريط هو ا إلى جهاز الجمع التصويرى فينتج فيلماً مصححاً لا داعي إلى قطعه بعدئذ .
تعليق