قلعة دمشق
تقع قلعة دمشق في الزاوية الشمالية الغربية من أسوار مدينة دمشق، وتشكل أبراجها وبَدَناتها curtain walls الشمالية والغربية جزءاً من سور المدينة إلى الغرب من باب الفرج، وإلى الشمال من باب الجابية، كما تشكل مع السور النظام الدفاعي الأساس للمدينة. تتألف القلعة بوضعها الحالي من 13برجاً، أربعة منها على الزوايا، وثلاثة في الجهة الجنوبية، واثنان في الجهة الشرقية، وثلاثة في الجهة الشمالية، وأساسات برج واحد صغير ظهرت في منتصف الجهة الغربية، أما البنى الداخلية فقد زالت في أغلبها، ولم يتبق منها سوى قصر السلاطين في الجهة الجنوبية الغربية، والقاعة ذات الأعمدة، وبعض الممرات الداخلية التي تدور حول محيط القلعة ملاصقة للسور الخارجي.
القلعة على شكل مستطيل تقريباً، يمتد نحو 200م من الشرق إلى الغرب، وفي منتصف المسافة تقريباً، ينحرف الضلع الشمالي نحو الجنوب ليساير مجرى نهر العقرباني. وتبلغ مساحة القلعة نحو 3 هكتارات، وهي أكبر مساحة مبنية في المدينة، وللمقارنة، تبلغ مساحة الجامع الأموي ثاني أكبر مساحة مبنية، نحو 1.5 هكتار.
عند دراسة القلعة للمرة الأولى، لاحظ الباحثون وجود بعض الأجزاء المعمارية الداخلية التي لا تنتمي للقلعة الحالية، وأن بعض الأحجار ضمن جدرانها تحمل زخارف رومانية، فافترضوا ـ بسبب مقاييسها وطريقة نحتها والعناصر الزخرفية التي تحملها ـ أنها أجزاء من منشأة رومانية تعود لفترة ديوكليتيان Diocletian ت(284ـ305م)، ثم تبين أن هذه العناصر المعمارية هي أجزاء من قلعة أقدم، ذات أبراج أصغر، بنيت في نهاية القرن الحادي عشر مع بداية الحكم السلجوقي الأتابكي للمدينة على إثر خروج الفاطميين منها، وأن الأحجار التي تحمل الزخارف أعيد استعمالها من مبانٍ رومانية؛ كانت ما تزال قائمة في المدينة مصدراً لمواد البناء. وإذا ما تم حساب كمية الأحجار المستعملة، يمكن التعرف على حجم المباني الرومانية التي كانت ما تزال قائمة في نهاية الفترة، أي نهاية القرن الحادي عشر.
وفي مئة عام تلت بناء القلعة السلجوقية، أضيفت بنى داخلية جديدة، سكنية وإدارية وخدمية، مثل دار رضوان، وقبة الورد، ودار المسرة، وجامع نور الدين، ودار صلاح الدين، كما دعمت جدرانها بأبراج متعددة.
بعد موت صلاح الدين في نهاية القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، دب الخلاف بين أولاده على السلطة، ولم يلبث أخوه الملك العادل أن استغل النـزاع الحاصل بين أبناء أخيه؛ لينتـزع السلطنة منهم، ويصبح سيد البيت الأيوبي دون منازع، ويتخذ من دمشق مقراً له.
بدأ العادل بتقوية مركزه الجديد، وكما عزز صلاح الدين حكمه في مصر ببناء القلعة رمزاً لبدء حكم جديد بعد سقوط الدولة الفاطمية، بنى العادل مع بداية القرن الثالث عشر قلعة جديدة في دمشق أكبر من حيث المساحة من القلعة السلجوقية، فأحاطت الأبراج الضخمة الجديدة وبدناتها بالدفاعات الأصغر، ودمجت فيها، كما استخدمت البنى الداخلية ضمن وظائفها الأساس، ولبناء خندق لها. لقد كان الهدف منها إيجاد مقر حصين له في المدينة -ولاسيما أنها قد حوصرت من قبل أفراد البيت الأيوبي خمس مرات في السنوات العشر الأخيرة من القرن الثاني عشر- وتأكيد سلطته على أمراء البيت الأيوبي، إذ فرض على كل منهم بناء أحد أبراج القلعة من ناحية أخرى.
أضيفت المزيد من المباني السكنية والإدارية في الفترة الأيوبية، كالطارمة belvedere (أعلى البرج) التي كان المعظّم عيسى وأخوه الأشرف موسى؛ ابنا الملك العادل يستعرضان الجند منها، وجامع أبي الدرداء، ودار الكاملية، وقبة دار رضوان.
مع منتصف القرن الثالث عشر خيم الخطر المغولي على المنطقة، ووصل هولاكو عام 1260 إلى دمشق، وقصف القلعة بالمنجنيق حتى استسلمت، فهدم أجزاء منها، واشتعلت النيران في البنى الداخلية فيها. ومع وصول السلطان الظاهر بيبرس إلى السلطة، بدأ مشروعاً كبيراً لإصلاح ما تضرر من القلعة، فأعاد بناء الواجهتين الغربية والشمالية، وبنى فيها داراً كبيرة ذات مرافق، وغرفاً وحماماً، كما أشاد طارمة واسعة فوق برج الزاوية الشمالية الغربية، وأنفق على المشروع مبلغاً يقارب مليون درهم.
تابع المنصور قلاوون أعمال إعادة البناء في القلعة، فأشاد ممراً مسقوفاً على طول الواجهة الشمالية من الداخل، وممشى للخفارة فوق الممر على كامل محيط القلعة الداخلي، أما ابنه؛ الأشرف خليل فقام بتجميع الرخام من أنحاء سورية، وأحضرت الأعمدة الرومانية إلى القلعة لتأمين مواد بنائها، وتم إنشاء دار السلطنة، والطارمة، والممر المسقوف، والقاعة الذهبية، والقبة الزرقاء، أول قبة معروفة في سورية غُطيت بالقاشاني الملون.
عانت القلعة والمنطقة المحيطة بها في الفترة التي تلت مجموعةً من الهجمات قام بها الأمراء المماليك في أثناء مناوشاتهم مع بعضهم بعضاً، لكنها تلقت الضربة الأكبر عام 1400 عندما وصل تيمورلنك إلى دمشق، ودك أسوارها وأبراجها، لأنها رفضت التسليم له مع المدينة، وأشعل النار فيها. وظلت القلعة في حالة مزرية من الدمار حتى وصول نوروز الحافظي عام 1405 إلى السلطة، فقرر إعادة بنائها، ومول المشروع بتوزيع حصص من الممتلكات، فأعاد بناء الواجهة الشمالية وبرجي الزاويتين الجنوبيتين، ويبدو أن العمل كان سيئاً وسريعاً، إذ سرعان ما احتاجت القلعة لترميمات جديدة قام بها قانصوه الغوري.
تراجع دور القلعة مع بداية الفترة العثمانية، ومع انهيار أجزاء من أسوارها بسبب زلزال عام 1759، قام السلطان مصطفى الثالث بإرسال بعثة لترميمها. ومنذ عام 1787 أصبحت دمشق مسرحاً للثورات والحملات، واستخدمت القلعة ملجأً، وفي النهاية استخدمت حجارة الأجزاء العلوية من أبراجها في بناء ثكنات في دمشق، وفي عهد الانتداب الفرنسي حولت القلعة إلى سجن، وظلت كذلك حتى ما بعد الاستقلال حين تقرر إخلاؤها وترميمها.
جرت أعمال تنقيب متفرقة في القلعة قامت بها بعثات أثرية وطنية ومشتركة، وقد أظهرت أساسات قاعة مربعة مع بحرة في وسطها في الزاوية الجنوبية الشرقية، وحماماً في منتصف الواجهة الشمالية، إضافة إلى مجموعة من الأساسات لمنشآت متعددة. أظهرت التنقيبات للمرة الأولى في دمشق سوية عصر البرونز، عندما اكتشفت هيكل عظمي يعود إلى تلك الفترة. أما فيما يتعلق باللقى الأثرية، فقد ظهرت مجموعة من الخوذ الحربية من الخشب والجلد عند التنقيب في أجزاء من الواجهة الجنوبية تعود إلى الفترة المملوكية على الأغلب، إضافة إلى مجموعة كبيرة من القطع الفخارية المتنوعة.
تعد قلعة دمشق من القلاع الإسلامية المهمة، وهي واحدة من مجموعة القلاع التي بنيت في المدن، وتختلف عنها في أنها بنيت على مستوى سطح الأرض، وليس على تل يؤمن حمايتها كقلعتي حلب وحمص، أو حول مبنى ضخم أقدم كقلعة بصرى التي بنيت حول المدرج الروماني.
في القرن الثاني عشر كانت الحصون مزودة بأبراج صغيرة قليلة البروز مشابهة للأبراج المعروفة في سورية الرومانية، أما العادل فقد ابتدع أسلوباً دفاعياً جديداً، فجعل الأبراج أكبر حجماً، وأكثر بروزاً عن البدنات، كما زودها بمرامٍ للسهام في كل طابق، وتصوينة علوية مزودة بالسقاطات والرواشن، وجعل المسافات بينها أقرب حسب المدى الحيوي للسهم، بحيث تدافع حامية كل برج عن البرج المجاور، وكان سبب هذا التغيير الواضح هو التطور الحاصل في الآلات الحربية ذات المقذوفات، إثر استخدام أنواع جديدة من المنجنيقات.
تتميز قلعة دمشق بوجود ممر مسقوف يدور حول كامل محيطها الداخلي يعلوه ممر للخفارة على سطحه، وهذان الممران يسمحان بالتحرك حول محيط القلعة من دون عوائق، كما زُوِّدا بالأدراج للتحرك بسهولة بين طوابق الأبراج. و يفصل هذا الممر وظيفياً بين حركة الجنود من جهة، وبين المنشآت الإدارية والسكنية والخدمية في القلعة من جهة أخرى. لقد كانت قلعة الملك العادل ثورة في مجال العمارة العسكرية.
هزار عمران
تقع قلعة دمشق في الزاوية الشمالية الغربية من أسوار مدينة دمشق، وتشكل أبراجها وبَدَناتها curtain walls الشمالية والغربية جزءاً من سور المدينة إلى الغرب من باب الفرج، وإلى الشمال من باب الجابية، كما تشكل مع السور النظام الدفاعي الأساس للمدينة. تتألف القلعة بوضعها الحالي من 13برجاً، أربعة منها على الزوايا، وثلاثة في الجهة الجنوبية، واثنان في الجهة الشرقية، وثلاثة في الجهة الشمالية، وأساسات برج واحد صغير ظهرت في منتصف الجهة الغربية، أما البنى الداخلية فقد زالت في أغلبها، ولم يتبق منها سوى قصر السلاطين في الجهة الجنوبية الغربية، والقاعة ذات الأعمدة، وبعض الممرات الداخلية التي تدور حول محيط القلعة ملاصقة للسور الخارجي.
القلعة على شكل مستطيل تقريباً، يمتد نحو 200م من الشرق إلى الغرب، وفي منتصف المسافة تقريباً، ينحرف الضلع الشمالي نحو الجنوب ليساير مجرى نهر العقرباني. وتبلغ مساحة القلعة نحو 3 هكتارات، وهي أكبر مساحة مبنية في المدينة، وللمقارنة، تبلغ مساحة الجامع الأموي ثاني أكبر مساحة مبنية، نحو 1.5 هكتار.
قلعة دمشق |
وفي مئة عام تلت بناء القلعة السلجوقية، أضيفت بنى داخلية جديدة، سكنية وإدارية وخدمية، مثل دار رضوان، وقبة الورد، ودار المسرة، وجامع نور الدين، ودار صلاح الدين، كما دعمت جدرانها بأبراج متعددة.
بعد موت صلاح الدين في نهاية القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي، دب الخلاف بين أولاده على السلطة، ولم يلبث أخوه الملك العادل أن استغل النـزاع الحاصل بين أبناء أخيه؛ لينتـزع السلطنة منهم، ويصبح سيد البيت الأيوبي دون منازع، ويتخذ من دمشق مقراً له.
بدأ العادل بتقوية مركزه الجديد، وكما عزز صلاح الدين حكمه في مصر ببناء القلعة رمزاً لبدء حكم جديد بعد سقوط الدولة الفاطمية، بنى العادل مع بداية القرن الثالث عشر قلعة جديدة في دمشق أكبر من حيث المساحة من القلعة السلجوقية، فأحاطت الأبراج الضخمة الجديدة وبدناتها بالدفاعات الأصغر، ودمجت فيها، كما استخدمت البنى الداخلية ضمن وظائفها الأساس، ولبناء خندق لها. لقد كان الهدف منها إيجاد مقر حصين له في المدينة -ولاسيما أنها قد حوصرت من قبل أفراد البيت الأيوبي خمس مرات في السنوات العشر الأخيرة من القرن الثاني عشر- وتأكيد سلطته على أمراء البيت الأيوبي، إذ فرض على كل منهم بناء أحد أبراج القلعة من ناحية أخرى.
أضيفت المزيد من المباني السكنية والإدارية في الفترة الأيوبية، كالطارمة belvedere (أعلى البرج) التي كان المعظّم عيسى وأخوه الأشرف موسى؛ ابنا الملك العادل يستعرضان الجند منها، وجامع أبي الدرداء، ودار الكاملية، وقبة دار رضوان.
مع منتصف القرن الثالث عشر خيم الخطر المغولي على المنطقة، ووصل هولاكو عام 1260 إلى دمشق، وقصف القلعة بالمنجنيق حتى استسلمت، فهدم أجزاء منها، واشتعلت النيران في البنى الداخلية فيها. ومع وصول السلطان الظاهر بيبرس إلى السلطة، بدأ مشروعاً كبيراً لإصلاح ما تضرر من القلعة، فأعاد بناء الواجهتين الغربية والشمالية، وبنى فيها داراً كبيرة ذات مرافق، وغرفاً وحماماً، كما أشاد طارمة واسعة فوق برج الزاوية الشمالية الغربية، وأنفق على المشروع مبلغاً يقارب مليون درهم.
تابع المنصور قلاوون أعمال إعادة البناء في القلعة، فأشاد ممراً مسقوفاً على طول الواجهة الشمالية من الداخل، وممشى للخفارة فوق الممر على كامل محيط القلعة الداخلي، أما ابنه؛ الأشرف خليل فقام بتجميع الرخام من أنحاء سورية، وأحضرت الأعمدة الرومانية إلى القلعة لتأمين مواد بنائها، وتم إنشاء دار السلطنة، والطارمة، والممر المسقوف، والقاعة الذهبية، والقبة الزرقاء، أول قبة معروفة في سورية غُطيت بالقاشاني الملون.
عانت القلعة والمنطقة المحيطة بها في الفترة التي تلت مجموعةً من الهجمات قام بها الأمراء المماليك في أثناء مناوشاتهم مع بعضهم بعضاً، لكنها تلقت الضربة الأكبر عام 1400 عندما وصل تيمورلنك إلى دمشق، ودك أسوارها وأبراجها، لأنها رفضت التسليم له مع المدينة، وأشعل النار فيها. وظلت القلعة في حالة مزرية من الدمار حتى وصول نوروز الحافظي عام 1405 إلى السلطة، فقرر إعادة بنائها، ومول المشروع بتوزيع حصص من الممتلكات، فأعاد بناء الواجهة الشمالية وبرجي الزاويتين الجنوبيتين، ويبدو أن العمل كان سيئاً وسريعاً، إذ سرعان ما احتاجت القلعة لترميمات جديدة قام بها قانصوه الغوري.
تراجع دور القلعة مع بداية الفترة العثمانية، ومع انهيار أجزاء من أسوارها بسبب زلزال عام 1759، قام السلطان مصطفى الثالث بإرسال بعثة لترميمها. ومنذ عام 1787 أصبحت دمشق مسرحاً للثورات والحملات، واستخدمت القلعة ملجأً، وفي النهاية استخدمت حجارة الأجزاء العلوية من أبراجها في بناء ثكنات في دمشق، وفي عهد الانتداب الفرنسي حولت القلعة إلى سجن، وظلت كذلك حتى ما بعد الاستقلال حين تقرر إخلاؤها وترميمها.
جرت أعمال تنقيب متفرقة في القلعة قامت بها بعثات أثرية وطنية ومشتركة، وقد أظهرت أساسات قاعة مربعة مع بحرة في وسطها في الزاوية الجنوبية الشرقية، وحماماً في منتصف الواجهة الشمالية، إضافة إلى مجموعة من الأساسات لمنشآت متعددة. أظهرت التنقيبات للمرة الأولى في دمشق سوية عصر البرونز، عندما اكتشفت هيكل عظمي يعود إلى تلك الفترة. أما فيما يتعلق باللقى الأثرية، فقد ظهرت مجموعة من الخوذ الحربية من الخشب والجلد عند التنقيب في أجزاء من الواجهة الجنوبية تعود إلى الفترة المملوكية على الأغلب، إضافة إلى مجموعة كبيرة من القطع الفخارية المتنوعة.
تعد قلعة دمشق من القلاع الإسلامية المهمة، وهي واحدة من مجموعة القلاع التي بنيت في المدن، وتختلف عنها في أنها بنيت على مستوى سطح الأرض، وليس على تل يؤمن حمايتها كقلعتي حلب وحمص، أو حول مبنى ضخم أقدم كقلعة بصرى التي بنيت حول المدرج الروماني.
في القرن الثاني عشر كانت الحصون مزودة بأبراج صغيرة قليلة البروز مشابهة للأبراج المعروفة في سورية الرومانية، أما العادل فقد ابتدع أسلوباً دفاعياً جديداً، فجعل الأبراج أكبر حجماً، وأكثر بروزاً عن البدنات، كما زودها بمرامٍ للسهام في كل طابق، وتصوينة علوية مزودة بالسقاطات والرواشن، وجعل المسافات بينها أقرب حسب المدى الحيوي للسهم، بحيث تدافع حامية كل برج عن البرج المجاور، وكان سبب هذا التغيير الواضح هو التطور الحاصل في الآلات الحربية ذات المقذوفات، إثر استخدام أنواع جديدة من المنجنيقات.
تتميز قلعة دمشق بوجود ممر مسقوف يدور حول كامل محيطها الداخلي يعلوه ممر للخفارة على سطحه، وهذان الممران يسمحان بالتحرك حول محيط القلعة من دون عوائق، كما زُوِّدا بالأدراج للتحرك بسهولة بين طوابق الأبراج. و يفصل هذا الممر وظيفياً بين حركة الجنود من جهة، وبين المنشآت الإدارية والسكنية والخدمية في القلعة من جهة أخرى. لقد كانت قلعة الملك العادل ثورة في مجال العمارة العسكرية.
هزار عمران