٣ - ستعرض العقول الإلكترونية حلول مسائل المهندسين ، في صورة ثلاثية الأبعاد . وسيمكن فحص الشيء الذي سيعرض من جهة إلى أخرى كما لو كان حقيقيا ، وهو في الواقع لا يوجد إلا فى ذاكرة العقل الإلكترونى .
٤ - سيمكن تصوير الضباب أو سحب التراب التى تبرز في الفضاء وفحص كل جزيئاتها من خلال صورة ثلاثية الأبعاد ، وستقسم وتحصى بواسطة ميكروسكوب وبهذا يتم أول فحص لهذه السحب الترابية وذرات الضباب .
وتقول نيويورك تايمز إن مبدأ الهولوجرافيا الذى يقف خلف كل هذه العجائب يمكن شرحه مبسطاً باستخدام تعبير ( النافذة ) . فالهولوجرافيا هي أسر وتجميد جميع الموجات الضوئية التي تمر خلال النافذة . وهذه الأمواج تطبع على زجاج النافذة (يكون عادة من فيلم أو لوح فوتوجرافى ) بطريقة تجعل من الممكن تصويرها حسب الإرادة .
وتختلف هذه العملية أساساً عن عملية التصوير الفوتوجرافي العادى . حيث يمر منظر واحد ثنائي الأبعاد من خلال فتحة ضيقة أو مجموعة ثنائية الأبعاد . ويكون الضوء الساقط على نقطة معينة على الفيلم ناشئاً عن نقطة واحدة من الشيء ، وتكون النقط الأفتح هي أكثرها تعرضاً للضوء فى الفيلم . أما في الهولوجرافيا فتمثل كل نقطة على الفيلم المرئى المنظر كله من جهاته المختلفة تماماً كما يمر الضوء من خلال لوح النافذة . ولن نحتاج إلى عدسات أو ثقب ضوئى ولن تظهر صورة على الإطلاق. كما أنه ستعرض كل نقطة من الفيلم إلى الضوء ، وبذلك تتساوى . النقط في جميع التوزيع الضوئي .
وإن ما يعجز عن تسجيله الضوء العادى هو اتجاه الشعاع الذي تتحرك فيه الموجات الضوئية ، وهذا أصبح ممكناً فى الهولوجرافيا، لأن الضوء المنعكس من كل نقطة من المنظر يشع موجات تماماً كما تشع الأمواج على سطح الماء عند إلقاء حجر عليه . وتتحرك هذه الأمواج بسرعة ١٨٦ ألف ميل في الثانية . ولا يمكن رؤيتها في الصور الفوتوجرافية العادية .
وعلى أي حال فهناك طريقة يمكن بها وقف هذه الأمواج ، فقد اكتشف توماس يونج فى إنجلترا عام ۱۸۰۲ أنه لو انشق شعاع ضوئى إلى شعاعين ومر أحدهما خلال مرآة ثم التقيا ثانية على شاشة فإن مناطق من الإعتام والإضاءة قد تظهر وتتكون هذه المناطق لأن الموجات المنفصلة تتقابل على الشاشة بحيث تقوى بعضها الأخرى فى مناطق معينة فتبدو مضيئة ، ويتلاشى بعضها الآخر في مناطق أخرى فتبدو معتمة .
وقد تحقق ( يونج ) أن الأمواج يجب أن تكون منتظمة تماماً ، فالأمواج الناتجة في الماء تتلاشى وتضمحل تدريجيا كلما زاد اتساعها ، ولذا فهي غير ثابتة الشدة ، وبالمثل في حالة الأمواج الضوئية من أى مصدر ، أو أى جزء من مصباح كبير تكون غير ثابتة الشدة . ولا يمكن الحصول على مثل هذا الضوء الثابت الشدة إلا من نقطة ضوئية واحدة ، وبذلك يمكن استخدامه فى خلق تداخلات ضوئية .
وإلى الآن وصورة الهولوجرام الناتجة بهذه الطريقة لا تكون ذات خصائص أو مميزات مفهومة ، أما حينما يعاد إنتاجها وتعلق أمام الأعين فإن الإنسان قد لا يفرق بينها وبين الحقيقة وقد يصطدم أحد أصابعه على هذه الصورة الثلاثية الأبعاد. فإن التصوير المأخوذ بوساطة الهولوجرام ما زال قصيراً إلى درجة كبيرة نظراً لأن أشعة اللازر ما زالت ذات إضاءة محدودة. فإشعاع اللازر ثابت الشدة إلى درجة ملحوظة ، ويقارن بصف يبلغ ۱۰ بلايين جندى يسيرون في صف فردى، بحيث تكون حركات الرجل الأخير متوافقة تماماً مع الرجل الأول .
ولكن الوجود المحدود للعشرة بلايين موجة المتماثلة الناتجة من اللازر لا يزيد مساره في الهواء على قدم واحدة ، وهكذا فإن المنظر الذي يمكن أخذه بشعاع لازر سيكون فقط ذا عمق لا يتجاوز قدماً واحدة .
وقد بدأت المؤسسات المتخصصة فى بناء العقول الإلكترونية في استحداث طريقة لحفظ المعلومات في العقول الإلكترونية باستخدام الهولوجرام ، وتجرى الآن أبحاثاً جادة على نوع من البلورات يتميز بحساسية شديدة للضوء ، وهذا النوع من البلورات يحقق مستودعات عميقة لحفظ المعلومات ، حيث يمكن تخزين بليون معلومة في سنتيمتر مربع واحد من هذه البلورات .
وتقول جريدة نيويورك تايمز : بينما تتطور الأبحاث التطبيقية في الهولوجرافيا في كتمان شديد فإنه من المعروف أن مجلة لايف تعمل الآن لنشر صور ثلاثية الأبعاد .
كما ينوى كتاب ( العلم السنة) الذي يصدر سنويا في شيكاجو طبع صفحته الأولى من ( فلتر الخلات ) والذى يمكن عليه استخدام أمواج الهولوجرام الحساسة له ، وبدون هذا الفلتر فإن الهولوجرام يبدو مطموساً غير واضح وبواسطته يمكن للمنظر الثلاثي الأبعاد أن يصل إلى الرؤية .
وتقول مجلة Science-Journal في عددها الصادر في يناير ١٩٦٧ إنه من الخصائص الفريدة للهولوجرام التى يمتاز بها عن طريقة التصوير العادي ، أن بصمات التداخل الموجى المسجلة على لوح الهولوجرام لا تلزم استخدام اللوح كله للحصول على الصورة النهائية . فإذا كسر لوح الهولوجرام لأى سبب فإن أى جزء منه يكفي لإعطاء صورة مجسمة كاملة للمنظر الذى تم تصويره . كما أنه ليس هناك لوح هولوجرام سالب وآخر موجب كما الحال فى التصوير الفوتوجرافى، إذ أنه إذا قلب الأبيض أسود والأسود أبيض في لوح الهولوجرام فإن هذا لن يؤثر فى طبيعة ومظهر الصورة النهائية . شأن ذلك كشأن الأمواج التى تحمل إشارة صوتية ، فإذا قلب طورها قلباً كاملاً من الموجب إلى السالب أو العكس فإن ذلك لا يؤثر على ذبذبات الإشارة الصوتية المحمولة .
كما يمكن استخدام الضوء المتماسك لأشعة لازر في تسجيل جميع الألوان على لوح الهولوجرام . وذلك باستخدام جهازين، أحدهما يعطى الطولين الموجيين الممثلين للونين الأزرق والأخضر ، والآخر يعطى الطول الموجى للون الأحمر . وتتلاقى الأطوال الموجية للألوان الثلاثة فى الشعاع الرئيسي الذي ينشطر بعد ذلك .
وأهم التجارب التى تجرى الآن هو إمكان تسجيل أكثر من صورة واحدة على لوح هولوجرام واحد ، وهو ما لا يمكن تحقيقه فى التصوير الفوتوجرافي . أما في التصوير الهولوجرافي فيكفى تغيير الزاوية التى بين الشعاعين عند تصوير كل منظر ، وذلك على نفس اللوح ، وعند العرض نحصل على صور مستقلة لجميع المناظر التي تم تصويرها فتظهر كل صورة على حدة ومستقلة عن الصور الأخرى .
وقد نشرت شركة IBM فى ١٥ يناير ١٩٦٧ تفصیلات ابتكارها الجديد للتصوير
بدون شعاع لازر . وقالت فيه: إن التصوير الهلوجرافي المجسم تطور تطوراً سريعاً السنوات القليلة الماضية. وقد أمكن أخيراً ولأول مرة ، الحصول على ألواح هولوجرام تسجل عليها مناظر مضاءة بالنور العادى . وقد كان التصوير الهولوجرافي مقصوراً قبل ذلك على تسجيل صور المناظر التى يمكن إضاءتها بأشعة لازر فقط ، أما الآن فأمكن عمل ألواح الهواءجرام لمناظر مضاءة بالنور الأبيض العادى . وينتظر بعد نجاح هذه التجارب ، أن يتسع استخدام الطريقة الجديدة على مستوى الهواة بجانب استخدامها في الأبحاث العلمية والتسجيل المجسم .
ويختلف التصوير الهولوجرافى عن التصوير الضوئى العادى اختلافاً جذرياً في الأساس العلمى لكل منهما . ففى التصوير الهولوجرافي يسجل لوح الهولوجرام طبيعة الأمواج الضوئية التي سقطت عليه من الجسم المراد تصويره ، بينما يقتصر عمل الفيلم الفوتوجرافى على تسجيل درجات شدة الاستضاءة المختلفة كما تحدث عليه ، والتي تمثل النقط الضوئية المختلفة للجسم الأصلي المراد تصويره .
والصورة الهولوجرافية النهائية صورة مجسمة تماماً ، وهى لذلك تختلف أيضاً عن الصور المجسمة التي نشاهدها باستخدام نظارات ملونة خاصة أو نظارات استقطابية غامقة ، والمتفرج على صورة هولوجرافية لا يحتاج إلى نظارة خاصة ويمكنه أن يميل برأسه ذات اليمين أو ذات اليسار فيرى أجزاء مما تقع في « خلفية المنظر » أمامى ، بالضبط كما يحدث فى الطبيعة عندما يميل المشاهد برأسه ليرى جوانب منظر عميق إلى الداخل. وهذا المنظر الجديد الذي يستطيع المشاهد أن يراه بعد أن كان مختفياً هو البعد الثالث .
والدكتور روبرت ف . بوك ، بقسم الأبحاث بشركة IBM ، والذي تنسب والتي قد يخفيها جسم إليه هذه الطريقة الجديدة لعمل ألواح الهولوجرام ، يستعمل عدسة خاصة متعددة الأسطح العدسية أو العديسات الجزئية ، وهى تشبه إلى حد كبير « عين الذبابة » المتعددة العدسات الجزئية ، والمعروفة بأنها تكون صوراً صغيرة متعددة للمنظر الواحد . وعند التصوير يركب الدكتور بوك عدسته التى أطلق عليها أيضاً « عدسة عين الذبابة » على آلة تصوير عادية ، ليأخذ الصورة المركبة الأصلية باستعمال الضوء العادى . وهذه الصورة المركبة ، تشمل مئات من الصور الفردية الكاملة للمنظر كله ، ولكن كل صورة صغيرة فيها تبين المنظر من زاوية مختلفة .
وبهذه الطريقة تقوم العديسات الفردية فى عدسة ( عين الذبابة ) ، بعملية فرز وتسجيل ، ليس فقط لشدة الاستضاءة كما فى التصوير الفوتوجرافي العادى ، ولكن أيضاً لطبيعة حركة واتجاه الأمواج الضوئية الآتية من كل نقطة المنظر الذي أمامها.
وبهذا تقوم عدسة ( عين الذبابة ) بعمل مشابه لما يقوم به جهاز التصوير على لوح الهولوجرام مباشرة ، بتسجيل التداخل الحادث بين أمواج شعاع لازر منعكس من المنظر ، وأمواج شعاع لازر آخر مباشر يسمى ( الشعاع الدليل ) :
وبهذا يمكن اعتبار عدسة عين الذبابة ، كأنها تقوم بنوع من التصنيف والفرز للزوايا المختلفة التي يمكن أن يشاهد بها المنظر مجسماً ، كما يفعل لوح الهولوجرام الذي يسجل الموجات الآتية من كل انحناءة فى المنظر على حدة . ويمكن بعد ذلك ، عمل لوح هولوجرام عادى ، من الصورة المأخوذة بعدسة « عين الذبابة » ، في المعمل ، وذلك بإمرار شعاع لازر خلال الصورة وعدسة « عين ذبابة » أخرى ثم جعل هذا الشعاع يتداخل موجياً مع شعاع لازر آخر يتخذ كدليل مباشر .
ولا يستطيع المشاهد بعد ذلك التفرقة بين لوح الهولوجرام المصور بهذه الطريقة ولوح الهولوجرام المصور بالطريقة العادية التى يضاء فيها المنظر الأصلى بشعاع لازر، وذلك بشرط أن تكون عدسات ( عين الذبابة ) متلاحمة تماماً ، وتماثل في حجمها حجم إنسانة العين البشرية .
وقد سبق أن اقترح عالم البصريات المشهور ج . ليبمان ، في عام ١٩٠٨ فكرة تسجيل صور متعددة للمنظر الواحد بعدسة كعين الذبابة ، ثم إعادة مشاهدة المنظر باستخدام جهاز إسقاط ضوئى مزود بعدسة عين ذبابة أخرى .
غير أنه لم يهتم أحد بتطبيق تجارب ليمان والتوسع فيها حتى اليوم . كما أن ليمان من ناحية أخرى لم يفكر فى عمل لوح هولوجرام من الصورة المتعددة ، لأن الهولوجرام ذاته لم يكن قد اخترع فى ذلك الحين . وقد كانت الطريقة التي اقترحها لعرض صورته المتعددة طريقة سهلة ، غير وقفت أمام انتشارها صعوبات خاصة بتصميم العدسة المطلوبة وصناعتها ، فوجه الاهتمام نحو تطوير التصوير الهولوجرافي للحصول على التسجيل المجسم ، وأهملت هذه الفكرة حتى ظهرت إلى الوجود في عام ١٩٦٧ أى بعد ستين عاماً كاملة من اكتشاف العالم ليمان .
وقد استطاعت شركة « بوش آند لومب » أن تصل إلى نتيجة باهرة في صناعة آلات التصوير لإنتاج الصور المجسمة . وكانت الصورة الواحدة تتكلف في المعمل مبلغاً يتراوح بين ٥٠٠ دولار و ۳۰۰۰ دولار ، وأمكن هذه الشركة أن تنتج الصورة الواحدة بسعر بسيط لا يتعدى ربع دولار .
٤ - سيمكن تصوير الضباب أو سحب التراب التى تبرز في الفضاء وفحص كل جزيئاتها من خلال صورة ثلاثية الأبعاد ، وستقسم وتحصى بواسطة ميكروسكوب وبهذا يتم أول فحص لهذه السحب الترابية وذرات الضباب .
وتقول نيويورك تايمز إن مبدأ الهولوجرافيا الذى يقف خلف كل هذه العجائب يمكن شرحه مبسطاً باستخدام تعبير ( النافذة ) . فالهولوجرافيا هي أسر وتجميد جميع الموجات الضوئية التي تمر خلال النافذة . وهذه الأمواج تطبع على زجاج النافذة (يكون عادة من فيلم أو لوح فوتوجرافى ) بطريقة تجعل من الممكن تصويرها حسب الإرادة .
وتختلف هذه العملية أساساً عن عملية التصوير الفوتوجرافي العادى . حيث يمر منظر واحد ثنائي الأبعاد من خلال فتحة ضيقة أو مجموعة ثنائية الأبعاد . ويكون الضوء الساقط على نقطة معينة على الفيلم ناشئاً عن نقطة واحدة من الشيء ، وتكون النقط الأفتح هي أكثرها تعرضاً للضوء فى الفيلم . أما في الهولوجرافيا فتمثل كل نقطة على الفيلم المرئى المنظر كله من جهاته المختلفة تماماً كما يمر الضوء من خلال لوح النافذة . ولن نحتاج إلى عدسات أو ثقب ضوئى ولن تظهر صورة على الإطلاق. كما أنه ستعرض كل نقطة من الفيلم إلى الضوء ، وبذلك تتساوى . النقط في جميع التوزيع الضوئي .
وإن ما يعجز عن تسجيله الضوء العادى هو اتجاه الشعاع الذي تتحرك فيه الموجات الضوئية ، وهذا أصبح ممكناً فى الهولوجرافيا، لأن الضوء المنعكس من كل نقطة من المنظر يشع موجات تماماً كما تشع الأمواج على سطح الماء عند إلقاء حجر عليه . وتتحرك هذه الأمواج بسرعة ١٨٦ ألف ميل في الثانية . ولا يمكن رؤيتها في الصور الفوتوجرافية العادية .
وعلى أي حال فهناك طريقة يمكن بها وقف هذه الأمواج ، فقد اكتشف توماس يونج فى إنجلترا عام ۱۸۰۲ أنه لو انشق شعاع ضوئى إلى شعاعين ومر أحدهما خلال مرآة ثم التقيا ثانية على شاشة فإن مناطق من الإعتام والإضاءة قد تظهر وتتكون هذه المناطق لأن الموجات المنفصلة تتقابل على الشاشة بحيث تقوى بعضها الأخرى فى مناطق معينة فتبدو مضيئة ، ويتلاشى بعضها الآخر في مناطق أخرى فتبدو معتمة .
وقد تحقق ( يونج ) أن الأمواج يجب أن تكون منتظمة تماماً ، فالأمواج الناتجة في الماء تتلاشى وتضمحل تدريجيا كلما زاد اتساعها ، ولذا فهي غير ثابتة الشدة ، وبالمثل في حالة الأمواج الضوئية من أى مصدر ، أو أى جزء من مصباح كبير تكون غير ثابتة الشدة . ولا يمكن الحصول على مثل هذا الضوء الثابت الشدة إلا من نقطة ضوئية واحدة ، وبذلك يمكن استخدامه فى خلق تداخلات ضوئية .
وإلى الآن وصورة الهولوجرام الناتجة بهذه الطريقة لا تكون ذات خصائص أو مميزات مفهومة ، أما حينما يعاد إنتاجها وتعلق أمام الأعين فإن الإنسان قد لا يفرق بينها وبين الحقيقة وقد يصطدم أحد أصابعه على هذه الصورة الثلاثية الأبعاد. فإن التصوير المأخوذ بوساطة الهولوجرام ما زال قصيراً إلى درجة كبيرة نظراً لأن أشعة اللازر ما زالت ذات إضاءة محدودة. فإشعاع اللازر ثابت الشدة إلى درجة ملحوظة ، ويقارن بصف يبلغ ۱۰ بلايين جندى يسيرون في صف فردى، بحيث تكون حركات الرجل الأخير متوافقة تماماً مع الرجل الأول .
ولكن الوجود المحدود للعشرة بلايين موجة المتماثلة الناتجة من اللازر لا يزيد مساره في الهواء على قدم واحدة ، وهكذا فإن المنظر الذي يمكن أخذه بشعاع لازر سيكون فقط ذا عمق لا يتجاوز قدماً واحدة .
وقد بدأت المؤسسات المتخصصة فى بناء العقول الإلكترونية في استحداث طريقة لحفظ المعلومات في العقول الإلكترونية باستخدام الهولوجرام ، وتجرى الآن أبحاثاً جادة على نوع من البلورات يتميز بحساسية شديدة للضوء ، وهذا النوع من البلورات يحقق مستودعات عميقة لحفظ المعلومات ، حيث يمكن تخزين بليون معلومة في سنتيمتر مربع واحد من هذه البلورات .
وتقول جريدة نيويورك تايمز : بينما تتطور الأبحاث التطبيقية في الهولوجرافيا في كتمان شديد فإنه من المعروف أن مجلة لايف تعمل الآن لنشر صور ثلاثية الأبعاد .
كما ينوى كتاب ( العلم السنة) الذي يصدر سنويا في شيكاجو طبع صفحته الأولى من ( فلتر الخلات ) والذى يمكن عليه استخدام أمواج الهولوجرام الحساسة له ، وبدون هذا الفلتر فإن الهولوجرام يبدو مطموساً غير واضح وبواسطته يمكن للمنظر الثلاثي الأبعاد أن يصل إلى الرؤية .
وتقول مجلة Science-Journal في عددها الصادر في يناير ١٩٦٧ إنه من الخصائص الفريدة للهولوجرام التى يمتاز بها عن طريقة التصوير العادي ، أن بصمات التداخل الموجى المسجلة على لوح الهولوجرام لا تلزم استخدام اللوح كله للحصول على الصورة النهائية . فإذا كسر لوح الهولوجرام لأى سبب فإن أى جزء منه يكفي لإعطاء صورة مجسمة كاملة للمنظر الذى تم تصويره . كما أنه ليس هناك لوح هولوجرام سالب وآخر موجب كما الحال فى التصوير الفوتوجرافى، إذ أنه إذا قلب الأبيض أسود والأسود أبيض في لوح الهولوجرام فإن هذا لن يؤثر فى طبيعة ومظهر الصورة النهائية . شأن ذلك كشأن الأمواج التى تحمل إشارة صوتية ، فإذا قلب طورها قلباً كاملاً من الموجب إلى السالب أو العكس فإن ذلك لا يؤثر على ذبذبات الإشارة الصوتية المحمولة .
كما يمكن استخدام الضوء المتماسك لأشعة لازر في تسجيل جميع الألوان على لوح الهولوجرام . وذلك باستخدام جهازين، أحدهما يعطى الطولين الموجيين الممثلين للونين الأزرق والأخضر ، والآخر يعطى الطول الموجى للون الأحمر . وتتلاقى الأطوال الموجية للألوان الثلاثة فى الشعاع الرئيسي الذي ينشطر بعد ذلك .
وأهم التجارب التى تجرى الآن هو إمكان تسجيل أكثر من صورة واحدة على لوح هولوجرام واحد ، وهو ما لا يمكن تحقيقه فى التصوير الفوتوجرافي . أما في التصوير الهولوجرافي فيكفى تغيير الزاوية التى بين الشعاعين عند تصوير كل منظر ، وذلك على نفس اللوح ، وعند العرض نحصل على صور مستقلة لجميع المناظر التي تم تصويرها فتظهر كل صورة على حدة ومستقلة عن الصور الأخرى .
وقد نشرت شركة IBM فى ١٥ يناير ١٩٦٧ تفصیلات ابتكارها الجديد للتصوير
بدون شعاع لازر . وقالت فيه: إن التصوير الهلوجرافي المجسم تطور تطوراً سريعاً السنوات القليلة الماضية. وقد أمكن أخيراً ولأول مرة ، الحصول على ألواح هولوجرام تسجل عليها مناظر مضاءة بالنور العادى . وقد كان التصوير الهولوجرافي مقصوراً قبل ذلك على تسجيل صور المناظر التى يمكن إضاءتها بأشعة لازر فقط ، أما الآن فأمكن عمل ألواح الهواءجرام لمناظر مضاءة بالنور الأبيض العادى . وينتظر بعد نجاح هذه التجارب ، أن يتسع استخدام الطريقة الجديدة على مستوى الهواة بجانب استخدامها في الأبحاث العلمية والتسجيل المجسم .
ويختلف التصوير الهولوجرافى عن التصوير الضوئى العادى اختلافاً جذرياً في الأساس العلمى لكل منهما . ففى التصوير الهولوجرافي يسجل لوح الهولوجرام طبيعة الأمواج الضوئية التي سقطت عليه من الجسم المراد تصويره ، بينما يقتصر عمل الفيلم الفوتوجرافى على تسجيل درجات شدة الاستضاءة المختلفة كما تحدث عليه ، والتي تمثل النقط الضوئية المختلفة للجسم الأصلي المراد تصويره .
والصورة الهولوجرافية النهائية صورة مجسمة تماماً ، وهى لذلك تختلف أيضاً عن الصور المجسمة التي نشاهدها باستخدام نظارات ملونة خاصة أو نظارات استقطابية غامقة ، والمتفرج على صورة هولوجرافية لا يحتاج إلى نظارة خاصة ويمكنه أن يميل برأسه ذات اليمين أو ذات اليسار فيرى أجزاء مما تقع في « خلفية المنظر » أمامى ، بالضبط كما يحدث فى الطبيعة عندما يميل المشاهد برأسه ليرى جوانب منظر عميق إلى الداخل. وهذا المنظر الجديد الذي يستطيع المشاهد أن يراه بعد أن كان مختفياً هو البعد الثالث .
والدكتور روبرت ف . بوك ، بقسم الأبحاث بشركة IBM ، والذي تنسب والتي قد يخفيها جسم إليه هذه الطريقة الجديدة لعمل ألواح الهولوجرام ، يستعمل عدسة خاصة متعددة الأسطح العدسية أو العديسات الجزئية ، وهى تشبه إلى حد كبير « عين الذبابة » المتعددة العدسات الجزئية ، والمعروفة بأنها تكون صوراً صغيرة متعددة للمنظر الواحد . وعند التصوير يركب الدكتور بوك عدسته التى أطلق عليها أيضاً « عدسة عين الذبابة » على آلة تصوير عادية ، ليأخذ الصورة المركبة الأصلية باستعمال الضوء العادى . وهذه الصورة المركبة ، تشمل مئات من الصور الفردية الكاملة للمنظر كله ، ولكن كل صورة صغيرة فيها تبين المنظر من زاوية مختلفة .
وبهذه الطريقة تقوم العديسات الفردية فى عدسة ( عين الذبابة ) ، بعملية فرز وتسجيل ، ليس فقط لشدة الاستضاءة كما فى التصوير الفوتوجرافي العادى ، ولكن أيضاً لطبيعة حركة واتجاه الأمواج الضوئية الآتية من كل نقطة المنظر الذي أمامها.
وبهذا تقوم عدسة ( عين الذبابة ) بعمل مشابه لما يقوم به جهاز التصوير على لوح الهولوجرام مباشرة ، بتسجيل التداخل الحادث بين أمواج شعاع لازر منعكس من المنظر ، وأمواج شعاع لازر آخر مباشر يسمى ( الشعاع الدليل ) :
وبهذا يمكن اعتبار عدسة عين الذبابة ، كأنها تقوم بنوع من التصنيف والفرز للزوايا المختلفة التي يمكن أن يشاهد بها المنظر مجسماً ، كما يفعل لوح الهولوجرام الذي يسجل الموجات الآتية من كل انحناءة فى المنظر على حدة . ويمكن بعد ذلك ، عمل لوح هولوجرام عادى ، من الصورة المأخوذة بعدسة « عين الذبابة » ، في المعمل ، وذلك بإمرار شعاع لازر خلال الصورة وعدسة « عين ذبابة » أخرى ثم جعل هذا الشعاع يتداخل موجياً مع شعاع لازر آخر يتخذ كدليل مباشر .
ولا يستطيع المشاهد بعد ذلك التفرقة بين لوح الهولوجرام المصور بهذه الطريقة ولوح الهولوجرام المصور بالطريقة العادية التى يضاء فيها المنظر الأصلى بشعاع لازر، وذلك بشرط أن تكون عدسات ( عين الذبابة ) متلاحمة تماماً ، وتماثل في حجمها حجم إنسانة العين البشرية .
وقد سبق أن اقترح عالم البصريات المشهور ج . ليبمان ، في عام ١٩٠٨ فكرة تسجيل صور متعددة للمنظر الواحد بعدسة كعين الذبابة ، ثم إعادة مشاهدة المنظر باستخدام جهاز إسقاط ضوئى مزود بعدسة عين ذبابة أخرى .
غير أنه لم يهتم أحد بتطبيق تجارب ليمان والتوسع فيها حتى اليوم . كما أن ليمان من ناحية أخرى لم يفكر فى عمل لوح هولوجرام من الصورة المتعددة ، لأن الهولوجرام ذاته لم يكن قد اخترع فى ذلك الحين . وقد كانت الطريقة التي اقترحها لعرض صورته المتعددة طريقة سهلة ، غير وقفت أمام انتشارها صعوبات خاصة بتصميم العدسة المطلوبة وصناعتها ، فوجه الاهتمام نحو تطوير التصوير الهولوجرافي للحصول على التسجيل المجسم ، وأهملت هذه الفكرة حتى ظهرت إلى الوجود في عام ١٩٦٧ أى بعد ستين عاماً كاملة من اكتشاف العالم ليمان .
وقد استطاعت شركة « بوش آند لومب » أن تصل إلى نتيجة باهرة في صناعة آلات التصوير لإنتاج الصور المجسمة . وكانت الصورة الواحدة تتكلف في المعمل مبلغاً يتراوح بين ٥٠٠ دولار و ۳۰۰۰ دولار ، وأمكن هذه الشركة أن تنتج الصورة الواحدة بسعر بسيط لا يتعدى ربع دولار .
تعليق