وبفضل التحسينات المستقبلة في الإنتاج - والتي يمكن أن تتم في المستقبل القريب أصبح من الممكن إغفال طريقة جمع الحروف بالمعدن المنصهر (الرصاص ) وكذلك إغفال عملية صب الصفحات التي ما زالت تستعمل حتى اليوم ، وذلك بإنتاج سطور تطبع مباشرة على لوحات مطبعة الأوفست .
وعندما يتحقق التحول إلى الطبع الكهربائى الإستاتيكي ( بدون حبر ) فإنه سيؤدى أيضاً إلى مزيد من التخفيضات في وسائل الإنتاج . وسيتطلب هذا النوع من الطباعة عدداً أقل من المعدات الثقيلة التي تتطلبها وسائلنا الحالية ، وقد تسمح للمحرر بإجراء تغييرات فى المقال أو الخبر فى الوقت الذي تواصل فيه المطبعة دورانها . وهذا النوع من الطباعة ( بدون حبر ) هو المفتاح إلى طبع الصحيفة في منزل القارئ أو مكتبه بدلاً من طبعها في مطبعة المؤسسة الصحفية .
وقد بدأت فعلا التجارب حول إنتاج الصحيفة في بيت القارئ بدلاً من إنتاجها في المطبعة . ولا شك فى أن ذلك من شأنه أن يلغى العملية المعقدة المعروفة الآن والتي تتمثل فى حزم الصحف المطبوعة ونقلها في السيارة وتوزيعها .
وهذه التجارب التي تجرى فى أمريكا مماثلة للتجارب التي تجرى في اليابان . ويوازى حجم إحدى الآلات المستخدمة في التجارب حجم كونسول جهاز استقبال تليفزيوني تقريباً . ويقول صانعوه إنهم يأملون فى أن يخفضوا ثمن هذه الوحدة إلى نحو ٤١٠ دولارات . ولا شك فى أن هذا الثمن يبدو مرتفعاً مما يحول دون شرائها إذا ما قورن بالنفقات العادية الحالية للتوزيع . ومهما يكن من أمر فإن . استقبال للصحيفة لا يكون ثمنه مرتفعاً ويقوم بالعمل في المنازل والمكاتب ، أصبح على أبواب النجاح .
وهناك ناحية هامة جديرة بأن تكون موضع اهتمام خاص. فمن ميزات الصحيفة - إذا قورنت بالراديو والتليفزيون - أن أنباءها تصل إلى المستهلك على شكل مادة مطبوعة دائمة ، وحقيقة الصحيفة المطبوعة هي أن المشترك يستطيع قراءتها فى أى وقت يناسبه ، وبالسرعة الملائمة له وفى المكان والزمان اللذين يختارهما ، ثم يستطيع إعادة قراءتها كما يحلو له ، وهذا ما يميز الخدمة الصحفية عن الوسائل الأخرى لنقل الأنباء والإعلام . وهو ما يراعيه المخترعون ليحتفظوا بهذه الصفة الفريدة في أية وسائل جديدة لنقل الأنباء يمكن ابتكارها .
وهناك استخدام آخر للعقل الإلكترونى يختص بمكتبات الصحف وأرشيفاتها ويستطيع المخبر الصحفى أن يفيد منه فائدة عظيمة وذلك باسترداد المعلومات المختزنة في مكتبات آلية تلقائية .
وتعتبر مكتبة الصحيفة بصورة رئيسية مخزناً لقصاصات الصحف ، ومواد أخرى كالمراجع الخاصة بالأشخاص والمواضيع والصور . وفى معظم الحالات لا يستفاد من هذه المكتبات كما يجب ، ذلك لصعوبة الحصول على المادة المطلوبة ملخصة ولا ضطرار الصحفى إلى قضاء وقت طويل بين الملفات والموضوعات المتداخلة . ولا جدال في أن العقول الإلكترونية والمعدات الملحقة بها من العوامل المثلى لهذا العمل الأرشيفى . وتجرى الآن دراسة نظم عديدة للوصول بها إلى الكمال . والأمل معقود على قرب ابتكار طريقة تستخدم مزيجاً من الأفلام البالغة في الصغر (حجم ظفر أصبع اليد) وسيصور كل فيلم صفحة كاملة من الصحيفة . وستركب هذه الأفلام الصغيرة في بطاقات مثقوبة ، وهى نوع من بطاقات العقول الإلكترونية المألوفة . وإنه لمن السهل عن طريق معرفة مدلولات هذا النوع من المعدات ومقدرته على الفرز ، معالجة جميع الرموز اللازمة ، التي تغطي المواضيع التي احتوتها هذه الصفحة بالذات. وعندئذ تكون هذه البطاقات مصدراً مستمرا للمعلومات عن هذا الموضوع .
وقد يكون ممكناً أيضاً تخزين جميع المعلومات مباشرة من النسخة الأصلية للمحرر ، التي تعد في بادئ الأمر لوضعها داخل العقل الإلكترونى . وتكون المشكلة هنا هي ابتكار الطريقة المناسبة لقراءة رموز النبأ واختيار ما يجب تخزينه ؛ - بعد وقت معين - المعلومات المختزنة التى لم تعد الحاجة ماسة إليها . ويتم تسجيل كل هذه المعلومات والموضوعات على الشريط المغناطيسي بنفس طريقة الشريط المثقوب . أى أن الحروف تسجل على شكل نقط في قنوات مستطيلة ، ويمثل الحرف ( أو النقط ) مكاناً بعرض الشريط ، ويستطيع الشريط أن في السنتيمتر الواحد ۱۳۳ حرفاً ، بينما تكون سرعة قراءتها ٣٣ ألف حرف في الدقيقة . ويبلغ الطول العادى للشريط المغناطيسي ۷۳۰ متراً يستوعب ٢٤,٣ مليون إشارة إذا كانت تمثل موضوعاً واحداً ، ولكن الذي يحدث أن الشريط الواحد يستوعب مئات الموضوعات ، لذلك تحدث فراغات بين الموضوع والآخر يقدر مقاسها في الشريط بحوالى ١٤٦ متراً وما يتبقى من الشريط ( ٥٨٤ متراً) يستوعب ١٩,٥ مليون إشارة .
كما أن هناك طريقة أخرى - غير الشريط المغناطيسي – لتسجيل المعلومات في العقول الإلكترونية وهى طريقة الأسطوانات . وتعتبر هذه الذاكرة أكبر من الأولى ، لأنها مكونة من ٦ أسطوانات تقرأ من الجهتين ـ ما عدا الأولى والأخيرة - فيكون المجموع ۱۰ أسطوانات . ويمكن رفعها إلى أسطوانة . وتكون القراءة من الأسطوانات أسرع من الشريط وذلك بسبب اتساع المساحة أمام الرأس القارئ . ويمكن لهذه الذاكرة الدائمة أن تستوعب حوالى ٢٥٠ مليون إشارة . وهناك ذاكرة جديدة يجرى الآن ،صنعها اسمها ذاكرة البطاقات المغناطيسية. ويقول الخبراء إنها سوف تستوعب ٤٠٠ مليون إشارة وتتراوح سرعة قراءة هذه المعلومات من ۱۰ آلاف إشارة إلى ٢٥٠ ألف إشارة في الثانية الواحدة .
وكل هذه المعلومات التى تخزن فى العقل الإلكترونى يجب أن تخرج مرة أخرى عند الطلب . لذلك تم تزويد كل عقل بمطبعة سريعة يأمرها العقل بالطبع عندما تكون المعلومات جاهزة. وهذه المطبعة عبارة عن أسطوانة دائرية لا تتوقف عن الدوران ما دام العقل يعمل ، فى انتظار أمر الطبع . وحول الأسطوانة جميع ا الحروف الأبجدية والأرقام والعلامات الخاصة وحيث إن سرعة دوران الأسطوانة ثابتة لا تتغير ، فكل حرف يملك - عند المرور في مكان معين – وقته الخاص للطبع وفى هذا المكان يخرج قضيب حدیدی رفیع یوازی عرض منطقة الطبع . وعندما يصل أمر الطبع ، فإن المطبعة تحدد بنفسها إيقاع الطبع لكل حرف على عرض الأسطوانة . والمطبعة لا تطبع كل حرف منفرداً كما يحدث على الآلة الكاتبة . ولكنها تطبع كل سطر منفرداً مرة واحدة . وضربة السطر الواحد لها إيقاع حرف واحد . لذلك تظهر الحروف فى السطر الواحد غير متساوية . وأحياناً يصل الاختلاف إلى ٠٫٢ مليمتر . أما سرعة هذه المطبعة فقد تصل إلى ١٢٠ ألف سطر في الساعة . وهناك مطبعة كهربائية ملحقة بالعقل الإلكتروني تستطيع أن تطبع ۲۸۸۰ سطراً في الدقيقة أى ١٧٢ ألف سطر في الساعة .
ويبدو من الطريقة التي يسير بها العمل في المكتبات الصحفية والأرشيف الآن أن نوع النظام اللازم لأداء هذا العمل بالآلية التلقائية قد لا يكون باهظ التكاليف إذا روعى فى هذا النظام إدخال عمليات إضافية فى نفس العقل مثل جمع المواد وإعداد المرتبات وغيره من الأعمال الأخرى ، خاصة بعد الإمكانيات الضخمة التي توصل إليها الخبراء فى تخزين المعلومات وسرعة طبعها .
وإن المأمول في هذا الميدان هو إيجاد مكتبة للمواد أسرع من المكتبة الحالية ، وإيجاد مزيد من الفهارس والمراجع ومواد متاحة فوراً للقراءة أو طبع نسخة منها وهناك الكثير مما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الحديثة للمخبر الصحفي قد تغير الطرق التقليدية التي تعود عليها . وأهم هذه التغييرات سوف تحدث في قاعة الأنباء . وما لم يشترك العاملون في صناعة الصحافة إيجابيا في إعداد هذه الوسائل الجديدة فمن المحتمل أن يقال عنهم إنهم يسيئون إلى الإعلام بدلاً من أن يعاونوا في تطويره . إن الآلية التلقائية تبعث الأمل فى توفير الطرق التى تكفل للصحفيين أن يؤدوا أعمالهم بصورة أفضل كثيراً مما كانوا يؤدونها في أي وقت مضى .
ويعتبر من واجب الصحفى نحو هذه الآلات الإلكترونية ، أن يبحث عن الأعمال التي تستطيع هذه الآلات أداءها بدلاً منه . وهذا البحث يعتبر مسئولية " المحرر والمخبر بقدر ما هو واجب المشرف على الإنتاج أو الرجل الذى يعد المعلومات . ويعني ذلك أنه يجب على المحرر أولاً ، أن يصبح ملماً بصورة أفضل بماهية العقول الإلكترونية وما تستطيع أن تفعله ، وعلى الرغم من تعقيدها فإن فوائدها العديدة ستثير دهشته . ولا يتحتم على الصحفى أن . خبيراً فى العقل الإلكترونى، وإنما ما يحتاج إليه هو معرفة المبدأ الذى تعمل بمقتضاه هذه الآلة وماذا تستطيع أن تؤدى . والصورة الحقيقية لصحفى المستقبل الذى سيعيش وسط هذه الآلات ويتفهمها هي صورة مختلفة تماماً عن الصحفى الذى نعرفه اليوم . خاصة أنه سوف يجد بين يديه إمكانيات ليس لها حدود، وسوف يستطيع إلى جانب كتابة الخبر أو التحقيق، أن يقوم بتصوير موضوعاته بنفسه بماكينات تصوير لاسلكية ، وترسل الصورة والصوت بطريقة الفيديو المستعملة حاليا في التصوير التليفزيونى . وتستقبل الصحيفة صوره بطريقة فورية. كما يستطيع إرسال أنبائه عن طريق راديو ( لاسلكي) صغير يحمله معه إلى كل مكان. ويستقبل أخباره جهاز في الجريدة يستطيع أن يحول الكلام المنطوق إلى كلمات مطبوعة رأساً .
هذا الصحفى ( الإنسان) سوف نراه فى السنوات القادمة يعمل جنباً إلى جنب مع زميله العقل الإلكتروني .
وعندما يتحقق التحول إلى الطبع الكهربائى الإستاتيكي ( بدون حبر ) فإنه سيؤدى أيضاً إلى مزيد من التخفيضات في وسائل الإنتاج . وسيتطلب هذا النوع من الطباعة عدداً أقل من المعدات الثقيلة التي تتطلبها وسائلنا الحالية ، وقد تسمح للمحرر بإجراء تغييرات فى المقال أو الخبر فى الوقت الذي تواصل فيه المطبعة دورانها . وهذا النوع من الطباعة ( بدون حبر ) هو المفتاح إلى طبع الصحيفة في منزل القارئ أو مكتبه بدلاً من طبعها في مطبعة المؤسسة الصحفية .
وقد بدأت فعلا التجارب حول إنتاج الصحيفة في بيت القارئ بدلاً من إنتاجها في المطبعة . ولا شك فى أن ذلك من شأنه أن يلغى العملية المعقدة المعروفة الآن والتي تتمثل فى حزم الصحف المطبوعة ونقلها في السيارة وتوزيعها .
وهذه التجارب التي تجرى فى أمريكا مماثلة للتجارب التي تجرى في اليابان . ويوازى حجم إحدى الآلات المستخدمة في التجارب حجم كونسول جهاز استقبال تليفزيوني تقريباً . ويقول صانعوه إنهم يأملون فى أن يخفضوا ثمن هذه الوحدة إلى نحو ٤١٠ دولارات . ولا شك فى أن هذا الثمن يبدو مرتفعاً مما يحول دون شرائها إذا ما قورن بالنفقات العادية الحالية للتوزيع . ومهما يكن من أمر فإن . استقبال للصحيفة لا يكون ثمنه مرتفعاً ويقوم بالعمل في المنازل والمكاتب ، أصبح على أبواب النجاح .
وهناك ناحية هامة جديرة بأن تكون موضع اهتمام خاص. فمن ميزات الصحيفة - إذا قورنت بالراديو والتليفزيون - أن أنباءها تصل إلى المستهلك على شكل مادة مطبوعة دائمة ، وحقيقة الصحيفة المطبوعة هي أن المشترك يستطيع قراءتها فى أى وقت يناسبه ، وبالسرعة الملائمة له وفى المكان والزمان اللذين يختارهما ، ثم يستطيع إعادة قراءتها كما يحلو له ، وهذا ما يميز الخدمة الصحفية عن الوسائل الأخرى لنقل الأنباء والإعلام . وهو ما يراعيه المخترعون ليحتفظوا بهذه الصفة الفريدة في أية وسائل جديدة لنقل الأنباء يمكن ابتكارها .
وهناك استخدام آخر للعقل الإلكترونى يختص بمكتبات الصحف وأرشيفاتها ويستطيع المخبر الصحفى أن يفيد منه فائدة عظيمة وذلك باسترداد المعلومات المختزنة في مكتبات آلية تلقائية .
وتعتبر مكتبة الصحيفة بصورة رئيسية مخزناً لقصاصات الصحف ، ومواد أخرى كالمراجع الخاصة بالأشخاص والمواضيع والصور . وفى معظم الحالات لا يستفاد من هذه المكتبات كما يجب ، ذلك لصعوبة الحصول على المادة المطلوبة ملخصة ولا ضطرار الصحفى إلى قضاء وقت طويل بين الملفات والموضوعات المتداخلة . ولا جدال في أن العقول الإلكترونية والمعدات الملحقة بها من العوامل المثلى لهذا العمل الأرشيفى . وتجرى الآن دراسة نظم عديدة للوصول بها إلى الكمال . والأمل معقود على قرب ابتكار طريقة تستخدم مزيجاً من الأفلام البالغة في الصغر (حجم ظفر أصبع اليد) وسيصور كل فيلم صفحة كاملة من الصحيفة . وستركب هذه الأفلام الصغيرة في بطاقات مثقوبة ، وهى نوع من بطاقات العقول الإلكترونية المألوفة . وإنه لمن السهل عن طريق معرفة مدلولات هذا النوع من المعدات ومقدرته على الفرز ، معالجة جميع الرموز اللازمة ، التي تغطي المواضيع التي احتوتها هذه الصفحة بالذات. وعندئذ تكون هذه البطاقات مصدراً مستمرا للمعلومات عن هذا الموضوع .
وقد يكون ممكناً أيضاً تخزين جميع المعلومات مباشرة من النسخة الأصلية للمحرر ، التي تعد في بادئ الأمر لوضعها داخل العقل الإلكترونى . وتكون المشكلة هنا هي ابتكار الطريقة المناسبة لقراءة رموز النبأ واختيار ما يجب تخزينه ؛ - بعد وقت معين - المعلومات المختزنة التى لم تعد الحاجة ماسة إليها . ويتم تسجيل كل هذه المعلومات والموضوعات على الشريط المغناطيسي بنفس طريقة الشريط المثقوب . أى أن الحروف تسجل على شكل نقط في قنوات مستطيلة ، ويمثل الحرف ( أو النقط ) مكاناً بعرض الشريط ، ويستطيع الشريط أن في السنتيمتر الواحد ۱۳۳ حرفاً ، بينما تكون سرعة قراءتها ٣٣ ألف حرف في الدقيقة . ويبلغ الطول العادى للشريط المغناطيسي ۷۳۰ متراً يستوعب ٢٤,٣ مليون إشارة إذا كانت تمثل موضوعاً واحداً ، ولكن الذي يحدث أن الشريط الواحد يستوعب مئات الموضوعات ، لذلك تحدث فراغات بين الموضوع والآخر يقدر مقاسها في الشريط بحوالى ١٤٦ متراً وما يتبقى من الشريط ( ٥٨٤ متراً) يستوعب ١٩,٥ مليون إشارة .
كما أن هناك طريقة أخرى - غير الشريط المغناطيسي – لتسجيل المعلومات في العقول الإلكترونية وهى طريقة الأسطوانات . وتعتبر هذه الذاكرة أكبر من الأولى ، لأنها مكونة من ٦ أسطوانات تقرأ من الجهتين ـ ما عدا الأولى والأخيرة - فيكون المجموع ۱۰ أسطوانات . ويمكن رفعها إلى أسطوانة . وتكون القراءة من الأسطوانات أسرع من الشريط وذلك بسبب اتساع المساحة أمام الرأس القارئ . ويمكن لهذه الذاكرة الدائمة أن تستوعب حوالى ٢٥٠ مليون إشارة . وهناك ذاكرة جديدة يجرى الآن ،صنعها اسمها ذاكرة البطاقات المغناطيسية. ويقول الخبراء إنها سوف تستوعب ٤٠٠ مليون إشارة وتتراوح سرعة قراءة هذه المعلومات من ۱۰ آلاف إشارة إلى ٢٥٠ ألف إشارة في الثانية الواحدة .
وكل هذه المعلومات التى تخزن فى العقل الإلكترونى يجب أن تخرج مرة أخرى عند الطلب . لذلك تم تزويد كل عقل بمطبعة سريعة يأمرها العقل بالطبع عندما تكون المعلومات جاهزة. وهذه المطبعة عبارة عن أسطوانة دائرية لا تتوقف عن الدوران ما دام العقل يعمل ، فى انتظار أمر الطبع . وحول الأسطوانة جميع ا الحروف الأبجدية والأرقام والعلامات الخاصة وحيث إن سرعة دوران الأسطوانة ثابتة لا تتغير ، فكل حرف يملك - عند المرور في مكان معين – وقته الخاص للطبع وفى هذا المكان يخرج قضيب حدیدی رفیع یوازی عرض منطقة الطبع . وعندما يصل أمر الطبع ، فإن المطبعة تحدد بنفسها إيقاع الطبع لكل حرف على عرض الأسطوانة . والمطبعة لا تطبع كل حرف منفرداً كما يحدث على الآلة الكاتبة . ولكنها تطبع كل سطر منفرداً مرة واحدة . وضربة السطر الواحد لها إيقاع حرف واحد . لذلك تظهر الحروف فى السطر الواحد غير متساوية . وأحياناً يصل الاختلاف إلى ٠٫٢ مليمتر . أما سرعة هذه المطبعة فقد تصل إلى ١٢٠ ألف سطر في الساعة . وهناك مطبعة كهربائية ملحقة بالعقل الإلكتروني تستطيع أن تطبع ۲۸۸۰ سطراً في الدقيقة أى ١٧٢ ألف سطر في الساعة .
ويبدو من الطريقة التي يسير بها العمل في المكتبات الصحفية والأرشيف الآن أن نوع النظام اللازم لأداء هذا العمل بالآلية التلقائية قد لا يكون باهظ التكاليف إذا روعى فى هذا النظام إدخال عمليات إضافية فى نفس العقل مثل جمع المواد وإعداد المرتبات وغيره من الأعمال الأخرى ، خاصة بعد الإمكانيات الضخمة التي توصل إليها الخبراء فى تخزين المعلومات وسرعة طبعها .
وإن المأمول في هذا الميدان هو إيجاد مكتبة للمواد أسرع من المكتبة الحالية ، وإيجاد مزيد من الفهارس والمراجع ومواد متاحة فوراً للقراءة أو طبع نسخة منها وهناك الكثير مما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا الحديثة للمخبر الصحفي قد تغير الطرق التقليدية التي تعود عليها . وأهم هذه التغييرات سوف تحدث في قاعة الأنباء . وما لم يشترك العاملون في صناعة الصحافة إيجابيا في إعداد هذه الوسائل الجديدة فمن المحتمل أن يقال عنهم إنهم يسيئون إلى الإعلام بدلاً من أن يعاونوا في تطويره . إن الآلية التلقائية تبعث الأمل فى توفير الطرق التى تكفل للصحفيين أن يؤدوا أعمالهم بصورة أفضل كثيراً مما كانوا يؤدونها في أي وقت مضى .
ويعتبر من واجب الصحفى نحو هذه الآلات الإلكترونية ، أن يبحث عن الأعمال التي تستطيع هذه الآلات أداءها بدلاً منه . وهذا البحث يعتبر مسئولية " المحرر والمخبر بقدر ما هو واجب المشرف على الإنتاج أو الرجل الذى يعد المعلومات . ويعني ذلك أنه يجب على المحرر أولاً ، أن يصبح ملماً بصورة أفضل بماهية العقول الإلكترونية وما تستطيع أن تفعله ، وعلى الرغم من تعقيدها فإن فوائدها العديدة ستثير دهشته . ولا يتحتم على الصحفى أن . خبيراً فى العقل الإلكترونى، وإنما ما يحتاج إليه هو معرفة المبدأ الذى تعمل بمقتضاه هذه الآلة وماذا تستطيع أن تؤدى . والصورة الحقيقية لصحفى المستقبل الذى سيعيش وسط هذه الآلات ويتفهمها هي صورة مختلفة تماماً عن الصحفى الذى نعرفه اليوم . خاصة أنه سوف يجد بين يديه إمكانيات ليس لها حدود، وسوف يستطيع إلى جانب كتابة الخبر أو التحقيق، أن يقوم بتصوير موضوعاته بنفسه بماكينات تصوير لاسلكية ، وترسل الصورة والصوت بطريقة الفيديو المستعملة حاليا في التصوير التليفزيونى . وتستقبل الصحيفة صوره بطريقة فورية. كما يستطيع إرسال أنبائه عن طريق راديو ( لاسلكي) صغير يحمله معه إلى كل مكان. ويستقبل أخباره جهاز في الجريدة يستطيع أن يحول الكلام المنطوق إلى كلمات مطبوعة رأساً .
هذا الصحفى ( الإنسان) سوف نراه فى السنوات القادمة يعمل جنباً إلى جنب مع زميله العقل الإلكتروني .
تعليق