ويستطيع الصحفى أن يتحدث بسرعة ۱۲۰ كلمة في الدقيقة ولكن المعدات الحديثة تستطيع نقل ٤ آلاف كلمة في الدقيقة . وتستطيع الأجهزة العصرية قراءة مليون ونصف مليون كلمة في الدقيقة .
وتستخدم اليوم نحو ۱۰۰ صحيفة في الولايات المتحدة وحدها عقولاً إلكترونية في العمليات الصحفية المباشرة وليس فى العمليات الحسابية فقط . كما تستخدم وكالات الأنباء الكبيرة عقولاً إلكترونية وطرق إرسال بالغة السرعة لنقل الأنباء حول العالم .
ويقول مدير تحرير صحيفة ديلى أوكلاهوما في الولايات المتحدة : « إننا لكي نتكهن بما يمكن أن تحدثه هذه التكنولوجيا الجديدة من أثر علينا وعلى عملنا يجب أن نبحث هذه الأسئلة الأساسية . أولاً ما هي أهدافنا ؟ ثانياً : كيف يمكن للآلية التلقائية أن تؤثر على عملية حصولنا على الأخبار ، ثم تحريرها وتقديمها إلى القراء ؟ ثالثاً : ما الذي يحتاج إليه محررو ومخبر و اليوم لمعرفة الآلية التلقائية ودراسة العقول الإلكترونية ؟
يتحتم علينا أن نفعل أشياء عديدة إذا أردنا أن يؤدى هذا التطور إلى ما نريد بدلاً من مجرد تحقيق بعض معجزات تكنولوجية جديدة . وقال أحد محرري صحيفة أمريكية إنه يعتقد أن العقدة ضد التحسينات الميكانيكية قد زالت وأن بعض الصحف قد أصيب بالجنون الآلى . ثم قال : « إن ذلك أصبح ممكناً بفضل استخدام العقول الإلكترونية لتحرير الصحيفة كلها وإنتاجها » . وقال ساخراً : « إن هذا يعنى فى الوقت نفسه أنه أصبح من الممكن تحقيق الانتقال مباشرة من صحف سيئة التجهيز وسخيفة ، إلى صحف تعمل بالآلات الحاسبة . . وسخيفة ! »
ويضيف تشالز بنيت قائلاً : إن العقول الإلكترونية وكل التكنولوجيا الجديدة الأخرى لا تعتبر المشكلة الرئيسية للصحف ، إن المشكلة الرئيسية تكمن بنفس القدر الذي كانت تكمن فيه وربما أكثر ، في عقول الناس » . إن عمل الصحفى الأساسى ليس إيجاد المعلومات ولكن البحث عنها . وليس من الضروري أن يصبح الصحفيون خبراء في العقول الإلكترونية ولكن من المحتم أن يكونوا خبراء في الصحافة . وهكذا تسير هذه العقول والصحفيون جنباً إلى جنب ، ولا يستطيعون الاستغناء بعضهم عن بعض .
وإذا استطاع الصحفى أن يعمل مع العقل الإلكترونى ، فإنه سيوفر للمؤسسة مبالغ طائلة يمكن الإفادة منها في إنتاج التحرير . لأن الوسائل الجديدة تستطيع تحقيق مزيد من السرعة والفاعلية فى الحصول على الأنباء وإعدادها ونشرها. كما تستطيع تخزين هذه المعلومات أو الأنباء ثم انتقاء الأفضل والأصلح للنشر لإنتاج صحف أكثر فائدة وأكثر رواجاً .
كما أن مزايا العقل الإلكترونى في قاعة الجمع تؤدى إلى كثير من الوفر في الجهد والمال . وأهم هذه المزايا :
۱ - زيادة سرعة الضرب على المفاتيح ٥٠٪ .
٢ - زيادة إنتاج ماكينات الجمع أكثر من ٣ اضعاف .
٣ - ارتفاع عمر المتريس في ماكينة الجمع .
٤ - معرفة عدد أسطر الموضوع قبل جمعه .
ه - تسهيل عملية إخراج الصحيفة .
٦ - سهولة إجراء التصحيح قبل الجمع .
۷ - سهولة كتابة الموضوع على البرفوريتور بعد أن أصبح على نفس صورة الآلة الكاتبة .
٨ - إمكانية تغذية بطارية كاملة من ما كينات الجمع حتى تجمع مليون حرف في الساعة .
لذلك كان هدف المؤسسات الصحفية الكبرى هو تطوير المخبر الصحفى مع تطوير آلانها ، لكى يتدرب ويتعلم ما يمكن أن تؤديه الوسائل الجديدة والآلات الحديثة للعمل الصحفى ونقل المعرفة والأخبار لا شك في أن الهدف الصحفى سيظل كما هو ، لكن الوسائل سوف تتغير بالتأكيد .
ولننظر إلى بعض التغييرات البادية فعلاً فى الأفق . إن المخبر الذى يعمل فى . مكتبه لن يصبح مضطراً إلى الإسراع في عمله ليسبق الزمن ويلحق بالمطبعة قبل أن تدور . سوف يصبح فى استطاعته أن يرسل أخباره في الوقت الذي يشاء . لن يعود فى حاجة إلى اختصار عدد الكلمات في برقياته . لأن وسائل الإرسال البالغة السرعة - وتصل إلى ٤ آلاف كلمة فى الدقيقة - تستخدم الآن فعلاً . وقد تم ابتكار جهاز متنقل يستطيع - بواسطة خط تليفوني – إرسال نص المقال بالشفرة بسرعة ٦٠٠ كلمة فى الدقيقة. وقد تمت تجربة هذا الجهاز في المؤتمرات السياسية ونجح .
كما أن هذه السهولة الجديدة ذاتها في إرسال الأنباء متاحة أيضاً لإرسال مواد مثل الخرائط والرسوم البيانية وقوائم الحسابات وصفحات التوضيب وقد يستطيع المخبر قريباً جداً أن يعد نسخته بعناية أكثر قليلاً من الآن . ثم يكتب النسخة على الآلة الكاتبة المتصلة بالجهاز ، بحيث يمكن أن تقرأها ذاكرة العقل الإلكترونى بوساطة جهاز بصرى قارى . وسيختزن العقل الإلكترونى هذه المادة ويخرجها نسخة مطبوعة لمراجعتها . وسيقرأ الجهاز البصرى القارئ هذه النسخة مرة أخرى ، ويجرى التغييرات التي أجراها المحرر أتوماتيكيا قبل أن يطبع النبأ نهائياً . ولا شك في أن هذه الطريقة فى إعداد النسخة ستتطلب شيئاً من التكييف من جانب كل من المخبر والمحرر . بيد أن هذا كله سيكون مجرد مرحلة انتقال ومن المحتمل أن تصبح عملية إدخال نسخة النبأ في ذاكرة العقل الإلكترونى لإجراء أية تغييرات ، أسهل كثيراً قبل مضى وقت طويل ، وسوف يستطيع المخبر أن يقوم بها دون أن يصبح خبيراً في الآلة نفسها .
وتجرى الآن اختبارات على نوع من ( الطبع المختزل ) يمكن أن يذهب مباشرة إلى مخزن العقل بسرعة تصل إلى ٨ آلاف كلمة فى الدقيقة ، وربما يكون من شأن ذلك أن يتيح للمخبر المدرب مزية أخرى في السرعة التي يستطيع بها أن يعد نسخته . وهناك أيضاً طريقة أخرى لإرسال النبأ إلى العقل الإلكترونى وذلك بالإملاء العادى . ولن يكون على المخبر سوى أن يسرد ( بالحديث ) نبأه أمام ميكروفون يحمله في جيبه أو أمامه على مكتبه . فينتقل النبأ إلى العقل الإلكتروني مباشرة ، والذى يحول إشاراته الصوتية إلى نبضات كهربائية تثقب شريطاً . أو بمعنى آخر تحول النبأ المسموع إلى نبأ مطبوع .
وفي الوقت نفسه سيحصل المحرر - بأى من هذه الوسائل - على نسخة مطبوعة من النبأ ، أو ملخص له . وقد يشاهد أيضاً كلماته تظهر على شاشة تستخدم أنبوبة أشعة المهبط التليفزيونية .
ويتحدث العلماء الذين يقومون بالاختبارات عن احتمال إعداد عقل إلكترونى يكتب أنباء بسيطة من حقائق يغذى بها . وهذا ممكن تماماً ، وقد نفذ فعلاً في بعض الموضوعات البسيطة .
ولكن لا بد مع ذلك للمخبر (الإنسان) من أن يخرج للبحث عن الأنباء . وأسباب ذلك كثيرة ، أهمها الحركة والمرونة والمقدرة على التفاعل مع مواقف لا يمكن التكهن بها ولا يمكن إعداد برنامج سابق للعقل الإلكترونى بصورة مناسبة والمخبر المدرب يعتبر عقلاً إلكترونيا أعدته الخبرة والمعرفة للحصول على المعلومات وإعدادها ( فرزها واختيارها ومقارنتها وتحليلها وترتيبها ) ويستطيع بعد ذلك إعداد « إنتاجه » في صورة جديدة .
وكما يقول أحد خبراء شركة (l.b.m): ما زلتم في حاجة إلى نوع من المخبرين الذين يلاحظون أن فلاناً يركب حصاناً .. وذلك ما لم تصل إليه آلاتنا بعد ! وهناك سبب محدد لعدم الاستغناء عن المخبر (الإنسان) وهو أن الكائن الحى ما زال متقدماً كثيراً عن العقل الإلكترونى فى بعض مقدراته الأساسية .
وقد عرف العلماء أن العقل البشرى يستطيع اختران عشرات ملايين الملايين من المعلومات في مخزن يزن ثلاثة أرطال فقط ، فى الوقت الذي لا تستطيع فيه أحدث وأكبر ذاكرة عقل إلكترونى صنعها الإنسان ، تخزين أكثر من ١٦ مليون معلومة فقط في مخزن يزن ٢٠٠ رطل أو أكثر . وقد تكون ذاكرات العقول الإلكترونية في الطريق إلى اللحاق بنا ولكنها لم تصل إلينا بعد .
وسيكون من الممكن ببساطة جدا ، للمخبر أو المحرر أن يسأل مخزن زميله العقل الإلكترونى - على سبيل المثال - إذا كانت هناك أية معلومات سابقة مختزنة تحت اسم معين . وقد يكون ذلك أفضل من الاعتماد على ذاكرة أقدم وأعلم زميل له في قاعة التحرير الكبرى. ولن يمضى وقت طويل حتى يتمكن المحرر من استخدام جهاز ( استذكار الأنباء ) مساعدة عقله الإلكترونى . فبدلاً من أن يكتب المخبر مذكراته ومواعيده فى ( مفكرة ) وبدلاً من أن يقوم بوضع القصاصات والمعلومات التي يحصل عليها ، فى ملفات كتب عليها عبارات الأسبوع القادم أو الشهر القادم وما إلى ذلك ، فإنه يضرب على مجموعة من المفاتيح ، وعندئذ ستقدم إليه الآلة كل صباح قائمة مطبوعة نظيفة ومرتبة بجميع الأنباء اللازم مراجعتها في ذلك اليوم ، أو يستطيع أن يقرأ هذه المعلومات على الشاشة التي فوق مكتبه ، إذا كان في عجلة ولا يريد انتظار طبع هذه المعلومات . ويمكن إعداد العقل الإلكترونى لكي يعطى المحرر عدداً متواصلاً من الأنباء التي جمعها في ذلك اليوم ، وكذلك يستطيع سكرتير التحرير أن يحصل على مقدار المساحة التي ما زال عليه أن يملأها . تحليل المحتويات الأشياء التى اختارها مرتبة بصورة تبين عدد الأنباء مع المحلية وعدد الأنباء الخارجية ومقدار مساحة الصور مرتبة حسب أهمية المواضيع ومصادرها وطولها . وفى وسع العقل أن يعطى سجلاً أوتوماتيكيا للعمل اليومى لكل محرر مع قائمة بالسبق والتخلف في ثوان .
وسيتمكن المحرر من الحصول أوتوماتيكينًا على تقرير عن إمكانية نشر أى نبأ معين . وفى إحدى التجارب حصلت الأسوشيتدبريس على تحليل مطبوع للأنباء التي كتبها بعض محرريها .
وفي المجال المحتمل لعمليات العقل الإلكترونى قراءة البروفات أوتوماتيكيا دون الحاجة إلى مصححين ، فتتم عملية المراجعة هذه بكل دقة وبدون تعب . وفضلاً عن كل ذلك يحقق التحرير الإلكترونى عدة مكاسب مفيدة من وجهة نظر المحرر وسكرتير التحرير ورئيس التحرير . إذ سوف تزاد قدرتهم على اختيار الأنباء اختياراً واعياً، وسيتمكنون من الحصول على معلومات أفضل عن جميع أنباء اليوم قبل طبع كل صفحة . وبذلك يوفر الوقت الضائع بين إعداد الأنباء ونقلها إلى القارئ . وستتم إزالة كثير من القيود التي تفرضها وسائل الإنتاج الحالية على العمل الصحفى .
وقد تركز معظم التطورات الجديدة فى تكنولوجيا الصحف على مجال الإنتاج . فالقدرة التي تتميز بها قاعة الجمع الآن على إنتاج كميات كبيرة من السطور والأحرف في وقت قصير قد أفادت الصحافة فعلا ، لا سيما عندما يراد جمع نبأ متأخر دون التأثير على المواعيد النهائية لجمع الأنباء .
وتستخدم اليوم نحو ۱۰۰ صحيفة في الولايات المتحدة وحدها عقولاً إلكترونية في العمليات الصحفية المباشرة وليس فى العمليات الحسابية فقط . كما تستخدم وكالات الأنباء الكبيرة عقولاً إلكترونية وطرق إرسال بالغة السرعة لنقل الأنباء حول العالم .
ويقول مدير تحرير صحيفة ديلى أوكلاهوما في الولايات المتحدة : « إننا لكي نتكهن بما يمكن أن تحدثه هذه التكنولوجيا الجديدة من أثر علينا وعلى عملنا يجب أن نبحث هذه الأسئلة الأساسية . أولاً ما هي أهدافنا ؟ ثانياً : كيف يمكن للآلية التلقائية أن تؤثر على عملية حصولنا على الأخبار ، ثم تحريرها وتقديمها إلى القراء ؟ ثالثاً : ما الذي يحتاج إليه محررو ومخبر و اليوم لمعرفة الآلية التلقائية ودراسة العقول الإلكترونية ؟
يتحتم علينا أن نفعل أشياء عديدة إذا أردنا أن يؤدى هذا التطور إلى ما نريد بدلاً من مجرد تحقيق بعض معجزات تكنولوجية جديدة . وقال أحد محرري صحيفة أمريكية إنه يعتقد أن العقدة ضد التحسينات الميكانيكية قد زالت وأن بعض الصحف قد أصيب بالجنون الآلى . ثم قال : « إن ذلك أصبح ممكناً بفضل استخدام العقول الإلكترونية لتحرير الصحيفة كلها وإنتاجها » . وقال ساخراً : « إن هذا يعنى فى الوقت نفسه أنه أصبح من الممكن تحقيق الانتقال مباشرة من صحف سيئة التجهيز وسخيفة ، إلى صحف تعمل بالآلات الحاسبة . . وسخيفة ! »
ويضيف تشالز بنيت قائلاً : إن العقول الإلكترونية وكل التكنولوجيا الجديدة الأخرى لا تعتبر المشكلة الرئيسية للصحف ، إن المشكلة الرئيسية تكمن بنفس القدر الذي كانت تكمن فيه وربما أكثر ، في عقول الناس » . إن عمل الصحفى الأساسى ليس إيجاد المعلومات ولكن البحث عنها . وليس من الضروري أن يصبح الصحفيون خبراء في العقول الإلكترونية ولكن من المحتم أن يكونوا خبراء في الصحافة . وهكذا تسير هذه العقول والصحفيون جنباً إلى جنب ، ولا يستطيعون الاستغناء بعضهم عن بعض .
وإذا استطاع الصحفى أن يعمل مع العقل الإلكترونى ، فإنه سيوفر للمؤسسة مبالغ طائلة يمكن الإفادة منها في إنتاج التحرير . لأن الوسائل الجديدة تستطيع تحقيق مزيد من السرعة والفاعلية فى الحصول على الأنباء وإعدادها ونشرها. كما تستطيع تخزين هذه المعلومات أو الأنباء ثم انتقاء الأفضل والأصلح للنشر لإنتاج صحف أكثر فائدة وأكثر رواجاً .
كما أن مزايا العقل الإلكترونى في قاعة الجمع تؤدى إلى كثير من الوفر في الجهد والمال . وأهم هذه المزايا :
۱ - زيادة سرعة الضرب على المفاتيح ٥٠٪ .
٢ - زيادة إنتاج ماكينات الجمع أكثر من ٣ اضعاف .
٣ - ارتفاع عمر المتريس في ماكينة الجمع .
٤ - معرفة عدد أسطر الموضوع قبل جمعه .
ه - تسهيل عملية إخراج الصحيفة .
٦ - سهولة إجراء التصحيح قبل الجمع .
۷ - سهولة كتابة الموضوع على البرفوريتور بعد أن أصبح على نفس صورة الآلة الكاتبة .
٨ - إمكانية تغذية بطارية كاملة من ما كينات الجمع حتى تجمع مليون حرف في الساعة .
لذلك كان هدف المؤسسات الصحفية الكبرى هو تطوير المخبر الصحفى مع تطوير آلانها ، لكى يتدرب ويتعلم ما يمكن أن تؤديه الوسائل الجديدة والآلات الحديثة للعمل الصحفى ونقل المعرفة والأخبار لا شك في أن الهدف الصحفى سيظل كما هو ، لكن الوسائل سوف تتغير بالتأكيد .
ولننظر إلى بعض التغييرات البادية فعلاً فى الأفق . إن المخبر الذى يعمل فى . مكتبه لن يصبح مضطراً إلى الإسراع في عمله ليسبق الزمن ويلحق بالمطبعة قبل أن تدور . سوف يصبح فى استطاعته أن يرسل أخباره في الوقت الذي يشاء . لن يعود فى حاجة إلى اختصار عدد الكلمات في برقياته . لأن وسائل الإرسال البالغة السرعة - وتصل إلى ٤ آلاف كلمة فى الدقيقة - تستخدم الآن فعلاً . وقد تم ابتكار جهاز متنقل يستطيع - بواسطة خط تليفوني – إرسال نص المقال بالشفرة بسرعة ٦٠٠ كلمة فى الدقيقة. وقد تمت تجربة هذا الجهاز في المؤتمرات السياسية ونجح .
كما أن هذه السهولة الجديدة ذاتها في إرسال الأنباء متاحة أيضاً لإرسال مواد مثل الخرائط والرسوم البيانية وقوائم الحسابات وصفحات التوضيب وقد يستطيع المخبر قريباً جداً أن يعد نسخته بعناية أكثر قليلاً من الآن . ثم يكتب النسخة على الآلة الكاتبة المتصلة بالجهاز ، بحيث يمكن أن تقرأها ذاكرة العقل الإلكترونى بوساطة جهاز بصرى قارى . وسيختزن العقل الإلكترونى هذه المادة ويخرجها نسخة مطبوعة لمراجعتها . وسيقرأ الجهاز البصرى القارئ هذه النسخة مرة أخرى ، ويجرى التغييرات التي أجراها المحرر أتوماتيكيا قبل أن يطبع النبأ نهائياً . ولا شك في أن هذه الطريقة فى إعداد النسخة ستتطلب شيئاً من التكييف من جانب كل من المخبر والمحرر . بيد أن هذا كله سيكون مجرد مرحلة انتقال ومن المحتمل أن تصبح عملية إدخال نسخة النبأ في ذاكرة العقل الإلكترونى لإجراء أية تغييرات ، أسهل كثيراً قبل مضى وقت طويل ، وسوف يستطيع المخبر أن يقوم بها دون أن يصبح خبيراً في الآلة نفسها .
وتجرى الآن اختبارات على نوع من ( الطبع المختزل ) يمكن أن يذهب مباشرة إلى مخزن العقل بسرعة تصل إلى ٨ آلاف كلمة فى الدقيقة ، وربما يكون من شأن ذلك أن يتيح للمخبر المدرب مزية أخرى في السرعة التي يستطيع بها أن يعد نسخته . وهناك أيضاً طريقة أخرى لإرسال النبأ إلى العقل الإلكترونى وذلك بالإملاء العادى . ولن يكون على المخبر سوى أن يسرد ( بالحديث ) نبأه أمام ميكروفون يحمله في جيبه أو أمامه على مكتبه . فينتقل النبأ إلى العقل الإلكتروني مباشرة ، والذى يحول إشاراته الصوتية إلى نبضات كهربائية تثقب شريطاً . أو بمعنى آخر تحول النبأ المسموع إلى نبأ مطبوع .
وفي الوقت نفسه سيحصل المحرر - بأى من هذه الوسائل - على نسخة مطبوعة من النبأ ، أو ملخص له . وقد يشاهد أيضاً كلماته تظهر على شاشة تستخدم أنبوبة أشعة المهبط التليفزيونية .
ويتحدث العلماء الذين يقومون بالاختبارات عن احتمال إعداد عقل إلكترونى يكتب أنباء بسيطة من حقائق يغذى بها . وهذا ممكن تماماً ، وقد نفذ فعلاً في بعض الموضوعات البسيطة .
ولكن لا بد مع ذلك للمخبر (الإنسان) من أن يخرج للبحث عن الأنباء . وأسباب ذلك كثيرة ، أهمها الحركة والمرونة والمقدرة على التفاعل مع مواقف لا يمكن التكهن بها ولا يمكن إعداد برنامج سابق للعقل الإلكترونى بصورة مناسبة والمخبر المدرب يعتبر عقلاً إلكترونيا أعدته الخبرة والمعرفة للحصول على المعلومات وإعدادها ( فرزها واختيارها ومقارنتها وتحليلها وترتيبها ) ويستطيع بعد ذلك إعداد « إنتاجه » في صورة جديدة .
وكما يقول أحد خبراء شركة (l.b.m): ما زلتم في حاجة إلى نوع من المخبرين الذين يلاحظون أن فلاناً يركب حصاناً .. وذلك ما لم تصل إليه آلاتنا بعد ! وهناك سبب محدد لعدم الاستغناء عن المخبر (الإنسان) وهو أن الكائن الحى ما زال متقدماً كثيراً عن العقل الإلكترونى فى بعض مقدراته الأساسية .
وقد عرف العلماء أن العقل البشرى يستطيع اختران عشرات ملايين الملايين من المعلومات في مخزن يزن ثلاثة أرطال فقط ، فى الوقت الذي لا تستطيع فيه أحدث وأكبر ذاكرة عقل إلكترونى صنعها الإنسان ، تخزين أكثر من ١٦ مليون معلومة فقط في مخزن يزن ٢٠٠ رطل أو أكثر . وقد تكون ذاكرات العقول الإلكترونية في الطريق إلى اللحاق بنا ولكنها لم تصل إلينا بعد .
وسيكون من الممكن ببساطة جدا ، للمخبر أو المحرر أن يسأل مخزن زميله العقل الإلكترونى - على سبيل المثال - إذا كانت هناك أية معلومات سابقة مختزنة تحت اسم معين . وقد يكون ذلك أفضل من الاعتماد على ذاكرة أقدم وأعلم زميل له في قاعة التحرير الكبرى. ولن يمضى وقت طويل حتى يتمكن المحرر من استخدام جهاز ( استذكار الأنباء ) مساعدة عقله الإلكترونى . فبدلاً من أن يكتب المخبر مذكراته ومواعيده فى ( مفكرة ) وبدلاً من أن يقوم بوضع القصاصات والمعلومات التي يحصل عليها ، فى ملفات كتب عليها عبارات الأسبوع القادم أو الشهر القادم وما إلى ذلك ، فإنه يضرب على مجموعة من المفاتيح ، وعندئذ ستقدم إليه الآلة كل صباح قائمة مطبوعة نظيفة ومرتبة بجميع الأنباء اللازم مراجعتها في ذلك اليوم ، أو يستطيع أن يقرأ هذه المعلومات على الشاشة التي فوق مكتبه ، إذا كان في عجلة ولا يريد انتظار طبع هذه المعلومات . ويمكن إعداد العقل الإلكترونى لكي يعطى المحرر عدداً متواصلاً من الأنباء التي جمعها في ذلك اليوم ، وكذلك يستطيع سكرتير التحرير أن يحصل على مقدار المساحة التي ما زال عليه أن يملأها . تحليل المحتويات الأشياء التى اختارها مرتبة بصورة تبين عدد الأنباء مع المحلية وعدد الأنباء الخارجية ومقدار مساحة الصور مرتبة حسب أهمية المواضيع ومصادرها وطولها . وفى وسع العقل أن يعطى سجلاً أوتوماتيكيا للعمل اليومى لكل محرر مع قائمة بالسبق والتخلف في ثوان .
وسيتمكن المحرر من الحصول أوتوماتيكينًا على تقرير عن إمكانية نشر أى نبأ معين . وفى إحدى التجارب حصلت الأسوشيتدبريس على تحليل مطبوع للأنباء التي كتبها بعض محرريها .
وفي المجال المحتمل لعمليات العقل الإلكترونى قراءة البروفات أوتوماتيكيا دون الحاجة إلى مصححين ، فتتم عملية المراجعة هذه بكل دقة وبدون تعب . وفضلاً عن كل ذلك يحقق التحرير الإلكترونى عدة مكاسب مفيدة من وجهة نظر المحرر وسكرتير التحرير ورئيس التحرير . إذ سوف تزاد قدرتهم على اختيار الأنباء اختياراً واعياً، وسيتمكنون من الحصول على معلومات أفضل عن جميع أنباء اليوم قبل طبع كل صفحة . وبذلك يوفر الوقت الضائع بين إعداد الأنباء ونقلها إلى القارئ . وستتم إزالة كثير من القيود التي تفرضها وسائل الإنتاج الحالية على العمل الصحفى .
وقد تركز معظم التطورات الجديدة فى تكنولوجيا الصحف على مجال الإنتاج . فالقدرة التي تتميز بها قاعة الجمع الآن على إنتاج كميات كبيرة من السطور والأحرف في وقت قصير قد أفادت الصحافة فعلا ، لا سيما عندما يراد جمع نبأ متأخر دون التأثير على المواعيد النهائية لجمع الأنباء .
تعليق