فالعملية باختصار هي كالآتى يكتب الموضوع على الشريط المثقوب المختصر ثم يمر الشريط في جهاز العقل الإلكترونى لضبط الحروف المتصلة وضبط المسافات والمقاسات ونوع البنط ثم يخرج الشريط رأساً من جهاز قارئ موجود في المطبعة ويدخل في ماكينة الجمع ثم ينزل الرصاص بسرعة ٩٠٠ سطر في الساعة :
والآن ما هی الفائدة التى تعود على مؤسسة الأهرام من استعمالها هذا النظام الإلكترونى الحديث ؟ وهل هى فى حاجة إلى كل هذه الأجهزة ؟
إن مؤسسة الأهرام قامت بتشييد مبنى جديد من ١٤ طابقاً يضارع أحدث المباني الصحفية في العالم ومجهز بأحدث الآلات . ولا شك في أنها سوف تصدر جرائد ومجلات أخرى وسوف تدخل ميادين أخرى من ميادين الطباعة والأعمال التجارية. لذلك فى حاجة إلى مثل هذه الأجهزة توفيراً للوقت والمجهود والنفقات : ويمكنها بذلك أن تستوعب عدداً أكبر من العمال نتيجة لاتساع نطاق أعمالها . وبدون هذه الأجهزة لن يكون فى استطاعتها أن تنفذ هذا الحجم من الأعمال ، مع عدم وجود عمال متخصصين أو أنصاف متخصصين للقيام بها .
وبعملية حسابية بسيطة نستطيع أن نعرف مدى الوفر الذي ينتج من استعمال هذه الأجهزة :
_ ٦ ماكينات إلكترون = ٣٠٠٠٠ جنيه
_ جهاز العقل الإلكترونى = ۱۳۰۰۰ جنيه
_ ١٠ أجهزة برفوريتور منها ٤ احتياطية = ۷۰۰۰ جنيه
_ جهاز موزع = ٣٠٠٠ جنيه
_ يكون سعر الأجهزة التي تمثل رأس المال ٥٣٠٠٠ جنيه
_ وتستطيع هذه الأجهزة أن تنتج فى اليوم (۷ ساعات ) ٧ × ٩٠٠ × ٦ = ۳۷۸۰۰ سطر .
وإذا علمنا أن مجموع ما يجمع الجريدة مثل ( الأهرام ) في اليوم يتراوح بين ۸ آلاف و ۱۰ ألاف سطر وجدنا أن هذه الماكينات الست تستطيع أن تجمع وحدها ٤ جرائد مثل « الأهرام » .
أما الأجور فسوف تتكلف فى العام :
_ عامل واحد للماكينات الست = ٣٦٠ جنيهاً .
_ ٦ عاملين على البرفور يتور = ۱۰۸۰ جنيهاً .
_ عامل لإدارة العقل والموزع = ٣٦٠ جنيهاً .
_ يكون مجموع الأجور في العام = ١٨٠٠ جنيه .
وهذه الماكينات الست تمثل ما تقوم به ۸۰ ماكينة جمع ميكانيكية يعمل عليها ۸۰ عاملاً ، وهناك جهازان آخران استحدثهما «الأهرام» في مبناه الجديد أحدهما في قاعة التحرير والآخر في قاعة التوضيب بالمطبعة . والجهاز الأخير هو ال Nebitype وهو عبارة عن ماكينة لجمع العناوين الكبيرة بدلاً من كتابتها بالخط .
وقد كانت العناوين العربية تكتب بالخط الرقعة أو النسخ أو الثلث وغيرها من الخطوط العربية، وتستغرق كتابتها وتصويرها وحفرها على الراح من الزناك أو النولار وقتاً طويلا. صحيح أنه كانت توجد حروف كبيرة الجمع العناوين يدويا ، غير أن ثمة بياضاً خفيفاً كان يظهر بين الحرف والآخر . وأدى هذا العيب الكبير في الطباعة إلى جعل الصحف تستغنى عن هذه الطريقة . وقد بدأ الأهرام منذ عام ١٩٦٤ في إعداد مشروع لجمع العناوين الكبيرة من بنط ٢٤ إلى بنط ٧٢ ، من الحروف المختصرة الجديدة . واتفق مع شركتى لينوتايب ونيبيتايب على أن تقوما بصناعة ماكينة تؤدى هذا العمل . وقام «الأهرام» برسم هذه الحروف وقامت الشركة بصناعة متاريسها . وكانت النتيجة حروفاً متصلة في سطر واحد ليس بينها أي فراغ يسيء إلى شكل العنوان . وهذه المجموعة من الخطوط تحتوى على أبناط ٢٤ - ٣٦ - ٤٨ - ٥٦ - ٦٤ - ٧٢ أي إن أقصى حجم للحرف وصل إلى ثلاثة سنتيمترات وهو الحجم الذى يكتب به المانشيت (العنوان الرئيسى فى الصفحة الأولى ) .
وهذه الماكينة تستطيع أن تقوم : بأعمال أخرى إلى جانب الحروف منها عمل الجداول والبراويز والفواصل والرقائق وهى من مستلزمات عملية الطباعة .
أما الجهاز الثاني الذي استخدمه ( الأهرام ) ويستعمل لأول مرة في صحف العالم .
فهو جهاز Zetfax وهذا الجهاز يستعمل عادة فى البنوك والفنادق . لكن «الأهرام » وجد لهذا الجهاز عملاً يختصر الوقت فى نقل العناوين اختصاراً كبيراً .
matrices Al Ahram, Cairo
48 point Abridged Arabic Light
جريدة الاهرام شارع مظلوم
matrices-Al Ahram, Cairo
48 point Abridged Arabic Bold
جريدة الاهرام شارع مظلوم
الحروف الجديدة التي ابتكرها «الأهرام» للجمع على ماكينة نيبتايب ابتداء من بنط ٢٤ إلى بنط ٧٢
هذه الآلة عبارة عن جهاز إرسال، يوضع فى قاعة التحرير، متصل بخط تليفونى داخلى بثلاثة فروع للاستقبال . فرع منها بالقرب من ماكينة نيبتايب للعناوين الضخمة . وفرع آخر بالقرب من ماكينة عناوين الجمع بنط ۱۸ وبنط ١٦ . والفرع الثالث بالقرب من ماكينة عناوين الجمع بنط ۱۲ .
والمعروف أن كل خبر أو مقال يبدأ إما بعنوان كبير على عدة أعمدة أو بعنوان صغير على عمود واحد . ويتوسط المقال عادة ، فيما بين الفقرات ، عناوين فرعية من بنط ١٨ أو ١٦ أو ١٢ وهذه العناوين لا تجمع مع المقال على نفس ماكينة ، لأنها تختلف عادة فى البنط عن نوع الحروف المجموع بها المقال . لذلك كانت هذه العناوين تكتب على ورق مستقل ثم ترسل عن طريق الساعى إلى المطبعة لتوزيعها على ماكينات العناوين. وكان المقال دائماً يجمع قبل جمع عناوينه . ويبقى رصاص المقال منتظراً عند الواجهة (مكان تجميع الرصاص المجموع) حتى تصل إليه سطور رصاص العناوين . فتنضم إلى بقية سطور المتمال ثم تطبع منه بروفة كاملة . أما الطريقة المستخدمة فتختلف تماماً عن الأولى . إذ أصبحت هذه العناوين الفرعية أو الكبيرة تجمع قبل أن يصل المقال أو الخبر إلى ماكينة الجمع . وهذا يتم. عن طريق جهاز زيتفاكس .
يصل المقال إلى سكرتارية التحرير (حيث يوجد الجهاز ) فيقوم أحد العاملين بكتابة العنوان على شريط عرضه ثلاثة سنتيمترات وطوله ١٥ سنتيمتراً وبعد الانتهاء من كتابته - بالقلم الرصاص أو الحبر أو الحبر الجاف - يضغط على مفتاح صغير مكتوب عليه رقم أحد أجهزة الاستقبال التي ينوى إرسال العنوان إليه . فتنتقل الكتابة التي على الشريط في الحال عبر السلك التليفونى وتظهر على شريط آخر مشابه للأول موجود فى جهاز الاستقبال بالقرب من ماكينة العناوين . فيقطع العامل الشريط ويجمعه فوراً . بينما يكون المقال أو الخبر ما زال فى الطريق إليه .
بعد هذا التطور الكبير الذى أدخلته مؤسسة الأهرام في صناعة الصحافة العربية، لزم علينا أن نتساءل عن مصير العمال الذين كانوا يقومون بكل هذه الأعمال بعد أن أدخلت الآلية التلقائية إلى المطبعة وقاعة التحريرو.
في الحقيقة ، لم تستغن المؤسسة عن أى عامل بها ، بل بالعكس ، فقد زاد عدد العاملين في المبنى الجديد بمقدار ۱۰٪ .
والسبب الرئيسي للزيادة - وعدم انخفاض عدد العاملين القدامى – يرجع إلى اتساع نطاق العمل بالمؤسسة . إذ ما كان من الممكن أن يتسع نطاق العمل دون الحصول على الأجهزة الإلكترونية . لأن . حجم العمل الجديد يستلزم مضاعفة عدد ماكينات الجمع وماكينات الحفر وبقية الأجهزة عدة مرات . وبالتالي يتضاعف عدد العمال نصف المتخصصين عدة مرات . وحيث إن هذا النوع من العمال ليس من السهل الحصول عليه ، بل من المستحيل إيجاده بدون تدريب يستمر عدة سنوات ليصل إلى المستوى اللائق بالخدمة الجديدة، فإنه كان من الضرورى الدخول ! إلى هذا الميدان الجديد بقفزة سريعة دون المرور بالمرحلة الوسطى . وهذه المرحلة الجديدة كان يلزمها عمال متخصصون ، تم الحصول عليهم بتدريب عمال جدد . أما القدامى فإنهم ما زالوا يعملون ولن يقل عددهم ، ما دامت المؤسسة في حاجة إلى ماكينات الجمع الميكانيكي باتساع نطاق أعمالها .
وليس ما تقدم ذكره هو كل ما يمكن للعقل الإلكترونى أن يؤديه للصحافة . إن الثورة التي أحدثها هذا العقل تفوق ذلك بكثير. وهذه الثورة بدأت فعلاً في بعض الجرائد الأمريكية والبريطانية. ومع ذلك لم يكتف الخبراء بهذه النتيجة . إنهم يريدون استغلال هذا العقل إلى أقصى حد .
ولماذا لا يستغلونه وفى استطاعته فعلاً أن يقوم بانقلاب كبير في تطوير الصحافة العالمية ؟ إن استغلال هذه ( الأجهزة ) يمكن الصحافة من منافسة الإذاعة والتليفزيون فيعود إليها . عصرها الذهبي الذى يبدو أنه كاد يفلت منها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، ومنذ انتشار التليفزيون على وجه التدقيق .
والآن ما هی الفائدة التى تعود على مؤسسة الأهرام من استعمالها هذا النظام الإلكترونى الحديث ؟ وهل هى فى حاجة إلى كل هذه الأجهزة ؟
إن مؤسسة الأهرام قامت بتشييد مبنى جديد من ١٤ طابقاً يضارع أحدث المباني الصحفية في العالم ومجهز بأحدث الآلات . ولا شك في أنها سوف تصدر جرائد ومجلات أخرى وسوف تدخل ميادين أخرى من ميادين الطباعة والأعمال التجارية. لذلك فى حاجة إلى مثل هذه الأجهزة توفيراً للوقت والمجهود والنفقات : ويمكنها بذلك أن تستوعب عدداً أكبر من العمال نتيجة لاتساع نطاق أعمالها . وبدون هذه الأجهزة لن يكون فى استطاعتها أن تنفذ هذا الحجم من الأعمال ، مع عدم وجود عمال متخصصين أو أنصاف متخصصين للقيام بها .
وبعملية حسابية بسيطة نستطيع أن نعرف مدى الوفر الذي ينتج من استعمال هذه الأجهزة :
_ ٦ ماكينات إلكترون = ٣٠٠٠٠ جنيه
_ جهاز العقل الإلكترونى = ۱۳۰۰۰ جنيه
_ ١٠ أجهزة برفوريتور منها ٤ احتياطية = ۷۰۰۰ جنيه
_ جهاز موزع = ٣٠٠٠ جنيه
_ يكون سعر الأجهزة التي تمثل رأس المال ٥٣٠٠٠ جنيه
_ وتستطيع هذه الأجهزة أن تنتج فى اليوم (۷ ساعات ) ٧ × ٩٠٠ × ٦ = ۳۷۸۰۰ سطر .
وإذا علمنا أن مجموع ما يجمع الجريدة مثل ( الأهرام ) في اليوم يتراوح بين ۸ آلاف و ۱۰ ألاف سطر وجدنا أن هذه الماكينات الست تستطيع أن تجمع وحدها ٤ جرائد مثل « الأهرام » .
أما الأجور فسوف تتكلف فى العام :
_ عامل واحد للماكينات الست = ٣٦٠ جنيهاً .
_ ٦ عاملين على البرفور يتور = ۱۰۸۰ جنيهاً .
_ عامل لإدارة العقل والموزع = ٣٦٠ جنيهاً .
_ يكون مجموع الأجور في العام = ١٨٠٠ جنيه .
وهذه الماكينات الست تمثل ما تقوم به ۸۰ ماكينة جمع ميكانيكية يعمل عليها ۸۰ عاملاً ، وهناك جهازان آخران استحدثهما «الأهرام» في مبناه الجديد أحدهما في قاعة التحرير والآخر في قاعة التوضيب بالمطبعة . والجهاز الأخير هو ال Nebitype وهو عبارة عن ماكينة لجمع العناوين الكبيرة بدلاً من كتابتها بالخط .
وقد كانت العناوين العربية تكتب بالخط الرقعة أو النسخ أو الثلث وغيرها من الخطوط العربية، وتستغرق كتابتها وتصويرها وحفرها على الراح من الزناك أو النولار وقتاً طويلا. صحيح أنه كانت توجد حروف كبيرة الجمع العناوين يدويا ، غير أن ثمة بياضاً خفيفاً كان يظهر بين الحرف والآخر . وأدى هذا العيب الكبير في الطباعة إلى جعل الصحف تستغنى عن هذه الطريقة . وقد بدأ الأهرام منذ عام ١٩٦٤ في إعداد مشروع لجمع العناوين الكبيرة من بنط ٢٤ إلى بنط ٧٢ ، من الحروف المختصرة الجديدة . واتفق مع شركتى لينوتايب ونيبيتايب على أن تقوما بصناعة ماكينة تؤدى هذا العمل . وقام «الأهرام» برسم هذه الحروف وقامت الشركة بصناعة متاريسها . وكانت النتيجة حروفاً متصلة في سطر واحد ليس بينها أي فراغ يسيء إلى شكل العنوان . وهذه المجموعة من الخطوط تحتوى على أبناط ٢٤ - ٣٦ - ٤٨ - ٥٦ - ٦٤ - ٧٢ أي إن أقصى حجم للحرف وصل إلى ثلاثة سنتيمترات وهو الحجم الذى يكتب به المانشيت (العنوان الرئيسى فى الصفحة الأولى ) .
وهذه الماكينة تستطيع أن تقوم : بأعمال أخرى إلى جانب الحروف منها عمل الجداول والبراويز والفواصل والرقائق وهى من مستلزمات عملية الطباعة .
أما الجهاز الثاني الذي استخدمه ( الأهرام ) ويستعمل لأول مرة في صحف العالم .
فهو جهاز Zetfax وهذا الجهاز يستعمل عادة فى البنوك والفنادق . لكن «الأهرام » وجد لهذا الجهاز عملاً يختصر الوقت فى نقل العناوين اختصاراً كبيراً .
matrices Al Ahram, Cairo
48 point Abridged Arabic Light
جريدة الاهرام شارع مظلوم
matrices-Al Ahram, Cairo
48 point Abridged Arabic Bold
جريدة الاهرام شارع مظلوم
الحروف الجديدة التي ابتكرها «الأهرام» للجمع على ماكينة نيبتايب ابتداء من بنط ٢٤ إلى بنط ٧٢
هذه الآلة عبارة عن جهاز إرسال، يوضع فى قاعة التحرير، متصل بخط تليفونى داخلى بثلاثة فروع للاستقبال . فرع منها بالقرب من ماكينة نيبتايب للعناوين الضخمة . وفرع آخر بالقرب من ماكينة عناوين الجمع بنط ۱۸ وبنط ١٦ . والفرع الثالث بالقرب من ماكينة عناوين الجمع بنط ۱۲ .
والمعروف أن كل خبر أو مقال يبدأ إما بعنوان كبير على عدة أعمدة أو بعنوان صغير على عمود واحد . ويتوسط المقال عادة ، فيما بين الفقرات ، عناوين فرعية من بنط ١٨ أو ١٦ أو ١٢ وهذه العناوين لا تجمع مع المقال على نفس ماكينة ، لأنها تختلف عادة فى البنط عن نوع الحروف المجموع بها المقال . لذلك كانت هذه العناوين تكتب على ورق مستقل ثم ترسل عن طريق الساعى إلى المطبعة لتوزيعها على ماكينات العناوين. وكان المقال دائماً يجمع قبل جمع عناوينه . ويبقى رصاص المقال منتظراً عند الواجهة (مكان تجميع الرصاص المجموع) حتى تصل إليه سطور رصاص العناوين . فتنضم إلى بقية سطور المتمال ثم تطبع منه بروفة كاملة . أما الطريقة المستخدمة فتختلف تماماً عن الأولى . إذ أصبحت هذه العناوين الفرعية أو الكبيرة تجمع قبل أن يصل المقال أو الخبر إلى ماكينة الجمع . وهذا يتم. عن طريق جهاز زيتفاكس .
يصل المقال إلى سكرتارية التحرير (حيث يوجد الجهاز ) فيقوم أحد العاملين بكتابة العنوان على شريط عرضه ثلاثة سنتيمترات وطوله ١٥ سنتيمتراً وبعد الانتهاء من كتابته - بالقلم الرصاص أو الحبر أو الحبر الجاف - يضغط على مفتاح صغير مكتوب عليه رقم أحد أجهزة الاستقبال التي ينوى إرسال العنوان إليه . فتنتقل الكتابة التي على الشريط في الحال عبر السلك التليفونى وتظهر على شريط آخر مشابه للأول موجود فى جهاز الاستقبال بالقرب من ماكينة العناوين . فيقطع العامل الشريط ويجمعه فوراً . بينما يكون المقال أو الخبر ما زال فى الطريق إليه .
بعد هذا التطور الكبير الذى أدخلته مؤسسة الأهرام في صناعة الصحافة العربية، لزم علينا أن نتساءل عن مصير العمال الذين كانوا يقومون بكل هذه الأعمال بعد أن أدخلت الآلية التلقائية إلى المطبعة وقاعة التحريرو.
في الحقيقة ، لم تستغن المؤسسة عن أى عامل بها ، بل بالعكس ، فقد زاد عدد العاملين في المبنى الجديد بمقدار ۱۰٪ .
والسبب الرئيسي للزيادة - وعدم انخفاض عدد العاملين القدامى – يرجع إلى اتساع نطاق العمل بالمؤسسة . إذ ما كان من الممكن أن يتسع نطاق العمل دون الحصول على الأجهزة الإلكترونية . لأن . حجم العمل الجديد يستلزم مضاعفة عدد ماكينات الجمع وماكينات الحفر وبقية الأجهزة عدة مرات . وبالتالي يتضاعف عدد العمال نصف المتخصصين عدة مرات . وحيث إن هذا النوع من العمال ليس من السهل الحصول عليه ، بل من المستحيل إيجاده بدون تدريب يستمر عدة سنوات ليصل إلى المستوى اللائق بالخدمة الجديدة، فإنه كان من الضرورى الدخول ! إلى هذا الميدان الجديد بقفزة سريعة دون المرور بالمرحلة الوسطى . وهذه المرحلة الجديدة كان يلزمها عمال متخصصون ، تم الحصول عليهم بتدريب عمال جدد . أما القدامى فإنهم ما زالوا يعملون ولن يقل عددهم ، ما دامت المؤسسة في حاجة إلى ماكينات الجمع الميكانيكي باتساع نطاق أعمالها .
وليس ما تقدم ذكره هو كل ما يمكن للعقل الإلكترونى أن يؤديه للصحافة . إن الثورة التي أحدثها هذا العقل تفوق ذلك بكثير. وهذه الثورة بدأت فعلاً في بعض الجرائد الأمريكية والبريطانية. ومع ذلك لم يكتف الخبراء بهذه النتيجة . إنهم يريدون استغلال هذا العقل إلى أقصى حد .
ولماذا لا يستغلونه وفى استطاعته فعلاً أن يقوم بانقلاب كبير في تطوير الصحافة العالمية ؟ إن استغلال هذه ( الأجهزة ) يمكن الصحافة من منافسة الإذاعة والتليفزيون فيعود إليها . عصرها الذهبي الذى يبدو أنه كاد يفلت منها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، ومنذ انتشار التليفزيون على وجه التدقيق .
تعليق