في حدود سنة ١١٥٩ / ١٧٤٦ ، كما أشار إلى ذلك المرادي في ترجمة فتحي الدفتر دار (۱) .
أما في داخل الحرم فنجد محرابا تعلموه المقرنصات وتحيط به زخارف من الفسيفساء الرخامية وإلى جانبه منبر من الرخام الأبيض وتزين الجدران مجموعات من الواح القاشاني موزعة فوق الشبابيك .
ويتقدم المسجد رواق يرتفع من مستوى الصحن محمول على أعمدة ذات تيجان مقرنصة ، مسقوف بثلاث قباب . وأمامه رواق آخر أقل ارتفاعاً منه ، يطل على صحن التكية مباشرة ، وله سقف خشبي مائل ، محمول على قناطر وعمد موزعة على ثلاث جهات ، سبع قناطر في الجهة الشمالية وثلاث في كل من الجهتين الشرقية والغربية وأقواس هذه القناطر من النوع الفارسي ، وحجارتها من لونين أبيض وأسود بالتناوب . أما العمد فلها تيجان مقرنصة ، ولكنها ذات شكل جديد مبتكر .
ب ) المجموعتان السكنيتان :
تتوزع غرف السكن على جناحين غربي وشرقي ، في كل منهما ست غرف مربعة الشكل ( ٧ أمتار تقريباً ) يتقدمهما رواق يفصل بينها وبين الصحن ، والكل مسقوف بالقباب ، لكن قباب الغرب أكثر ارتفاعاً ، وأكبر حجماً من قباب الرواق . هذا وفي كل غرفة مدفئة من الحجر المنحوت ، لها مدخنة ، تبرز فوق القباب كالمئذنة الصغيرة . تذكر هنا ما ذكره الرحالة البريطاني ( بو كوك ) من أن هذه القباب كانت في أيامه مسقوفة بالرصاص ولا يوجد اليوم شيء منه .
العنصر الزخرفي الهام الذي نجده هنا . هو الواح القاشاني الجميلة التي كسيت بها المناطق الواقعة فوق الأبواب والشبابيك في سائر انحاء التكية والمدرسة . ويغلب اللونان الأخضر والأزرق على قاشاني التكية . ولا نجد اللون الأحمر الا في بعضها القايل ( الصورة رقم ) .
ج ) الجناح الشمالي من التكية :
ونميز فيه فاعتين كبيرتين تمتدان من الشمال إلى الجنوب ، احداهما في الجانب الغربي والأخرى في الجانب الشرقي طول كل منهما اربعون متراً . يقسمها إلى رواقين صف من العضائد الغليظة تحمل قباب السقف الاربعة عشرة ( انظر المخطط العام ) .
ويتوسط هاتين القاعتين بناء مؤلف من ثلاث غرف يتقدمه رواق على أعمدة على شاكلة الأروقة المحيطة بالصحن . نعتقد بان الغرفة الوسطى لهذا البناء كانت مطبخاً بدليل أن القباب الاربع فيها، دون سائر قباب التكية ، مفتوحة في وسطها وعليها مناور من أجل مرور الدخان وبخار الطبخ فضلا عن وجود حوض للماء الحاجات الطبخ أيضاً ولعل الغرفتين المجاورتين كانتا لموائد الطعام ، أما القاعتان الكبيرتان فكانتا للمؤن . وقد بطل ذلك منذ سنوات طويلة وشغلت التكية ، باستثناء ، مسجدها ، بمعروضات المتحف الحربي .
٢ - المدرسة :
وهي بناء مستقل يقع إلى الشرق من التكية أطوالها ( ٤٥ × ٤٠ متراً) , تشبه في طراز عمارتها وتصميمها مبنى التكية المتقدم وصفه . في وسطها صحن مزود ببركة مستطيلة ، تحيط به مجموعة من الغرف الصغيرة المسقوفة بالقباب في كل منها مدفئة على شاكلة غرف التكية ، وأمام الغرف رواق يحيط بالصحن تغطيه أيضاً القباب الصغيرة ، محمول على أقواس وعمد قليلة الارتفاع ، بالنسبة لاعمدة رواق التكية . وفي المدرسة أيضاً مسجد خاص بها ، ليس له مآذن ولا منبر فهو مصلى على شكل غرفة مربعة تبرز عن حدود البناء باتجاه الجنوب مسقوفة بقبة . لها رقبة مضلعة مزودة بالنوافذ ، لم يبق من نوافذ المسجد المعشقة بالزجاج الملون - سوى واحدة فقط. ويكسو جدرانه الواح القاشاني ، يتخللها شبابيك وخزائن كتب ، ويتوسط الجدران شريط من بلاطات القاشاني، رسمت عليها شرافات كموضوع زخرفي .
وأمام المسجد مسطبتان ضمن رواق مؤلف من ثلاث قناطر ، زينت جدرانه باشرطة من الزخارف الملونة من نوع الأبلق ورصع مافوق الباب بالواح القاشاني .
وللمدرسة باب رئيسي كبير مفتوح في منتصف واجهتها الشمالية واربعة أخرى صغار تصل المدرسة بالحدائق المحيطة بها ، ويؤدي الباب الرئيسي إلى دهليز فتح على جانبيه ايوانان صغيران كغرفتين للحراسة ، ينتهي برواق على أعمدة يشرف على الصحن مسقوف بثلاث قباب ، للوسطى منها رقبة ، خالية من النوافذ ، بل حل محلها كوى مزخرفة ، والباب واسع مفتوح ضمن ايوان ، ويقابله باب آخر مماثل له ، ، مفتوح في الطرف الشمالي من السوق . ولكل منهما واجهة غنية بالزخارف ، نجدها في القوس ذي الحجارة الملونة بالتناوب ، وفي الأشرطة المنقوشة على شكل ضفائر وفي الحليات المستديرة المرصعة ، والحجارة الملونة المقصقصة الخ .
٣ - السوق :
يتألف السوق من صفين من الدكاكين بطول / ٨٥ / متراً ( انظر المخطط العام ) ، في كل صف اثنان وعشرون دكاناً تشبه الأواوين مسقوفة باقباء طولية .
وينتهي السوق من جهته الغربية يباب واسع يؤدي إلى التكية ، ويباب أخر من جهة الشرق يؤدي إلى خارج . وهو متقن البناء مزخرف الواجهة على شاكلة الأبواب الأخرى المار ذكرها .
توجد على الباب كتابة تشير إلى تجديده في عهد السلطان مصطفى الثالث الذي ( تولى السلطة بين سنتي ۱۱۷۱ / ۱۷۵۷ و ۱۱۸۷ / ۱۷۷۳ ) .
لقد زال الجناح الشرقي من الصف الشمالي للدكاكين وحلت محله ابنية حديثة لوزارة التربية ، ثم اصلحت الدكاكين الأخرى واستخدمت مع المدرسة سوقاً سياحياً للصناعات اليدوية افتتح منذ بضع سنين .
تعليق