الأحداث جافة عندما تروي التاريخ بينما الفنون تنقل لك الصورة فائقة الدقة. يسعدني أن أشارككم مقالاً سابقاً يتناول الفن بعنوان
#الفن_يروي_التاريخ
من العلاقات شديدة التعقيد التي يطول فيها الحديث والتدقيق، وتُكتب فيها الكتب والأبحاث والمقالات والدراسات، علاقة الفنون بالتاريخ.
لكني اليوم سأقدمها في قالب بسيط مبرزة الفنون كأداة من أدوات رواية التاريخ من زوايا خاصة.
كتابة التاريخ كما نعلم تستند على شواهد وحقائق تنقل لنا سلسلة من الأحداث المتعلقة بأشخاص وأمكنة وأزمنة محددة، تصل لنا بسياق معين فنكوّن بناءً عليها رؤية خاصة لعصر من العصور ونتجول بين أحداثه وشخوصه ونرسم صوراً تخصنا عن شعورنا حياله. من زاوية الفنون، الألوان تختلف من حيث صياغة القصة، فالغوص بين أفياء فنون العصور الغابرة وترجمه رموزها وطلاسمها وتعبيراتها، هو قراءة تاريخية حقيقية، ولكن الفارق يأتي بين الأحداث وانعكاس الأحداث، بين الوقائع التاريخية وتأثير هذه الوقائع على الشعوب.
لذا أجد ومن وجهة نظر خاصة أن قراءة تاريخ الحضارات من خلال فنونها أكثر إمتاعاً وأزهى رونقاً من قراءة التاريخ التقليدية. ولا ننسى أن قصص التاريخ تحمل لنا آلاف الأسرار المحكية باللغة غير المنطوقة !
تلك الأسرار التي اختارت خصومة بياض الكتب وسطور التوصيف، لتتجسّد بأشكال وأساليب مبهمة في أعمال فنية ساحرة توارثتها الأجيال وأبدعوا في وصف جماليتها وتفسير ألغازها وكشف قصتها تارة باستخدام الاستنتاجات والاجتهادات الشخصية، وتارة من نسج الخيال لإضفاء التشويق والإثارة وتعزيز روح الغرابة فيها وصولاً بها لمستوى الأسطورة التي يستحيل أن تكشف حقيقتها لأحد.
#بوح_السحر