تويت
رؤيا صفونية
جبل الاقرع" صفون" الذي يبعد قرابة 75 كم عن مدينة اللاذقية شمالاً .. تراه شامخا باهراً ..هذا الجبل السوري العظيم وعبر تسلسل الأحداث التاريخية له نرى كيف هيمن عليه الطابع المقدس.. الذي كان ضمن الحدود الطبيعية لمملكة أوغاريت منذ أربعة آلاف من الأعوام غبرت ..وكان يوما ما محجاً لسكان أوغاريت وكل القرى التابعة لها حيث كانت تقام في مثل هذه الأيام من كل عام مع قدوم فصل الخريف عندما كان أهل اوغاريت يقصدون زيارته في رحلات جماعية مشيا على الأقدام يرتلون الأغاني ويقدمون النذور احتفالا بعودة الاله بعل اله المطر والبرق والرعد من العالم السفلي وبعثه إلى الحياة مجددا الى مكان سكنه كما روته لنا ملاحم وأساطير اوغاريت عبر ملحمة قصر بعل .. حيث أخبرتنا هذه الأسطورة بكل دقة عن المراحل التي تمت لكي يبنى للإله بعل قصراً عظيماً زاخرا بالفخامة والابهة يليق به..و كيف كانت تقام حول سفوحه حلقات الدبكة والغناء ويدقون بارجلهم بقوة لكي يخرج الإله بعل من العالم الأسفل ويبعث إليهم من جديد ويعود إلى قصره ليطل على الناس برأسه الأخضر واعداً الناس بالمطر مطلقاً بروقه ورعوده ..لما لا وهو الإله الحامي الذي كان يفدي نفسه في سبيل البشر وسيد الدورة الزراعية والاقرب للعباد لدى أهلنا في أوغاريت ..
عاشق أوغاريت .. غسان القيم