دراسة لمبنى من العهد الايوبي
المدرسة العادلية الكبرى :
المدرسة العادلية الكبرى في دمشق : وهي مقر المجمع العلمي العربي منذ عام ۱۹۱۹ وما تزال اتخذت في العام نفسه مقراً للمتحف الوطني في طور تأسيسه . سميت كذلك نسبة إلى الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ، الذي أنشأها سنة ٦١٢ / ١٢١٥ . وقع اختيارنا على المدرسة العادلية لتكون نموذجاً لعمائر العهد الأيوبي ، فهي من أهم المباني من حيث التخطيط ورصانة البناء ، والعناصر المعمارية المتقنة الصنع. لقد طرأ عليها مع الزمن بعض التعديل نتيجة أعمال الهدم والترميم . ولكن أقسامها الرئيسية وعناصرها الهامة ماتزال تحافظ على وضعها الأصيل . من ذلك واجهتاها الشرقية والجنوبية وبوابتها ودهليزها وصحنها وتربة منشئها وواجهة الحرم وبعض ايوانها الكبير الشمالي .
المخطط العام : للمدرسة باب يتوسط واجهتها الشرقية ، يؤدي إلى دهليز واسع مسقوف بقبوة يليه باب ثان على محور واحد مع الباب الخارجي مفتوح ضمن ایوان مرتفع مطل على صحن سماوي وفي الجهة الجنوبية من الدهليز باب إلى التربة ، وباب آخر في الجهة الشمالية يؤدي إلى غرف الطابق العلوي للمدرسة ( انظر المخطط رقم ٢٠ )
والصحن مربع الشكل يحيط به من الجهة الجنوبية المصلى ويقابله في الجهة الشمالية ايوان كبير أما الجهة الغربية فقد جددت كلياً في العصر الحديث . ولاشك أنها كانت تحتوي على مجموعة من الغرف . وتحتل التربة الزاوية الجنوبية الشرقية، بين المصلى والدهليز ( انظر المخطط العام)
الواجهات الخارجية والبوابة :
الواجهات مبنية بالحجارة الكلسية الجيدة النحت ، ارتفاع مداميكها قرابة ستين سنتمتراً ( ٠,٦٠م ) . تنتهي في أعلاها بطنف ( كورنيش ) من الحجر المقولب . وهي خالية من الزخارف ، ليس فيها سوى النوافذ ، وهي مستطيلة مزودة بشبك حديد ، يعلو سواكفها عقد عاتق ، مخفف للثقل .
أما البوابة فهي ذات هندسة فريدة لا تشبه البوابات المألوفة في المباني الايوبية الأخرى. وتتألف من ايوان يرتفع بارتفاع الواجهة ، مسقوف بعقد من الحجر في وسطه حجر مدلى ، كالمفتاح . طوله ۲٫۲۰ متراً. يقسم عقد الايوان إلى قوسين لكل منهما ثلاثة فصوص ( انظر الصورة رقم ٢٩ ). والايوان مسقوف بقبتين صغيرتين متجاورتين من الحجارة المقرنصة . وفي صدر الايوان يوجد الباب وهو مستطيل الشكل مؤلف من حجارة متناوبة أبيض وأسود ، له اطار مزين بالقولبات العديدة واطار آخر من الاسنان النافرة . هذا الاطار الأخير نشاهده أيضاً محيطاً بواجهة البوابة الكبرى ممتداً إلى داخل الايوان حتى أسفل السقف المعقود وإلى ما فوق ساكف الباب بقليل .
ويعلو ساكف الباب حجر تغطيه الزخارف الهندسية كالتي نشاهدها منقوشة على الخشب . ويعلوه الطراز ، وهو المكان المخصص لنقش الكتابة التاريخية ، يحيط به اطار ذي قولبات نافرة . ولكننا نجد في مكانها كتابة حديثة العهد نقشت سنة ۱۹۱۹ عند ترميم المدرسة .
الصحن والواجهات الداخلية : للمدرسة باحة سماوية مربعة ( ۱۸ × ۱۷ متراً ) مبلطة بالحجر ، ويتخلل البلاط لوحات من الزخارف الهندسية ، ذهب أكثرها . وفي وسط الباحة بركة ماء مربعة ( ٨,٥× ٨,٥ متراً ) في زواياها حنايا نصف دائرية كما هو الحال في أكثر البرك الأيوبية ( انظر المخطط العام ) .
أما الواجهات المطلة على الباحة فهي من الحجر ، خالية من الزخارف ويوجد في الجهة الشمالية الايوان الكبير ، وقد تهدم القسم الاعظم من عقده الحجري . سعة الايوان ( ۲۱ متراً ) وارتفاعه ( ۲۷ متراً ) وعلى جانبيه بابان ينتهيان بقوس مدبب . ويعلو كلا منهما نافذة مستطيلة ، وهذان البابان يؤديان إلى ملحقات المدرسة وغرفها .
وفي الجهة المقابلة الجنوبية يوجد المصلى ، وهو قاعة مستطيلة ، كانت مسقوفة بثلاثة أقبية متقاطعة ما تزال آثارها باقية في جدران القاعة . وفيه محراب مزين بمقرنصات تنتهي في الأعلى بصدفة . وواجهة المصلى مؤلفة من باب عال في الوسط ، وعلى كل من جانبيه شباكان وكلها تنتهي في أعلاها بقوس مدبب . وفوق كل شباك نافذة مستطيلة ( المخطط ۲۱). أما الجهة الشرقية المطلة على الصحن فيتوسطها ايوان صغير مفتوح على دهليز الباب الرئيسي للمدرسة . وعلى جانبه الشمالي توجد غرفة وعلى جانبه الجنوبي يوجد باب آخر للتربة .
تعليق