ب ) مباني مدينة حلب :
۱ - العمارة العسكرية : عني الأيوبيون بتقوية أسوار المدينة وتجديد قلعتها ولاسيما في عهد الظاهر غازي بن صلاح الدين الذي حكم حلب قرابة ثلاثين عاماً . طرأ ترميم وتعديل على الأسوار وعلى مباني القلعة في العهد المملوكي . ولكنا مع ذلك نستطيع أن نميز الآثار الأيوبية في أماكن عديدة من السور وفي أجزاء معينة من أبواب المدينة كباب انطاكية وباب قنسرين وباب النصر . وفي الأقسام السفلى من أبراج القلعة ولاسيما أبراج المدخل الرئيسي ومجموعة الأبواب المفتوحة في دهليز المدخل ، ويمتاز الباب الأول بالنحيتة المنقوش عليها ثعابين ملتفة ( الصورة رقم ٤٢ ) أما الباب الثالث فنجد عليه أسدين بارزين . ومن الآثار الأيوبية أيضاً مصاريع الأبواب الثلاثة الحديدية التي تحمل اسم الظاهر غازي وتاريخ صنعها ( سنة ٦٠٦ و ٦٠٨ هـ ) .
٢ - مدرسة الفردوس : تعتبر من أهم آثار العمارة الاسلامية من حيث هندساتها ومخططها وقبابها. وتتميز بأوراقتها القائمة على الأعمدة التي تحيط بالصحن من ثلاث جهات مع وجود أيوان في الجهة الرابعة: مسقوفة بمجموعة من القباب القليلة الارتفاع لأنها بدون رقبات باستثناء القبة التي تتوسط الحرم ( انظر الصورتين ٣١، ٣٤ ) وتمتاز أيضاً، بحجارة البناء الجيدة النحت وبابها المعقود بالمقرنصات وبركتها النادرة ، تتخللها تجاويف من الداخل .
وأخيراً فان محراب المدرسة المصنوع من الرخام الملون المتشابك على أشكال هندسية بديعة الصنع ، يعتبر من أندر المحاريب في العالم الاسلامي ( انظر الصورة رقم ٤٦ ) .
شيدت هذه المدرسة السيدة ضيفة خاتون بنت الملك العادل أبي بكر وزوجة الظاهر غازي ، سنة ٦٣٣ / ١٢٣٥ ، ومكان المدرسة خارج المدينة من جهة الجنوب في محلة الفردوس .
٣ - المدرسة الظاهرية ( البرانية ) : سميت البرانية لأنها تقع خارج السور ولتمييزها عن الظاهرية الجوانية الواقعة داخل السور . شيدها الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين في محلة الفردوس جنوبي المدينة ، وتم بناؤها سنة ( ٦١٦ هـ ) . لها باب فخم معقود بالمقرنصات . وفيها تربة ، درست قبورها ، وایوان كبير ، ومجموعة من الغرف . ويحتل الحرم الجانب الجنوبي ، وهو مسقوف بثلاث قباب .
٤ - المدرسة الظاهرية ( الجوانية ) : وتقع قبالة باب القلعة ، وتعرف اليوم بالسلطانية وفيها مدفن الظاهر غازي المتوفى سنة ٦١٣ هـ . شيدها ابنه الملك العزيز تربة لوالده ومدرسته للمذهبين الحنفي والشافعي تم بناؤها سنة ( ٦٢٠ هـ ) . وقد تهدمت أقسام منها ، وجددت أقسام أخرى . أهم مافيها اليوم الحرم ، وفيه محراب رائع الصنع من الحجر الأصفر ، على جانبيه عمودان من الرخام جميلان. وفوق المحراب زخارف متشابكة شبيهة بمحراب الفردوس المشهور . وكذلك باب المدرسة الذي يحتفظ في ايوانه بالكتابة التذكارية المؤرخة سنة ٦٢٠ للهجرة . وهناك كتابة أخرى معاصرة منقوشة على طنف الواجهة (۱) .
ه - المدرسة الطرنطائية : مكانها في حي باب النيرب ، محلة محمد بك بناها المؤرخ ابن العديم سنة ٦٤٩ / ١٤٥١ . متقنة التخطيط جيدة البناء ، مؤلفة من طابقين من الغرف وايوان . حول صحنها رواق محمول على أعمدة ذات تيجان مقرنهة مسقوف ببلاطات من الحجر (ربد) . وللمدرسة باب جميل بنقوشه ومقرنصاته . والباب المجاور لها من عصر المدرسة وتابع اها في الأصل . وقد سميت بالطرنطائية نسبة للامير المملوكي سيف الدين طرنطاي الذي قام بترميمها سنة ٧٨٥ه وارخ ذلك بنقش على بابها ، يحمل اسمه .
٦ - المدرسة الكاملية : تقع بالقرب من المدرسة الظاهرية ( البرانية ) المتقدم ذكرها وهي شبيهة بها ومعاصرة لها ، ولكنها مجهولة لا يعرف بانيها ولا تاريخ بنائها (۱). يوجد فوق ساكف الباب لوحة حجرية أعدت لنقش كتابة التأريخ ، ولم تنفذ .
٧ - مشهد الحسين : يقع غربي المدينة على جبل الجوشن شيد في عهد الظاهر غازي سنة ٥٩٢ / ۱۱۹٥ تؤرخ ذلك الكتابة المنقوشة على الباب ، ويعتبر المشهد من روائع المباني التي خلفها العهد الأيوبي ويعبر أحسن تعبير عن خصائص المدرسة الحلبية في فن العمارة . وهو عمارة ضخمة كأنها رباط أو مدرسة فيها باحة سماوية وايوان مرتفع ومصلى مسقوف بثلاث قباب . وفي ركن من أركانه يوجد غرفة واسعة تشبه التربة لعلها المقام ، لكنها خالية من القبور . مسقوفة بقبة عالية لها رقبة
تعليق