آثار العمارة الأيوبية في سورية
سنعدد هنا المباني الباقية من العهد الايوبي بحسب توزعها في المدن مبتدئين بمدينة دمشق. ويساعد هذا الاحصاء الباحث في العصر الايوبي أو في فنونه المعمارية لأنه يجد فيه نماذج هامة من حيث التخطيط أو من حيث العناصر المعمارية والزخرفية .
ا) المباني الايوبية في مدينة دمشق
۱ - قلعة دمشق (۱) : وهي أهم آثار الايوبيين في دمشق، بل أهم مثل على فن العمارة العسكرية في العصر الايوبي (الصورة رقم ٣٩). فهي ما تزال بحالة جيدة محافظة تقريباً على أصالتها كما بناها الملك العادل الايوبي ( بدأ بتشييدها سنة ٥٩٩ / ١٢٠٢ ) عشر برجا بعضها بحالة كاملة ، وبعضها رمم في العهد المملوكي . ولها بابان رئيسيان الاول في الجهة الشرقية جميل مزين بالمقرنصات لأنه يفتح على المدينة. والثاني في الجهة الشمالية قريب من نهر بردى .
وكانت محاطة بخندق يملأ بالمياه. وكان في داخلها قصور وحمامات ومساجد . فهي مقر للسلاطين في الاصل ثم غدت مقرا لنائب السلطان في العهد المملوكي. وبالرغم من أهمية قلعة دمشق من الناحيتين المعمارية والتاريخية فان شهرتها ضئيلة وتكاد تكون منسية بسبب احاطة الاسواق بها من الخارج واستخدامها كسجن و ادارات ومرافق للشرطة .
۲ - سور المدينة : عني بسور المدينة في العهد الايوبي ورحمت وجددت بعض أبراجه وأبوابه . ويمكننا أن نعتبر من هذا العصر كلا من باب السلام وباب توما وباب الفراديس وباب الجابية وكلها أبواب حصينة جيدة البناء ( الصورة رقم ٤٠ ) مربع الشكل في الزاوية الشمالية الشرقية من السور عند الشيخ رسلان بناه السلطان الصالح أيوب حفيد العادل أبي بكر حوالي عام . وهناك برج هام ٦٤٥ / ١٢٤٧ .
٣ - جامع الحنابلة : بني في الصالحية ، وفق مخطط شبيه بالجامع الاموي وهو أول جامع كبير بني في دمشق من بعده . شيده صاحب اربل الامير كوكبري سنة ٦٠٤ / ۱۲۰۷ وحالته جيدة ، يمتاز بمجرابه الرائع الصنع وهو من الحجر ، تغطي طاسته المقرنصات ويعلوه قوس ذي ضفيرة أو سلسلة منقوشة في الحجر ليس له شبيه في المحاريب الاخرى . ويشتهر الجامع بمنبره الخشبي الغني بالنقوش والزخارف ، وفيه مئذنة مربعة تتوسط جداره الشمالي. وتشاهد في الصحن نوافذ جصية فوق قناطر الحرم غنية بزخارفها النباتية .
٤ - جامع التوبة : يقع في محلة العقيبة ، وهو الجامع الثاني الذي بني على نسق الجامع الاموي. شيده الملك الاشرف موسى بن العادل أبي بكر سنة ٦٣١ / ١٢٣٣ .
٥ - البيمارستان القيمري : بني في الصالحية خاصا بها لأنها كانت أشبه بمدينة مستقلة عن دمشق . أنشأه الامير سيف الدين يوسف القيمري المتوفي سنة ٦٥٤ / ١٢٥٦ ، ما يزال الى اليوم يستخدم كمستشفى ، وهو محافظ على وضعه القديم له باب متقن البناء . هام في هندسته وزخارفه ( الصورة رقم ٣٠ ) .
٦ - حمام الجوزة : تقع في محلة سوق ساروجة ، جرى عليها تعديلات في قاعة المشلح أما بقية أقسامها فما تزال محافظة على وضعها الاصيل وتعتبر نموذجا كاملا لتخطيط الحمامات العربية في ذلك العصر .
٧ - حمام السروجي : تقع في محلة الشاغور ، ما تزال فيها
أقسام أصيلة .
٨ - المدرسة العزيزية : وتضم تربة السلطان صلاح الدين ، تقع الى جوار الجامع الأموي من جهة الشمال بناها الملك العزيز عثمان ابن صلاح الدين سنة ٥٩٢ / ١١٩٥ ، وقد تهدمت المدرسة وبقيت التربة ، ولها قبة محززة ( الصورة رقم ۲۸ ) وأهم ما في التربة الضريح المصنوع من خشب الجوز المنقوش بالزخارف والكتابات. لقد كسيت جدران التربة في العهد العثماني بألواح من القاشاني الازرق وضعت سنة ١٠٣٧ / ١٦٢٧ . وأما الضريح الرخامي فهو من عهد السلطان عبد الحميد صنع سنة ( ۱۸۷۸ ) .
٩ - المدرسة العادلية الكبرى : مقر المجمع العلمي حاليا ، وتضم تربة الملك العادل أبي بكر . وهو الذي أنشأها سنة ٦١٢ وأتم بناءها بعد وفاته ابنه المعظم عيسى فأكملت سنة ٥٦٢٠ / ١٢٢٣ . سنأتي على وصفها تفصيلا .
۱۰ - المدرسة الركنية البرانية : في سفح قاسيون في محلة ركن الدين التي سميت على اسم المدرسة وتسمى اليوم جامع الركنية . جيدة البناء ذات مخطط نادر ، فيها حرم وصحن مربع مسقوف بقبة ، في وسطه بركة ماء صغيرة. وفيها تربة منشئها ركن الدين منكورس أحد الامراء الايوبيين ، بنيت حوالي عام ٦٢١ / ١٢٢٤ قبتها محززة قائمة على رقبة من الحجر المنحوت مؤلفة من طبقتين من النوافذ ( انظر الصورة رقم ( ٣٦ ) .
۱۱ - المدرسة الشامية : في محلة سوق ساروجة . وتضم مسجدا وتربة فيها ثلاثة قبور أحدها لست الشام أخت صلاح الدين التي تنسب اليها المدرسة ، ولابنها حسام الدين ، والقبر الثاني لزوجها الامير محمد بن شيركوه . والثالث لأخيها توران شاه . بنتها ست الشام من حدود سنة ٥٨٧ / ۱۱۹۱ . والتربة مسقوفة بعقود متقاطعة بدلا من القبة وتزينها في الداخل نقوش جصية جميلة .
۱۲ - المدرسة البادرائية : كانت دارا للامير أسامة الجبلي وحولت الى مدرسة في أواخر العهد الايوبي ١٢٥٧ م ( ٥٦٥٥ ) . وتقع الى الشمال الشرقي من الجامع الاموي .
١٣ - المدرسة الصاحبية : أنشأتها أخت صلاح الدين ربيعة خاتون وتلقب بالصاحبة ( توفيت سنة ٦٤٣ هـ ) وفيها تربة دفنت فيها
تعليق