رصافة هشام
إن رصافة هشام اسم يطلق على المنازل والمنشآت الأموية التي تنسب إلى الخليفة هشام بن عبد الملك ، والتي شيدت حول أسوار «سيرجيوبوليس» المدينة البيزنطية التي أقيمت في القرنين الخامس والسادس، ويطلق اليوم على الموقع اسم الرصافة . ولعل هذا الاسم أطلقه العرب على المدينة البيزنطية أيضاً لأن الطبري يقول : والرصافة مدينة رومية بنتها الروم ». ويرى «دوسو» أن اسم المكان كان كذلك في العهد الآشوري .
كان من الطبيعي أن لا يسكن الخليفة داخل المدينة القديمة التي ظلت كما يبدو مقراً لطائفة مسيحية، بل بنى ، كما قال الطبري، قصرين ، و كان يقيم في الرصافة في أكثر أيامه وقد توفي فيها ، وكان إلى جانبه حاشيته وموظفوه وخزانة المال والسجن الخ ..
ولقد تم حتى الآن اكتشاف قصر أموي إلى الجنوب من أسوار المدينة البيزنطية من قبل البعثة الأثرية الألمانية كما ذكرنا . والقصر له الشكل طول ضلعه / ۸۰ / متراً . وهو مزود بأبراج دائرية في الزوايا والاضلاع وله باب واحد بين برجين ، وفي الداخل باحة مخطط مربع سماوية بدون رواق .
ويشبه هذا التخطيط بعض القصور الأموية كقصر الطوبة ( الاردن ) وقصر خربة المنية ( طبريا ) .
أما مخطط القصر والعناصر المعمارية والزخرفية التي عثر عليها بين الانقاض وتتألف من رسوم جدارية ونقوش جصية تؤكد كما ترى البعثة بأنه قصر أموي من عهد هشام بن عبد الملك ..
وتتوقع البعثة أن تعثر على قصر آخر في التلال والخرائب المماثلة المحيطة بأسوار المدينة البيزنطية .
ظلت الرصافة عامرة بعد الأمويين قروناً أخرى ورد ذكرها في عداد منازل الأمويين في خبر وليمة الرشيد التي أولها في الرقة ، كما تقدم في الحديث عن الزيتونة . كما ورد ذكرها في حوادث سنة ١١٦٤/٥٦٠ بأنها كانت تابعة لصاحب قلعة جاء في مخطوط البستان الجامع (۱) » ما يلي :
وفيها عصى أهل الرصافة على مالك العقيلي ( شهاب الدين) صاحب قلعة جعبر ، وكان مقدمهم - ( سليمان بن قطن ) . وأن دمار الرصافة النهائي حدث ، أثر غزوات المغول في القرن الثالث عشر الميلادي ، كما ذكرت في عداد منازل الأمويين (۲) في خبر وليمة الرشيد التي أولها في الرقة كما تقدم .
تعليق