قصر الحير الشرقي ٢_a .. كتاب العمارة العربية الاسلامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصر الحير الشرقي ٢_a .. كتاب العمارة العربية الاسلامية


    هذا وسوف نعود إلى موضوع تأريخ المباني خلال دراسة الفن المعماري المتمثل في القصرين ، الصغير والكبير .

    أ - القصر الصغير :

    ما يزال هذا البناء يحتفظ بالقسم الأكبر من أسواره ، حتى ارتفاع . وهو مبني بالحجر الكلسي الجيد النحت ويلاحظ بأن حجارته أصغر من حجارة المباني البيزنطية ، و يبلغ ارتفاع مداميكه ۰,۳۳ متراً فقط . وكان يعلو الاسوار ممر دفاعي عرضه ١,٦٠ متراً خلف ستارة من الآجر سمكها ٠,٥٠ متراً تهدم أكثرها وبقيت الاجزاء المجاورة للباب الرئيسي .

    أما مخطط القصر فهو قريب من مربع طول ضلعه حوالي / ٧٠ / متراً. تتوزع الأبراج في زواياه وفي أضلاعه برجان في كل ضلع وله باب رئيسي يتوسط الواجهة الغربية ، يقع بين برجين وتقدر فتحته بثلاثة أمتار ، يؤدي الباب إلى دهليز مسقوف . وفي الداخل باحة سماوية يحيط بهارواق وحولها الغرف وهي مسقوفة بعقود من الآجر وأكثرها متهدم ، وقد عثر في الباحة والأروقة على بلاط من الحجر . لكن الزخارف المألوفة كالفريسك والفسيفساء غير موجودة في هذا القصر فهي تشبه بوابة قصر الحير الغربي التي تقدم وصفها ، ولكنها تختلف عنها في التفاصيل والزخارف .

    فالباب مستطيل ينتهي ! بساكف الحجر يعلوه قوس عائق نصف من سد الفراغ بينهما بحجارة صقيلة ويلاحظ بأن ساكف دائري الباب وحجارة القوس مزخرفة بخطوط محفورة اصطلح على تسميتها بالقولبات (۱) ، وتؤلف شريطاً يطوق البرحين أيضاً في مستوى ساكف الباب .

    وعلى جانبي الباب محرابان صغيران تحدهما سويريتان وفي طاستهما نحيتة على شكل الصدفة ، وليس لهذين المحرابين وظيفة ما ، فهما للتجميل والزخرفة فقط (الصورة رقم ۱۸) .

    وتوجد فوق الباب شرفة دفاعية بارزة روشن (۲) مؤلفة من سقاطتين (۳) لصب الزيوت المغلية. ويعتبر هذا الروشن أقدم نموذج من نوعه في العمارة العسكرية العربية .

    ونشاهد في أعلى الواجهة جداراً من الآجر ( ستارة ) نقوش جصية تتألف من مجموعة محاريب زخرفية تعتمد على سويريات جدارية مزدوجة ، تظهر فيها عروق نباتية ، كما يتخلل مداميك الحجر في نهاية الجدار شريط من الآجر يتألف من مربعات بارزة تتجاور رؤوسها فتؤلف عنصراً زخرفياً يعكس تأثيرات الفن الساساني .

    وأبراج السور مملوءة، أي خالية من الغرف ، سوى في أعلاها ، فانها تحتوي على غرفة صغيرة للمراقبة مسقوفة بقبة من الآجر . وتتصل هذه الغرف بالممر الدفاعي الذي مر ذكره .

    ب ) القصر الكبير :

    لابد أن القصر الكبير هو المدينة المقصودة في النص التاريخي المار ذكره ، المنقوش على حجر المسجد . لاسيما وأن مخططه وتنظيمه الداخلي لا يعطيه صفة القصر ، بل يجعله أشبه بمدينة صغيرة . وهي على شكل مربع ، طول ضلعه / ١٦٠ / متراً .

    وفي أسواره المزودة بالابراج أربعة أبواب رئيسية متقابلة موزعة على جهات السور الاربع ، وبعض هذه الابواب من بالرواشن ، ويمتد من كل باب شارع . فتتقاطع الشوارع الاربعة وسط المدينة .

    وعثر في الداخل على مجموعة من الدور ، أو القصور الصغيرة ، وعلى أثار معصرة ومسجد يحتل الزاوية الجنوبية الشرقية للمدينة . يتألف المسجد من حرم فيه ثلاثة أروقة موازية للقبالة يقطعها رواق عمودي على المحراب ( مجاز قاطع ) . وصحن يحيط به أروقة ، وهي كأروقة الحرم مؤلفة من أقواس حجرية قائمة على عضائد .

    ونلاحظ بأن تخطيط هذا المسجد شبيه بجامع الوليد في دمشق . أما المئذنة فهي مربعة الشكل ولكنها منفردة إذ تقع بين القصرين .

    لقد قدر الاستاذ غرابار أن تكون المدينة ( القصر الكبير ) أحدث عهداً من القصر الصغير لما يلاحظ من اختلاف بينهما من حيث تفاصيل العناصر المعمارية وأسلوب البناء . فرصف الحجارة في أسوار المدينة منفذ بعناية أقل والمداميك أكثر ارتفاعاً ( ٠,٧٠) متراً ، والواجهات خالية من الحليات المعمارية القولبات التي شاهدناها في واجهة القصر كما أن أقواس الأبواب ( القوس العاتق ) ليس من النوع النـ بل هو قوس مدبب أو فارسي من النوع الذي شاع في بداية العهد العباسي .

    كما فسر فقر القصر الصغير في الداخل وفقدان الزخارف كالفسيفساء والفريسك التي تشاهد عادة في القصور الأموية الأخرى ، بأن القصر لم يكتمل بناؤه في العهد الأموي ، وأكمل فيما بعد أي في العهد العباسي ، ویرى بأنه لم يكن قصراً بل خاناً .

    نستبعد أن يكون القصر الصغير قد أكمل في العهد العباسي . لأن مثل هذا العمل العمراني لا يمكن أن يحدث إلا بوجود رغبة من صاحب سلطان ، وهذا لا يمكن أن يتأتى للمنطقة في العهد العباسي. فلقد عرفنا بأن و الزيتونة ، ظلت آهلة بالأمويين ، كما أن العباسيين وجهوا جهدهم إلى بناء الرافقة .

    والمرجح لدينا أن يكون القصر الصغير قد بنى بكامله في العهد الأموي قبيل تولي هشام الخلافة ، وهذا ما يفسر فقره بالزخارف وحينما وجه هشام عنايته لانشاء قصور أخرى كالرصافة وقصر الحير الغربي وخربة المفجر ، تحولت الزيتونة إلى مقر ثانوي .

    أما المدينة فقد حدث تأسيسها في أيام خلافة هشام ويشهد على ذلك النص التاريخي المار ذكره لتكون محطة للخليفة وحاشيته ولاسكان المزراعين والحامية ، ولكن بناء ها اكتمل في أواخر العهد الأموي . وإن الفترة الفاصلة بين بناء القصر والمدينة كافية لاحداث التطور الطفيف في التفاصيل المعمارية الملحوظة بين عمارة القصر والمدينة . هذا بالاضافة إلى ترمیمات جرت عليه في العهد العباسي .

    ج ) المنشآت الأخرى : عثر خلال أعمال التنقيب الأخيرة التي أجرتها البعثة الاميركية برئاسة ( غرابار ) على حمام يقع خارج القصرين من جهة الشمال . وتدل التحريات على أنه حمام هام وواسع . بني قسمه السفلي بالحجر وقسمه العلوي بالآجر ، وكسي في الداخل بالرخام وكانت التدفئة تتم عن طريق البخار الذي يمر في فراغات تحت أرض الحمام ، وفق التقنية الشائعة في الحمامات الرومانية .

    وهناك في الجهة الجنوبية الشرقية من موقع القصر بقايا أسوار مزارع وبساتين واسعة ، متقنة البناء شيدت بالحجر المنحوت والآجر ، مزودة بدعائم جدارية نصف دائرية تشبه الأبراج ، ويتخلل الأسوار قناطر المرور مياه الري .

    وكانت المياه تصل إلى القصر و الحمام من نبع «الكوم الكائن إلى الشمال الغربي على مسافة ثلاثين كيلومتراً ، بواسطة قناة مبنية بالحجر المنحوت ، عثر على أقسام منها ، كما عثر في القصر الصغير على مستودعات للمياه تحت الأرض مبنية بالآجر .


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.38_1.jpg 
مشاهدات:	12 
الحجم:	69.3 كيلوبايت 
الهوية:	167897 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.38 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	67.9 كيلوبايت 
الهوية:	167898 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.38 (2)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	72.5 كيلوبايت 
الهوية:	167899 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.39_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	75.6 كيلوبايت 
الهوية:	167900 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 09-26-2023 19.39 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	11 
الحجم:	32.0 كيلوبايت 
الهوية:	167901

  • #2

    We will return to the topic of the history of buildings during the study of the architecture represented by the two palaces, the small and the large.

    A - The Small Palace:

    This building still retains the bulk of its walls, up to . It is built of well-carved limestone, and it is noted that its stones are smaller than the stones of Byzantine buildings, and its pillars are only 0.33 meters high. Above the walls was a defensive corridor 1.60 meters wide behind a curtain of bricks 0.50 meters thick. Most of it was demolished, leaving the parts adjacent to the main door remaining.

    As for the palace’s plan, it is close to a square with a side length of about 70 metres. The towers are distributed in its corners, and its sides have two towers in each side. It has a main door in the middle of the western facade. It is located between two towers and its opening is estimated at three metres. The door leads to a covered vestibule. Inside is a heavenly courtyard surrounded by a corridor, and around it are rooms, which are roofed with arches of brick, most of which are dilapidated. Stone tiles were found in the courtyard and corridors. But the familiar decorations, such as frescoes and mosaics, are not present in this palace. It resembles the gate of Al-Hayr Al-Gharbi Palace, which was described above, but it differs from it in details and decorations.

    The door is a complete rectangle! With a stone lintel surmounted by an arch that is partially obstructed by closing the space between them with polished stones. It is noted that the door’s circular lintel and the stones of the arch are decorated with engraved lines that are called moldings (1), and they form a band that also encircles the two arches at the level of the door’s lintel.

    On either side of the door are two small mihrab bordered by two mihrab bowls with a carved bowl in the shape of a shell. These mihrab have no function, they are for beautification and decoration only (Photo No. 18).

    Above the door there is a prominent defensive balcony (2), consisting of two (3) ladles for pouring boiling oils. This roof is considered the oldest example of its kind in Arab military architecture.

    At the top of the façade we see a brick wall (curtain) with plaster inscriptions consisting of a group of decorative niches based on double wall columns, in which plant veins appear. The stone courses at the end of the wall are also interspersed with a strip of brick consisting of prominent squares whose vertices are adjacent, forming a decorative element that reflects the effects of art. Sassanian.

    The wall's towers are full, that is, devoid of rooms, except at the top, which contains a small observation room roofed with a brick dome. These rooms are connected to the defensive corridor mentioned above.

    b) The Grand Palace:

    The Grand Palace must be the city referred to in the historical text mentioned above, engraved on the stone of the mosque. Especially since its internal plan and organization do not give it the character of a palace, but rather make it more like a small city. It is in the shape of a square, with a side length of 160 metres.

    Its walls, which are equipped with towers, have four main doors facing each other, distributed on the four sides of the wall. Some of these doors are made of palanquin, and a street extends from each door. The four streets intersect in the center of the city.

    Inside, a group of small houses, or palaces, were found, as well as traces of a press and a mosque occupying the southeastern corner of the city. The mosque consists of a sanctuary with three corridors parallel to the Qabbalah, interrupted by a corridor perpendicular to the mihrab (a conclusive corridor). A courtyard surrounded by porticoes, which, like the porticoes of the sanctuary, are composed of stone arches supported by pillars.

    We note that the layout of this mosque is similar to Al-Waleed Mosque in Damascus. As for the minaret, it is square in shape, but it is unique as it is located between the two palaces.

    Professor Grabar estimated that the city (the Great Palace) was more recent than the Small Palace, due to the noticeable difference between them in terms of the details of the architectural elements and the style of construction. The paving stones in the city walls are executed with less care, and the courses are higher (0.70) metres. The facades are devoid of the architectural ornaments and moldings that we saw on the façade of the palace. The arches of the doors (the high arch) are not of the N type, but rather a pointed or Persian arch of the type that It was common at the beginning of the Abbasid era.

    He also explained the poverty of the small palace inside and the loss of decorations such as mosaics and frescoes that are usually seen in other Umayyad palaces, by the fact that the palace was not completed during the Umayyad era, and was completed later, that is, in the Abbasid era, and it is believed that it was not a palace but rather a khan.

    We rule out that the small palace was completed during the Abbasid era. Because such urban work cannot happen unless there is a desire from someone with authority, and this could not have happened to the region during the Abbasid era. We knew that Al-Zaytouna remained inhabited by the Umayyads, and that the Abbasids directed their efforts to building Al-Rafiqa.

    It is likely that the small palace was completely built during the Umayyad era, before Hisham assumed the caliphate, and this explains its lack of decoration. When Hisham directed his attention to the construction of other palaces, such as Al-Rusafa, Al-Hayr Al-Gharbi Palace, and Khirbet Al-Mafjar, Al-Zaytouna was transformed into a secondary headquarters.

    As for the city, its founding occurred during the days of Hisham’s caliphate, and this is attested to by the aforementioned historical text, as a station for the caliph and his entourage and for housing farmers and the garrison, but its construction was completed at the end of the Umayyad era. The period between the construction of the palace and the city is sufficient to cause a slight development in the architectural details observed between the architecture of the palace and the city. This is in addition to restorations that took place on it during the Abbasid era.

    C) Other facilities: During the recent excavations conducted by the American mission headed by Grabar, a bathroom was found located outside Kasserine to the north. Investigations indicate that it is an important and spacious bathroom. Its lower part was built of stone and its upper part of brick, and the inside was covered with marble. Heating was done by steam passing through spaces under the bath floor, according to the common technique in Roman baths.

    On the south-eastern side of the palace site, there are the remains of the walls of large farms and orchards, carefully constructed, built of carved stone and brick, equipped with semi-circular wall supports resembling towers, and the walls are interspersed with bridges for passage and irrigation water.

    Water reached the palace and the bathroom from the Al-Koum spring, located to the northwest, at a distance of thirty kilometers, through a canal built of carved stone, sections of which were found. Underground water reservoirs built of bricks were also found in the small palace.

    تعليق

    يعمل...
    X