القنابل
القنبلة bomb سلاح متفجر بالسقوط الحر بالانتقال من حاملها نحو الهدف بقوة الثقالة. وتشبه القنابل المسقطة من الجو قذائف المدفعية التي تقذف من المدافع الارضية من حيث شكلها الانسيابي المتطاول وجسمها المصنوع من الفولاذ الذي يستوعب الحشوة المتفجرة والصمامات والصواعق اللازمة لتفجيرها.
تجهز معظم القنابل بزعانف اتزان صغيرة في مؤخرتها وحوامل ثابتة على الجسم لتعليقها في مخزن القنابل في الطائرة أو تحت الأجنحة. تصبح القنبلة جاهزة للانفجار بمجرد تحريرها من الطائرة من قبل الطيار نفسه أو الملاح أو القاصف؛ وذلك حسب طريقة تهيئتها وتفجيرها، ويتم ذلك إما باختلاف الضغط الجوي أو بوساطة مقياس الارتفاع اللاسلكي أو بالتوقيت بعد ترك الطائرة، أو باصطدامها بالهدف.
لمحة تاريخية
استخدمت القنابل في الحروب منذ أن توصل الإنسان إلى ركوب أجهزة أخف من الهواء (قبل أكثر من 150عاماً). وأول إسقاط لمتفجر حصل في عام 1849 عندما قام ضابط نمساوي بإطلاق بالونات ورقية محملة بـ 13.5 كغ من المتفجرات فوق مدينة البندقية بإيطاليا. وفي عام 1910 نجح الأمريكي غلين كورتيس Glenn Curtis في إسقاط قنابل من طائرة بالقرب من مدينة نيويورك. أما أول قصف جوي في أثناء المعركة فقد نفذ في عام 1911 بطائرة إيطالية على تجمعات عسكرية عثمانية في ليبيا.
شاع استخدام القنابل المسقطة من الطائرات من قبل الأطراف المتحاربة في الحرب العالمية الأولى 1914ـ1918 ضد التجمعات العسكرية والمطارات والعتاد، وكذلك على المدن الرئيسية، واستخدمت في تلك الفترة قنابل مدفعية الميدان نفسها بعد تزويدها بزعانف خلفية لتأمين التوازن. وقد تطور تصميم القنابل واستخدامها على نطاق واسع فيما بعد حتى بداية الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945 وإبانها.
وفي الحرب الكورية والحرب الفيتنامية وحرب الخليج استخدمت أنواع متطورة من القنابل المختلفة، فتعددت أوزانها وقوة تدميرها واستخدامها حسب نوعية الأهداف المخصصة لها. وآخرها ما يدعى بالقنابل الذكية والموجهة ذاتياً التي استخدمت في غزو العراق عام 2003.
أنواع القنابل
تختلف القنابل بحسب الغرض من استخدامها وتصميمها وطريقة إسقاطها، وتصنف على النحو الآتي:
أـ القنابل المتفجرة: التي تستخدم للأغراض العامة، ولتدمير الأهداف المختلفة كتجمعات القوات والأبنية والبنية التحتية، وتحتوي على قوة حشوات متفجرة شديدة المفعول، وأوزانها كبيرة عادة، وتناسب الأهداف المراد تدميرها (الشكل 1).
ب ـ القنابل المتفجرة الحارقة: وهي قنابل تحوي شحنات من مواد حارقة تنشر حرائق بعد انفجارها، وتحدث سحابة من بخار وقودها الحارق، تحوي هذه القنابل عادة سوائل وجزيئات قابلة للاشتعال تنتشر فوق الهدف على شكل سحابة قبل الوصول إليه مباشرة، ويتولى صاعق مشعل إشعال هذه السحابة، فتنشر لهباً يؤدي إلى إشعال الجزيئات المتناثرة من انفجار القنبلة، فتحدث تدميراً كبيراً على مساحة واسعة من منطقة الهدف (الشكلان 2و3).
ويدخل في تصنيف القنابل الحارقة ما يدعى بقنابل النابالم التي تطلق من الارتفاعات المنخفضة، وتستخدم ضد الأفراد والملاجئ فتنشر بانفجارها مزيج النابالم[ر] الذي يلتصق بالأهداف، ويطيل فترة الحريق.
ج ـ القنابل الكيمياوية: وهي تدخل ضمن أسلحة التدمير الشامل[ر: التدمير الشامل (أسلحة ـ)] وتحتوي على عبوات كيمياوية أو بيولوجية جرثومية أو غازات سامة (الشكل 4).
د ـ القنابل الموقوتة: وهي تنفجر لدى أي اهتزاز بعد سقوطها واستقرارها على الأرض، ويستخدم هذا النوع من القنابل ضد الآليات المعادية ومهابط الطائرات وتجمعات القوات.
هـ ـ القنابل الدعائية: وهي تحمل منشورات دعائية تخدم الحرب النفسية لتحطيم معنويات القوات المعادية، وتنفجر قبل وصولها إلى الأرض؛ لتنشر محتوياتها على مساحة واسعة من الأهداف.
و ـ القنابل النووية [ر. القنبلة النووية].
وهي آخر ما تطور إليه علم صناعة القنابل، ومنها القنبلة النيوترونية neutron bomb لتدمير الأفراد بإشعاعاتها من دون المساس بالمنشآت والأبنية. والقنبلة الارتجاجية المخصصة لتهديم المباني والملاجئ. والقنبلة الإلكترونية [ر] والقنبلة العنقودية التي تحمل في جوفها مئات القنابل الصغيرة، وتنثرها على مساحات واسعة وغير ذلك (الشكل 5).
أجهزة إسقاط القنابل
تشترك رؤية الهدف مع أجهزة حاسبة أخرى في التسديد وإسقاط القنابل فوق الأهداف المراد تدميرها. وهذا ما استخدم فعلاً منذ الحرب العالمية الأولى، واستبدل به فيما بعد جهاز التسديد الجيروسكوبي الذي يتولى إدخال عامل الانحراف وسرعة الطائرة في حسابات التسديد وإسقاط القنابل.
تطور جهاز التسديد في أثناء الحرب العالمية الثانية؛ ليصبح أكثر دقة في إصابة الأهداف، وذلك بإدخال أجهزة أكثر تعقيداً في حساب سرعة الطائرة وسرعة الريح واتجاهها وحركة الهدف، وحالة الطقس، وحجم القنبلة المسقطة، والارتفاع، ويتم حصر الهدف ضمن تقاطع على جهاز التسديد الجيروسكوبي، ويتحول الطيار إلى وضعية الطيار الآلي؛ ليقوم فيما بعد بإصدار إيعاز القصف وإسقاط القنابل في اللحظة المناسبة.
وعلى الرغم من الدقة المتناهية في إصابة الأهداف بهذه الطريقة فقد تحدث أخطاء في أثناء المعركة تؤدي إلى انحراف بعض القنابل جزئياً عن أهدافها (الشكل 6).
وباستخدام أجهزة التسديد الرادارية في الليل أو في أثناء شروط الطقس السيئة يمكن إصابة الأهداف من دون رؤيتها وبدقة تامة.
تستطيع أجهزة التسديد المتطورة جداً ـ والمزودة بها الطائرات المقاتلة القاذفة الحديثة التي تتبع طريقة الانقضاض في إسقاط القنابل ـ تحقيق دقة كبيرة جداً في إصابة الأهداف بمساعدة حواسيب متطورة وتغطية رادارية واسعة وبسرعة كبيرة.
الأهداف التي تقصف بالقنابل
تعد جميع الأهداف المعادية أهدافاً حيوية، يؤدي قصفها وتدميرها إلى إنقاص قدرة العدو على متابعة المعركة. ومنها الأهداف الاستراتيجية التي تشمل المنشآت الحيوية، والإنتاجية، ومصادر الطاقة، والمطارات، ومراكز القيادة، ومستودعات الأسلحة والعتاد والذخيرة، وخطوط السكك الحديدية، والطرق الحيوية. وتقصف هذه الأهداف عادة بالقاذفات البعيدة المدى ومن ارتفاعات عالية. أما الأهداف التكتيكية التي تتضمن تجمع القوات وأرتال الدبابات والآليات ومراكز القيادة المتقدمة والمواقع الدفاعية؛ فيتم قصفها بقنابل متعددة الأغراض بالطائرات المقاتلة القاذفة من ارتفاعات متوسطة ومنخفضة بطريقة الهجوم والانقضاض (الشكل 7).
تركيب القنبلة ومكوناتها
تتكون القنبلة عادة من جسم انسيابي مصنوع من الفولاذ يشكل وعاء للحشوة المتفجرة أو الحارقة حسب نوعها (الشكل 8). تزود القنبلة بصمامة تفجير أمامية وخلفية يتم تركيبهما عند تجهيز القنبلة لتحميلها على الطائرة. كما تزود القنبلة عادة بزعانف في مؤخرتها تؤمن لها التوازن في أثناء سقوطها باتجاه الهدف.
يختلف حجم القنبلة باختلاف وزنها ونوعها وتأثيرها، وتستطيع الطائرة القاذفة حمل أوزان مختلفة من القنابل في خزاناتها المخصصة لذلك، في حين تقتصر حمولة الطائرة المقاتلة القاذفة على أوزان محدودة بحسب نوعية مهمتها والأهداف المراد قصفها.
الآفاق المستقبلية
اتجه المصممون لتأمين الدقة في إصابة الأهداف وتدميرها بأقل كمية من القنابل إلى ما يدعى بالقنابل الموجهة أو القنابل الذكية. توجه هذه القنبلة إلى هدفها بوساطة نظام توجيه إلكتروني يعمل بأشعة الليزر أو كاميرا تلفزيونية، وتجهز القنبلة الموجهة بأشعة الليزر بخلية حساسة تستطيع التقاط شعاع الليزر الموجه إلى الهدف من الطائرة، أما القنبلة الذكية المجهزة بكاميرا تلفزيونية؛ فتوجه إلى الهدف عن طريق شاشة في الطائرة، حيث يستطيع الطيار التحكم بمسار القنبلة في أثناء سقوطها باتجاه الهدف بجهاز تحكم عن بعد، لهذا يجهز هذا النوع من القنابل بزعانف متحركة وجنيحات صغيرة متحركة تبرز من جسم القنبلة بعد إطلاقها، وتستجيب لإشارات التوجيه من الطائرة.
استخدمت هذه القنابل منذ أن بدأ تطويرها في الخمسينيات إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من دقة الإصابة وطريقة التوجيه الفعالة. ففي حرب الخليج عام 1991 وفي أثناء غزو العراق عام 2003 استخدم هذا النوع من القنابل محققاً نسبة عالية من دقة الإصابة وقوة التدمير. وتعتمد التقنيات الحديثة في توجيه هذه القنابل على السواتل، وتستخدم الأشعة تحت الحمراء في إرسال الإشارات الخاصة بالتوجيه.
سعيد الناشف
الشكل (1) قنابل متفجرة وحارقة مختلفة |
الشكل (2) قنبلة عنقودية تحوي كرات متفجرة مضادة للأشخاص |
الشكل (3) قنبلة موجهة تحمل قنابل صغيرة مضادة للأشخاص |
الشكل (4) قنبلة طائرة كيميائية |
الشكل (5) نموذج القنبلة التي ألقيت على هيروشيما |
الشكل (6) قنبلة متفجرة حارقة تحت جناح الطائرة |
الشكل (7) إسقاط قنابل موجهة من الطائرة |
تجهز معظم القنابل بزعانف اتزان صغيرة في مؤخرتها وحوامل ثابتة على الجسم لتعليقها في مخزن القنابل في الطائرة أو تحت الأجنحة. تصبح القنبلة جاهزة للانفجار بمجرد تحريرها من الطائرة من قبل الطيار نفسه أو الملاح أو القاصف؛ وذلك حسب طريقة تهيئتها وتفجيرها، ويتم ذلك إما باختلاف الضغط الجوي أو بوساطة مقياس الارتفاع اللاسلكي أو بالتوقيت بعد ترك الطائرة، أو باصطدامها بالهدف.
لمحة تاريخية
استخدمت القنابل في الحروب منذ أن توصل الإنسان إلى ركوب أجهزة أخف من الهواء (قبل أكثر من 150عاماً). وأول إسقاط لمتفجر حصل في عام 1849 عندما قام ضابط نمساوي بإطلاق بالونات ورقية محملة بـ 13.5 كغ من المتفجرات فوق مدينة البندقية بإيطاليا. وفي عام 1910 نجح الأمريكي غلين كورتيس Glenn Curtis في إسقاط قنابل من طائرة بالقرب من مدينة نيويورك. أما أول قصف جوي في أثناء المعركة فقد نفذ في عام 1911 بطائرة إيطالية على تجمعات عسكرية عثمانية في ليبيا.
شاع استخدام القنابل المسقطة من الطائرات من قبل الأطراف المتحاربة في الحرب العالمية الأولى 1914ـ1918 ضد التجمعات العسكرية والمطارات والعتاد، وكذلك على المدن الرئيسية، واستخدمت في تلك الفترة قنابل مدفعية الميدان نفسها بعد تزويدها بزعانف خلفية لتأمين التوازن. وقد تطور تصميم القنابل واستخدامها على نطاق واسع فيما بعد حتى بداية الحرب العالمية الثانية 1939ـ 1945 وإبانها.
وفي الحرب الكورية والحرب الفيتنامية وحرب الخليج استخدمت أنواع متطورة من القنابل المختلفة، فتعددت أوزانها وقوة تدميرها واستخدامها حسب نوعية الأهداف المخصصة لها. وآخرها ما يدعى بالقنابل الذكية والموجهة ذاتياً التي استخدمت في غزو العراق عام 2003.
أنواع القنابل
تختلف القنابل بحسب الغرض من استخدامها وتصميمها وطريقة إسقاطها، وتصنف على النحو الآتي:
أـ القنابل المتفجرة: التي تستخدم للأغراض العامة، ولتدمير الأهداف المختلفة كتجمعات القوات والأبنية والبنية التحتية، وتحتوي على قوة حشوات متفجرة شديدة المفعول، وأوزانها كبيرة عادة، وتناسب الأهداف المراد تدميرها (الشكل 1).
ب ـ القنابل المتفجرة الحارقة: وهي قنابل تحوي شحنات من مواد حارقة تنشر حرائق بعد انفجارها، وتحدث سحابة من بخار وقودها الحارق، تحوي هذه القنابل عادة سوائل وجزيئات قابلة للاشتعال تنتشر فوق الهدف على شكل سحابة قبل الوصول إليه مباشرة، ويتولى صاعق مشعل إشعال هذه السحابة، فتنشر لهباً يؤدي إلى إشعال الجزيئات المتناثرة من انفجار القنبلة، فتحدث تدميراً كبيراً على مساحة واسعة من منطقة الهدف (الشكلان 2و3).
ويدخل في تصنيف القنابل الحارقة ما يدعى بقنابل النابالم التي تطلق من الارتفاعات المنخفضة، وتستخدم ضد الأفراد والملاجئ فتنشر بانفجارها مزيج النابالم[ر] الذي يلتصق بالأهداف، ويطيل فترة الحريق.
ج ـ القنابل الكيمياوية: وهي تدخل ضمن أسلحة التدمير الشامل[ر: التدمير الشامل (أسلحة ـ)] وتحتوي على عبوات كيمياوية أو بيولوجية جرثومية أو غازات سامة (الشكل 4).
د ـ القنابل الموقوتة: وهي تنفجر لدى أي اهتزاز بعد سقوطها واستقرارها على الأرض، ويستخدم هذا النوع من القنابل ضد الآليات المعادية ومهابط الطائرات وتجمعات القوات.
هـ ـ القنابل الدعائية: وهي تحمل منشورات دعائية تخدم الحرب النفسية لتحطيم معنويات القوات المعادية، وتنفجر قبل وصولها إلى الأرض؛ لتنشر محتوياتها على مساحة واسعة من الأهداف.
و ـ القنابل النووية [ر. القنبلة النووية].
وهي آخر ما تطور إليه علم صناعة القنابل، ومنها القنبلة النيوترونية neutron bomb لتدمير الأفراد بإشعاعاتها من دون المساس بالمنشآت والأبنية. والقنبلة الارتجاجية المخصصة لتهديم المباني والملاجئ. والقنبلة الإلكترونية [ر] والقنبلة العنقودية التي تحمل في جوفها مئات القنابل الصغيرة، وتنثرها على مساحات واسعة وغير ذلك (الشكل 5).
أجهزة إسقاط القنابل
تشترك رؤية الهدف مع أجهزة حاسبة أخرى في التسديد وإسقاط القنابل فوق الأهداف المراد تدميرها. وهذا ما استخدم فعلاً منذ الحرب العالمية الأولى، واستبدل به فيما بعد جهاز التسديد الجيروسكوبي الذي يتولى إدخال عامل الانحراف وسرعة الطائرة في حسابات التسديد وإسقاط القنابل.
تطور جهاز التسديد في أثناء الحرب العالمية الثانية؛ ليصبح أكثر دقة في إصابة الأهداف، وذلك بإدخال أجهزة أكثر تعقيداً في حساب سرعة الطائرة وسرعة الريح واتجاهها وحركة الهدف، وحالة الطقس، وحجم القنبلة المسقطة، والارتفاع، ويتم حصر الهدف ضمن تقاطع على جهاز التسديد الجيروسكوبي، ويتحول الطيار إلى وضعية الطيار الآلي؛ ليقوم فيما بعد بإصدار إيعاز القصف وإسقاط القنابل في اللحظة المناسبة.
وعلى الرغم من الدقة المتناهية في إصابة الأهداف بهذه الطريقة فقد تحدث أخطاء في أثناء المعركة تؤدي إلى انحراف بعض القنابل جزئياً عن أهدافها (الشكل 6).
وباستخدام أجهزة التسديد الرادارية في الليل أو في أثناء شروط الطقس السيئة يمكن إصابة الأهداف من دون رؤيتها وبدقة تامة.
تستطيع أجهزة التسديد المتطورة جداً ـ والمزودة بها الطائرات المقاتلة القاذفة الحديثة التي تتبع طريقة الانقضاض في إسقاط القنابل ـ تحقيق دقة كبيرة جداً في إصابة الأهداف بمساعدة حواسيب متطورة وتغطية رادارية واسعة وبسرعة كبيرة.
الأهداف التي تقصف بالقنابل
تعد جميع الأهداف المعادية أهدافاً حيوية، يؤدي قصفها وتدميرها إلى إنقاص قدرة العدو على متابعة المعركة. ومنها الأهداف الاستراتيجية التي تشمل المنشآت الحيوية، والإنتاجية، ومصادر الطاقة، والمطارات، ومراكز القيادة، ومستودعات الأسلحة والعتاد والذخيرة، وخطوط السكك الحديدية، والطرق الحيوية. وتقصف هذه الأهداف عادة بالقاذفات البعيدة المدى ومن ارتفاعات عالية. أما الأهداف التكتيكية التي تتضمن تجمع القوات وأرتال الدبابات والآليات ومراكز القيادة المتقدمة والمواقع الدفاعية؛ فيتم قصفها بقنابل متعددة الأغراض بالطائرات المقاتلة القاذفة من ارتفاعات متوسطة ومنخفضة بطريقة الهجوم والانقضاض (الشكل 7).
تركيب القنبلة ومكوناتها
الشكل (8) مخطط قنبلة متفجرة حارقة 250كغ |
يختلف حجم القنبلة باختلاف وزنها ونوعها وتأثيرها، وتستطيع الطائرة القاذفة حمل أوزان مختلفة من القنابل في خزاناتها المخصصة لذلك، في حين تقتصر حمولة الطائرة المقاتلة القاذفة على أوزان محدودة بحسب نوعية مهمتها والأهداف المراد قصفها.
الآفاق المستقبلية
اتجه المصممون لتأمين الدقة في إصابة الأهداف وتدميرها بأقل كمية من القنابل إلى ما يدعى بالقنابل الموجهة أو القنابل الذكية. توجه هذه القنبلة إلى هدفها بوساطة نظام توجيه إلكتروني يعمل بأشعة الليزر أو كاميرا تلفزيونية، وتجهز القنبلة الموجهة بأشعة الليزر بخلية حساسة تستطيع التقاط شعاع الليزر الموجه إلى الهدف من الطائرة، أما القنبلة الذكية المجهزة بكاميرا تلفزيونية؛ فتوجه إلى الهدف عن طريق شاشة في الطائرة، حيث يستطيع الطيار التحكم بمسار القنبلة في أثناء سقوطها باتجاه الهدف بجهاز تحكم عن بعد، لهذا يجهز هذا النوع من القنابل بزعانف متحركة وجنيحات صغيرة متحركة تبرز من جسم القنبلة بعد إطلاقها، وتستجيب لإشارات التوجيه من الطائرة.
استخدمت هذه القنابل منذ أن بدأ تطويرها في الخمسينيات إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من دقة الإصابة وطريقة التوجيه الفعالة. ففي حرب الخليج عام 1991 وفي أثناء غزو العراق عام 2003 استخدم هذا النوع من القنابل محققاً نسبة عالية من دقة الإصابة وقوة التدمير. وتعتمد التقنيات الحديثة في توجيه هذه القنابل على السواتل، وتستخدم الأشعة تحت الحمراء في إرسال الإشارات الخاصة بالتوجيه.
سعيد الناشف