البرازية .. عراقة وتاريخ كما كل حماه
---------------------------------------
أُطلق هذا الاسم على الحي الذي سكنه "البرازيون" (آل البرازي) في مدينة حماه،
ويقال له أيضاً: "حارة البرازية"، وكان في مدينة حماة أحياء كثيرة تسمى بأسماء العائلات التي تسكنها مثل حي البارودية، وحي الطوافرة، وحارة الكيلانية.... إلخ.
.
وأول من بنى "حي البرازية": حمو أغا وباكير أغا، ولم يكن مسكوناً قبل ذلك، إلا أنه في السجلات الرسمية محفوظ باسم “المشارقة"، ولا ندري سبباً لهذه التسمية ولا من أين جاءت.
.
وقبل سكن "البرازيين" فيه كانت البيوت والأحياء التي تقع في أطراف المدينة عرضة للنهب بسبب الغارات التي يشنها اللصوص من البدو، وخاصة في سنوات القحط، أو عندما يتولى أمر المدينة حاكم لا هيبة له، ولكن الصورة تغيرت عندما اجتمع البرازيون في هذا الحي الذي بنوه، فخلعت هيبتهم قلوب المعتدين لقوتهم وشدة بأسهم ، ونزلت الرهبة في قلوب الطامعين.
.
يقع الحي في الجهة الغربية من مدينة حماة، ما بين:
• باب طرابلس غرباً
• وباب البلد شرقاً،
• ومقبرة تل الشهداء جنوباً
• وحارة الجسر التي يسكنها بيت الشيشكلي شمالاً.
.
والراجح أن حمو أغا ، وابن عمه باكير أغا ، هما أول من سكن حماة منهم ، و أول من بنى حي البرازية وسكنه ، ثم لحقهم أبناء وأحفاد عبد الله أغا بن هولو خان .
.
سكن هذا الحي من البرازية كلٌ من:
أحفاد باكير آغا، حمو آغا وأبناؤه، ثم تحول بيتهم إلى "مدرسة الرشيد" التي هدمت مع ما هدم، وخالد آغا بن باكير آغا وكان سكنه في البيت المقابل لباب القناق حاليا، وقد أقيم مكانه بناء جديد،
وغيرهم الكثير
.
عشيرة البرازي:
تعتبر عشيرة "البرازي" من العشائر الأرستقراطية العريقة المعروفة بتاريخها السياسي والعسكري والاجتماعي.
وعشيرة "البرازي" كثيرة العدد، تتوزع في جنوب شرق تركيا، وفي شمال سوريا، وفي وسط سوريا وخاصة في مدينة حماه، وهي مؤلفة من اتحاد عشائر.
وقد ذكر صاحب كتاب "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان" لمؤلفه: "محمد أمين زكي": أن عشيرة البرازي فرع من قبيلة بريزانلي، والبريزانلي فرع من عشيرة حسنانلو
ظهر اسم البرازية لأول مرة في التاريخ عام 750 م،
.
ويقول بعض المؤرخين(( يحتمل أن يكون مسكن البرازية قبل هذا التاريخ جبال شنكال، والمعروف أنهم من قصبة باريز في منطقة كرمنشاه )).
وقد كتب السائح ناصر خسرو صاحب كتاب "سفرنامة": (( إنهم كانوا يعيشون منطقة جبلية شديدة الارتفاع)).
.
وأما كلمة "بَرز" في اللهجة السورانية من اللغة الكردية فتعني : "العلو" ، ونسبةً لبروز منطقة سكنهم أطلق على العشيرة ألقاب : "برازي" ، و"برزي" ، و"برزيكان" ، و"برزيني" ، و"بارزيني".
.
وتذكر بعض المصادر أن لقب "البرازية" أطلق على هذه العشيرة لكونها من أول من استجاب لصلاح الدين الأيوبي حين دعا إلى قتال الصليـبـيـيـن، فأبلوا في القتال بلاءً حسناً، وبرزوا فيه بشجاعتهم الكبيرة، فلقبوا ب"البرازية".
.
وأياً كان السبب في إطلاق تلك التسمية عليهم، فإن كل تسمية منها تدل على رفعة شأنهم ، وعلو مكانتهم ، وسمو منزلتهم.
.
وقد كان "للبرازية" كتائب عسكرية جنوب بحر قزوين،
.
وذكر الكاتب الأرمني "أرشاك بولادين" في كتابه "الأكراد" : أن هذه الدولة لعبت دوراً كبيراً في نشر الإسلام في المناطق الكردية ، واستمر وجودها إلى أن تم القضاء عليها من قبل السلاجقة في عام 1604 م .
.
وبعد فترة من استقرارهم في "كلي برازان" توسعوا جنوباً حتى بلغوا "سروج" في: "أورفة".
وحسب إحصائيات الدولة العثمانية عام 1800 كان تعداد "البرازية" (13000) بيت آنذاك.
وفي عام ()1830 حصل البرازيون على لقب أعيان، وهو لقب يمنح للرجال ذوي السيطرة وغالباً ما يشار إليهم كبارزين ، وهم يمارسون جهوداً سياسية واجتماعية ويُمنحون مهاماً رسمية.
.
وقد أقامت العائلة علاقات طيبة مع القبائل العربية مما أكسبها شوكة وقوة، وبرز عدد من أبنائها العسكريين والسياسيين الذين لعبوا دوراً مهماً في التاريخ، ووصل دور هذه العائلة وتأثيرها إلى مصر والسودان.
.
ولعبت العائلة دوراً كبيراً في الحياة الاجتماعية والسياسية والعسكرية في سوريا عامة وحماة خاصة، حيث شاركت بمالها وشبابها في القيادة والتخطيط لكافة الثورات السورية التحررية، كثورة حماة على فرنسا، وثورة الدنادشة في تلكلخ، والثورة السورية الكبرى، ووقفت مع أبناء حماة في وجه الغزاة والطامعين، وحكم على كثير من أفرادها بالإعدام والنفي لدورهم السياسي والجهادي في الأيام الأخيرة للدولة العثمانية - أيام حركة التتريك العلمانية التي هدمت أركان الدولة وتآمرت عليها، وكذلك في فترة الاستعمار الفرنسي لسوريا. وبعد الجلاء وقفوا في وجه التغيرات ومحاولات فرض التبعية للدول الاستعمارية.
.
وقد تقلد عدد من أبناء العائلة مناصبَ عسكرية وسياسية هامة
وبالجملة: فتاريخ هذه العائلة عريق جداً، ورغم نوائب الزمان فما يزال اسمهم معروفا، ومكانتهم مرموقة
=============================
المصدر: ناشيونال جيوغرافيك (بتصرف)
=AZVlmRcHNEWrHWfdLaTP9IpyquvxUjVy0rYzA55FI69MoZLgP OteS4olxYKvJ6z45XPTq8bvXtxMkmumTgm6zNTbiwogoL8ZyNb VIqFUBszEDQlE2Ng_xMynwyx0nHykP46C1hlqKZFr5iRAdqHVi zGyDeThe1tp4dR7kLDAhl50aQWzTGI5Y3Yuk93VqQeo1hs&__t n__=*bH-R]
=AZVlmRcHNEWrHWfdLaTP9IpyquvxUjVy0rYzA55FI69MoZLgP OteS4olxYKvJ6z45XPTq8bvXtxMkmumTgm6zNTbiwogoL8ZyNb VIqFUBszEDQlE2Ng_xMynwyx0nHykP46C1hlqKZFr5iRAdqHVi zGyDeThe1tp4dR7kLDAhl50aQWzTGI5Y3Yuk93VqQeo1hs&__t n__=*bH-R]
=AZVlmRcHNEWrHWfdLaTP9IpyquvxUjVy0rYzA55FI69MoZLgP OteS4olxYKvJ6z45XPTq8bvXtxMkmumTgm6zNTbiwogoL8ZyNb VIqFUBszEDQlE2Ng_xMynwyx0nHykP46C1hlqKZFr5iRAdqHVi zGyDeThe1tp4dR7kLDAhl50aQWzTGI5Y3Yuk93VqQeo1hs&__t n__=*bH-R]
=AZVlmRcHNEWrHWfdLaTP9IpyquvxUjVy0rYzA55FI69MoZLgP OteS4olxYKvJ6z45XPTq8bvXtxMkmumTgm6zNTbiwogoL8ZyNb VIqFUBszEDQlE2Ng_xMynwyx0nHykP46C1hlqKZFr5iRAdqHVi zGyDeThe1tp4dR7kLDAhl50aQWzTGI5Y3Yuk93VqQeo1hs&__t n__=*bH-R]
=AZVlmRcHNEWrHWfdLaTP9IpyquvxUjVy0rYzA55FI69MoZLgP OteS4olxYKvJ6z45XPTq8bvXtxMkmumTgm6zNTbiwogoL8ZyNb VIqFUBszEDQlE2Ng_xMynwyx0nHykP46C1hlqKZFr5iRAdqHVi zGyDeThe1tp4dR7kLDAhl50aQWzTGI5Y3Yuk93VqQeo1hs&__t n__=*bH-R]