الظواهر النفسية والظواهر الفيسيولوجية
Psychological phenomena and physiological phenomena
لسنا نريد في أول هذا البحث أن نبين كيفية اتصال النفس بالجسد ؛ لأننا لا نعلم ماهي النفس، ولا ما هي المادة ، ولا ماهو الخيال ، ولا ما هي الحقيقة ، فقد يكون ما نراه و نشعر به وهما باطلا، وقد يكون حقيقة ثابتة ، فنحن لا نريد أن نقول في هذه الأمور شيئاً الا في علم ما بعد الطبيعة . ونكتفي الآن بتحديد علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية .
ما هي علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية ؟ - هل حوادث النفس مستقلة عن الجسد، أم هي تابعة له ، وإذا كانت تابعة للجسد فما هي درجة تعلقها به ؟
لا جرم أن الظواهر النفسية متصلة بالظواهر الفيسيولوجية ، فهل يكون تعلقها بها كتعلق المعلول بالعلة ، وما هي الطريقة التي ينبغي انتهاجها في المباحث النفسية، هل نستطيع أن نطابق بينها وبين الطريقة الفيسيولوجية ، وبعبارة أوضح ، هل تنحل الظواهر النفسية إلى ظواهر فيسيولوجية ؟ - ذلك ما نريد معالجته في هذا الفصل
ولولا ارتباك بعض العلماء في تحديد علاقة النفس بالجسد ، لما تكلمنا على هذه العلاقة في أول هذا الكتاب . ولعله اذا ثبت لدينا أن الدماغ يولد الفكر كما يفرز الكبد الصفراء يصبح من السهل علينا تعليل الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية، فنستطيع عند ذلك أن نكشف قوانين النفس باطلاعنا على ناقلية الاعصاب وفاعلية المراكز العصبية ، كالنخاع الشوكي والمخيخ والمخ ونسبتها بعضها إلى بعض ؛ إلا أننا لا نعلم الآر النفس بالمادة ، فقد يكون للدماغ تأثير في العقل ، وقد يكون للعقل تأثير في الجسد وغرضنا الآن من هذا البحث أن نبين حدود هذه العلاقة وقصور التعليل الفيسيولوجي اليوم عن بلوغ الهدف العلمي المقصود . على أن كثيرين من العلماء يقولون أن الحياة النفسية متعلقة بالحياة الجسدية ، وأن مستقبل علم النفس موكل إلى الفيسيولوجيين . ما علاقة هي
فكل كشف جديد يقوم به الفيسولوجيون يضمن لعلم النفس اندفاعة جديدة، حتى لقد عرف العلماء منذ بضع سنوات ، باتباعهم الطرائق العلمية الحديثة ، حقيقة تشكل الجملة العصبية ، فتوصلوا إلى تحديد أسباب بعض الأمراض العقلية ، وكشفوا عن وظائف جديدة للجملة العصبية ، وقد دعتهم هذه الكشوف العلمية إلى القول أن العلم بالظواهر النفسية متعلق تماماً بالعلم بالظواهر الفسيولوجية ، وانه يكفي لمعرفة ما يجري في نفس قيصر - كما قال ليبنز - أن نطلع على تبدلات جملته العصبية .
فإذا صحت هذه النظرية صارت المباحث النفسية جزءاً من المباحث الفسيولوجية ، وأضاع علم النفس استقلاله ، وأشهر القائلين بهذه الطريقة هم ( هو دغسرن ) و (هو كسلي) و ( مودسلي ( من الانكليز ، و ( أوغست كونت ) و ( لودانتك ) من الفرنسيين ، وسنأتي على ذكر آرائهم بعد أن نتكلم على الجملة العصبية وتشريحها . على أن النفس ليست متصلة بالجسد فقط، وإنما هي والجسد متصلان بالعالم الخارجي، ومعنى ذلك أن الانسان يعيش في وسط طبيعي ، وبيئة اجتماعية ، فما هو تأثير هذا الوسط وهذه البيئة في أحواله النفسية ؟ ذلك ما سنأتي على ذكره في نهاية هذا البحث . ولنمض الآن في تحديد علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفسيولوجية .
Psychological phenomena and physiological phenomena
لسنا نريد في أول هذا البحث أن نبين كيفية اتصال النفس بالجسد ؛ لأننا لا نعلم ماهي النفس، ولا ما هي المادة ، ولا ماهو الخيال ، ولا ما هي الحقيقة ، فقد يكون ما نراه و نشعر به وهما باطلا، وقد يكون حقيقة ثابتة ، فنحن لا نريد أن نقول في هذه الأمور شيئاً الا في علم ما بعد الطبيعة . ونكتفي الآن بتحديد علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية .
ما هي علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية ؟ - هل حوادث النفس مستقلة عن الجسد، أم هي تابعة له ، وإذا كانت تابعة للجسد فما هي درجة تعلقها به ؟
لا جرم أن الظواهر النفسية متصلة بالظواهر الفيسيولوجية ، فهل يكون تعلقها بها كتعلق المعلول بالعلة ، وما هي الطريقة التي ينبغي انتهاجها في المباحث النفسية، هل نستطيع أن نطابق بينها وبين الطريقة الفيسيولوجية ، وبعبارة أوضح ، هل تنحل الظواهر النفسية إلى ظواهر فيسيولوجية ؟ - ذلك ما نريد معالجته في هذا الفصل
ولولا ارتباك بعض العلماء في تحديد علاقة النفس بالجسد ، لما تكلمنا على هذه العلاقة في أول هذا الكتاب . ولعله اذا ثبت لدينا أن الدماغ يولد الفكر كما يفرز الكبد الصفراء يصبح من السهل علينا تعليل الظواهر النفسية بالظواهر الفيسيولوجية، فنستطيع عند ذلك أن نكشف قوانين النفس باطلاعنا على ناقلية الاعصاب وفاعلية المراكز العصبية ، كالنخاع الشوكي والمخيخ والمخ ونسبتها بعضها إلى بعض ؛ إلا أننا لا نعلم الآر النفس بالمادة ، فقد يكون للدماغ تأثير في العقل ، وقد يكون للعقل تأثير في الجسد وغرضنا الآن من هذا البحث أن نبين حدود هذه العلاقة وقصور التعليل الفيسيولوجي اليوم عن بلوغ الهدف العلمي المقصود . على أن كثيرين من العلماء يقولون أن الحياة النفسية متعلقة بالحياة الجسدية ، وأن مستقبل علم النفس موكل إلى الفيسيولوجيين . ما علاقة هي
فكل كشف جديد يقوم به الفيسولوجيون يضمن لعلم النفس اندفاعة جديدة، حتى لقد عرف العلماء منذ بضع سنوات ، باتباعهم الطرائق العلمية الحديثة ، حقيقة تشكل الجملة العصبية ، فتوصلوا إلى تحديد أسباب بعض الأمراض العقلية ، وكشفوا عن وظائف جديدة للجملة العصبية ، وقد دعتهم هذه الكشوف العلمية إلى القول أن العلم بالظواهر النفسية متعلق تماماً بالعلم بالظواهر الفسيولوجية ، وانه يكفي لمعرفة ما يجري في نفس قيصر - كما قال ليبنز - أن نطلع على تبدلات جملته العصبية .
فإذا صحت هذه النظرية صارت المباحث النفسية جزءاً من المباحث الفسيولوجية ، وأضاع علم النفس استقلاله ، وأشهر القائلين بهذه الطريقة هم ( هو دغسرن ) و (هو كسلي) و ( مودسلي ( من الانكليز ، و ( أوغست كونت ) و ( لودانتك ) من الفرنسيين ، وسنأتي على ذكر آرائهم بعد أن نتكلم على الجملة العصبية وتشريحها . على أن النفس ليست متصلة بالجسد فقط، وإنما هي والجسد متصلان بالعالم الخارجي، ومعنى ذلك أن الانسان يعيش في وسط طبيعي ، وبيئة اجتماعية ، فما هو تأثير هذا الوسط وهذه البيئة في أحواله النفسية ؟ ذلك ما سنأتي على ذكره في نهاية هذا البحث . ولنمض الآن في تحديد علاقة الظواهر النفسية بالظواهر الفسيولوجية .
تعليق