ه - الفرق بين علم النفس والعلوم الاخرى
E - The difference between psychology and other sciences
ه - الفرق بين علم النفس والعلوم الاخرى
فها أنت ترى أن البحت في القوى النفسية وجوهر النفس ، لا ينفع السيكولوجيا
E - The difference between psychology and other sciences
So you see that looking into psychological forces and the essence of the soul is of no use to psychology
العلمية ، بل قد يضرها ، وليس المهم ان نستخرج معرفتنا بالنفس من مذهب فلسفي معين ، أو عقيدة معينة، وانما المهم أن نتبع الطريقة العلمية في ملاحظة الظواهر النفسية وتصنيفها و كشف قوانينها . وقد رأيت أن الظواهر النفسية ، وإن كانت لا تلمس باليد ولا ترى بالعين ، فهي موجودة بالفعل ، وليس من يشك في أن وجودها حقيقي كوجود الأشياء الخارجية ، إلا انها لا تدرك بالحواس ، بل تدرك بالشعور، ونحن قائلون الآن في التفريق بين علم النفس والعلوم الأخرى .
ا - الفرق بين الحقيقة الداخلية والحقيقة الخارجية ونبدأ الآن بهذا الغرض الأخير فنقول : إن هناك أمراً لا بد من الإشارة اليه في أول هذا البحث ، وهو أمر الإحساس الذي نطلع به على العالم الخارجي. فما هي طبيعته، وما هي حدود علم النفس بالنسبة إليه . لا شك في ان الإحساس ظاهرة نفسية ، ولا شك أيضاً في أننا لا نطلع على الأشياء الخارجية إلا به ، ولكن هل يمكننا أن نحدد موضوع علم النفس بالاستناد إليه؟ أفلا تنحل الأشياء الخارجية كلها إلى إحساسات ؟ وهل ندركها إذا فقدنا الحواس ؟ هذا الكتاب له شكل ولون ، فهل أدركها بآلة غير البصر ؟ وله وزن وملمس ، فهل أدركها إلا بحاسة اللمس ؟ كأن الأشياء الخارجية بالنسبة إلى شعوري إحساسات ، وكأنها أشياء موجودة في النفس . فكيف يمكن التفريق بين الانا واللا أنا إذا كان كل واحد من هذين العالمين ينحل إلى إحساسات مختلفة ، ذلك ما سنعود إليه عند البحث في إدراك العالم الخارجي، ولكننا نقول الآن : لولا التفريق بين الأشياء الداخلية والأشياء الخارجية لاختلط علينا موضوع علم النفس بموضوع العلوم الطبيعية ، لإننا إذا أدخلنا الإحساس في علم النفس شمل موضوع هذا العلم جميع العلوم الأخرى
والذي نشاهده وتحققه بالتجربة الآن ان التفريق بين الحوادت الخارجية والحوادث الداخلية كالرغائب والعواطف والذكريات سهل جداً ، ولا صعوبة هناك إلا في الإحساس، فالعالم الطبيعي الذي لا يستند بعلمه إلى المحسوسات تصير مباحثه مفارقة للطبيعة ، والعالم النفسي الذي لا يتصل بالإحساس يعجز عن إيضاح التصور والمعرفة والتهيجات والرغائب ؛ على أن كل واحد من هذين العالمين ينظر في الإحساس من وجه خاص؛ فإذا بحث الطبيعي في الإحساس نظر إليه من حيث انتظامه في هيئة خارجية يسميها بالطبيعة ، وإذا بحث النفساني في الاحساس نظر إليه من جهة دخوله في منظومة ثانية تسمى النفس
6 وإذا قيل أن هذه الصور التي تنطوي عليها النفس ليست إلا آثاراً للاشياء الخارجية، وإنه لا قيمة لها بالنسبة إلى العالم المادي. وإن العالم الطبيعي يدرس الحقيقة ، والعالم النفسي لا يدرس إلا ظل الحقيقة . قلنا إن العالم النفسي أقرب إلى الحقيقة من العالم الطبيعي ، لأنه يتناول الإحساسات مباشرة. ومن هذه الجهة تجد علم النفس اكثر تقيداً بالتجربة الحسية المباشرة من العلوم الأخرى ، لأنه لا يبدل طبيعة الصور التي تجري في النفس بل يشاهدها بثوبها الطبيعي الأول ، فأى علم يحافظ على الاتصال المباشر بالواقع أكثر من علم النفس ، وأي موضوع هو أقرب إلى منبع الحقيقة من موضوع هذا العلم ؟
إن الظواهر النفسية الإبتدائية تدرك بالحدس وتلاحظ في منبعها مجردة من جميع اللواحق . وهل يدرك الإنسان ظواهر العالم المادي إلا من زاوية نفسه ، وهل يقتصر العالم الطبيعي في مباحثه على مشاهداته الحسية ، لا لعمري ، إنه يبتعد عن المحسوس ويألف المجرد، فينتقل من رمز إلى رمز ، ومن اصطلاح إلى اصطلاح ، حق يبتعد عن الحقيقة الحسية الأولى ، أما العالم النفسي فلا وسط بينه وبين نفسه عند اعتماده على الطريقة الذاتية ، فهو أغرب رواد الحقيقة إلى المنبع الذي منه يستقون
E - The difference between psychology and other sciences
ه - الفرق بين علم النفس والعلوم الاخرى
فها أنت ترى أن البحت في القوى النفسية وجوهر النفس ، لا ينفع السيكولوجيا
E - The difference between psychology and other sciences
So you see that looking into psychological forces and the essence of the soul is of no use to psychology
العلمية ، بل قد يضرها ، وليس المهم ان نستخرج معرفتنا بالنفس من مذهب فلسفي معين ، أو عقيدة معينة، وانما المهم أن نتبع الطريقة العلمية في ملاحظة الظواهر النفسية وتصنيفها و كشف قوانينها . وقد رأيت أن الظواهر النفسية ، وإن كانت لا تلمس باليد ولا ترى بالعين ، فهي موجودة بالفعل ، وليس من يشك في أن وجودها حقيقي كوجود الأشياء الخارجية ، إلا انها لا تدرك بالحواس ، بل تدرك بالشعور، ونحن قائلون الآن في التفريق بين علم النفس والعلوم الأخرى .
ا - الفرق بين الحقيقة الداخلية والحقيقة الخارجية ونبدأ الآن بهذا الغرض الأخير فنقول : إن هناك أمراً لا بد من الإشارة اليه في أول هذا البحث ، وهو أمر الإحساس الذي نطلع به على العالم الخارجي. فما هي طبيعته، وما هي حدود علم النفس بالنسبة إليه . لا شك في ان الإحساس ظاهرة نفسية ، ولا شك أيضاً في أننا لا نطلع على الأشياء الخارجية إلا به ، ولكن هل يمكننا أن نحدد موضوع علم النفس بالاستناد إليه؟ أفلا تنحل الأشياء الخارجية كلها إلى إحساسات ؟ وهل ندركها إذا فقدنا الحواس ؟ هذا الكتاب له شكل ولون ، فهل أدركها بآلة غير البصر ؟ وله وزن وملمس ، فهل أدركها إلا بحاسة اللمس ؟ كأن الأشياء الخارجية بالنسبة إلى شعوري إحساسات ، وكأنها أشياء موجودة في النفس . فكيف يمكن التفريق بين الانا واللا أنا إذا كان كل واحد من هذين العالمين ينحل إلى إحساسات مختلفة ، ذلك ما سنعود إليه عند البحث في إدراك العالم الخارجي، ولكننا نقول الآن : لولا التفريق بين الأشياء الداخلية والأشياء الخارجية لاختلط علينا موضوع علم النفس بموضوع العلوم الطبيعية ، لإننا إذا أدخلنا الإحساس في علم النفس شمل موضوع هذا العلم جميع العلوم الأخرى
والذي نشاهده وتحققه بالتجربة الآن ان التفريق بين الحوادت الخارجية والحوادث الداخلية كالرغائب والعواطف والذكريات سهل جداً ، ولا صعوبة هناك إلا في الإحساس، فالعالم الطبيعي الذي لا يستند بعلمه إلى المحسوسات تصير مباحثه مفارقة للطبيعة ، والعالم النفسي الذي لا يتصل بالإحساس يعجز عن إيضاح التصور والمعرفة والتهيجات والرغائب ؛ على أن كل واحد من هذين العالمين ينظر في الإحساس من وجه خاص؛ فإذا بحث الطبيعي في الإحساس نظر إليه من حيث انتظامه في هيئة خارجية يسميها بالطبيعة ، وإذا بحث النفساني في الاحساس نظر إليه من جهة دخوله في منظومة ثانية تسمى النفس
6 وإذا قيل أن هذه الصور التي تنطوي عليها النفس ليست إلا آثاراً للاشياء الخارجية، وإنه لا قيمة لها بالنسبة إلى العالم المادي. وإن العالم الطبيعي يدرس الحقيقة ، والعالم النفسي لا يدرس إلا ظل الحقيقة . قلنا إن العالم النفسي أقرب إلى الحقيقة من العالم الطبيعي ، لأنه يتناول الإحساسات مباشرة. ومن هذه الجهة تجد علم النفس اكثر تقيداً بالتجربة الحسية المباشرة من العلوم الأخرى ، لأنه لا يبدل طبيعة الصور التي تجري في النفس بل يشاهدها بثوبها الطبيعي الأول ، فأى علم يحافظ على الاتصال المباشر بالواقع أكثر من علم النفس ، وأي موضوع هو أقرب إلى منبع الحقيقة من موضوع هذا العلم ؟
إن الظواهر النفسية الإبتدائية تدرك بالحدس وتلاحظ في منبعها مجردة من جميع اللواحق . وهل يدرك الإنسان ظواهر العالم المادي إلا من زاوية نفسه ، وهل يقتصر العالم الطبيعي في مباحثه على مشاهداته الحسية ، لا لعمري ، إنه يبتعد عن المحسوس ويألف المجرد، فينتقل من رمز إلى رمز ، ومن اصطلاح إلى اصطلاح ، حق يبتعد عن الحقيقة الحسية الأولى ، أما العالم النفسي فلا وسط بينه وبين نفسه عند اعتماده على الطريقة الذاتية ، فهو أغرب رواد الحقيقة إلى المنبع الذي منه يستقون
تعليق