ا - الظواهر النفسية
A - Psychological phenomena
۲ - تحديد موضوع علم النفس وتعريفه
أما وقد نظرنا في تاريخ علم النفس ، ورأينا كيف تأخر استقلاله عن الفلسفة، وفرقنا بين وجهتي النظر المختلفتين في دراسة حوادثه ، فلنمض الآن في تحديد موضوعه ؛ لأنه لا يمكن معرفة حقيقة علم من العلوم الا اذا حدد موضوعه . فهذا علم الكيمياء يبحث في خواص الاجسام وتركيبها ، وهذا علم الفلك يدرس حركات الاجرام السماوية ؛ فما هي الظواهر التي يتناولها علم النفس ؟
ا - الظواهر النفسية
الظواهر التي يتناولها علم النفس هي الظواهر النفسية ، ولنأت الآن بمثال نستدل به على
هذه الظواهر .
ملاحظة : إذا نظرت الى نفسي وجدتها شبيهة بمسرح تتنازع فيه الحالات النفسية المختلفة ، وهي كثيرة التبدل دائمة التغير، فتارة تكون نفسي مملوءة بالأمل، وأخرى يحيط بها اليأس، فمن لذة الى ألم ، و من رغبة الى عاطفة ، وسرعان ما تتحول لذة الأمل الى ألم اليأس . فالذكريات تدخل في الادراك ، والعواطف تؤثر في الاعتقاد . ونحن نشعر بالعواطف
وندرك المعاني ، ونحكم ، ونفكر ، ونريد ، وفي كل يوم نشعر بدبيب المني في القلب، نستسلم لسورة الهوى فنرغب ونحب ، وننقاد للهيجان فنخجل ونخاف ونغضب ، وقد تحلق في سماء الأحلام ، أو نعيش في الماضي ، ونتلذذ بذكرياته ونحس في الوقت نفسه بما يحيط بنا من الأشياء ، فتختلط الاحساسات بالذكريات، وتتغذى النفس بها كما تتغذى الزهرة بالماء والهواء، ونور الشمس، وينشأ عن ذلك كله انسجام واتساق شبيه باتساق الأفلاك في دورانها.
إن جميع هذه الظواهر ظواهر نفسية ، وهي تختلف تمام الاختلاف الاختلاف عن الظواهر الطبيعية الاخرى . اننا نرى حولنا ظواهر طبيعية كثيرة ، فنشاهد الحيوان يتحرك والنبات ينمو ، والكواكب تدور في الافلاك ، والمعادن تذوب في النار، والماء ينقلب إلى جليد أو بخار ، ونرى الدم يجري في الأوردة والشرايين ، والقلب ينبض والعضلات تتقلص ، والأجسام تسقط ، والحرارة تمدد المعادن والسوائل والغازات ، فهذه الظواهر المحيطة بنا تملأ عالم الطبيعة كما تملأ الظواهر النفسية عالمنا الداخلي . فمن الضروري إذن في أول هذا الكتاب أن نفرق بين الظواهر النفسية والظواهر الطبيعية . إن هذا التفريق سيعيننا على تحديد موضوع علم النفس
A - Psychological phenomena
۲ - تحديد موضوع علم النفس وتعريفه
أما وقد نظرنا في تاريخ علم النفس ، ورأينا كيف تأخر استقلاله عن الفلسفة، وفرقنا بين وجهتي النظر المختلفتين في دراسة حوادثه ، فلنمض الآن في تحديد موضوعه ؛ لأنه لا يمكن معرفة حقيقة علم من العلوم الا اذا حدد موضوعه . فهذا علم الكيمياء يبحث في خواص الاجسام وتركيبها ، وهذا علم الفلك يدرس حركات الاجرام السماوية ؛ فما هي الظواهر التي يتناولها علم النفس ؟
ا - الظواهر النفسية
الظواهر التي يتناولها علم النفس هي الظواهر النفسية ، ولنأت الآن بمثال نستدل به على
هذه الظواهر .
ملاحظة : إذا نظرت الى نفسي وجدتها شبيهة بمسرح تتنازع فيه الحالات النفسية المختلفة ، وهي كثيرة التبدل دائمة التغير، فتارة تكون نفسي مملوءة بالأمل، وأخرى يحيط بها اليأس، فمن لذة الى ألم ، و من رغبة الى عاطفة ، وسرعان ما تتحول لذة الأمل الى ألم اليأس . فالذكريات تدخل في الادراك ، والعواطف تؤثر في الاعتقاد . ونحن نشعر بالعواطف
وندرك المعاني ، ونحكم ، ونفكر ، ونريد ، وفي كل يوم نشعر بدبيب المني في القلب، نستسلم لسورة الهوى فنرغب ونحب ، وننقاد للهيجان فنخجل ونخاف ونغضب ، وقد تحلق في سماء الأحلام ، أو نعيش في الماضي ، ونتلذذ بذكرياته ونحس في الوقت نفسه بما يحيط بنا من الأشياء ، فتختلط الاحساسات بالذكريات، وتتغذى النفس بها كما تتغذى الزهرة بالماء والهواء، ونور الشمس، وينشأ عن ذلك كله انسجام واتساق شبيه باتساق الأفلاك في دورانها.
إن جميع هذه الظواهر ظواهر نفسية ، وهي تختلف تمام الاختلاف الاختلاف عن الظواهر الطبيعية الاخرى . اننا نرى حولنا ظواهر طبيعية كثيرة ، فنشاهد الحيوان يتحرك والنبات ينمو ، والكواكب تدور في الافلاك ، والمعادن تذوب في النار، والماء ينقلب إلى جليد أو بخار ، ونرى الدم يجري في الأوردة والشرايين ، والقلب ينبض والعضلات تتقلص ، والأجسام تسقط ، والحرارة تمدد المعادن والسوائل والغازات ، فهذه الظواهر المحيطة بنا تملأ عالم الطبيعة كما تملأ الظواهر النفسية عالمنا الداخلي . فمن الضروري إذن في أول هذا الكتاب أن نفرق بين الظواهر النفسية والظواهر الطبيعية . إن هذا التفريق سيعيننا على تحديد موضوع علم النفس
تعليق