موضوع علم النفس
وجهة النظر الموضوعي
سنة ١٩٠٥ مع الدكتور سيمون (Dr. Simon) سلما متريا لقياس الذكاء ماعتم أن انتشر مع (1) في العالم كله، حتى لقد زاد الأميركيون عليه تحسينات كثيرة فطبقوا أساليب الاختبار في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، وصار العلماء في أوربا وأمريكا يختارون لكل شخص عملا متناسباً استعداداته، وينتخبون لكل عمل شخصاً مستكملا شروط الاستعداد النفسي له ١١
-- ولم يكتف علماء النفس بدراسة الأحوال النفسية في الانسان الراشد المتمدن ، بل وسعوا دائرة بحثهم ، وتناولوا دراسة الطفل ، ودراسة الأجناس البشرية ، فوجدوا أن الأحوال النفسية تختلف باختلاف السن والجنس والجماعات ، حتى لقد فرقوا بين الرجل والمرأة في ذلك، ودرسوا جميع الصور النفسية فاستنبطوا منها أموراً عامة . وكان لهذه الطريقة في علم النفس أحسن تأثير
فالذين درسوا نفس الطفل كثيرون نخص بالذكر منهم : بریه ر(۲) و ( بالدفين ) و ( ستانلي هال ) و ( الفردبينه ) و ( دوی ) (۳) و (کلا بارد ) (٤) و (بياجه ( و ( سوللي ) و ( دكرولي ) . وخلاصة ما انتهى اليه هؤلاء العلماء أن نفس الطفل تمر بمراحل مختلفة وأن لكل مرحلة صفات خاصة
وقد بين علماء الاجتماع ما للبيئة الاجتماعية من تأثير في نفس الفرد ، فبحثوا التأثيرات المتبادلة بين الافراد وأورد ( جبريل تارد ) G. Tarde آراء صائبة في التلقين والتقليد ، حتى لقد ألف كتاباً في قوانين التقليد ) Les lois de l'imitation ) بين فيه كيف يتم تأثير النفوس بعضها في بعض . أضف إلى ذلك أن علماء الاجتماع قد ضربوا من المباحث النفسية بسهم وافر فقرروا أن للجماعة روحاً مشتركة بين أفرادهــــا وقالوا إن هذه الروح تختلف باختلاف الجماعات حق انتهى الأمر بالمدرسة الألمانية إلى تأسيس فرع لعلم النفس سموه سيكولوجيا الأقوام ( Psychologie des peuples ) وكان للفيلسوف الافرنسي ) له في برول Levy - Bruhl ( مباحث هامة في سيكولوجيا الجماعات الابتدائية، أدت الى القول بوجود عقلية ابتدائية خاصة بالانسان الابتدائي شبيهة بعقلية الأطفال
٤ - ثم ان القدماء من علماء النفس أهملوا دراسة الحيوان فانبرى لهذا البحت طائفة من علماء التاريخ الطبيعي، فوصفوا طبائع الحيوانات و غرائزها وقابلوها بعــــــادات الانسان وأخلاقه وأسسوافر عالعلم النفس سموه بالبسيكولوجيا المقارنة ( Pcychologie Comparée)
وطريقتهم في هذا البحت طريقة موضوعية خارجية لأن اتباع الطريقة الذاتية الداخلية قد يؤدي إلى نسبة بعض الصفات الانسانية الى الحيوان مع أن شعور الحيوان غير معلوم بماهيته وحقيقته ، والنفوذ اليه غير ممكن ، ولذلك فان علماء الطبيعة يتحاشون البحت في أحوال الحيوان الداخلية ، ويقتصرون على ظاهر ما يبدو من . وسلو که ( Comportement ) ويسمون ذلك ) بسيكولوجيا السلوك ) وهي طريقة يوصل بها الى معرفة سلوك الحيوان وردود فعله الناشئة عن تأثير العوامل الخارجية . خصاله وغرائزه
أول من قال بهذه الطريقة ) هو كسلي ( lluxley ثم نسج على منواله ( وطون ) J. B. Watson. ومدرسته التي سميت بالمدرسة السلوكية ) Behaviouriste ) . وللعالم الروسي ( بكتره ف Bechterer ) كتاب عنوانه السيكولوجيا الموضوعية ) - Psy chologie objective ) نافيه نحو علماء الفيسيولوجيا في دراسة الافعال المنعكسة أما في فرانسة فان أشهر القائلين بهذا المذهب :هم ) هنري بيرون ) و ( جورج بوهن ) و (بوفيه)
و ( رابو ) .
ه - ثم ان اهتمام الاطباء بالامراض النفسية (1) أدى الى تأسيس فرع نفسي سماه العلماء بعلم الأمراض النفسية ، وصار هذا الفرع من الأصول الثابتة التي عادت على السيكولوجيا العامة بالنفع العظيم. أضف إلى ذلك أن طرائق التنويم المغنطيسي والتحليل النفسي ( Psychanalyse ( قد أظهرت وجوها جديدة للمباحث النفسية
أول من لفت انظار الاطباء الى معالجة الأمراض النفسية على طريقة الطب الحديث بينل ( Pinel ( ١٧٤٥ - ١٨٢٦ وإسكيرول ( Esquial ( ١٧ - ١٨٤٠ وقد سلك طريقتهما بروسه ( Broussais ) و دوبره ) Dupre ) وره جيس ( Regis ) . والذين انتهي ذلك اليهم في أيامنا هذه هم بييرجانه ( Pierre Janet ) وجورج دوماس ( Dumas ) و شارل بلوندل ( Bondel ) وهنري فالون ( Wallon ) وغيرهم .
- وقد سلك شاركو ( Charcot ( ۱۸۲٥ - ۱۸۹۳ طريقة التنويم المغنطيسي في دراسة الامراض العصبية . وهو رئيس مدرسة ( سالبه تریه و Salpetriere ) وكذلك الدكتور ) به ر نهایم - Bernheim ( رئيس مدرسة نانسي ، ثم الدكتور شارل ريشه والدكتور جانه . الا ان مباحثهم في التنويم المغنطيسي لم تعد على علم النفس ينفع كبير ، حق صار اطباء الامراض العقلية اليوم يشكون في نفع هذه الطريقة
أحد أما طريقة التحليل النفسي فقد أبدعها الدكتور ) سيغمون فرويد ) النمساوي تلاميذ شاركو، وهي طريقة تتوخى النفوذ الى أعماق اللاشعور بدراسة الأمراض العقلية ودراسة الاحلام ، ودراسة الافعال الخاطئة ، والافعال اللارادية (1) الا ان هذا التحليل النفسي شبيه بالطريقة الذاتية القديمة هذا فضلا عن ان تطبيقه لا يخلو من الصعوبات .
٦ - ويمكننا في النهاية أن نختص ريبو (١) بإشارة في هذا الكتاب لأنه جمع في طريقته بين هذه الوجوه التي ذكرناها ، فكان اسلوبه عند جماعة علماء النفس أدق ، ونظره في الحقائق اغوص .
ألف كتاب علم النفس عند الانكليز ، وكتاب علم النفس عند الالمان أورد فيها رأيه في ضرورة استقلال علم النفس عن علم ما بعد الطبيعة ، حق لقد قال في مقدمة
وجهة النظر الموضوعي
سنة ١٩٠٥ مع الدكتور سيمون (Dr. Simon) سلما متريا لقياس الذكاء ماعتم أن انتشر مع (1) في العالم كله، حتى لقد زاد الأميركيون عليه تحسينات كثيرة فطبقوا أساليب الاختبار في الجيش خلال الحرب العالمية الأولى، وصار العلماء في أوربا وأمريكا يختارون لكل شخص عملا متناسباً استعداداته، وينتخبون لكل عمل شخصاً مستكملا شروط الاستعداد النفسي له ١١
-- ولم يكتف علماء النفس بدراسة الأحوال النفسية في الانسان الراشد المتمدن ، بل وسعوا دائرة بحثهم ، وتناولوا دراسة الطفل ، ودراسة الأجناس البشرية ، فوجدوا أن الأحوال النفسية تختلف باختلاف السن والجنس والجماعات ، حتى لقد فرقوا بين الرجل والمرأة في ذلك، ودرسوا جميع الصور النفسية فاستنبطوا منها أموراً عامة . وكان لهذه الطريقة في علم النفس أحسن تأثير
فالذين درسوا نفس الطفل كثيرون نخص بالذكر منهم : بریه ر(۲) و ( بالدفين ) و ( ستانلي هال ) و ( الفردبينه ) و ( دوی ) (۳) و (کلا بارد ) (٤) و (بياجه ( و ( سوللي ) و ( دكرولي ) . وخلاصة ما انتهى اليه هؤلاء العلماء أن نفس الطفل تمر بمراحل مختلفة وأن لكل مرحلة صفات خاصة
وقد بين علماء الاجتماع ما للبيئة الاجتماعية من تأثير في نفس الفرد ، فبحثوا التأثيرات المتبادلة بين الافراد وأورد ( جبريل تارد ) G. Tarde آراء صائبة في التلقين والتقليد ، حتى لقد ألف كتاباً في قوانين التقليد ) Les lois de l'imitation ) بين فيه كيف يتم تأثير النفوس بعضها في بعض . أضف إلى ذلك أن علماء الاجتماع قد ضربوا من المباحث النفسية بسهم وافر فقرروا أن للجماعة روحاً مشتركة بين أفرادهــــا وقالوا إن هذه الروح تختلف باختلاف الجماعات حق انتهى الأمر بالمدرسة الألمانية إلى تأسيس فرع لعلم النفس سموه سيكولوجيا الأقوام ( Psychologie des peuples ) وكان للفيلسوف الافرنسي ) له في برول Levy - Bruhl ( مباحث هامة في سيكولوجيا الجماعات الابتدائية، أدت الى القول بوجود عقلية ابتدائية خاصة بالانسان الابتدائي شبيهة بعقلية الأطفال
٤ - ثم ان القدماء من علماء النفس أهملوا دراسة الحيوان فانبرى لهذا البحت طائفة من علماء التاريخ الطبيعي، فوصفوا طبائع الحيوانات و غرائزها وقابلوها بعــــــادات الانسان وأخلاقه وأسسوافر عالعلم النفس سموه بالبسيكولوجيا المقارنة ( Pcychologie Comparée)
وطريقتهم في هذا البحت طريقة موضوعية خارجية لأن اتباع الطريقة الذاتية الداخلية قد يؤدي إلى نسبة بعض الصفات الانسانية الى الحيوان مع أن شعور الحيوان غير معلوم بماهيته وحقيقته ، والنفوذ اليه غير ممكن ، ولذلك فان علماء الطبيعة يتحاشون البحت في أحوال الحيوان الداخلية ، ويقتصرون على ظاهر ما يبدو من . وسلو که ( Comportement ) ويسمون ذلك ) بسيكولوجيا السلوك ) وهي طريقة يوصل بها الى معرفة سلوك الحيوان وردود فعله الناشئة عن تأثير العوامل الخارجية . خصاله وغرائزه
أول من قال بهذه الطريقة ) هو كسلي ( lluxley ثم نسج على منواله ( وطون ) J. B. Watson. ومدرسته التي سميت بالمدرسة السلوكية ) Behaviouriste ) . وللعالم الروسي ( بكتره ف Bechterer ) كتاب عنوانه السيكولوجيا الموضوعية ) - Psy chologie objective ) نافيه نحو علماء الفيسيولوجيا في دراسة الافعال المنعكسة أما في فرانسة فان أشهر القائلين بهذا المذهب :هم ) هنري بيرون ) و ( جورج بوهن ) و (بوفيه)
و ( رابو ) .
ه - ثم ان اهتمام الاطباء بالامراض النفسية (1) أدى الى تأسيس فرع نفسي سماه العلماء بعلم الأمراض النفسية ، وصار هذا الفرع من الأصول الثابتة التي عادت على السيكولوجيا العامة بالنفع العظيم. أضف إلى ذلك أن طرائق التنويم المغنطيسي والتحليل النفسي ( Psychanalyse ( قد أظهرت وجوها جديدة للمباحث النفسية
أول من لفت انظار الاطباء الى معالجة الأمراض النفسية على طريقة الطب الحديث بينل ( Pinel ( ١٧٤٥ - ١٨٢٦ وإسكيرول ( Esquial ( ١٧ - ١٨٤٠ وقد سلك طريقتهما بروسه ( Broussais ) و دوبره ) Dupre ) وره جيس ( Regis ) . والذين انتهي ذلك اليهم في أيامنا هذه هم بييرجانه ( Pierre Janet ) وجورج دوماس ( Dumas ) و شارل بلوندل ( Bondel ) وهنري فالون ( Wallon ) وغيرهم .
- وقد سلك شاركو ( Charcot ( ۱۸۲٥ - ۱۸۹۳ طريقة التنويم المغنطيسي في دراسة الامراض العصبية . وهو رئيس مدرسة ( سالبه تریه و Salpetriere ) وكذلك الدكتور ) به ر نهایم - Bernheim ( رئيس مدرسة نانسي ، ثم الدكتور شارل ريشه والدكتور جانه . الا ان مباحثهم في التنويم المغنطيسي لم تعد على علم النفس ينفع كبير ، حق صار اطباء الامراض العقلية اليوم يشكون في نفع هذه الطريقة
أحد أما طريقة التحليل النفسي فقد أبدعها الدكتور ) سيغمون فرويد ) النمساوي تلاميذ شاركو، وهي طريقة تتوخى النفوذ الى أعماق اللاشعور بدراسة الأمراض العقلية ودراسة الاحلام ، ودراسة الافعال الخاطئة ، والافعال اللارادية (1) الا ان هذا التحليل النفسي شبيه بالطريقة الذاتية القديمة هذا فضلا عن ان تطبيقه لا يخلو من الصعوبات .
٦ - ويمكننا في النهاية أن نختص ريبو (١) بإشارة في هذا الكتاب لأنه جمع في طريقته بين هذه الوجوه التي ذكرناها ، فكان اسلوبه عند جماعة علماء النفس أدق ، ونظره في الحقائق اغوص .
ألف كتاب علم النفس عند الانكليز ، وكتاب علم النفس عند الالمان أورد فيها رأيه في ضرورة استقلال علم النفس عن علم ما بعد الطبيعة ، حق لقد قال في مقدمة
تعليق