نظرة في تاريخ علم النفس
قال كوندياك في كتاب منشأ المعارف البشرية : إنه يريد أن يبحث في أفاعيل النفس ليبين لذا تاريخ المعرفة ومنشأها لا طبيعتها وماهيتها . ثم ذكر في كتاب الاحساسات (Traité des sensations ) نظرية التمثال (۱) التي تخيلها ليوضح بها كيف تتكون الملكات العقلية من الاحساسات، وتدعى نظريته هذه بالنظرية الحسية Sensualisme أي النظرية التي تولد الملكات العقلية كلها من الاحساس
وكان تين (۲) Taine على رأي كوندياك ، فزعم في كتاب العقل ۱۸۷۰ (L'intelligence ) أن الملكات العقلية تتولد من امتزاج الاحساسات كما تتولد الأجسام المركبة من امتزاج الأجسام البسيطة وزاد على ذلك أن الاحساسات نفسها مركبة يمكن تحليلها الى عناصر أبسط منها .
وعلى ذلك فان طريقة هذين الفيلسوفين هي طريقة التحليل الا انها ذاتية اصطناعية لا يؤدي التحليل فيها الى كشف المناصر الحقيقية التي تتركب منها افاعيل النفس ، بل يؤدي إلى تأسيس كيمياء ،ذهنية تنحل فيها النفس إلى ذرات روحية (جواهر فردة شبيهة بالذرات المادية التي تنحل اليها المادة ...
ولم ترق طريقة كوندياك هذه جميع الفلاسفة الفرنسيين فصار ( روايه كوللار Rover - collard ) ( وجوفروا Joufiroy ) ) وغارنية Carnier ) إلى أن نظريته اصطناعية وأنه يكفينا أن نتبع طريقة الملاحظة الداخلية في وصف أحوال النفس كما alamad Taq
وقد ذهبوا إلى ما ذهب اليه الاسكوتلنديون ، ونقلوا فلسفتهم إلى فرنسا . قال جوفروا (۱) في مقدمته على كتاب ) دو غالداستوارت ( Dugald Stewart في الفلسفة الأخلاقية ؛ « إن انفراد دراسة العلوم الطبيعية وحدها بالنجاح في هذه السنوات الخمسين الأخيرة جعلنا نعتمد على الرأي القائل إنه لا صحة للحوادث إلا إذا وقعت تحت حواسنا أو أمكننا على الأقل مشاهدتها بوضوح . فنحن نقبل تماماً أن يكون كل ما نستطيع معرفته من الحقيقة منحلاً إلى حوادث نشاهدها واستدلالات نستنبطها منها ، إلا اننا مع ذلك لا نعتقد أبداً أنه لا حقيقة إلا للحوادث التي تقع تحت حواسناء، بل نعتقد أن هنالك حوادث من طبيعة أخرى ، لا نراها بالعين ، ولا نلمسها باليد ، ولا نسمعها بالأذن ، بل ندركها بالشعور، وهذه الحوادث هي الحوادث النفسية. وقد قرر ) جوفروا ) في مشاهدة الحوادث النفسية الابتعاد عن كل الاعتبارات الفلسفية ، إلا أنه لم يحافظ على هذا المبدأ ، بل ظل يعتقد كفيكتور كوزن (۲) ) Victor Cousin ) وجميع التوفيقيين (۳) أنه ينبغي
( Electiques ( أن علم النفس مقدمة لعلم ما بعد الطبيعة و ممن نسج على منوال التوفيقيين ) مين دو بیران Maine de Biran ) - ١٨٢٤ فقال بوجوب استقلال علم النفس عن غيره من العلوم ، واستناده إلى المشاهدة الصادقة ، وهو أول فيلسوف كان له أثر عظيم في تحرير علم النفس (٤)
قال كوندياك في كتاب منشأ المعارف البشرية : إنه يريد أن يبحث في أفاعيل النفس ليبين لذا تاريخ المعرفة ومنشأها لا طبيعتها وماهيتها . ثم ذكر في كتاب الاحساسات (Traité des sensations ) نظرية التمثال (۱) التي تخيلها ليوضح بها كيف تتكون الملكات العقلية من الاحساسات، وتدعى نظريته هذه بالنظرية الحسية Sensualisme أي النظرية التي تولد الملكات العقلية كلها من الاحساس
وكان تين (۲) Taine على رأي كوندياك ، فزعم في كتاب العقل ۱۸۷۰ (L'intelligence ) أن الملكات العقلية تتولد من امتزاج الاحساسات كما تتولد الأجسام المركبة من امتزاج الأجسام البسيطة وزاد على ذلك أن الاحساسات نفسها مركبة يمكن تحليلها الى عناصر أبسط منها .
وعلى ذلك فان طريقة هذين الفيلسوفين هي طريقة التحليل الا انها ذاتية اصطناعية لا يؤدي التحليل فيها الى كشف المناصر الحقيقية التي تتركب منها افاعيل النفس ، بل يؤدي إلى تأسيس كيمياء ،ذهنية تنحل فيها النفس إلى ذرات روحية (جواهر فردة شبيهة بالذرات المادية التي تنحل اليها المادة ...
ولم ترق طريقة كوندياك هذه جميع الفلاسفة الفرنسيين فصار ( روايه كوللار Rover - collard ) ( وجوفروا Joufiroy ) ) وغارنية Carnier ) إلى أن نظريته اصطناعية وأنه يكفينا أن نتبع طريقة الملاحظة الداخلية في وصف أحوال النفس كما alamad Taq
وقد ذهبوا إلى ما ذهب اليه الاسكوتلنديون ، ونقلوا فلسفتهم إلى فرنسا . قال جوفروا (۱) في مقدمته على كتاب ) دو غالداستوارت ( Dugald Stewart في الفلسفة الأخلاقية ؛ « إن انفراد دراسة العلوم الطبيعية وحدها بالنجاح في هذه السنوات الخمسين الأخيرة جعلنا نعتمد على الرأي القائل إنه لا صحة للحوادث إلا إذا وقعت تحت حواسنا أو أمكننا على الأقل مشاهدتها بوضوح . فنحن نقبل تماماً أن يكون كل ما نستطيع معرفته من الحقيقة منحلاً إلى حوادث نشاهدها واستدلالات نستنبطها منها ، إلا اننا مع ذلك لا نعتقد أبداً أنه لا حقيقة إلا للحوادث التي تقع تحت حواسناء، بل نعتقد أن هنالك حوادث من طبيعة أخرى ، لا نراها بالعين ، ولا نلمسها باليد ، ولا نسمعها بالأذن ، بل ندركها بالشعور، وهذه الحوادث هي الحوادث النفسية. وقد قرر ) جوفروا ) في مشاهدة الحوادث النفسية الابتعاد عن كل الاعتبارات الفلسفية ، إلا أنه لم يحافظ على هذا المبدأ ، بل ظل يعتقد كفيكتور كوزن (۲) ) Victor Cousin ) وجميع التوفيقيين (۳) أنه ينبغي
( Electiques ( أن علم النفس مقدمة لعلم ما بعد الطبيعة و ممن نسج على منوال التوفيقيين ) مين دو بیران Maine de Biran ) - ١٨٢٤ فقال بوجوب استقلال علم النفس عن غيره من العلوم ، واستناده إلى المشاهدة الصادقة ، وهو أول فيلسوف كان له أثر عظيم في تحرير علم النفس (٤)
تعليق