ب - قيمة العمل
B - The value of the work
ما هي قيمة العمل ؟ تلك مسألة فلسفية لا يجيء العلم لها بجل سميناها بالمسألة الخلقية ( Probleme moral ). وهي مسألة حق أيضاً لا يمكننا الامتناع عن البحث فيها، وليس في مقدورنا أن نمتنع عن السير ، لأننا أبجرنا على سفينة الحياة ، وليس لنا إلا السعي والصبر، فهل نقف عن الفعل؟ الحياة تقتضي العمل، وكل عمل لا بد من أن يخضع لفلسفة خلقية نقبلها عفواً أو اختياراً، فإما أن تكون أفعالنا خاضعة لمبدإ اللذة ، وإما أن نحترم بسلو كنا حقوق الآخرين ومصالحهم، واما أن ننظر في مصالحنا فقط ، فنضحي بكل شيء في سبيل منفعتنا. فقد تكون قيمة اللذة في أعيننا أعظم من قيمة الفضيلة، وقد تكون حقوق الآخرين معادلة لحقوقنا أو أقل منها قيمة . ولكل فعل من أفعالنا غاية يستند إليها ، فهل يجب أن ننقاد للغريزة والعادة ، أم يجب أن نحكم العقل والارادة في التفريق بين الفضيلة والرذيلة ؟
والعلم الحديث يقود إلى هذه المسألة من غير أن يجد لها حلا ، لأن العلم بالشيء لا يقتضي العمل به، ألا ترى ان الحياة الاجتماعية قد أصبحت مركبة العناصر ، مختلفة الصور، وان تطبيق العلم في الصناعة قد أدى إلى تكاثر الحاجات وازدياد قوة الانسان وسيطرته على الطبيعة ؟ ان هذا الأمر يحتمل الخير والشر معا، فقد نتذرع بالعلم في سبيل الفضيلة ، وقد نستخدمه لغاية وطيئة . فلا يمكننا أن نمين صفة عمل من أعمالنا إلا إذا نسبناه إلى
الغاية التي نتبعها . والعلم يهيء لنا واسطة العمل ، ونحن ننتخب غايته
وها هنا يمكننا الإشارة إلى رأي ( كانت ) الذي قدمنا ذكــره . فقد رأيت أن فيلسوف ( كونيسبرغ ) حدد موضوع الفلسفة بهاتين المسألتين : ١ ـ ماذا يمكننا أن نعلم؟ ۲ – ماذا يجب أن نعمل ؟ وهما مسألتان فلسفيتان أساسيتان: الأولى مسألة المعرفة ، والثانية مسألة العمل، ولكن النظر في المسألة الأولى قد تغير اليوم كثيراً وأصبحت الغاية منها في الفلسفة الحديثة غاية انتقادية محضة يراد بها معرفة قيمة العلم مع بيان مبادئه وحدوده لا البحث عن أسرار العالم ومعرفة كنهه
هذا أساس ما تبحث فيه الفلسفة الحديثة : ما هي قيمة العلم ، وما هي قيمة العمل؟ ولكن الفلاسفة لا يقنعون ، حتى في العصر الحاضر ، بما دون الحقائق النهائية والأسباب القصوى . وتطلعهم إلى هذا المثل الاعلى عاد على العلم بنفع عظيم. وعلى ذلك فانه يمكننا أن نعرف الفلسفة بقولنا : إنها نظرية القيم التي تدرس المسائل الانتقادية المتعلقة بطرائق العقل والمعرفة ، وتحدد قيمة العلم والعمل، وتبحث عن الأسباب القصوى والحقائق النهائية للوجود .
B - The value of the work
ما هي قيمة العمل ؟ تلك مسألة فلسفية لا يجيء العلم لها بجل سميناها بالمسألة الخلقية ( Probleme moral ). وهي مسألة حق أيضاً لا يمكننا الامتناع عن البحث فيها، وليس في مقدورنا أن نمتنع عن السير ، لأننا أبجرنا على سفينة الحياة ، وليس لنا إلا السعي والصبر، فهل نقف عن الفعل؟ الحياة تقتضي العمل، وكل عمل لا بد من أن يخضع لفلسفة خلقية نقبلها عفواً أو اختياراً، فإما أن تكون أفعالنا خاضعة لمبدإ اللذة ، وإما أن نحترم بسلو كنا حقوق الآخرين ومصالحهم، واما أن ننظر في مصالحنا فقط ، فنضحي بكل شيء في سبيل منفعتنا. فقد تكون قيمة اللذة في أعيننا أعظم من قيمة الفضيلة، وقد تكون حقوق الآخرين معادلة لحقوقنا أو أقل منها قيمة . ولكل فعل من أفعالنا غاية يستند إليها ، فهل يجب أن ننقاد للغريزة والعادة ، أم يجب أن نحكم العقل والارادة في التفريق بين الفضيلة والرذيلة ؟
والعلم الحديث يقود إلى هذه المسألة من غير أن يجد لها حلا ، لأن العلم بالشيء لا يقتضي العمل به، ألا ترى ان الحياة الاجتماعية قد أصبحت مركبة العناصر ، مختلفة الصور، وان تطبيق العلم في الصناعة قد أدى إلى تكاثر الحاجات وازدياد قوة الانسان وسيطرته على الطبيعة ؟ ان هذا الأمر يحتمل الخير والشر معا، فقد نتذرع بالعلم في سبيل الفضيلة ، وقد نستخدمه لغاية وطيئة . فلا يمكننا أن نمين صفة عمل من أعمالنا إلا إذا نسبناه إلى
الغاية التي نتبعها . والعلم يهيء لنا واسطة العمل ، ونحن ننتخب غايته
وها هنا يمكننا الإشارة إلى رأي ( كانت ) الذي قدمنا ذكــره . فقد رأيت أن فيلسوف ( كونيسبرغ ) حدد موضوع الفلسفة بهاتين المسألتين : ١ ـ ماذا يمكننا أن نعلم؟ ۲ – ماذا يجب أن نعمل ؟ وهما مسألتان فلسفيتان أساسيتان: الأولى مسألة المعرفة ، والثانية مسألة العمل، ولكن النظر في المسألة الأولى قد تغير اليوم كثيراً وأصبحت الغاية منها في الفلسفة الحديثة غاية انتقادية محضة يراد بها معرفة قيمة العلم مع بيان مبادئه وحدوده لا البحث عن أسرار العالم ومعرفة كنهه
هذا أساس ما تبحث فيه الفلسفة الحديثة : ما هي قيمة العلم ، وما هي قيمة العمل؟ ولكن الفلاسفة لا يقنعون ، حتى في العصر الحاضر ، بما دون الحقائق النهائية والأسباب القصوى . وتطلعهم إلى هذا المثل الاعلى عاد على العلم بنفع عظيم. وعلى ذلك فانه يمكننا أن نعرف الفلسفة بقولنا : إنها نظرية القيم التي تدرس المسائل الانتقادية المتعلقة بطرائق العقل والمعرفة ، وتحدد قيمة العلم والعمل، وتبحث عن الأسباب القصوى والحقائق النهائية للوجود .
تعليق