زراعة الخضروات فى حديقة المنزل
كانت معظم زراعات الخضر، في الماضي، تتم في بساتين صغيرة قرب المنازل أو
حتى في الحدائق المنزلية، ومع زيادة أعداد السكان وإدخال التقنيات الزراعية
إلى أساليب الزراعة والحصاد، شهد الإنتاج الزراعي من الخضر توسعاً ملحوظاً
أدى إلى انتشار زراعات الخضر في الحقول المكشوفة وفي البيوت المحمية. وفي
مناطق كثيرة من العالم لايزال للحدائق المنزلية مكانتها الخاصة، إذ إن بعض
الناس لا يزال يستخدمها لإنتاج الخضر الطازجة بصفة دورية، ويمكن اعتبار
حدائق الخضر المنزلية «سوقاً مصغرة» لإمداد الأسرة بالخضر الطازجة، كما
أنها مجال مناسب لإشباع هواية ممارسة الزراعة التجريبية لدى بعض ربات
وأرباب البيوت.
* الاختيار
إذا كنت متحمساً (أو متحمسة) للبداية وممارسة زراعة جزء من حديقة منزلكم
فإنه يمكنكما زراعة محاصيل الخضر باختلاف أنواعها ويتم التركيز (في
المساحات المتاحة في المنزل) على بعض المحاصيل مثل:
- الخضر التي تعطي إنتاجاً عالياً في وحدة المساحة مثل الطماطم والفاصوليا والكرنب والبنجر والجزر والفجل.
- الخضر ذات دورة الحياة القصيرة مثل السبانخ والخس حتى لا تشغل الأرض فترة طويلة.
- كما يمكن زراعة محاصيل أخرى حسب رغبة صاحب الحديقة وحسب توفر الإمكانيات والمساحة المتاحة.
مثلاً يمكن زراعة الورد والأزهار في تناسق جمالي مناسب، وعندما تكون
المساحة المتوفرة كبيرة فإنه يمكنكما زراعة كل أنواع الخضر التي تحتاجها
العائلة، أما إذا كانت المساحة محدودة فإنه يفضل زراعة المحاصيل ذات
الإنتاجية العالية في وحدة المساحة مع الأخذ في الاعتبار المدة التي يقضيها
المحصول في الأرض حيث يستحسن زراعة المحاصيل وفق دورة زراعية مناسبة.
* تجهيز الموقع
ها أنت قد اتخذت القرار بزراعة خضار في حديقتك المنزلية.
وها قد نزلت إليها وألقيت نظرة متأنية وتساءلت: أين أزرع.. كيف أتعرف على
المكان الأنسب أو حتى لو لم يكن عندك خيار في المكان قد تتساءل: وهل ثمة
ملاحظات وخطوات تقودني للنجاح في زراعتي وإمداد أسرتي بالخضار الطازجة؟
لا عليك..! هاك بعض النقاط المهمة قبل البدء في اختيار الموقع:
- احرص على أن يكون الموقع بعيداً قدر الإمكان عن جدران المباني والأسوار والأشجار. إذا استحال ذلك لعدم توفر المساحة فلا عليك.
- أن تتوفر إضاءة جيدة (النهار) لمدة 8 ساعات يومياً على الأقل.
- أن يتوفر مصدر المياه المناسب.
- أن تكون الأرض مستوية (قدر الإمكان) والتربة صالحة للزراعة. وأن يكون شكل
الأرض مستطيلاً بقدر الإمكان لتسهيل إقامة الخطوط وخدمتها.* البداية
..الحراثة
وبعد تحديد المساحة التي ستزرعها احرثها بالمسحاة وذلك بهدف تقليب التربة
حيث يفضل أن تحفر الأرض وتقلب بعمق 30 سم أو أكثر قليلاً وتقلب التربة مع
إبقائها في مكانها (أي لا تزاح التربة وإنما تقلب).
أبعد الحصى الكبير أو أي بقايا لنباتات أو جذور أو أوساخ كلما مر عليك منها شيء أثناء الحرث.
يمكنك إضافة ما مقداره 2 كجم من السماد المركب المسمى 5-10-5 أو 10-10-5-
10 لكل 10أمتار مربعة من ارض الحديقة التي يراد زراعتها (يمكنك الحصول على
هذه الأسمدة من محلات بيع المواد الزراعية) وتكون الإضافة بخلطها مع التربة
في أثناء التقلب وقبل التسوية أو تضاف نثراً بمحاذاة خطوط الزراعة وتدفن
في التربة بعمق حوالي 5 سم بحيث تكون أعمق من مستوى زراعة البذور نفسها.
سَوّ الأرض وخططها إما بتوزيعها إلى أحواض بحيث تكون الزراعة في خطوط أو سطور داخل كل حوض أو تترك كحوض واحد إذا كانت صغيرة.
* زراعة رمضان
حسب الرغبة يمكنك في شهر رمضان المبارك زراعة الخس أو البقدونس أو الجرجير
أو البنجر كما يمكنك الجمع بينها (كل محصول في حوض) إذا كانت أرضك كبيرة.
جدول (1) يوضح لك طريقة الزراعة وفترة النضج لكل محصول.
اذهب إلى محل بيع بذور موثوق فيه واشتر البذور ثم أحضرها وتكون الأرض جاهزة ومسطرة.
يتم زراعة البذور بعمق لا يتعدى 2 سم بنثرها في الخطوط المستقيمة ثم تغطى
بطبقة خفيفة من التربة وتروى بالرش الخفيف حتى تستقر التربة ثم يكون الري
منتظما في الأيام الأولى من الزراعة (في أثناء الري كن حذراً من أن تزاح
طبقة التربة عن البذور (أي يكون الري بصورة هادئة ورقيقة).
ويكون الانتظام في الري كل يومين مثلاً حسب حالة التربة والجو.
يمكنك شراء شتلات جاهزة من محلات الزراعة بدل البذور، ويجب أن تكون في عمر
يتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع وارتفاعها 10 إلى 15سم، ويكون في كل شتلة حوالي 3
إلى 4 أوراق على الأقل. وتزرع الشتلة بأن يحفر لها حفرة صغيرة في التربة
(بعمق حوالي 5سم) وتدفن جذورها في التربة وتغطى بالتراب، ثم تروى مباشرة
بعد الزراعة.
خصص وقتاً مناسباً للاعتناء بالحديقة ( مثلاً ما بعد العصر أو قبل المغرب
في رمضان) بحيث تلاحظ ظهور أعشاب مثلاً تحتاج للإزالة وغير ذلك.
* وقت الحصاد
عندما تنضج الخضار تحصد ويحدد فترة النضج كما في الجدول (1) وبالنسبة للخس
والجرجير أو حتى البقدونس يمكن ملاحظة نضجه بعد 30 يوماً من خلال معرفتك
السابقة بهذه الخضار.
يفضل أن يتم الحصاد في الصباح الباكر لأن هذا الوقت يتيح للنبات أن يظل غضاً لفترة أطول بعد الحصاد. ويطيل في عمرها التخزيني.
* احرص على الاستفادة القصوى من المكان
يفضل وجود ممرات للخدمة في الحديقة المنزلية لتسهيل الزراعة ورعاية
المحصول، وفي بعض الحدائق قد تكون المساحة المتوفرة محدودة لدرجة لا يمكن
معها عمل ممرات مناسبة للخدمة، ولهذا فإنه يمكن اختصار دور ممرات الخدمة
بطرق مختلفة منها:
أن تكون الخضر المعمرة في جانب من الحديقة حتى لا تتعارض خدمتها مع خدمة الأنواع الحولية الأخرى.
زراعة محاصيل متنوعة في المساحة نفسها سواء داخل الخطوط أو بين الخطوط في
الوقت نفسه والحكمة من ذلك أن المحصول السريع النمو ينضج بعد فترة وجيزة
مما يتيح للمحصول الأبطأ مساحة أكبر من الأرض لإكمال نموه ونضجه.
الزراعة على دعامات أو أسلاك بالنسبة لبعض المحاصيل مثل الطماطم والبسلة والفاصوليا والخيار والشمام.
الزراعة على مسافات مناسبة بين الخطوط وبين النباتات في الخط نفسه.
هذه الصورة تم اعادة تحجيمها اضغط على الشريط الاصفر للحصول على الحجم الاصلي حجم الصورة الاصلي هو 600x450 ومساحتها 71 كيلو بايت
* اعتبارات عامة
- تحتاج الخضر بصفة عامة إلى أرض خصبة جيدة الصرف ذات تركيب طمي طيني (متوسطة القوام) أو هشة القوام حتى تسمح بنمو جيد للجذور.
كذلك يجب أن تكون التربة خالية من الأملاح ويستدل على وجود الأملاح بالتربة
عن طريق تكون قشرة بيضاء على سطح التربة بعد عملية الري، ويمكن تقليل نسبة
الأملاح بالتربة عن طريق كشط الأملاح بالمسحاة ثم غمرها بالماء عدة مرات
حيث يساعد ذلك على إذابة هذه الأملاح ومن ثم التخلص منها عن طريق صرف
المياه.
- هذا وينتج عن زراعة الخضراوات في أرض ملحية ضعف النباتات وتغزمها وسرعة
وصول النباتات إلى مرحلة الشيخوخة، مما يترتب عليه قلة الإنتاج في النهاية
ويلاحظ أن أنواع الخضر تتباين في درجة تحملها للملوحة فنباتات الفاصوليا
على سبيل المثال تعتبر من أقل النباتات تحملاً للملوحة، في حين أن بنجر
المائدة من أكثر محاصيل الخضر تحملاً للملوحة.
منقول للفائ
**************************************************
تعليق