ويعلو صياحهم حتى ينتهي الشوط حسب الزمن الذي يقدّره صاحب الأرجوح أو الدويخة أو القلابة . ودوران الدويخة أفقي أما القلابة فدورانها عمودي . وتقام مثل هذه التجمعات في سهلة باب تدمر وفي منطقة المريجة في باب الدريب .
ومن الأماكن النزهة التي كان يرتادها الناس في مثل هذه المناسب / جنينة القومندار / . وكانت في الأصل حديقة واسعة تشغل المساحة التي تقوم عليها الآن مباني الهاتف الالي والبريد ونقابة المعلمين ونادي الضــبــــاط والشرطة العسكرية وكان اسمها / المنشية وكانت مقهى ومنتزها .
٢ - عيد الأضحى: أو عيد الكبير، والاضحى في اللغة جمع الأصحاة . وهي الضحية ويـــــوم الأضحى هو يوم النحر فعلاوة على الأضاحي التي يقدمها الحجاج في /منى/ وهي من شعائر الحج فان بعض الناس في هذا العيد يضحون بالغنم أو البقر حسب استطاعتهم ويوزعون أغلب لحمها على المحتاجين وذوي الأرحام . أنه . ويبدو وكان الاحتفال به يجري على الصورة التي ذكرناها في عيد الفطر / سمي بالكبير لأن عدد أيامه أربعة أيام بينما العيد الصف ثلاثة كما رأينا . وكان ، كعيد الصغير، يقوم الناس باداء صلاة العيد وزيارة ـير المقابر ، وتقديم العيديات لمستحقيها والتفرج بألاعيب العيد ومباهجه، وأهمها سباق الخيل الذي كان يجري في شارع الحميدية الآن، قبل أن تبنى الحارة الجديدة .
٣ - مولد النبي :
أما مولد النبي فكان يحتفل به بصورة صاخبة جدا فتخرج الأحيــ بعراضاتها نحو مسجد خالد بن الوليد وبعد أن تؤدى صلاة الظهر فيه، وتتلى قصة المولد النبوي وما يرافقها من قصائد دينية ومدائح نبوية تشك ـل العراضات من جديد وقوامها رجل يقف على كتفي رجل آخر يمسك بساقيه ليثبته في وقفته ، ويتناوب الرجال حمله على أكتافهم كل بضع خطوات وهو يلبس في العادة الشروال الأسود والصدرية المخرّجة ويضع على وسطه شملة سوداء في وسطها الخنجر وعلى رأسه /سلك مزركش أما بالأسود أو بالأحمر أو / حطاطة بيضاء، وبهزج ببعض الأهازيج، وأبناء حيه حوله يصفق ون وينطون ويرتدون بملء حناجرهم ما يهزج به. وأمام /العراضة/ قد يفح الناس فسحة للاعبي السيف والترس، وكثيرا ماكانت تحدث المشادات ـين الحارات نتيجة للخلاف على من يسير بالمقدمة فاذا لم يتدخل العقلاء في الأمر كانت العراضة تتحول الى قتال بين الحيين قد يقع فيه بعض الجرحى .
وكانت هذه المواكب من العراضات بعد خروجها من المسجد، تلك طريق حماه نحو المدينة متجهة كل منها نحو حبّها وبعض الأحياء كانت تقيم احتفالات خاصة بها في احدى ساحات حيها حيث تنصب الاقواس وتوضع الكراسي، وقد يدعون بعض رجال الأحياء المجاورة لهم، والحي الذي يقبل الدعوة يأتي بعراضة يردد أفرادها مــــع حاديهم الذي على الأكتاف قبل وصولهم الحي الاهزوجة التالية : ينشد المقطع الأول منها الحادي ويردد المشاركون اللازمة :
يا أهل طيبة جيناكم نحنا بحماكم : جيناكم، صفّوا الكراسي : جيناكم على عددنا : جيناكم. العادة يردّ عليهم أهل الحي المضيف بعراضة مماثلة لاستقبال ضيوفهـــم وفي فيهزجون مع حادبهم :
هللت طيبة وقالت مرحبا بالزايرينا
مرحبا بالزايرينا والاكارم أجمعينا
ثم يجلس الجميع على الكراسي المعدة لهم ومن لم يجد كرسيا قـرفـــــص على الأرض .
ويرحبون بضيوفهم قائلين : ياهلا ياهلا بالضيوف وينزلونهم صدر / و / المرسح / ١ ) ويديرون عليهم القهوة المرّة وتجري ألعاب السيف والترس .
بمناسبة ألعاب السيف والترس تذكر أن الاباء كانوا ينشئون أبناءهم من سن العاشرة على التهيئة لها وذلك بأن يعلموهم أولا لعب الشمالات/ وهي ترس من جلد محشو بالصوف أو غيره يحمله اللاعب بيده اليسرى ليتقي ضربات خصمه، ويحمل باليد الأخرى قضيبا من الرمان أو خيزرانة تقوم مقام السيف في المستقبل، وكل لاعب من الناشئين يجب أن يكون له معلمه، ينزله لة المسال من نفسه بمنزلة أبيه من حيث احترامه وطاعته واذا تعلم أحدهم دون أن يكون له معلم معروف دعي: بندوقا / أي لا أبا له أي مجهول الأب .
٤ - عيد الميلاد :
/ ٢٥ كانون الأول / يسبقه الصوم لدى المسيحيين ، وقبل الصـ وم يعملون الاقراص والسنبوسك ثم يبدأ الصوم وينتهي مع مجيء عيد الميلاد . ومدة المعايدة فيه يومان فقط، ويكون طعام عيد الميلاد / الديك الرومي / ديك الحبش وتهتم العائلة قبل العيد بشراء الالبسة والأحذية ومـا يحتاجه الجميع صغارا وكبارا . وعبارات التهنئة التي تقال في هذه المناسبة متشابهة الى حد كبير مع ما يقوله المسلمون ، اذا استثنينا العبارات التـي عليها الطابع الديني .
٥ - عيد الفصح :
ويختلف تحديده بين الكنيستين الشرقية والغربية فالأولى تربط عيد القيامة بالفصح اليهودي وحجتها في ذلك أن السيد المسيح أكل من فصح اليهود ولذلك يجب أن يكون عيد القيامة بعد الفصح اليهودي ولها طريقة معقدة في حسابه .
أما سائر المسيحيين فيحدّدون بداية الصوم بـ / اثنين الراهب / وهو يــــوم الاثنين الذي يلي أول هلة للقمر في شهر شباط وفيه يكون بداية الصــــــوم الكبير الي يسبق عيد الفصح أو عيد قيامة المسيح .
ولما كـا القمــر بهـل في أول شباط أو في وسطه أو في أواخره لذلك يختلف تاريخ عيد الفصح بين سنة وأخرى لاختلاف بداية الصوم الكبير . وعيد الفصح لدى المسيحيين كالعيد الكبير لدى المسلمين فأيام المعايدة في عيد الفصح ثلاثة بينما في عيد الميلاد يومان فقط وكذلك تزيد أيام عيد الاضحى يوما عن أيام عيد الفطر . والطعام الذي يفطرون عليه في عيد الفصح هو لحم الخراف .
وهناك أعياد أخرى للمسيحيين منها عيد الصليب في / ١٤/ أيلول ثم عيد الغطاس في الاسبوع الأول من كانون الثاني وكانت مراسم الغطاس في حمص تتم في الحمامات العامة أو في الساقية أو في نهر العاصي وذلك تخليدا لذكرى قيام يوحنا المعمدان ، يحيى بن زكريا بتعميد السيد المسيح في نهر الأردن .
تعليق