وفي الدعوى التي رفعها عبدو بن صالح بن عبيد على والد خطيبته عدول بنت محمد بن اسماعيل الرحمة من أهالي قرية دير بعلبة ذكـر أنـه منذ ست سنوات وقبل ذهابه الى العسكرية كان قد خطب عدول الدنكورة من أبيها على مهر معجل قدرة ألفا غرش مع فرش أمثالها وذكر أحد شهوده المدعو ابراهيم بن حسن : "وأعطاها والده المذكور، على سبيل الاعتراف والعوايد عيديات وخمسانات واجرة حماميم وثمن مناديل وأشياء لأجل الملبوس ومسابح، وقنابيز وخلافه قيمة جميع ذلك / ٦٩٥ / غرش وهي تعد من أصل المهر المعجل ! ! !
واذا فهذه العادة خاصة بأهالي قرية دير بعلبة، بينما الهدايا في المدينة لاتعد أصل المهر. وتاريخ الدعوى ٦ جمادى الثانية/١٣١٨ / هـ = ۲۱ أيلول / ۱۹۰۰/م .
ومن الأفراح الخاصة الولادة والختان لدى المسلمين والولادة
و / العماد / لدى المسيحيين .
يقام اسبوع للفرح عند ولادة الذكر أمّا الانثى فلا يؤبه لها ، وينقط . المولود من قبل أقارب وأصدقاء والديه ، ويصنع للمولود الأول ألبسة كــامــــة يطلق على مجموعها اسم الديارة وكانت تصنع على الغالب للمولود الأول ثم يهمل شأنها مع كثرة الأولاد لأن المواليد الجدد يرثونها عن اخوتهم.
٢ - أما الختان :
الطهور / فكان يتم على يد المطهر / . والمطهرون كانوا صنفين صنفا يدعونهم / سلسليلاتية / يلبس واحدهم شروالا عريضا فضفاضا فوقه دراعة أو فرطية تقوم مقام السترة، ويعتمر لبادة قصيرة لف عليها كوفية من صوف فاذا هي عمامة ضخمة، وكانوا يبدون وكأنهم طراز خاص من الناس، وينسبون الى الموصل وديار بكر .
والصنف الثاني من الحلاقين المواطنين الذين كانوا يمتهنون مع الحلاقة حرفا اضافية منها : / تقبيع القرعان / و رفع بنات الأدنين / أي معالجة التهاب اللوزتين ، والحجامة بـ / كاسات الهوا / والقصد تشريطا بالموس أو مصا بوساط / العلق ، وخلع الأضراس ومن هنا جاء المثل العامي: / بيكون عما يحلق بيصير يقلع ضراس / ثم ختانة الصبيان ، ولعل هذه أقلها شيوعا بينهم، والمتخصصون بها معدودون . كان يدعى الى حفلة الختان الأهل والاصدقاء ويستعد لها بخياطة / قمباز / من الحرير الروز/ يصل حتى الكعبين وشراء شحاطة .
كان الميسورون يحتفلون بختان ابنهم ، باستئجار عربة سوداء كانت بعد أن شاع استعمالها بمثابة التكسي / في هذه الأيام فيتصدرها الصبي قبل ختانه، وعلى جانبيه بعض اخوته وأترابه وتكشف ظلة العربة / كبوتها / وتعقد في رأسي الحصانين اللذين يجرانها الشورايان / (۱) وهي منادي ـل حريرية مخرجة ومغوفة يقدمها أهل المختون خلعة للحوذي، بعد فراغه من مشواره، ثم تتم عملية الختان في الوقت الذي يكون فيه بعض المدعووين يرددون / الحروبة / . وبعد أن تتم العملية يتناولون ما أعد لهم من ماكل ومشرب، ولا تختلف حفلة الختان في الريف عنها في المدينة من حي وجود المطهر وهو من خارج القرية ومن حيث الاحتفال بها .
لم تكن هناك سن محدودة لاجراء الختان، فيمكن أن يتم فـي العاشرة أو الثانية عشرة والتطور البارز الذي طرأ على عملية الختان ، اجراؤها في السنة الأولى من عمر الوليد فبعضهم يجربها في نهاية الاسبوع الأول من الولادة، أو بعد مرور أربعين يوماعليها ، ويقوم بعملية الختان الطبيب الذي أشرف على ولادة الأم في المشفى .
أما التعميد لدى المسيحيين فيتم في الكنيسة، يعمد الطفل بالماء أولا ثم يدهن بـ / الميرون / وهو دهون مؤلف من زيت و عطورات يتم تحضيره من قبل رجال الدين .
ومن الافراح الخاصة عند المسلمين حفلة الختم وتعني ختم قراءة المصحف، وهي ترتبط بالنظام التربوي الذي كان سائدا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وعماده / الكتاب ، وعماد التعليم فيه القرآن الكريم . وكانت الأجزاء الأخيرة منه : عم ، بتارك، قد سمع، الذاريات. تجمع منفردة كل جزء كراسة مستقلة فاذا أتمها التلميذ اقتنى / مصحفا / وتابع القراءة فيه حتى يبلغ سورة البقرة وهى أول سورة فيه بعد الفاتحة، فانا أتمها فقد ختم القرآن وأصبح مرشحا لحفلة /الختم/ .
٢ ـ حفلة الختم :
وكان لها تقليد محدود البنود ، مرسوم الأعمال، واخراج يختلـف باختلاف أسر الخاتمين ومكانة ولدهم بينهم . فالتقليد أن يعلن الشيخ أن غدا موعد ختم فلان. ومعنى ذلك أن الدراسة معطلة ، وأن على التلاميذ أن يرتدوا جديد الثياب أو نظيفها، فاذا كان صباح الغد واجتمع التلاميذ أقبل الشيخ وجلس على تخته متربعا ، وجيء بالتلميذ المحتفى به ، يقوده ،عريفه، فيجثوا أمام المسند المقابل للتخت والعريف قائم وراءه ، وسائر التلاميذ واقفون هادئين، ويمد الشيخ يده الى المصحف الموضوع على المسند ، يفتحه على سورتي الفاتحة والبقرة في أوله. ويشير الى التلميذ الجاثي أمامه : "بسم الله " . فيتعوذ هذا ويبسمل ويبدأ بقراءة الفاتحة حتى اذا بلغ نهايتها ولا الضالين / قال التلاميذ جميعا "آمين " بصوت واحد موزون . ثم ينتقل الى تلاوة سورة البقرة فاذا وصل : "ختم الله..." أمسك العريف بأذني القارى، وشدّهما الى أعلى فيصفّق التلاميذ هاتفين "هي --- ي ي ونهض التلميذ فقبل يد شيخه وأسرع العريف فأخذ بيديه وراء ظهره وشدّهما بمنديل : ( محرمة) . وغالبا ما يكون هذا المنديل مهيأ في جيب الخاتم نفسه، ويكون التلاميذ قد اصطفوا مثنى مثنى بأشراف عرفاء آخرین ، فيقوده عريفه الى المقدمة ليس أمامه الا تلميذ يحمل على رأسه مصحفا موضوعا على حامل يدعى كرسي العاج / مجلل بقطيفة بيضاء مطرزة بخيوط القصب .
ويخرج الموكب على نظامه هذا متجها نحو بيت الخاتم، والتلاميذ ينشدون بعض الأناشيد النبوية التي تنشد عادة في حفلات المولد، وغيرهـــــا ومنها :
فاذا بلغوا البيت دخلوه جميعا وتحلقوا في أرض داره منشدين : من بحر المتقارب : سلام سلام سلام سلام عليكم فردوا السلام
تعليق