قنصل (إلياس ـ)
(1914 ـ 1981م)
شاعر وأديب مهجري، ولد في بلدة «يبرود» بسورية، وقد اختلف الدارسون في تحديد مولده، فجعله أكثرهم عام 1914، وجعله بعضهم عام 1911م.
انتقل به أبوه وهو في الثالثة من عمره إلى البرازيل، حيث مكث فيها أربع سنوات سافر بعدها مع والده إلى الأرجنتين.
بدأ حياته العملية مبكراً، فعمل مستخدماً في محلّ تجاري، وتجوّل «بالكشّة»، ثم أخذ يحرر في بعض الصحف مثل «الجريدة السورية اللبنانية». ويبدو أن هذا العمل قد راقه فأنشأ لحسابه مجلة «المناهل»، لكنها لم تستمر بالصدور إلا ثلاث سنوات (1937ـ1940).
عاد بعد زمن إلى العمل التجاري، لكن هذا لم يحل بينه وبين هوايته في كتابة الشعر والمقالات والقصص التي نشرها في بعض المجلات المهجرية والمشرقية مثل «السائح»، «السمير»، «الشرق»، «المواهب»، «العالم العربي»، «القلم الجديد»، «الأديب» وغيرها، وقد أسهم مع زملائه في «الرابطة الأدبية» التي أسست في «بيونس آيرس» عام 1949.
أتقن إلياس قنصل اللغة الإسبانية تحدثاً وكتابة إتقاناً مكنه من المحاضرة بها والتأليف فيها، كما ترجم عنها وعن الفرنسية التي كان يعرفها.
زار سورية مرات عديدة، وأنعمت عليه الحكومة السورية عام 1936 بوسام الاستحقاق السوري تقديراً لإسهامه في النضال القومي والوطني في شعره ونثره، كما زار بعض الأقطار العربية واستضافته وزارة الإعلام السورية مدة، تجوّل في أثنائها في محافظات القطر، واحتفل به اتحاد الكتاب العرب، فانتخبه عضواً فيه ونشر له بعض كتبه. ظل إلياس قنصل عزباً طوال حياته، وبيّن سبب ذلك في قصته «لماذا آثرت العزوبة».
عاد إلى وطنه عام 1955 بعد أن أنهى تجارته في «الأرجنتين» عازماً على الاستقرار فيه، وبقي ثلاثة أعوام كان في أثنائها دائم النشاط. يخطب في النوادي، ويتحدث في الإذاعة. وينشر في الصحف. كما أصدر في دمشق مجلة «الفنون» لكنه حجبها بعد عددين فقط بسبب عودته إلى مغتربه؛ إذ يبدو أنه لم يستطع أن يوفر لنفسه المورد المادي المستقر.
يُعد إلياس قنصل من أخصب أدباء المهجر وأغزرهم إنتاجاً. وقد تنوّعت آثاره، فكان منها الشعر والمقالة والقصّة والرواية والنقد:
فله في الشعر «الأسلاك الشائكة»، وهو ديوان صغير يتألف من رباعيات نظمها في البرازيل بين عامي 1928و1929. و«على مذبح الوطنية»، وهو ديوان صغير أيضاً نشره في بيونس آيرس عام 1931، وله «السهام»، ديوان صغير صدر عن مجلة «المناهل» في بيونس آيرس (1935) يحوي قصائد وطنية استهدف فيها الشاعر محاربة ما أصاب أبناء وطنه من التخاذل والتقاعس عن محاربة المستعمر. وله «بسمات الفجر» (1940)، و«ألحان الغروب» وهو ديوانه الأخير، صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 1978.
و له في القصة والرواية: «صديقي أبو حسن» وهي قصّة اجتماعيّة وعظيّة (1937) و«على ضفاف بردى» (1937) وهي قصّة وطنيّة قوميّة صوّر فيها نضال الشعب السوري ضدّ الاستعمار الفرنسي عام 1936، و«في سبيل الحريّة» (1939) وهي رواية تمثيلية، و«لصوص الشرق» (1941) وهي قصّة اجتماعيّة نقديّة، و«دولة المجانين» (1955) مجموعة أقاصيص عن مغامرات عاطفيّة فكهة و«غالب أفندي المغلوب» قصّة اجتماعيّة، و«مناهل الحياة» (1967) وهي ثماني عشرة أقصوصة، و«في مهب الريح» (1972) رواية عاطفية.
أما دراساته الأدبية والنقدية ومقالاته فهي: «أصنام الأدب» (1939) وهو كتيب نقدي تحدّث فيه عمن أسماهم بعض المتشاعرين المهجريين مستهدفاً تحطيم هذه الأصنام الأدبية، و«البقايا» (1940) وهي مجموعة مقالات وخطب وأقاصيص، و«أدب المغتربين» (1963) وهو كتيب أدبي درس فيه أدب المهجرين الشمالي والجنوبي، و«هنا وهناك» مجموعة مقالات اجتماعية وأدبية ووصفية انتقادية وقوميّة، و«مأساة الحرف العربي في المهاجر الأمريكية» وهو كتيب عن مصير أدب المهجر وما آل إليه من فتور وإهمال. و«جبران حياته وأدبه» ألّفه بالإسبانية للتعريف بهذا الأديب. و«فلسفة حمار» (1955): وهي مجموعة أحاديث جرت بين المؤلف وحماره، تدور حول آرائه في بعض قضايا الحياة الإنسانية.
وقد أثنى دارسو شعر إلياس قنصل على ما تضمنه من الموضوعات الوطنيّة والقوميّة والاجتماعية لكنهم يرون أنه من الناحية التقانية لايوجد فيه إلا القليل من الصور الشعريّة والإبداع الفني. ويجمع الباحثون على أن إلياس قنصل في نثره أبلغ منه في شعره، إذ يميل فيه إلى الفكاهة والظرف، ويسيطر على البيان، ويشغف القارئ برشاقة التصوير وأناقته وحرارة الحوار وطرافة الحوادث والمفاجآت.
عزيزة مريدن
(1914 ـ 1981م)
شاعر وأديب مهجري، ولد في بلدة «يبرود» بسورية، وقد اختلف الدارسون في تحديد مولده، فجعله أكثرهم عام 1914، وجعله بعضهم عام 1911م.
انتقل به أبوه وهو في الثالثة من عمره إلى البرازيل، حيث مكث فيها أربع سنوات سافر بعدها مع والده إلى الأرجنتين.
بدأ حياته العملية مبكراً، فعمل مستخدماً في محلّ تجاري، وتجوّل «بالكشّة»، ثم أخذ يحرر في بعض الصحف مثل «الجريدة السورية اللبنانية». ويبدو أن هذا العمل قد راقه فأنشأ لحسابه مجلة «المناهل»، لكنها لم تستمر بالصدور إلا ثلاث سنوات (1937ـ1940).
عاد بعد زمن إلى العمل التجاري، لكن هذا لم يحل بينه وبين هوايته في كتابة الشعر والمقالات والقصص التي نشرها في بعض المجلات المهجرية والمشرقية مثل «السائح»، «السمير»، «الشرق»، «المواهب»، «العالم العربي»، «القلم الجديد»، «الأديب» وغيرها، وقد أسهم مع زملائه في «الرابطة الأدبية» التي أسست في «بيونس آيرس» عام 1949.
أتقن إلياس قنصل اللغة الإسبانية تحدثاً وكتابة إتقاناً مكنه من المحاضرة بها والتأليف فيها، كما ترجم عنها وعن الفرنسية التي كان يعرفها.
زار سورية مرات عديدة، وأنعمت عليه الحكومة السورية عام 1936 بوسام الاستحقاق السوري تقديراً لإسهامه في النضال القومي والوطني في شعره ونثره، كما زار بعض الأقطار العربية واستضافته وزارة الإعلام السورية مدة، تجوّل في أثنائها في محافظات القطر، واحتفل به اتحاد الكتاب العرب، فانتخبه عضواً فيه ونشر له بعض كتبه. ظل إلياس قنصل عزباً طوال حياته، وبيّن سبب ذلك في قصته «لماذا آثرت العزوبة».
عاد إلى وطنه عام 1955 بعد أن أنهى تجارته في «الأرجنتين» عازماً على الاستقرار فيه، وبقي ثلاثة أعوام كان في أثنائها دائم النشاط. يخطب في النوادي، ويتحدث في الإذاعة. وينشر في الصحف. كما أصدر في دمشق مجلة «الفنون» لكنه حجبها بعد عددين فقط بسبب عودته إلى مغتربه؛ إذ يبدو أنه لم يستطع أن يوفر لنفسه المورد المادي المستقر.
يُعد إلياس قنصل من أخصب أدباء المهجر وأغزرهم إنتاجاً. وقد تنوّعت آثاره، فكان منها الشعر والمقالة والقصّة والرواية والنقد:
فله في الشعر «الأسلاك الشائكة»، وهو ديوان صغير يتألف من رباعيات نظمها في البرازيل بين عامي 1928و1929. و«على مذبح الوطنية»، وهو ديوان صغير أيضاً نشره في بيونس آيرس عام 1931، وله «السهام»، ديوان صغير صدر عن مجلة «المناهل» في بيونس آيرس (1935) يحوي قصائد وطنية استهدف فيها الشاعر محاربة ما أصاب أبناء وطنه من التخاذل والتقاعس عن محاربة المستعمر. وله «بسمات الفجر» (1940)، و«ألحان الغروب» وهو ديوانه الأخير، صدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق عام 1978.
و له في القصة والرواية: «صديقي أبو حسن» وهي قصّة اجتماعيّة وعظيّة (1937) و«على ضفاف بردى» (1937) وهي قصّة وطنيّة قوميّة صوّر فيها نضال الشعب السوري ضدّ الاستعمار الفرنسي عام 1936، و«في سبيل الحريّة» (1939) وهي رواية تمثيلية، و«لصوص الشرق» (1941) وهي قصّة اجتماعيّة نقديّة، و«دولة المجانين» (1955) مجموعة أقاصيص عن مغامرات عاطفيّة فكهة و«غالب أفندي المغلوب» قصّة اجتماعيّة، و«مناهل الحياة» (1967) وهي ثماني عشرة أقصوصة، و«في مهب الريح» (1972) رواية عاطفية.
أما دراساته الأدبية والنقدية ومقالاته فهي: «أصنام الأدب» (1939) وهو كتيب نقدي تحدّث فيه عمن أسماهم بعض المتشاعرين المهجريين مستهدفاً تحطيم هذه الأصنام الأدبية، و«البقايا» (1940) وهي مجموعة مقالات وخطب وأقاصيص، و«أدب المغتربين» (1963) وهو كتيب أدبي درس فيه أدب المهجرين الشمالي والجنوبي، و«هنا وهناك» مجموعة مقالات اجتماعية وأدبية ووصفية انتقادية وقوميّة، و«مأساة الحرف العربي في المهاجر الأمريكية» وهو كتيب عن مصير أدب المهجر وما آل إليه من فتور وإهمال. و«جبران حياته وأدبه» ألّفه بالإسبانية للتعريف بهذا الأديب. و«فلسفة حمار» (1955): وهي مجموعة أحاديث جرت بين المؤلف وحماره، تدور حول آرائه في بعض قضايا الحياة الإنسانية.
وقد أثنى دارسو شعر إلياس قنصل على ما تضمنه من الموضوعات الوطنيّة والقوميّة والاجتماعية لكنهم يرون أنه من الناحية التقانية لايوجد فيه إلا القليل من الصور الشعريّة والإبداع الفني. ويجمع الباحثون على أن إلياس قنصل في نثره أبلغ منه في شعره، إذ يميل فيه إلى الفكاهة والظرف، ويسيطر على البيان، ويشغف القارئ برشاقة التصوير وأناقته وحرارة الحوار وطرافة الحوادث والمفاجآت.
عزيزة مريدن