أما من أدوية مانعة للحمل ؟ ..
يتخبط الناس في دياجير الجهل .. ولو أوتوا الحكمة لاستشاروا الاخصائيين فلكل امرئ ما يرضيه ويزيل عنه العناء ..
من الأخطاء الشائعة اعتقاد الناس بوجود أدوية تمنع الحمل مدة من الزمن تطول أو تقصر ، وقد لا يمضي يوم واحد دون أن يسأل الطبيب عن هذا الأمر . ويقرع أذني جرس الهاتف عشرات المرات في اليوم ، کا ان عشرين بالمئة من الرسائل التي يحملها إلي البريد تتضمن الرجـاء الحار الذي يستحثني على ان أفضح هذا الدواء العجيب ، وأنزع النقاب عن هذا المجهول الذي يحاول الأطباء اخفاءه لغاية في نفوسهم ، يتوجهون إلي خاصة لأنني – على زعمهم - طبيب أخذ على عاتقه تبسيط الطب وتقريبه من أذهـان للناس ، وجعل طلاسمه وأسراره في متناول الأفراد .. ويتركز السؤال في معرفة اسم الابرة ( الزرقة ) التي اذا حقنها الطبيب المرأة ضمنت عدم الحمل لمدة سنتين او خمس سنوات حسب قوتها ، أو معرفة اسم الحبوب التي تقوم بهذه المهمة اذا
هي بلعتها ...
ويروح الطبيب يحاول إفهام هؤلاء الناس عدم وجود مثل هذه الأدوية في الوقت الحاضر ، وما ان يفعل الطبيب ذلك حتى يهزوا رؤوسهم غير
مؤمنین ظناً أنه منهم يحاور ويداور ضنا منه بالمعرفة لغاية في نفس يعقوب .
وقد تدخل السيدة عيادة الطبيب لهذا الغرض وتأبى الخروج منها دون الحصول على بغيتها . فهي مؤمنة واثقة بوجود هذه الزرقة وتسوق على ذلك أدلة متعددة : فهذه فلانة بنت فلان زرقتها القابلة ( س ) إبرة بمبلغ كذا فضمنت بذلك عدم الحمل مدة سنتين . وتلك السيدة أخذت --بوباً من الصيدلي الفلاني استعملتها مدة ثلاثة أيام فحال بينها وبين الحمل مدة خمس سنوات .. إلى غير ذلك من الأمثلة التي ترسمها المبالغة وتطلق فيها الألسنة فتنسج خيوط الخيال حولها وقائع ما أنزل الله بها من سلطان .
والحقيقة الطبية ان الطب لم يتوصل حتى يومنا هذا الى اكتشاف حبة أو زرقة إذا أعطيناها الى الرجل قضت على حيواناته المنـوية فترة معينة من الزمن أو إذا تناولتها المرأة ، هجعت ببيضاتها ونامت مدة من الزمن لا تنضج .. أعني لا تتعرض المرأة خلالها الى الحمل . واننا الورد في الفصول التالية أحدث ما وصل اليه العلم والطب من مبتكرات : فمن هذه الوسائل ما يفضي الى تعقيم الرجل أو تعقيم المرأة تعقمها أبدياً بدون تعطيل القدرة الجنسية ومنها ما تحول دون الحمل ويظل تأثيرها أمداً طويلاً : كتسخين الخصيتين وزرق الهرمونات واستخدام الأشعة السينية وغيرها ..
ومن الوسائل ما هو مانع موقت يحول دون الحمل ما دام المرء يستخدمه .
ما هي الوسائل التي توصل اليها الطب اذن للتعقيم :
عرفنا أن تكون الجنين رهن باجتماع عنصري الالقاح : الحيوان المنوي المذكر والبييضة المؤنثة ، فكل ما من شأنه القضاء على أحـد هذين العنصرين ، أو الحيلولة دون اجتماعها يفضي حتماً الى عدم حدوث التلقيح وبالنتيجة لا يكون هناك حمل .
وقد فكر القدماء بنزع المعمل الذي ينتج الحيوانات المنوية عند الرجل واستئصاله استئصالا ً كاملا ً ، وذلك باجراء عملية ( نزع الخصيتين ) وقد اتبع سلاطين الأتراك هذه الطريقة مع الرجال الذين كان يوكل اليهم أمر خدمة السيدات من « الحريم » وحراستهن . ويطلقون على الرجل المخصي اسم ( الطواشي ) . ولكن نتائج هذه العملية ، لم تكن تقتصر على افقاد الرجل حيواناته المنوية وجعله غير صالح للتلقيح فقط ، بل تتعداها إن حدوث تبدل في خلق المخصي وخلقه ، لأنه يفقد حالا بعد العملية شعر شاربيه ولحيته ، ويفقد عناصر الرجولة المميزة فيه فيغدو أمره مخنثاً .
ذا صوت رقيق كالنساء ، لأنه فقد بنزع خصيتيه مفرزاتها الداخلية التي كانت تنصب في الدم فتكسب الرجل صفات الرجولة والقوة . ومن المؤكد عدم قبول أي انسان تعقيمه أبدياً في سبيل تحديد النسل ولذلك فقد صرف النظر نهائياً عن هذه الطريقة فطواها التاريخ .. إلى حين .
وكذلك لم يفكر العلماء في نزع المبيضين المولدين للبيوض تخلصـاً من الحمل ، لأن المرأة ، من جهتها . تحتاج إلى مفرزاتها الداخلية وهي : دون ريب ، قوام جالها وصحتها . وقد عرفنا أن المرأة إذا بلغت سن اليأس ـ الخامسة والأربعين ـ حيث يبدأ المبيضان بالتوقف عن ابداء نشاطها ، اصيبت بأعراض مرضية تنغص عليها حياتها ، فتجعلها عرضة للهبلات الحارة ، والخفقانات والآلام ، وتصاب بالنزق والتأق ( النرفزة ) ثم تأخذ بالترهل لاختلال واضطراب احتراقات الأغذية هذه حالها في سن اليأس حيث يأفل نجم المبيضين ويأخذان بالذبول والضمور . فكيف بحالها إذا استؤصلا كاملاً ونهائياً .
لهذا جنح الأطباء إلى اتخاذ طرق أخرى يحتالون بها على عنصري الإلقاح ، يمنعون أحدهما أن يلتقي بالآخر ، فيحولون دون التلقيح ! وهي ربط القناة الناقلة عند الرجل وربط النفير عند المرأة .
التعقيم بدون تعطيل القدرة الجنسية :
يلجأ إلى الوقاية الدائمة ضد الحمل غير المرغوب فيه في الحالات التالية :
١ - لوضع حد لآلام الوضع المصحوبة بأخطار أكيدة في الحياة .
٢ - لمنع تناسل الأبوين المصابين بلوثة عقلية .
٣ - لوقف انتقال صفات وراثية مشحونة بالاضطرابات الخطيرة .
٤ - لضمان عدم حدوث حمل لدى النسوة اللواتي ولدن العدد الكافي من الأطفال حسب الامكانيات التي تهيئها لهن ظروفهن الاسرية .
٥ - لتبسيط وسائل الوقاية ضد الحمل دون بذل أي جهد لمنعه .
والتعقيم بالنسبة للرجل أو المرأة لا يقتضي أكثر
من اقفـال القناتين الناقلتين وقطر الوحدة " ثمن بوصة ( حوالي ثلاثة ميليمترات ) بظرف ربع ساعة فقط ( بالنسبة للرجل ) ، وهذا يضمن الوقاية التامة ضد الحمل .
والتعقيم لا يضمن أي تغيير في الجسم سوى هذا الاقفال ولا يتسبب عن ذلك فقدان الرغبة الجنسية أو الاستجابة الجنسية بل ان هذه الرغبـة والاستجابة كثيراً ما تزيد . وربط القناتين الناقلتين للنطف فوق الخصيتين يوقف صعود الحيوان المنوي الدقيق وهذا هو التغيير الوحيد الذي يحدث في الوظيفة الجنسية . كما ان ربط قناتي المبيضين ( النفيرين ) لدى المرأة لا يؤدي إلى اكثر من منع مرور البييضة إلى الرحم والتقائها في الطريق مع الحيوان المنوي المنتج للخصب . وتعقيم المرأة فور وضعها الطفل يضمن عدم تعرضها مرة ثانية لأخطار الوضع بدون أن يطيل ذلك فترة النقاهة .
وقد أثبتت العمليات الجراحية التي أجريت على مئات الآلاف من الأشخاص ، سلامتها من الأخطار بالنسبة للرجل . أما نسبة الوفيات لدى النساء بسببها فواحدة في التسعمائة . ويمكن اجراء التجارب لمعرفة نجاح العملية نجاحاً تاماً لدى الرجل أو المرأة . واعادة وصل الأنابيب المقطوعة لدى الرجل أو المرأة بقصد اعادة القدرة على الاخصاب أمر ممكن ولكنه صعب ، وقلما طلب أحد الطرفين اعادة وصل هذه الأنابيب .
ومن الضروري اصدار البيانات الواضحة لحقائق هذه العملية الجراحية بسبب رسوخ الاعتقاد في أذهان الجميع بصفة عامـة ان التعقيم يقتضي اجراء عمليات تشوه الجسم وتنتج عنها تغييرات أساسية في المظهر والشعور والسلوك . وينبغي أن نوضح أن النشاط الافرازي لغدة من الغدد الجنسية لا يتضرر من جراء اقفال مخرج دقيق من مخارج المواد التي تنتجها الغدة . وربط القناة للنطف فوق الخصيتين يغلق جزءاً حيوياً ولكنه صغير جـداً من طريق السائل المنوي . واغلاق الممر النفيري الدقيق ينجم عنه موت البييضة العقيمة الدقيقة التي لا تكاد ترى إلا بالمجهر . والعمليـة الأولى ( قطع القناة النطفية ) لا تحتاج الى أكثر من عشر دقائق بين يدي جراح ماهر ويستخدم فيها التخدير الموضعي . والعملية الثانية تقتضي احداث شق بعرض أصبعين لفتح البطن ، وتنام المرأة في المستشفى حوالي أسبوع على أثرها .
قطع القناتين النطفيتين ( للرجل ) :
أثبتت التجارب التي أجريت على آلاف الأشخاص ان هـذه العملية لا تقتضي أكثر من فترة راحة تدوم يومين ، وانها لا تحدث أية نتائج ضارة . ويستخدم فيها التخدير الموضعي .
وبعد ذلك يخاط الشق ويقفل الجرح ويربط الصفن ربطاً جيداً . وينام الرجل يوماً أو يومين يلزم فيها الهدوء وينتهي الأمر . ومما يقتضي التنويه ان النطف تصعد في القناة النطفية صعوداً مستمراً هادئاً ، وان ما يقذف من مني أثناء الجماع يتألف معظمه من سائل تنتجه غدة الموثة ( البروستات ) والحويصل المنوي .
صورة – ٤٧ عملية قطع القناة النطفية
اعادة وصل القناة النطفية :
ان عملية التعقيم بواسطة قطع القناة النطفية تكون أكثر قبولا لـدى الناس إذا أعطوا ضمانات معقولة بامكانية اعادتها الى حالتهـا الطبيعية وأقرب طريقة لاعادة وصل القناة ، هي لحم الطرفين المقطوعين معـاً من الرأسين .
قطع النفيرين ( للمرأة ) :
ان غلق القناة النفيرية أمر طبيعي مألوف ، ومن مستلزمات الحالات التي يفتح فيها البطن لاجراء العملية القيصرية عنـد تعذر الولادة عن طريق المهبل ، أو عند ازالة خراج من المبيض أو خراج رحمي . وقد جاءت النتائج طيبة في أكثر من ستين ألف حالة .
وهذه العملية " تجرى في أغلب الأحيان في المستشفيات ومن قبل أطباء الأعصاب .
صورة – ٤٨ عملية قطع النفيرين .
يتخبط الناس في دياجير الجهل .. ولو أوتوا الحكمة لاستشاروا الاخصائيين فلكل امرئ ما يرضيه ويزيل عنه العناء ..
من الأخطاء الشائعة اعتقاد الناس بوجود أدوية تمنع الحمل مدة من الزمن تطول أو تقصر ، وقد لا يمضي يوم واحد دون أن يسأل الطبيب عن هذا الأمر . ويقرع أذني جرس الهاتف عشرات المرات في اليوم ، کا ان عشرين بالمئة من الرسائل التي يحملها إلي البريد تتضمن الرجـاء الحار الذي يستحثني على ان أفضح هذا الدواء العجيب ، وأنزع النقاب عن هذا المجهول الذي يحاول الأطباء اخفاءه لغاية في نفوسهم ، يتوجهون إلي خاصة لأنني – على زعمهم - طبيب أخذ على عاتقه تبسيط الطب وتقريبه من أذهـان للناس ، وجعل طلاسمه وأسراره في متناول الأفراد .. ويتركز السؤال في معرفة اسم الابرة ( الزرقة ) التي اذا حقنها الطبيب المرأة ضمنت عدم الحمل لمدة سنتين او خمس سنوات حسب قوتها ، أو معرفة اسم الحبوب التي تقوم بهذه المهمة اذا
هي بلعتها ...
ويروح الطبيب يحاول إفهام هؤلاء الناس عدم وجود مثل هذه الأدوية في الوقت الحاضر ، وما ان يفعل الطبيب ذلك حتى يهزوا رؤوسهم غير
مؤمنین ظناً أنه منهم يحاور ويداور ضنا منه بالمعرفة لغاية في نفس يعقوب .
وقد تدخل السيدة عيادة الطبيب لهذا الغرض وتأبى الخروج منها دون الحصول على بغيتها . فهي مؤمنة واثقة بوجود هذه الزرقة وتسوق على ذلك أدلة متعددة : فهذه فلانة بنت فلان زرقتها القابلة ( س ) إبرة بمبلغ كذا فضمنت بذلك عدم الحمل مدة سنتين . وتلك السيدة أخذت --بوباً من الصيدلي الفلاني استعملتها مدة ثلاثة أيام فحال بينها وبين الحمل مدة خمس سنوات .. إلى غير ذلك من الأمثلة التي ترسمها المبالغة وتطلق فيها الألسنة فتنسج خيوط الخيال حولها وقائع ما أنزل الله بها من سلطان .
والحقيقة الطبية ان الطب لم يتوصل حتى يومنا هذا الى اكتشاف حبة أو زرقة إذا أعطيناها الى الرجل قضت على حيواناته المنـوية فترة معينة من الزمن أو إذا تناولتها المرأة ، هجعت ببيضاتها ونامت مدة من الزمن لا تنضج .. أعني لا تتعرض المرأة خلالها الى الحمل . واننا الورد في الفصول التالية أحدث ما وصل اليه العلم والطب من مبتكرات : فمن هذه الوسائل ما يفضي الى تعقيم الرجل أو تعقيم المرأة تعقمها أبدياً بدون تعطيل القدرة الجنسية ومنها ما تحول دون الحمل ويظل تأثيرها أمداً طويلاً : كتسخين الخصيتين وزرق الهرمونات واستخدام الأشعة السينية وغيرها ..
ومن الوسائل ما هو مانع موقت يحول دون الحمل ما دام المرء يستخدمه .
ما هي الوسائل التي توصل اليها الطب اذن للتعقيم :
عرفنا أن تكون الجنين رهن باجتماع عنصري الالقاح : الحيوان المنوي المذكر والبييضة المؤنثة ، فكل ما من شأنه القضاء على أحـد هذين العنصرين ، أو الحيلولة دون اجتماعها يفضي حتماً الى عدم حدوث التلقيح وبالنتيجة لا يكون هناك حمل .
وقد فكر القدماء بنزع المعمل الذي ينتج الحيوانات المنوية عند الرجل واستئصاله استئصالا ً كاملا ً ، وذلك باجراء عملية ( نزع الخصيتين ) وقد اتبع سلاطين الأتراك هذه الطريقة مع الرجال الذين كان يوكل اليهم أمر خدمة السيدات من « الحريم » وحراستهن . ويطلقون على الرجل المخصي اسم ( الطواشي ) . ولكن نتائج هذه العملية ، لم تكن تقتصر على افقاد الرجل حيواناته المنوية وجعله غير صالح للتلقيح فقط ، بل تتعداها إن حدوث تبدل في خلق المخصي وخلقه ، لأنه يفقد حالا بعد العملية شعر شاربيه ولحيته ، ويفقد عناصر الرجولة المميزة فيه فيغدو أمره مخنثاً .
ذا صوت رقيق كالنساء ، لأنه فقد بنزع خصيتيه مفرزاتها الداخلية التي كانت تنصب في الدم فتكسب الرجل صفات الرجولة والقوة . ومن المؤكد عدم قبول أي انسان تعقيمه أبدياً في سبيل تحديد النسل ولذلك فقد صرف النظر نهائياً عن هذه الطريقة فطواها التاريخ .. إلى حين .
وكذلك لم يفكر العلماء في نزع المبيضين المولدين للبيوض تخلصـاً من الحمل ، لأن المرأة ، من جهتها . تحتاج إلى مفرزاتها الداخلية وهي : دون ريب ، قوام جالها وصحتها . وقد عرفنا أن المرأة إذا بلغت سن اليأس ـ الخامسة والأربعين ـ حيث يبدأ المبيضان بالتوقف عن ابداء نشاطها ، اصيبت بأعراض مرضية تنغص عليها حياتها ، فتجعلها عرضة للهبلات الحارة ، والخفقانات والآلام ، وتصاب بالنزق والتأق ( النرفزة ) ثم تأخذ بالترهل لاختلال واضطراب احتراقات الأغذية هذه حالها في سن اليأس حيث يأفل نجم المبيضين ويأخذان بالذبول والضمور . فكيف بحالها إذا استؤصلا كاملاً ونهائياً .
لهذا جنح الأطباء إلى اتخاذ طرق أخرى يحتالون بها على عنصري الإلقاح ، يمنعون أحدهما أن يلتقي بالآخر ، فيحولون دون التلقيح ! وهي ربط القناة الناقلة عند الرجل وربط النفير عند المرأة .
التعقيم بدون تعطيل القدرة الجنسية :
يلجأ إلى الوقاية الدائمة ضد الحمل غير المرغوب فيه في الحالات التالية :
١ - لوضع حد لآلام الوضع المصحوبة بأخطار أكيدة في الحياة .
٢ - لمنع تناسل الأبوين المصابين بلوثة عقلية .
٣ - لوقف انتقال صفات وراثية مشحونة بالاضطرابات الخطيرة .
٤ - لضمان عدم حدوث حمل لدى النسوة اللواتي ولدن العدد الكافي من الأطفال حسب الامكانيات التي تهيئها لهن ظروفهن الاسرية .
٥ - لتبسيط وسائل الوقاية ضد الحمل دون بذل أي جهد لمنعه .
والتعقيم بالنسبة للرجل أو المرأة لا يقتضي أكثر
من اقفـال القناتين الناقلتين وقطر الوحدة " ثمن بوصة ( حوالي ثلاثة ميليمترات ) بظرف ربع ساعة فقط ( بالنسبة للرجل ) ، وهذا يضمن الوقاية التامة ضد الحمل .
والتعقيم لا يضمن أي تغيير في الجسم سوى هذا الاقفال ولا يتسبب عن ذلك فقدان الرغبة الجنسية أو الاستجابة الجنسية بل ان هذه الرغبـة والاستجابة كثيراً ما تزيد . وربط القناتين الناقلتين للنطف فوق الخصيتين يوقف صعود الحيوان المنوي الدقيق وهذا هو التغيير الوحيد الذي يحدث في الوظيفة الجنسية . كما ان ربط قناتي المبيضين ( النفيرين ) لدى المرأة لا يؤدي إلى اكثر من منع مرور البييضة إلى الرحم والتقائها في الطريق مع الحيوان المنوي المنتج للخصب . وتعقيم المرأة فور وضعها الطفل يضمن عدم تعرضها مرة ثانية لأخطار الوضع بدون أن يطيل ذلك فترة النقاهة .
وقد أثبتت العمليات الجراحية التي أجريت على مئات الآلاف من الأشخاص ، سلامتها من الأخطار بالنسبة للرجل . أما نسبة الوفيات لدى النساء بسببها فواحدة في التسعمائة . ويمكن اجراء التجارب لمعرفة نجاح العملية نجاحاً تاماً لدى الرجل أو المرأة . واعادة وصل الأنابيب المقطوعة لدى الرجل أو المرأة بقصد اعادة القدرة على الاخصاب أمر ممكن ولكنه صعب ، وقلما طلب أحد الطرفين اعادة وصل هذه الأنابيب .
ومن الضروري اصدار البيانات الواضحة لحقائق هذه العملية الجراحية بسبب رسوخ الاعتقاد في أذهان الجميع بصفة عامـة ان التعقيم يقتضي اجراء عمليات تشوه الجسم وتنتج عنها تغييرات أساسية في المظهر والشعور والسلوك . وينبغي أن نوضح أن النشاط الافرازي لغدة من الغدد الجنسية لا يتضرر من جراء اقفال مخرج دقيق من مخارج المواد التي تنتجها الغدة . وربط القناة للنطف فوق الخصيتين يغلق جزءاً حيوياً ولكنه صغير جـداً من طريق السائل المنوي . واغلاق الممر النفيري الدقيق ينجم عنه موت البييضة العقيمة الدقيقة التي لا تكاد ترى إلا بالمجهر . والعمليـة الأولى ( قطع القناة النطفية ) لا تحتاج الى أكثر من عشر دقائق بين يدي جراح ماهر ويستخدم فيها التخدير الموضعي . والعملية الثانية تقتضي احداث شق بعرض أصبعين لفتح البطن ، وتنام المرأة في المستشفى حوالي أسبوع على أثرها .
قطع القناتين النطفيتين ( للرجل ) :
أثبتت التجارب التي أجريت على آلاف الأشخاص ان هـذه العملية لا تقتضي أكثر من فترة راحة تدوم يومين ، وانها لا تحدث أية نتائج ضارة . ويستخدم فيها التخدير الموضعي .
وبعد ذلك يخاط الشق ويقفل الجرح ويربط الصفن ربطاً جيداً . وينام الرجل يوماً أو يومين يلزم فيها الهدوء وينتهي الأمر . ومما يقتضي التنويه ان النطف تصعد في القناة النطفية صعوداً مستمراً هادئاً ، وان ما يقذف من مني أثناء الجماع يتألف معظمه من سائل تنتجه غدة الموثة ( البروستات ) والحويصل المنوي .
صورة – ٤٧ عملية قطع القناة النطفية
اعادة وصل القناة النطفية :
ان عملية التعقيم بواسطة قطع القناة النطفية تكون أكثر قبولا لـدى الناس إذا أعطوا ضمانات معقولة بامكانية اعادتها الى حالتهـا الطبيعية وأقرب طريقة لاعادة وصل القناة ، هي لحم الطرفين المقطوعين معـاً من الرأسين .
قطع النفيرين ( للمرأة ) :
ان غلق القناة النفيرية أمر طبيعي مألوف ، ومن مستلزمات الحالات التي يفتح فيها البطن لاجراء العملية القيصرية عنـد تعذر الولادة عن طريق المهبل ، أو عند ازالة خراج من المبيض أو خراج رحمي . وقد جاءت النتائج طيبة في أكثر من ستين ألف حالة .
وهذه العملية " تجرى في أغلب الأحيان في المستشفيات ومن قبل أطباء الأعصاب .
صورة – ٤٨ عملية قطع النفيرين .
تعليق