الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر
حدث في مثل هذا اليوم : 5 ابريل 1917 ..
ميلاد فضيلة الإمام الاكبر جاد الحق علي جاد الحق صاحب المواقف الثابتة على الحق والتي لا ينساها التاريخ ..
شخصية فذة ونادرة جمعت بين المنصب الرفيع والتواضع الجم ، عمل قاضيا وداعية إلى الله ومفتيا للديار المصرية ووزيراً للأوقاف ..
هذا الرجل الذى يعتبره الجميع قدوة ورمزاً وإلى الآن نسترشد بأرائه وفتاواه ، انه فضيلة الإمام الأكبر جاد الحق على جاد الحق (1917_1996 ) شيخ الأزهر الشريف ..
كان للشيخ الجليل مواقف جريئة وشجاعة ، تمسك فيها بموقف الإسلام، انطلاقا من رسالته الكبري كشيخ للأزهر وإمام للمسلمين ، لنستعرض بعضا من تلك المواقف الشجاعة :
هناك واقعة ظلت تُروي سراً بين جنبات الأزهر وشيوخه الكبار ، تلك الواقعة التي حدثت بين شيخ الأزهر الراحل جاد الحق علي جاد الحق وتعرفها أسرته تماماً وبين الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ، فقد أراد مبارك أن يستصدر فتوي من شيخ الأزهر بإباحة فوائد البنوك وأن تصدر فتوي رسمية من الأزهر بذلك وكان الأزهر يُحرمها تماما ويُفتي بأنها ربا صريح مائة في المائة وهو الرأي الأرجح لمعظم العلماء ، فأوعز الاقتصاديون لمبارك أن الناس لا تضع أموالها بالبنوك بسبب فتوي الشيخ جاد الحق ، فقال مبارك في أحد اجتماعاته مع بعض المشايخ ووزير الأوقاف موجهاً حديثه للشيخ جاد : " بقولك إيه يا مولانا ، البنوك قربت تفلس والناس لا تضع أموالها بالبنوك .. عايزين فتوي من فضيلتك تنقذ الاقتصاد المنهار وتحلل وضع الفلوس في البنوك لأن الناس بتضع كل ثقتها في الأزهر ودي ضرورات برضه "، فما كان من شيخ الأزهر إلا أن انتفض واقفاً وقال لمبارك بغضب شديد : " ومن قال لك أني أحرم أو أُحلل؟! إن الذي يُحلل أو يُحرم هو الله ولن تتغير فتواي أبداً أبداً بتحريم فوائد البنوك "، فاحمر وجه مبارك خجلا وقال للشيخ جاد : " يا مولانا ده أنا كنت بهزر! " ... فرد عليه الشيخ قائلا : "هذا موضع لا مجال للهزل فيه " ..
مؤتمرا المرأة والسكان :
وكان للشيخ رأي واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي تم عقده في القاهرة في سبتمبر 1994م ، فعارض دعوات الانحلال الأُسري والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتعاون معه في رد تلك الدعاوى نفر من المخلصين، وكان لحضورهم هذا المؤتمر ودحضهم تلك الدعاوى أثره في إحباط ما كان يخطِّط له القائمون على المؤتمر،واتصل بالرئيس مبارك واخبره ان المؤتمر ضد شريعة الاسلام فجعل مبارك موقف الدولة هو موقف الأزهر وأعلن انه لن يقبل شيئا ضد الاسلام. وتكرَّر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة الذي تم عقده في بكين في سبتمبر 1995م ..
رفض الشيخ جاد الحق قرار الكونجرس الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وطالب أمريكا بمواقف عادلة تجاه العرب وإسرا.ئيل، وأكد أن القدس إسلامية ، كما كانت له رحمه الله مواقفه القوية والحازمة ضد التطبيع مع إسرا.ئيل وأفتى بعدم جواز زيارة القدس إلا بعد تحريرها، ورفض استقبال أي وفد إسرا.ئيلي يرغب في زيارة الأزهر، وإنْ سبَّب ذلك حرجًا للمسؤولين وكان مع الانتفاضة الفلسطينية ضد المحتل ..
كان شيخنا الجليل يسكن في شقة متواضعة في المنيل، وكانت في الطابق الخامس، ولم يكن في العمارة مصعد (أسانسير) وكان فوق السبعين ، لكنه رفض تغيير شقته حتى لا يكلف الدولة شيئا و يأخذ من مال المسلمين ،كان رحمه الله عفيف النفس، زاهداً في الدنيا، راضياً بما قسم الله له، فلم يحاول أن يستغل نفوذه لجلب مصلحة شخصية ، ولو حتى بناء بيت بسيط له ولأولاده، وكان لا يأخذ مالا على مؤلفاته بل جعلها لنفع المسلمين فقط وكان يرفض اخذ مكافآت وبدلات في مرتبه ويكتفي بمرتبه فقط . وظل الشيخ في شقته المتواضعة حتى لحق بربه ، ضارباً أروع الأمثال في الزهد الحقيقي، مجدداً سنة الزاهدين الأوائل ..
توفي الشيخ جاد الحق في 16 مارس 1996 رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الاول - فاروق مصر
Nesma