تويت
نكهتها مميزة وبالكاد يخلو منها طبق مطهي اليوم، إذ تعمل على تحسين المذاق وتضفي على الطبق رائحة مميزة، ونجدها بعلامات تجارية مختلفة في الأسواق، على الرغم من أن الطعم يوحد بينها جميعاً، ومع ذلك هنالك مكعبات للتوابل الخاصة بالحساء ومرق الطهي وأخرى تستخدم مع السمك والدجاج واللحوم الحمراء والأرز، أي أن هذه المكعبات حلت محل التوابل التقليدية في معظم البلدان.
بيد أن الناس يستهلكون تلك المكعبات من دون معرفة أثرها على صحتهم بما أن أغلبهم لا يقرأ المكونات الموجودة على العلبة.
مكونات مكعبات التوابل
يتألف أي مكعب متوسط الحجم من الملح، الغلوتامات أحادية الصوديوم، السكر، زيت النخيل المهدرج، النشاء، اللحم بقري أو لحم سمك أو الدجاج المجفف، ملونات، منكهات ، إينوزينات ثنائية الصوديوم وتستخدم لتحسين النكهة، توابل، كركم، مواد حافظة، أي أن تلك المكعبات لا تحتوي على أي عنصر طبيعي، بل كلها مواد مصنعة بشكل أو بآخر، وجميعنا يعرف بأن الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة مضر بالصحة لكونها تحتوي على مواد كيماوية وإضافات لا تتوافق مع تركيبة جسم الإنسان وتكوينه.
ولكن أخطر عنصر هنا هو كمية الملح الموجودة في تلك المكعبات، وذلك لأن بعضها تصل نسبة الملح فيه إلى 2.50 غراماً، وتمثل هذه النسبة أكبر من 40% من حجم المكعب.
وبما أن الإنسان البالغ لا يجوز أن يتناول أكثر من 5 غرامات من الملح يومياً، فهذا يعني بأنك عند إضافتك لمكعبين من مرق الدجاج للطبق الذي تعده تكون قد استوفيت حاجة جسمك للملح خلال يوم كامل. إلا أن البعض لا يكتفي بمكعبين فحسب، ناهيك عمن يضيفون الملح لطعامهم إلى جانب تلك المكعبات، ناسين أو متناسين بأن الإفراط في تناول الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وبالتالي إلى حدوث فشل كلوي.
ثم إن غنى تلك المكعبات بالصوديوم قد يتسبب بارتفاع ضغط الدم أيضاً، فضلاً عن الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية أو القلبية وغيرها من أمراض الكلى.
هنالك أيضاً الزيوت المهدرجة، والتي كانت صحية قبل معالجتها وهدرجتها، وهذا ما جعلها تتحول إلى أحماض دهنية متحولة غير صحية، ويتسبب هذا المكون برفع نسبة البروتين الدهني منخفض الكثافة (أي الكوليسترول الضار) وإضعاف نسبة البروتين الدهني مرتفع الكثافة (أي الكوليسترول الجيد) في الدم.
وبما أن مكعبات مرق الدجاج تحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم، لذا ينبغي على المرء مراقبة استهلاكه لهذه المادة بما أن الإفراط في تناولها مضر بالصحة، إذ كشفت بعض الدراسات بأن لها آثارا ضارة للغاية تشمل الإصابة بالسمنة والسرطان والخدر والربو وتضر بالأعصاب، وتسبب الصداع والتسرع في ضربات القلب والغثيان وغيرها.
تحتوي مكعبات مرق الدجاج على نسبة من السكر، وعلى الرغم من أنها نسبة ضئيلة إلا أنها تزيد من كمية السكر في الطعام، لذا ينبغي على كل من يراقب نسبة السكر في دمه أن يراعي ذلك.
ثم إن مكعبات مرق الدجاج تحتوي على العديد من المركبات مثل الملونات الصناعية ومساحيق تستخدم لإضفاء النكهة والمواد الحافظة وكلها مضرة بالصحة، وهذا ما دفع بعض الخبراء لدى منظمة الصحة العالمية وبعض المنظمات الزراعية للتصريح بأن الإفراط في إضافة وتناول مكعبات مرق الدجاج يضر بالصحة بشكل كبير.
بيد أن كل تلك الآثار لا تظهر إلى على من يفرطون في تناول هذه المكعبات أي بنسبة تصل إلى 3 ملغ مع كل وجبة، ولهذا ينصح بتوخي الحذر عن الاستعانة بهذه المادة لتعزيز نكهة أي طبق.
ماذا نفعل للحد من هذه الآثار الصحية عند استخدام مكعبات مرق الدجاج؟
الاعتدال والتوسط سيد الموقف هنا، إذ يكفي الاستعانة بمكعبين في اليوم، مع تجنب تناول الوجبات السريعة قدر الإمكان.
وبوسعنا أيضاً العودة لاستخدام التوابل والأعشاب الطبيعية مثل الثوم والبصل والزنجبيل والكاري والكركم وغيرها الكثير والمطبخ السوري غني بها، كما يمكن الاكتفاء بإضافة الملح من دون أي توابل أخرى، إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية بأن الحد من تناول الملح يعتبر من أهم وأرخص الإجراءات التي يمكن لأي دولة إتباعها لتحسين مستوى الصحة العامة، كما يمكن الحد من نسبة الوفيات بنسبة 2.5 مليون وفاة سنوياً عند الحد من استهلاك الملح والالتزام بتناوله بالنسبة المحددة.