عمريت السورية حكاية الإبداع الفينيقي

عمريت السورية حكاية الإبداع الفينيقي و أكبر مدن الشرق في القرن الثالت والثاني قبل الميلاد
المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم تبنى الحضارات اللاحقة على انقاضها
--------------------------------------------------------------------------
مدينة عمريت أو ماراتوس مدينة أثرية سورية، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تأسست في العصر الأموري في الألف الثالث قبل الميلاد،
.
تبعد عمريت 7 كم عن مدينة طرطوس باتجاه الجنوب تنتشر فيها الآثار والأوابد أهمها معبد فينيقي ذو طابع مميز وملعب أولمبي يعد أقدم المنشآت الرياضية في العالم.
.
اسم (عمريت أو أمريت) هو الاسم الكنعاني القديم للمدينة.. وفي عهد الاسكندر المقدوني دعيت "ماراتوس" وكانت من أكبر مدن الشرق على البحر المتوسط..
وقد تم سكّ النقود باسم "ماراتوس" في القرن الثالث والثاني قبل الميلاد مما يدل على أنها كانت ذات مكانة اقتصادية هامة وكانت تابعة مباشرة ل"مملكة أرواد".
.
تعد مدينة عمريت في سوريا واحدة من أهم الحواضر الفينيقية، التي شكلت في فترات ازدهارها أكبر تجمع ثقافي حضاري على ساحل شرق المتوسط، جامعة المظاهر الدينية الملتزمة والحضارية الترفيهية جنباً إلى جنب، هذا ما دلنا عليه الامتداد الكبير للمساحة الأثرية المسجلة التي تزيد على 6 كيلومترات مربعة وتنوع الهياكل الأثرية على دورها التجاري المهم.
وهي تقدم اليوم، صورة استثنائية عن تطور الحضارة الفينيقية.
.
عرفت عمريت في الكتابات اليونانية باسم "ماراثوس"، وكانت تابعة لمملكة أرواد واعتبرت ضاحية برية لها، إذ خصصها الأرواديون لبناء منشآتهم التجارية والمعمارية والمساكن والقبور،
وكان لعمريت أهمية اقتصادية كبيرة وعلاقات تجارية مع كل دول البحر المتوسط وخصوصاً اليونان، حيث نقلت لها فلسفتها وديانتها وصناعتها وزراعتها، وقد قدمت النقود البرونزية المكتشفة، والتي نقش عليها اسم "ماراثوس"، دليلاً قوياً على أهمية عمريت التجارية. وقد يكون هذا الاسم هو اساس اسم الالعاب الماراثونية التي كانت تجري حينها
وأثبتت الدراسات التي أجريت في تل الموقع مرجعية السوية التاريخية الأثرية إلى الألف الثالث قبل الميلاد (الفترة الأمورية). كما يؤكد مدير معهد تاريخ وآثار الشرق الأدنى القديم هورست كلينكل، أن الأطلال الحالية في عمريت تعود إلى الفترتين السلوقية والفارسية.
.
دلت التنقيبات الاثرية على انها تأسست وسكنت من قبل الاموريين في نهاية الالف الثالث, بداية الالف الثاني قبل الميلاد .‏
كانت خاضعة لجزيرة ارواد وتؤلف معها حلفا ضم كل من بالتوس (عرب الملك) وبالاينا (بانياس) وكارنة (القرنيين) كما كانت مركز توسع للارواديين على الشاطئ ويقيمون فيها مساكنهم ومخازنهم ومصانعهم ومقابرهم بدليل الانقاض المتناثرة على مساحات فيها, والدلائل تشير على وجود ميناء ردم نتيجة المجروفات والرمال المتجمعة عند المصب الجدول.‏
.
تحررت عمريت من سيطرة ارواد الام في اواخر القرن الثالث وبالتحديد 219 قبل الميلاد .‏
فقدت عمريت منزلتها خلال العصر الروماني الاول ثم عادت لتبني مجدها في اواخر العصر البيزنطي وهذا ما دلت عليه النتائج الاولية لتنقيبات عام 1992 ثم اهملت واخذ الصليبيون يستعملون حجارة منشآتها في تحصينات مدينة طرطوس وارواد وغيرها .‏
.
وتعتبر عمريت المدينة الفينيقية الوحيدة التي لم تبنى الحضارات اللاحقة على انقاضها، وانما الى جوارها.
وظل المعبد والمدينة مزدهرين طوال ألف عام قبل أن يدمرها الارواديون في القرن الاول قبل الميلاد، وظلت عمريت طي النسيان والاهمال حتى بدأت أعمال تنقيب وترميم جدية بداية من عام 1953.
.
تضم عمريت معبداً وملعباً ومغازل ومرفأ أثرياً ومنشآت تابعة له ومجموعة كبيرة من المدافن الطابقية المتناثرة في كافة مناطق عمريت، ويعد موقعها الأثري نموذجاً مثالياً عن الفترة الفينيقية في سوريا.
◘ المعبد
~~~~~~~~~~~~
نُحت معبد عمريت في المنحدر الصخري المطل على نهر "ماراتياس" (نهر عمريت حاليا) يحيط بالمعبد نبع ماء موصول بمصرف منحوت بالصخر، كان الناس يأتون بالأباريق الفخارية لملئها من المياه المقدسة بقصد الشفاء.
.
أما الهيكل المقدس الموجود وسط البركة ظل ردحاً من الزمن باقياً رغم العوامل الزمنية،
أما المحراب فقد كان مخصصاً لوضع تمثال الإله الذي كرس له المعبد، كما وجدت كتابات فينيقية عثر عليها قرب الموقع تؤكد أنه كرس للإله (مالكرت أو هرقل) إله الشفاء وتجدد الحياة عند الفينيقيين
وكان للمعبد مكانة كبيرة بين سكان عمريت والمناطق المجاورة لها.
.
ذكر المؤرخ لوسيان شبيها لهذا المعبد في مدينة منبج (هيرا بوليس) وقد اجريت فيه عدة مواسم تنقيب وترقيم وعثر على اوان فخارية كالصحون البرغامية والطاسات المزينة والمنحوتات النذرية وعراوي جرار رودسية وكسر زجاجية ويرجع تاريخه الى القرن الخامس او الرابع قبل الميلاد .‏
.
◘ المدافن الملكية
~~~~~~~~~~~~~~
يعد موقع عمريت في الساحل السوري ثاني موقع في العالم من بعد صيدا (لبنان) في اكتشاف واستخدام التوابيت الفينيقيّة الشبيهة بالإنسان التي يعود تاريخها (ما بين القرن السّادس والثالث قبل الميلاد)، وبلغ عددها حتّى الآن في موقع عمريت أربعة وثلاثون.
التّابوت يتكون من قطعتين.. الصندوق والغطاء المنفصل، ما يميزه هو الجزء العلوي بكونه محفور بسمات إنسانيّة يعبر عنها بمصطلح "الأنثروبويد". سميّت بهذا الاسم لأنّ شكلها الخارجي يأخذ شكل الجسم الإنسانيّ وتحاكي –نموذج- المومياء للتوابيت الفينيقيّة الشبيهة بالإنسان الموجودة في متحف طرطوس.
.
يطلق أهالي المنطقة على هياكل المدافن اسم "المغازل". يتجاور اثنان منهما، والثالث يتفرد في جهة الجنوب. تقود درجات إلى داخل المدافن القائمة تحت المغازل، والتي تحيط بها حفر توضع بها توابيت فخارية.
وهي تمثل انصابا جنائزية او شواهد قبور ضخمة كانت تحضن ملوك ارواد وعمريت او كبار الأغنياء فيها وتعود الى القرن السادس والخامس قبل الميلاد .‏
.
.▪︎- مدافن عازار: وتقع في السهل الممتد بين طرطوس وعمريت وعلى الجانب الغربي للطريق تحت الكثبان الرملية وترجع الى العهد الفينيقي واليوناني والروماني
.
وقد تم الكشف في هذه المنطقة عن مجموعة من المدافن الجماعية وكل مدفن من هذه المدافن له صفات خاصة به ..
كما وجد على سطح المدافن مُنشأة صناعية كانت تستعمل كمعصرة، وتعود إلى الفترة البيزنطية.
.
تم اكتشاف تماثيل من المرمر تمثل الإله باخوس في مدافن عازار اضافة الى العثور على مدفن فينيقي عائلي محفور في الصخر عثر ضمنه على مجموعة من التوابيت الخشبية والتوابيت الفخارية الانسيابية الشكل جيدة الصنعة ( معروضة حاليا في متحف طرطوس) اضافة الى العثور على مجموعة من شواهد القبور الفينيقية في منطقة مقبرة البياضة شرق موقع عمريت
.
وكشف عن مدفن جماعي هام جدا عام 2003 على جانبي طريق طرطوس- طرابلس حيث تم الكشف عن مجموعة قبور مميزة ثلاثة توابيت حجرية وتمثالين نصفيين مكملي الشكل وحاليا معروضان ضمن طرطوس مع مجموعة من اللقى الاثرية الهامة الاخرى .‏
.
كما تم اكتشاف ارضية اثرية وقبر فردي في موقع مدافن عازار, اضافة الى العديد من اللقى والمعالم الهامة الاخرى خلال عام .2004‏
.
وتعدّ مدافن عمريت من أهم النماذج المعمارية القديمة، وهي منتشرة على مساحة كبيرة تتجاوز حدود المدينة القديمة، كانت لسكان عمريت خاصة ولسكان جزيرة أرواد الذين استعانوا بالأراضي اليابسة لإقامة مدافن ملوكهم وحكامهم.
شيدت المدافن بأشكال مختلفة، وأهمها:
• المدفن الهرمي؛ الذي يقع جنوب غربي المعبد، ارتفاعه أربعة أمتار وهو أسطواني الشكل قاعدته مكعبة يؤدي إليه درج منحوت في الصخر، يؤدي إلى باب ثم إلى غرفتين الأولى، نحتت فيها قبور والثانية الداخلية فيها مصطبة لوضع تابوت رب العائلة.
وجدت داخل المدفن لُقىً جنائزية كانت توضع مع الأموات يعود تاريخها إلى ما بين القرنين الخامس والأول قبل الميلاد.
• ثم المدفن القببي الذي يقع بجوار المدفن الهرمي، ويدخل إليه بدرج منحدر، مؤلف من ثلاث درجات وقبة، وفيه غرفتان للدفن، كما في المدفن الهرمي، يبلغ ارتفاعه 9.5م، وهو أقدم بقليل من المدفن الهرمي.
.
وتظهر مقابر عمريت أن الفينيقيين، كانوا من الشعوب التي تولي الدفن اهمية خاصة، فقبور عمريت تحف فنية وهندسية مليئة برموز وفلسفة الخلود، ومن سوء حظ هذه الآثار أن تقاليد الفينيقيين كانت تقضي بدفن ممتلكات الميت بما فيها من حلي وذهب معه، الامر الذي أسال، وما زال يسيل، لعاب اللصوص العاديين اضافة الى لصوص الآثار.
.
◘ أقدم منشأة رياضية في العالم
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ملعب عمريت الأولمبي ينافس في القدم الملعب الأولمبي في أثينا وهو أقدم منه وكانت تقام عليه الألعاب الرياضية وكانت تقام فيه مسابقات الجري وألعاب القوى وبعض الألعاب الرياضية إضافة للاحتفالات .
وتشير الدراسات أن الفينقيين في الساحل السوري نقلوا معهم ألعابهم الرياضية من سورية تحديدا من مدينة عمريت إلى اليونان مما يدل على قدم المنشآت الرياضية في عمريت السورية.
.
خصص الملعب للاحتفالات الرياضية الكبيرة، وفي مقدمتها ألعاب الستاديوم (الركض والقفر والرمي والمصارعة)، حيث نجد عند أطرافه بعض المنشآت والمباني التي كانت تقام فيها المسابقات والاحتفالات.
.
ويعتقد أن كلمة ماراثون جاءت من اسم المدينة "ماراثوس"، وفي هذا إشارة واضحة لأهمية ملعبها.
.
◘ كشفت التنقيبات الأثرية عن بقايا دور ومنازل، وأقنية مائية متوزعة في المدينة بين المنشآت السكنية، بعضها مخصص للمياه الحلوة والآخر للمياه المالحة،
.
◘ تل عمريت:
من اشهر تلال المنطقة- ويعتبر المدينة السكنية , يوجد بالقرب منه نبع للشرب يعرف بنبع التل وآخر يعرف بنبع الحياة .‏
.
◘ مستودع المقدسات:
يقع غربي المعبد على مقربة منه, وهو هضبة صخرية قليلة الارتفاع معروفة لدى الأهالي باسم المقلع، أبعادها 70×60×3م، استخدمت مقلعاً للحجارة، ويظنّ أنه كان فوقها مبانٍ تعود إلى عصر المعبد، أزيلت بكاملها. .,
عثر فيها السيد موريس دونا عام 1927 على مجموعة من التماثيل واجزاء من تماثيل منحوتة من الحجر الكلسي متأثرة بالفن المصري والقبرصي والفارسي .‏تجسد بمضامينها تقديمات نذرية للمعبد.
.
◘البيت الصخري‏:
وهو معروف لدى الاهلين بموقع الكنيسة منحوت بالصخر , ويتألف من ثلاث غرف فواصلها من الصخر نفسه .‏
.
◘ متحف عمريت
~~~~~~~~~~~~~~~
يوجد في عمريت متحف يضم أهم المكتشفات الأثرية للموقع .
تجدر الإشارة إلى أن ما يعرض اليوم في عمريت ليس إلا جزءاً يسيراً من الآثار التي كشفت عنها التنقيبات أو التي تم تتبعها عن طريق الصدفة، إذ إن التنقيب الجدي في هذا الموقع لم يبدأ إلا قبل 50 سنة، وما زال المستقبل يبشر بالكثير
.
وقد رفدت آثار عمريت الكثير من المتاحف في فرنسا( اللوفر) ولبنان (متحف بيروت- متحف الجامعة الامريكية ) وسورية ( المتحف الوطني في دمشق- متحف طرطوس).‏
.
بالنظر للاهمية التاريخية والاثرية لموقع عمريت فهو يعتبر من اهم المواقع الاثرية على ساحل البحر الابيض المتوسط والعائدة للعصور الفينيقية القديمة.
▪︎ سجلت عمريت موقعا اثريا للمرة الاولى وفق القرار الوزاري رقم 8/آ تاريخ 14/1/1959 حيث تضمن قرار التسجيل تحديد كل من المعبد القديم والمدرج والمدافن ومنطقة الحفريات
ولحظ وجائب عدم البناء لهذا الموقع تبلغ 10م لكافة المواقع باستثناء موقع الحفريات حيث منع البناء على سائر المنطقة العقارية .‏
▪︎ تم تسجيل موقع عمريت كموقع اثري بشكل كامل وفق القرار الوزاري رقم 149/آ لعام 1988 وحدد القرار موقع عمريت على مخطط رفق بقرار التسجيل حيث تضمن المعبد والملعب والتل والمدافن والمغازل ومدافناً ارضياً ومستودع المقدسات ومدفناً ذا نصب مكعب وبرج البزاق وبيتاً صخرياً حيث منع قرار التسجيل القيام بأي تعديلات او زراعة او غراس إلا بموافقة السلطات الاثرية.‏
▪︎ ثم اعيد تسجيل موقع عمريت ومدافن عازار ومقبرة البياضة بالقرار 214/آ لعام .2005‏
.
• زار عمريت الرحالة بوكول عام 1745 وسجل بعض مشاهداته,
• كما اتاها ارنست رينان عام 1860 وقام بإجراء تحريات اثرية
• وفي عام 1926م قام موريس دونان بتنقيبات اثرية في مستودع المقدسات وعثر على مجموعة من التماثيل النذرية .‏
.
•- وتم العثور على مجموعة من اللقى الأثرية الهامة سراج فخارية- نقود برونزية - مدامع زجاجية- كثافة كبيرة من الكسر الفخارية- ختم فخاري من المتوقع ان تعود هذه المكتشفات للفترة الهلنستية .‏
------------------------------------------------------
مصادر متنوعة
=AZUtdBVHP4e4pvLUgWF7XmEnGGloNDaPh18EsVVM6PGCAwsOV S_2VyLlocqamu5IAMPKQUHbsFUWhM43oPYVwqro6gfmtaTX85A-Q5Alaa1NR6tzCUch3YX-toWLOr_ZbVtevgHlGwswrNZKBlTtaIOoSDtK0io_gNatGIsvw6 ijh9RwmS0FzRbjRIkY2OVsRwA&__tn__=*bH-R]
=AZUtdBVHP4e4pvLUgWF7XmEnGGloNDaPh18EsVVM6PGCAwsOV S_2VyLlocqamu5IAMPKQUHbsFUWhM43oPYVwqro6gfmtaTX85A-Q5Alaa1NR6tzCUch3YX-toWLOr_ZbVtevgHlGwswrNZKBlTtaIOoSDtK0io_gNatGIsvw6 ijh9RwmS0FzRbjRIkY2OVsRwA&__tn__=*bH-R]
=AZUtdBVHP4e4pvLUgWF7XmEnGGloNDaPh18EsVVM6PGCAwsOV S_2VyLlocqamu5IAMPKQUHbsFUWhM43oPYVwqro6gfmtaTX85A-Q5Alaa1NR6tzCUch3YX-toWLOr_ZbVtevgHlGwswrNZKBlTtaIOoSDtK0io_gNatGIsvw6 ijh9RwmS0FzRbjRIkY2OVsRwA&__tn__=*bH-R]
=AZUtdBVHP4e4pvLUgWF7XmEnGGloNDaPh18EsVVM6PGCAwsOV S_2VyLlocqamu5IAMPKQUHbsFUWhM43oPYVwqro6gfmtaTX85A-Q5Alaa1NR6tzCUch3YX-toWLOr_ZbVtevgHlGwswrNZKBlTtaIOoSDtK0io_gNatGIsvw6 ijh9RwmS0FzRbjRIkY2OVsRwA&__tn__=*bH-R]
=AZUtdBVHP4e4pvLUgWF7XmEnGGloNDaPh18EsVVM6PGCAwsOV S_2VyLlocqamu5IAMPKQUHbsFUWhM43oPYVwqro6gfmtaTX85A-Q5Alaa1NR6tzCUch3YX-toWLOr_ZbVtevgHlGwswrNZKBlTtaIOoSDtK0io_gNatGIsvw6 ijh9RwmS0FzRbjRIkY2OVsRwA&__tn__=*bH-R]
+