الحضارة السورية في وادي النطوف

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحضارة السورية في وادي النطوف


    الحضارة السورية في وادي النطوف
    ----------------------------------
    لقد أطلق العلماء اسم الحضارة النطوفيةعلى الحضارة التي ظهرت للوجود في حوالي 10000قبل الميلاد في الغرب السوري و دامت حتى حوالي 8300 قبل الميلاد
    .
    و تتمتع هذه الحضارة بأهمية كبيرة بالقياس لموضوع الخروج من الكهوف .
    .
    تتجلى الخاصة الرئيسية لتلك الحضارة في وجود الأدوات الصوانية ذات الأشكال الهندسية أو في الشظايا الصوانية ، يضاف إلى ذلك نسب مختلفة من الأدوات الصوانية مثل المثلثات مختلفة الأضلاع أو متساوية الساقين ، و النصال المحدبة ، و المنقاش الدقيق ، و أدوات مثل نصل المنجل و المكشط و المنقاش و الخرز و المثقاب المسنن .
    .
    إن هذه الصناعة الحجرية ليست إلا جزء من جملة متكاملة من الخصائص التي تشمل صناعة الأدوات المنزلية الثقيلة للطحن و الجرش و السحق و صناعة الأدوات العظمية و أحيانا الأعمال الفنية المصنوعة من الحجر أو من العظم ، وقطع مختلفة لأدوات زينة ، أو حلي مصنوعة من الحجر أو العظم أو الصدف ،
    إلى جانب الوجود المتكرر للبقايا العمرانية ( أكواخ مستديرة و صوامع للخزن ) ثم المدافن الفردية أو الجماعية .
    .
    يرى الباحث الآثاري بار يوسف أن الحضارة النطوفية هي حضارة فلسطينية بحتة ، لأن القسم الأعظم من خصائص تلك الحضارة يتجلى في الشواهد المكتشفة في فلسطين ، في حين أن الشواهد المماثلة التي اكتشفت في سوريا و لبنان و صحراء النقب تمثل حضارة مختلفة أطلق عليها اسم ( الكيباريان الهندسي ) .
    .
    لقد سقط الباحثون في تلك الأخطاء نفسها الناجمة عن اصرارهم على دراسة حضارة المنطقة الواحدة على أنها حضارات منفصلة و مستقلة .و كلما ألحوا في الابتعاد عن الاعتراف بوحدة المنطقة الجغرافية و السكانية و الحضارية كلما غرقوا في الأخطاء و التناقضات التي تظهر هزال آرائهم و عدم جديتها .
    .
    عاش "النطوفيون" بين 10 ـ 8 آلاف سنة ق.م تقريباً، وهم يمثلون حضارة متطورة عن أسلافهم "الكباريين"؛ ميزت المرحلة التي فصلت بين مجتمعات التنقل والصيد والالتقاط ومجتمعات الاستقرار والزراعة وتدجين الحيوانات.
    .
    انتشر النطوفيون على مساحة واسعة في المشرق العربي القديم، وعثر على آثارهم من وادي النيل في الغرب حتى وادي الفرات في الشرق، ومن شمال سورية وحتى جنوب البحر الميت،
    .
    تميز عصرهم بتحسن مناخي واضح وبخيرات بيئية وافرة؛ مما ساعد على انتقالهم من سكن الملاجئ والمغاور الطبيعية وتمكنهم من إشادة البيوت في العراء أول مرّة.
    .
    سكن النطوفيون في بيوت متقنة الصنع، مغروسة قليلاً في الأرض، أساساتها من الحجر، وجدرانها من الطين، وسقوفها من الخشب، أشكالها دائرية، وأرضيتها مرصوفة بالحجارة، في وسطها موقد وبقربها مخازن للحبوب؛ مما يدل على أنها منازل عائلية لم تكن معهودة من قبل، وهي تمثل قرى الصيادين الأولى التي وإن كانت لا زالت تعتمد في كسب قوتها على الصيد والالتقاط؛ فأنها قطعت خطوة مهمة نحو الاستقرار وإنتاج الطعام.
    .
    وقد بلغت هذه القرى مساحات كبيرة (نحو 3000م2)، وسكنها نحو 200 نسمة، وهذا الحجم هو الأكبر من نوعه في ذلك الحين، وهو دليل الانتقال من مرحلة الجماعة إلى مستوى القبيلة ونشوء علاقات اجتماعية واقتصادية أكثر تطوراً وتعقيداً.
    .
    اصطاد "النطوفيون" الحيوانات البرية خاصة الغزال، وتغذوا بالأحياء المائية وأهمها الأسماك، كما التقطوا الثمار والحبوب البرية.
    .
    اشتهروا بصنع الأدوات الدقيقة ذات الأشكال الهندسية كما صنعوا الأدوات العظمية والأدوات الزراعية البازلتية الكبيرة.
    وكانوا أول من صقل الأدوات الحجرية، وأول من بنى المقابر الكبيرة بجوار قراهم التي دفنوا فيها موتاهم على نحو فردي أو جماعي وبأوضاع ممددة أو مثنية، ولكن دون توجيه خاص، وزوَّدوا هؤلاء الموتى بأشياء مختلفة، أهمها أدوات الزينة والخرز والصدف الذي جلبوه من مناطق بعيدة، وبفضل هذه المقابر يمكن تعرف كثير عن صفاتهم الأنتروبولوجية التي تشبه صفات سكان بلاد الشام الحاليين.
    .
    وتعدّ الفنون والمعتقدات أهم إنجازات "النطوفيين" التي تمثل موقفهم من بيئتهم ومن مختلف القضايا التي تحيط بهم وتتفاعل في أعماقهم.
    .
    وكان الفن النطوفي تشخيصاً مبسطاً، تناول الحيوانات التي عاشت في محيطهم، ولاسيما الغزال الذي تم تجسيده بدمىً صغيرة مصنوعة من الطين أو الحجر أو العظم، بعضها واقعي ودقيق والآخر رمزي ومختزل، مما يدل على موقف معيّن من هذا الحيوان الذي احتل لديهم مكانة فنية وروحية خاصة.
    كذلك حظي الكلب بعنايتهم الواضحة، ودفنوه باهتمام، فكان هذا الحيوان المخلص قريباً جداً إلى نفوس "النطوفيين" الذين يعتقد بأنهم دجّنوه قبل كل الحيوانات الأخرى،
    .
    لكنهم نادراً ما جسَّدوا البشر في فنونهم؛ إذ عُثر على نماذج قليلة لرؤوس ودمى بشرية، بينها تمثال صغير فريد من نوعه، وُجد في موقع عين صخري في فلسطين يمثل شخصين، رجلاً وامرأة، في احتضان حميم،
    كما أعار "النطوفيون" اهتمامهم لجماجم الموتى، فقاموا في بعض الحالات بفصل الرؤوس ودفنها منفردة في داخل بيوت السكن، وكانوا أحياناً يدفنون عدة رؤوس مع هيكل واحد؛ مما يدل على أنهم قدسوا هذه الجماجم (الرؤوس) وعدّوها تجسيداً لأمواتهم في بيوت أحيائهم معبّرين عن إيمانهم بحياة أخرى بعد الموت.
    .
    فضلاً عن ذلك فقد وُجدت في معظم المواقع النطوفية أدوات الزينة كالخرز والأساور والعقود والحلق والخواتم المصنوعة من الصدف والعظم والأسنان، واللوحات الحجرية والأواني والأدوات التي تحمل أشكالاً وزخارف متنوعة.
    .
    وقد اكتشفت في المشرق العربي القديم عشرات القرى النطوفية المتباينة في حجومها ومعطياتها، ولكنها تلتقي بوجود سمات عامة مشتركة تجمع بينها كالبناء والفنون والأواني والأدوات والشعائر الدينية،
    كما دلت على ذلك أمّهات المواقع النطوفية، مثل المريبط و«أبو هريرة« في سورية، وأريحا وعين الملاحة في فلسطين، ووادي الحمة والبيضا في الأردن، وحلوان في مصر ومواقع أخرى في بلاد الرافدين، حملت بعضها ملامح الحضارة النطوفية التي جسدت أقدم وحدة حضارية عرفها المشرق العربي القديم منذ الألف العاشر ق.م، وأكدت أن هذه الحضارة لم تقتصر على فلسطين كما زعم بعضهم من ذوي التوجهات العنصرية والصهيونية.
    ملاحظة:
    صور المغارات من وادي النطوف الفلسطيني
    =================================================
    الموسوعة العربية
    والدكتور :أحمد داود ؛ كتاب تاريخ سورية القديم تصحيح و تحرير .
    =AZUhNEe5Xf5jLiwIGXxegaPsG14c4jQaUxD1wflHxOBxzQ7lD hZKI5SA-n8k8jopNCWzJx0dkbS25Tnt5NSJ18NNGRItdqzQZ1nocecQVjP f4EQ61JMk1AIK8wEx48YsAo755gWp41Tq9nNLhT1IlJ4skO8cX QVEVjws5hEq4-U4sSoqMwVlQrqOBt80X0BR80Y&__tn__=*bH-R]
    =AZUhNEe5Xf5jLiwIGXxegaPsG14c4jQaUxD1wflHxOBxzQ7lD hZKI5SA-n8k8jopNCWzJx0dkbS25Tnt5NSJ18NNGRItdqzQZ1nocecQVjP f4EQ61JMk1AIK8wEx48YsAo755gWp41Tq9nNLhT1IlJ4skO8cX QVEVjws5hEq4-U4sSoqMwVlQrqOBt80X0BR80Y&__tn__=*bH-R]
    =AZUhNEe5Xf5jLiwIGXxegaPsG14c4jQaUxD1wflHxOBxzQ7lD hZKI5SA-n8k8jopNCWzJx0dkbS25Tnt5NSJ18NNGRItdqzQZ1nocecQVjP f4EQ61JMk1AIK8wEx48YsAo755gWp41Tq9nNLhT1IlJ4skO8cX QVEVjws5hEq4-U4sSoqMwVlQrqOBt80X0BR80Y&__tn__=*bH-R]
    =AZUhNEe5Xf5jLiwIGXxegaPsG14c4jQaUxD1wflHxOBxzQ7lD hZKI5SA-n8k8jopNCWzJx0dkbS25Tnt5NSJ18NNGRItdqzQZ1nocecQVjP f4EQ61JMk1AIK8wEx48YsAo755gWp41Tq9nNLhT1IlJ4skO8cX QVEVjws5hEq4-U4sSoqMwVlQrqOBt80X0BR80Y&__tn__=*bH-R]
    =AZUhNEe5Xf5jLiwIGXxegaPsG14c4jQaUxD1wflHxOBxzQ7lD hZKI5SA-n8k8jopNCWzJx0dkbS25Tnt5NSJ18NNGRItdqzQZ1nocecQVjP f4EQ61JMk1AIK8wEx48YsAo755gWp41Tq9nNLhT1IlJ4skO8cX QVEVjws5hEq4-U4sSoqMwVlQrqOBt80X0BR80Y&__tn__=*bH-R]
يعمل...
X