القرندح...حارس الداخل والخارج
-----------------------------------------
هناك في أعلى القمم تعتلي قرية "القرندح" عرش جبال الساحل السوري وتعانق الغيوم التي لا تبخل عليها بالأمطار تارةً وبالثلوج تارةً أخرى،
البعض يعتبرها همزة الوصل بين السماء والأرض والبعض الآخر يقول إنها حارس الساحل والداخل، فهي أعلى نقطة بين الجبال المحيطة بها وأبعد نقطة عن "جبلة" قبل الوصول إلى "حماة".
.
كل الدلائل تشير إلى أن هذه القرية كانت مأهولة بالسكان منذ ما لا يقل عن ألف عام وقد سكنها الشيخ "خليفة بن إبراهيم بن عبد الله التنوخي من أمراء اللاذقية" ودفن فيها في القرن الرابع الهجري، لكن يعتقد أن القرية هجرت في مرحلة من المراحل
.
تستريح القرندح على سفح ثلاث جبال بشكل ملتوي هما • جبل الشيخ خليفة • وجبل نوبة، يتوسطهما بشكل متراجع قليلا • جبل الجباب،
.
وهي أحدى القمم العالية من سلسلة الجبال الساحلية، والتي ترتفع في قمة جبل الشيخ خليفة حوالي 1400م عن سطح البحر تقريبا، تبعد عن مدينة جبلة 30 كيلو متر وعن مدينة القرداحة كذلك 30 كيلو متر، تتبع إداريا لمنطقة القرداحة، غير أنّ علاقاتها الاقتصادية والتجارية منتعشة أكثر مع مدينة جبلة.
.
يجهل الكثيرون سبب تسمية القرية ولا توجد رواية دقيقة وعلمية لمعنى الاسم، حيث يقال:
▪︎ إنه في زمن الاحتلال الفرنسي كانت القرية مكاناً للترندح (الراحة) فسميت "الترندح" ومع مرور الزمن حوِّل الاسم وأصبح "القرندح"،
▪︎ ويقال ان أصل التسمية (الترندح ) آرامي ومعناه المكان المشرف – المطل – الغنّاء – ومنه الرندحة والغناء – الغناء الجميل، قُلِبت التاء إلى قاف مع تغير سكان المنطقة،
▪︎ وهناك من يقول إن اسمها يعني القساوة والألم.
.
الرواية الأولى لمعنى الاسم يتفق عليها معظم أهالي القرية التي عانت من الاحتلال الفرنسي وشهدت معارك وأحرقت مرات عدة وقدمت الشهداء والجرحى، ويوجد فيها منطقة تسمى "جورة المزاحميني" وهي المنطقة التي كانت تشهد معارك بين الثوار المدافعين عن ارض الوطن والمحتل والفرنسي.
.
يقال إن القرية هجرت قبل أن يأتي الأجداد ويسكنوا هنا مؤخراً ويؤسسوا قريةً تنحدر من \3\ جذور (حسين العيسى، كهنا صالح ديوب، وسوف أبو عجيب)، وقد سكنوا في منطقة تسمى الآن "الضيعة" وقد كانت عبارة عن مجموعة من البيوت الترابية المتلاصقة ومازالت آثارها موجودة حتى الآن، ويوجد بداخلها طاقة (طويقة) يتم التواصل من خلالها بين السكان،
وداخل كل منزل كان يوجد "عرزال" مصنوع من نبات (السترك) ومجدول بطريقة الجدل،
والى جانب منطقة السكن يوجد جب ماء يعرف باسم "جب الجاموس" ويرجح أن تسميته تعود إلى أنه كان مورد الماء الخاص بسقاية الجواميس التي كانت تربيتها رائجة في القرية، هذه التفاصيل يصل عمرها إلى حوالي \200\ عام تقريباً
.7
قد استخدم ألاجداد "الجواميس" لحراثة الأرض وربوا إلى جانبها الماعز والأغنام والطيور وما إلى ذلك من الحيوانات ذات الفائدة، ومازالت تربيتها رائجة حتى يومنا هذا، وهي تكفي الاستهلاك المحلي حتى إنهم في الماضي كانوا يقايضون منتجاتهم بالحاجيات التي يريدون شراءها من أقمشة أو أدوات أو زينة وما إلى ذلك حيث كان البائع الجوال يزور القرية ويبادل رطل كذا برطل كذا وما إلى ذلك
.
عدد سكانها المقيمين فيها الآن قرابة الـ 1500 نسمة ويتضاعف العدد كثيراً إن عُدّ المنتشرون في شتى البقاع السورية،
.
مساحة الأرض الصالحة للزراعة قليلة جداً، جرود وصخور وغابات طبيعية، فيها كل أنواع شجر الأحراش من السنديان والبلوط والعزر والشرد والشربين والبطم والسترك والصلع والغار والجواز وغيرها،
.
غابات بكر تفصلها عن سهل الغاب،
وتعيش في هذه الغابات مختلف أنواع الطيور كالحجل والسمن والشحرور والزرياب والقرقفان والحسون والبو حن والسقلين والصفيرون وغيرها الكثير، ويعيش فيها الأن بشكل قليل الغزال والخنزير والضبع والذئب وغيرها،
.
وبسبب ارتفاعها وندرة المياه فيها والأرض القلية الصالحة للزراعة – إذ فصل الصيف فيها قصير جداً، فالشتاء يأخذ من الفصول الأخرى أغلب أيامها – يغادرها أهلها وخاصة الشباب إلى مناطق أخرى بحثاً عن الرزق، فهي تشبه عشّ الطير الذي يربي فراخه فيه حتى يستطيعون الطيران، فيغادرون إلى أماكن أخرى كاللطمة والحوائق والعبر وعين الورد في سهل الغاب، أوجبلة واللاذقية ودمشق.
.
تقسم القرية إلى مجموعة من المناطق منها ما يسمى جورة ومنها ما يسمى جوبة (والجوبة عبارة عن أرض محاطة بالجبال من \4\ اتجاهات)
◘ "جوبة الجمال" ارض ساحرة الجمال تبلغ مساحتها حوالي ميئتين دونم فيها بئر ماء شديد البرودة صيفا ودافئ في الشتاء تقع على طريق القرندح الغاب وقد كانت مكاناً لرعي الجمال وتواجدها سابقاً
.
◘ جوبة خزام تقع على طريق القرندح ...مقامات بني هاشم الكرام يوجد فيها بئر ماء قديم وبيت أثري يعود بناؤه للحقبة الرومانية
.
◘ "جوبة التوت" وتنتشر فيها أشجار التوت،تعود ملكيتها لأهالي قرية القرندح وتقع على طريق القرندح الغاب تزرع احيانا بالثوم والبصل فيها بعض أشجار الكرز
.
◘ جورة السهام (وهي ملك جماعي لكل حصة فيها لذلك سميت جورة السهام)،
.
◘ جورة البحاص،
.
◘ جورة المرابة وكلها أشجار مراب.
.
◘ الجرنوف الصخري يقع في اقصى غابات القرندح كان قديما يغطى بالصخر ليبقى نظيفا.
شرب منه رعاة المواشي والصيادين عشرات السنين. يبعد عن القرية حوالي عشرة كيلو متر.
.
في الماضي اعتمد أهل القرندح على زراعة التبغ البلدي كمحصول رئيسي مع بعض الزراعات البسيطة كالقمح والشعير والخضروات، والتي كانت تمنعهم من الموت، وهي سبب الهجرة الدائمة لأبنائها لقلة جدواها، لهذا السبب أعتمد أهلها على العلم كسبيل وحيد لتحسين وضعهم، فلا يخلو بيت فيها من شهادة جامعية، أو ضابط أو صف ضابط.
.
وكان بعض سكان القرية قد بدأ بزراعة الفطر منذ سنوات وكانت تجربة ناجحة بالنسبة للانتاج والتكاليف الا ان المزارعين وجدوا صعوبة بتسويق الانتاج كما ان هناك صعوبة ايضا بالحصول على بذار الفطر
.
عانت القرية كثيراً في الماضي من صعوبة التعلم وكان على طلاب العلم أن يذهبون على الأقدام من "القرندح" إلى قرية "عين الشرقية" أو "بيت ياشوط" وفيها مسافة تزيد على \10\ كم.
لكن الأهالي اجتمعوا بعد فترة وتعاونوا على إنشاء مدرسة ابتدائية في القرية على حسابهم من شدة اهتمامهم بالعلم، وكان الأهالي يتكفلون بإقامة المعلمين وطعامهم وشرابهم يومياً.
.
اشتهرت قرية "القرندح" بسهرات الشعر والزجل على أنغام الربابة وقد كانت سهرات رائعة جداً وتشهد منافسات شديدة وكان الشعراء يأتون للمشاركة من أماكن بعيدة ومن داخل القرية
.
يتصف أهل القرندح بالطيبة والكرم والأخلاق العالية والصبر، فهم محبوبون من كل جيرانهم، ولذلك من يمرّ في القرندح أو يتعامل مع أهلها لا ينساهم أبداً، وأهل القرندح المهاجرين والمقيمين، يتعلقون بها لدرجة العشق.
.
بعد قرية "القرندح" عن جبلة وارتفاعها عن سطح البحر يجعل سكانها يعانون بعض الشي من التواصل مع العالم الخارجي المحيط بها حيث تغمرها الثلوج لفترات طويلة في فصل الشتاء، ولا يوجد وسيلة نقل عامة تصل إلى القرية لنقل الركاب حيث عليهم الذهاب إلى القرى الأقرب حتى يتسنى لهم أن يستقلوا وسيلة نقل، لكن السياح المحليين يزورون القرية ويستمتعون بطبيعتها،
.
ترتبط القرندح مع جبلة والقرداحة بطريقين معبدين ومنها يمرّ طريق / جبلة الغاب – القرداحة الغاب
.
مساحة القرية واسعة وهي لا تتناسب مع عدد السكان الذين لا يتجاوزون \1500\ نسمة، ويحدها
▪︎ قرية "السنيبلة" غرباً
▪︎ و"سهل الغاب" شرقاً
وهي آخر قرية في محافظة اللاذقية (منطقة جبلة) قبل "حماة"، ارتفاعها \1075م\ وتغطيها الثلوج شتاءً وفيها محطة بث إذاعة وتلفزيون، وتبعد حوالي \40\ كم عن مدينة "جبلة"، وتبعد في آخر نقطة تابعة لها حوالي \50 كم.
.
هناك في أعلى القمم تعتلي قرية "القرندح" عرش جبال الساحل السوري وتعانق الغيوم التي لا تبخل عليها بالأمطار تارةً وبالثلوج تارةً أخرى، البعض يعتبرها همزة الوصل بين السماء والأرض والبعض الآخر يقول إنها حارس الساحل والداخل، فهي أعلى نقطة بين الجبال المحيطة بها وأبعد نقطة عن "جبلة" قبل الوصول إلى "حماة".
=AZVFM8oJchDZ7JfDfKAwjG9IDJFi68-kivaPgaaTfC2_vKJthtnhU6DdldM95E_6SJyOQ4gCuvFIGTG0S bLXhMZ0pgIFpN0BYYmIXBeivo3X4RCcpdLaK5wR1ANgpQWPR6u tObuILuLOHM7gz2mgbmL_1kuP-dkX7Wom1-QZgk1odgQEv2NqFYWx1gHPXE5n_Fo&__tn__=*bH-R]
=AZVFM8oJchDZ7JfDfKAwjG9IDJFi68-kivaPgaaTfC2_vKJthtnhU6DdldM95E_6SJyOQ4gCuvFIGTG0S bLXhMZ0pgIFpN0BYYmIXBeivo3X4RCcpdLaK5wR1ANgpQWPR6u tObuILuLOHM7gz2mgbmL_1kuP-dkX7Wom1-QZgk1odgQEv2NqFYWx1gHPXE5n_Fo&__tn__=*bH-R]
=AZVFM8oJchDZ7JfDfKAwjG9IDJFi68-kivaPgaaTfC2_vKJthtnhU6DdldM95E_6SJyOQ4gCuvFIGTG0S bLXhMZ0pgIFpN0BYYmIXBeivo3X4RCcpdLaK5wR1ANgpQWPR6u tObuILuLOHM7gz2mgbmL_1kuP-dkX7Wom1-QZgk1odgQEv2NqFYWx1gHPXE5n_Fo&__tn__=*bH-R]
=AZVFM8oJchDZ7JfDfKAwjG9IDJFi68-kivaPgaaTfC2_vKJthtnhU6DdldM95E_6SJyOQ4gCuvFIGTG0S bLXhMZ0pgIFpN0BYYmIXBeivo3X4RCcpdLaK5wR1ANgpQWPR6u tObuILuLOHM7gz2mgbmL_1kuP-dkX7Wom1-QZgk1odgQEv2NqFYWx1gHPXE5n_Fo&__tn__=*bH-R]
=AZVFM8oJchDZ7JfDfKAwjG9IDJFi68-kivaPgaaTfC2_vKJthtnhU6DdldM95E_6SJyOQ4gCuvFIGTG0S bLXhMZ0pgIFpN0BYYmIXBeivo3X4RCcpdLaK5wR1ANgpQWPR6u tObuILuLOHM7gz2mgbmL_1kuP-dkX7Wom1-QZgk1odgQEv2NqFYWx1gHPXE5n_Fo&__tn__=*bH-R]