الأقصر.. أرض تجذب فناني العالم على مر العصور
مدينة الأقصر التاريخية جذبت أعين فناني العالم وجعلتهم يرسمون شتى معالمها وآثارها التي شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.
الخميس 2022/08/11
بيئة ملهمة للفنانين
الأقصر (مصر)- احتلّت مدينة الأقصر التاريخية، مكانة كبيرة في المصادر العربية والأجنبية، ومؤلفات المؤرخين وعلماء الآثار، وتصدر اسم المدينة الغنية بحضارتها وتاريخها قاعات عرض الكتب والمؤلفات ذات الصلة بعلوم المصريات، والتي تقدر بمئات العناوين الأجنبية والعربية.
اللافت أيضا، أن المعالم الأثرية للمدينة، وتلك الطبيعة التي تفردت بها الأقصر على جانبي نهر النيل الخالد الذي يشطر المدينة إلى شطرين، قد جذبت أعين فناني العالم في العصور الغابرة، والذين سحرتهم المدينة، وجعلتهم يرسمون شتى معالمها وآثارها التي شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.
ويورد لنا الشاعر والمترجم المصري، الحسين خضيري، في كتابه “الأقصر في الشعر والفن العالميين”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكثير من الأسماء الفنية العالمية من رسامين ومصورين، ممن قدموا الأقصر في أعمال فنية مدهشة لا تزال تُبهر عشاق الفنون بالعالم حتى اليوم.
◙ المدينة المصرية العريقة باتت مقصدا للفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب الذين أثرت في أعمالهم
واستمر اهتمام فناني العالم بمدينة الأقصر وآثارها ومعالمها ونيلها وطبيعتها الخاصة حتى اليوم، وذلك بحسب تصريحات الفنان التشكيلي المصري الأكاديمي محمد عرابي، حيث باتت المدينة – وفق قوله – مقصدا للفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب، وباتت تشهد معارض ومؤتمرات وملتقيات فنية على مدار العام، بجانب انتشار المعارض الفنية بين جنبات المدينة، والتي تعرض بشكل دوري أعمالا فنية جديدة لفنانين من شتى بقاع العالم، ممن سكنتهم المدينة، وصاروا مبهورين بمعالمها وما تحويه من مصادر إلهام فني.
ولعل من أكثر الفنانين الذين قدموا عددا كبيرا من اللوحات التي رسموا فيها معابد الأقصر ومختلف معالمها، هو الفنان ديفيد روبرتس، وهو رسام أسكتلندي عاش في الفترة ما بين 1796 و1856، حيث اكتسب شهرته من ذلك العدد الكبير من اللوحات الفنية التي رسمها ووثق من خلالها معالم المدينة، وذلك بجانب لوحات أخرى لبلاد الشرق.
وديفيد روبرتس، الذي جعلت منه لوحاته واحدا من المستشرقين البارزين، وفد إلى مصر في عام 1831، هادفا من تلك الرحلة إلى وضع رسوم أولية – إسكتشات – ليعود بها إلى وطنه ويحولها هناك إلى لوحات زيتية، وذلك في وقت كانت تعج فيه مصر بزواها من المستشرقين والرحالة والفنانين وتجار التحف، وقام روبرتس بجولة واسعة من القاهرة إلى الأقصر وأسوان وحتى سيناء، كما جال في عدد من بلدان الشرق.
ومن الأسماء الفنية العالمية ذائعة الصيت، ممن احتلت مدينة الأقصر ومعالمها مساحة كبيرة في أعمالهم، يأتي الفنان الروسي فاسيلي بولينوف، وهو ارتبط بحركة الفنانين الواقعيين، وبات يطلق عليه اسم “فارس الجمال”، وقد نجح بولينوف في الالتزام بتقاليد الرسم الأوروبية والروسية، وعمل من خلال لوحاته على تعزيز السعادة والفرح لدى الجمهور.
بولينوف زار بلدان الشرق خلال عامي 1881 و1882، وجال في القاهرة ومدن صعيد مصر التاريخية، كما زار إسطنبول، وبيروت، والقدس.
ثم عاد إلى بلاد الشرق مرة أخرى، وحرص في لوحاته التي استلهمها من مصر وبلاد الشرق، وكان لمدينة الأقصر نصيب منها، على رسم المعابد الأثرية، والمناظر الطبيعية، وفنون العمارة والمساجد، وحتى وجوه الناس.
وهناك أيضا، الفنان الإنجليزي جوزيف أوستن بينويل، الذي عاش في الفترة من 1816 إلى 1886، وقد استلهم العديد من لوحاته من مدن الشرق، وفي صدارتها مدينة الأقصر، واعتبره البعض من بين جموع المستشرقين الذين زاروا مصر وبلاد الشرق، ومن بين لوحاته التي استلهمها من الأقصر لوحات: “قطار الجمال يغادر الأقصر”، و”المسافرون إلى الأقصر”، و”رحالة في الأقصر”.
ومن الفنانين الأجانب القُدامى الذين رسموا معالم الأقصر في لوحاتهم، أيضا، نجد الرسام والسياسي الأرستقراطي الإنجليزي جورج جيمس هيوارد، الذي عاش في الفترة من 1843 إلى 1911. والبريطاني إدوارد لير، الذي عاش في الفترة من 1812 وحتى 1888، وهو رسام وشاعر وروائي، وقد اشتهر بأنه رسام الطبيعة، وقد مارس بجانب الرسم والكتابة، فنونا أخرى مثل التمثيل، وقد كانت ما بين أعماله عن بلاد الشرق، لوحات مميزة استلهمها من معالم مدينة الأقصر.
◙ مدينة غنية بحضارتها وتاريخها
ومن الذين رسموا الأقصر في أعمالهم، يأتي الفرنسي، إميل بريس دافين، الذي عاش في الفترة من 1807، وحتى 1879، وهو عالم مصريات بجانب كونه رساما، وقد قدم الأقصر في أعماله من وجهة نظر علماء الآثار، كما كان للأقصر نصيب في أعمال جون بيسلي غريني وهو أيضا عالم مصريات فرنسي، والذي توفي بالقاهرة في سن مبكرة سنة 1856 متأثراً بإصابته بمرض السل.
وكما جذبت طبيعة الأقصر وآثارها، فنانين وشعراء، وعلماء مصريين، فقد جذبت أيضا المهندس المعماري الإنجليزي أوين جونز الذي عاش في الفترة من 1809 إلى 1874، والذي اشتهر بأنه متعدد المواهب، إذ أن بعض نظرياته بشأن استخدامات الألوان والزخرفة المسطحة تجد أنصارا لها من المعماريين المعاصرين.
وكما رسم أوين جونز الأقصر، رسم أيضا قصر الحمراء، ولعل الرجل قد اكتسب بعضا من شهرته بفضل دراساته للزخارف الإسلامية في قصر الحمراء في الأندلس.
ومن فناني ألمانيا الذين رسموا الأقصر، الفنان ماكس سليفوجت، الذي زار مصر عام 1914، وهو رسام ومصور انطباعي عُرف بالمناظر الطبيعية في لوحاته، وكانت من أكثر لوحاته شهرة عن الأقصر لوحة “الصباح في الأقصر”، والفنان أرنست كارل يوجين، الذي عاش في الفترة من 1846 وحتى 1927، وكان من بين ما استلهمه من الأقصر في أعماله لوحة “قصيدة طيبة”، والفنان كارل فيرنر، الذي عاش في الفترة من 1808 إلى 1894، ومن أشهر لوحاته عن الأقصر “معبد موت – الكرنك”.
حجاج سلامة
مدينة الأقصر التاريخية جذبت أعين فناني العالم وجعلتهم يرسمون شتى معالمها وآثارها التي شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.
الخميس 2022/08/11
بيئة ملهمة للفنانين
الأقصر (مصر)- احتلّت مدينة الأقصر التاريخية، مكانة كبيرة في المصادر العربية والأجنبية، ومؤلفات المؤرخين وعلماء الآثار، وتصدر اسم المدينة الغنية بحضارتها وتاريخها قاعات عرض الكتب والمؤلفات ذات الصلة بعلوم المصريات، والتي تقدر بمئات العناوين الأجنبية والعربية.
اللافت أيضا، أن المعالم الأثرية للمدينة، وتلك الطبيعة التي تفردت بها الأقصر على جانبي نهر النيل الخالد الذي يشطر المدينة إلى شطرين، قد جذبت أعين فناني العالم في العصور الغابرة، والذين سحرتهم المدينة، وجعلتهم يرسمون شتى معالمها وآثارها التي شيدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين.
ويورد لنا الشاعر والمترجم المصري، الحسين خضيري، في كتابه “الأقصر في الشعر والفن العالميين”، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، الكثير من الأسماء الفنية العالمية من رسامين ومصورين، ممن قدموا الأقصر في أعمال فنية مدهشة لا تزال تُبهر عشاق الفنون بالعالم حتى اليوم.
◙ المدينة المصرية العريقة باتت مقصدا للفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب الذين أثرت في أعمالهم
واستمر اهتمام فناني العالم بمدينة الأقصر وآثارها ومعالمها ونيلها وطبيعتها الخاصة حتى اليوم، وذلك بحسب تصريحات الفنان التشكيلي المصري الأكاديمي محمد عرابي، حيث باتت المدينة – وفق قوله – مقصدا للفنانين التشكيليين المصريين والعرب والأجانب، وباتت تشهد معارض ومؤتمرات وملتقيات فنية على مدار العام، بجانب انتشار المعارض الفنية بين جنبات المدينة، والتي تعرض بشكل دوري أعمالا فنية جديدة لفنانين من شتى بقاع العالم، ممن سكنتهم المدينة، وصاروا مبهورين بمعالمها وما تحويه من مصادر إلهام فني.
ولعل من أكثر الفنانين الذين قدموا عددا كبيرا من اللوحات التي رسموا فيها معابد الأقصر ومختلف معالمها، هو الفنان ديفيد روبرتس، وهو رسام أسكتلندي عاش في الفترة ما بين 1796 و1856، حيث اكتسب شهرته من ذلك العدد الكبير من اللوحات الفنية التي رسمها ووثق من خلالها معالم المدينة، وذلك بجانب لوحات أخرى لبلاد الشرق.
وديفيد روبرتس، الذي جعلت منه لوحاته واحدا من المستشرقين البارزين، وفد إلى مصر في عام 1831، هادفا من تلك الرحلة إلى وضع رسوم أولية – إسكتشات – ليعود بها إلى وطنه ويحولها هناك إلى لوحات زيتية، وذلك في وقت كانت تعج فيه مصر بزواها من المستشرقين والرحالة والفنانين وتجار التحف، وقام روبرتس بجولة واسعة من القاهرة إلى الأقصر وأسوان وحتى سيناء، كما جال في عدد من بلدان الشرق.
ومن الأسماء الفنية العالمية ذائعة الصيت، ممن احتلت مدينة الأقصر ومعالمها مساحة كبيرة في أعمالهم، يأتي الفنان الروسي فاسيلي بولينوف، وهو ارتبط بحركة الفنانين الواقعيين، وبات يطلق عليه اسم “فارس الجمال”، وقد نجح بولينوف في الالتزام بتقاليد الرسم الأوروبية والروسية، وعمل من خلال لوحاته على تعزيز السعادة والفرح لدى الجمهور.
بولينوف زار بلدان الشرق خلال عامي 1881 و1882، وجال في القاهرة ومدن صعيد مصر التاريخية، كما زار إسطنبول، وبيروت، والقدس.
ثم عاد إلى بلاد الشرق مرة أخرى، وحرص في لوحاته التي استلهمها من مصر وبلاد الشرق، وكان لمدينة الأقصر نصيب منها، على رسم المعابد الأثرية، والمناظر الطبيعية، وفنون العمارة والمساجد، وحتى وجوه الناس.
وهناك أيضا، الفنان الإنجليزي جوزيف أوستن بينويل، الذي عاش في الفترة من 1816 إلى 1886، وقد استلهم العديد من لوحاته من مدن الشرق، وفي صدارتها مدينة الأقصر، واعتبره البعض من بين جموع المستشرقين الذين زاروا مصر وبلاد الشرق، ومن بين لوحاته التي استلهمها من الأقصر لوحات: “قطار الجمال يغادر الأقصر”، و”المسافرون إلى الأقصر”، و”رحالة في الأقصر”.
ومن الفنانين الأجانب القُدامى الذين رسموا معالم الأقصر في لوحاتهم، أيضا، نجد الرسام والسياسي الأرستقراطي الإنجليزي جورج جيمس هيوارد، الذي عاش في الفترة من 1843 إلى 1911. والبريطاني إدوارد لير، الذي عاش في الفترة من 1812 وحتى 1888، وهو رسام وشاعر وروائي، وقد اشتهر بأنه رسام الطبيعة، وقد مارس بجانب الرسم والكتابة، فنونا أخرى مثل التمثيل، وقد كانت ما بين أعماله عن بلاد الشرق، لوحات مميزة استلهمها من معالم مدينة الأقصر.
◙ مدينة غنية بحضارتها وتاريخها
ومن الذين رسموا الأقصر في أعمالهم، يأتي الفرنسي، إميل بريس دافين، الذي عاش في الفترة من 1807، وحتى 1879، وهو عالم مصريات بجانب كونه رساما، وقد قدم الأقصر في أعماله من وجهة نظر علماء الآثار، كما كان للأقصر نصيب في أعمال جون بيسلي غريني وهو أيضا عالم مصريات فرنسي، والذي توفي بالقاهرة في سن مبكرة سنة 1856 متأثراً بإصابته بمرض السل.
وكما جذبت طبيعة الأقصر وآثارها، فنانين وشعراء، وعلماء مصريين، فقد جذبت أيضا المهندس المعماري الإنجليزي أوين جونز الذي عاش في الفترة من 1809 إلى 1874، والذي اشتهر بأنه متعدد المواهب، إذ أن بعض نظرياته بشأن استخدامات الألوان والزخرفة المسطحة تجد أنصارا لها من المعماريين المعاصرين.
وكما رسم أوين جونز الأقصر، رسم أيضا قصر الحمراء، ولعل الرجل قد اكتسب بعضا من شهرته بفضل دراساته للزخارف الإسلامية في قصر الحمراء في الأندلس.
ومن فناني ألمانيا الذين رسموا الأقصر، الفنان ماكس سليفوجت، الذي زار مصر عام 1914، وهو رسام ومصور انطباعي عُرف بالمناظر الطبيعية في لوحاته، وكانت من أكثر لوحاته شهرة عن الأقصر لوحة “الصباح في الأقصر”، والفنان أرنست كارل يوجين، الذي عاش في الفترة من 1846 وحتى 1927، وكان من بين ما استلهمه من الأقصر في أعماله لوحة “قصيدة طيبة”، والفنان كارل فيرنر، الذي عاش في الفترة من 1808 إلى 1894، ومن أشهر لوحاته عن الأقصر “معبد موت – الكرنك”.
حجاج سلامة