الاقصوصة
هي قصة صغيرة يعالج فيها جانب واحد من الحياة ، مستقل بشخصياته ومقوماته ، تام من جهة التحليل والمعالجة كنوع من ألوانها القصة الهزلية ، وفي الغالب لا يزيد طولها عــــن كلمة تجري من حيث موضوعها وأشخاصها على ما ذكرنا مـــن القواعد العامة للقصص . ولكنها أكثر الجميع مرونة وأقبلها للمبالغة والخيال ، بشرط أن لا يبتعد فيها عن الحقيقة الى حد التكلف. والقصص المصورة من هذا النوع تأتي على أشكال مختلفة : منها القصص الغامضة وقصص الجرائم والمغامرات التي تدور حول بطل واحد أو أكثر . ومنها قصص الاطفال ويدور موضوعها حول تحسين أخلاق الاطفال وتنمية محاكمتهم العقلية . ومنها القصص المنزلية وتدور حول النصائح الفلسفية التي تسديها البطلة لربات المنازل . ومنها القصص التي تتناول الاشخاص العاديين في موضوعات مختلفة حسب تقدير مؤلفها .
والاقصوصة لا يشترط لها بدء ولا نهاية ، فقد تصف حالة نفسية اعترت شخصاً ما اللحظات ، فاذا صورتها صورة مؤثرة موحية فقد تمت مهمتها . وقد تعالج حادثة ذات أثر معين في حياة معينة ، فيكون لها بدء ونهاية ولكن ليس هذا شرطاً فيها والحادثة هي آخر مقوماتها وأقل قيمها ، ولكن عليها أن تتبع طريقة اداء قوية موحية منذ اللحظات الأولى، وأن تعتمد على تعبير لفظي حافل بالصور والظلال والايقاع ، لانها تتركز كلها في الحركة السريعة والعبارة المشعة. ومعنى ذلك البدء بنقطة حية والتعبير بعبارة فيها لون شعري على قدر الامكان لانها تدور على محور واحد في خط سير واحد . ولا تشمل من حياة أشخاصها الا فترة محدودة ، أو حادثة خاصة ، أو حالة شعورية معينة . ولا تقبل التشعب والاستطراد الى ملابسات كل حادث وظروف كل شخصية اذا كان ذلك يوجه النظر بعيداً عن الشخصية أو الحالة الاساسيتين . انما يكتفى من هذا الخضم الزاخر بالحادثة الاولية التي أحدثت هذا كله ، ويحصر الاهتمام بالفعل وحده دون نتائجه ومقدماته باطنة كانت تلك المقدمات أو ظاهرة . فتجيء القصة حكاية لسلسلة من الحوادث ، لا صورة تفصيلية لوجه من وجوه الحياة الانسانية بما فيها من شتيت التجارب وعديدها . ويختار للقصة محور شائق في ذاته تدور حوله الحوادث . لكن مهما بلغت القصة القصيرة من وروعة التعبير فهي صغيرة ما دامت تحصر همها وغايتها في الحادثة أو سلسلة الحوادث ، سواء جاءت في تتابع ساذج بسيط ، أو تعقدت فكونت حبكة تستثير انتباه القارىء بتعقدها وحلها .
تعليق