تنظيم البيع والتوزيع
يترتب على بيع الصحيفة مشاكل أكثر تعقيداً من بيع أي صنف تجاري آخر . والسبب هو أن هذه السلعة سريعة التلف ، فهي تفقد قيمتها بمجرد مرور وقت قصير عليها . لان أخبارها تصبح قديمة لا تستحق الاهتمام ، وتصبح حينئذ الصحيفة المطبوعة بكاملها لاتساوي قيمتها حتى ثمن الورق فقط . ويتوقف البيع على عوامل كثيرة : أولها وجود أحداث مثيرة تدفع الناس للتساؤل الكبير ، وثانيها عرض الصحيفة في أماكن اللهو والتسلية والاماكن التي تقع فيها الاحداث وفي محطات المترو والترام والاتوبيس . كما يقل البيع ويضمر بمناسبات منها : آخر الشهر وأوقات غضبة الانواء . وهذه الامور المتقلبة غير المستقرة الصحف غير ثابت . وقد تؤدي الى كساد بعض النسخ يطلق عليها اسم « المرتجع » ، وهي النسخ غير المباعة التي يعيدها الموزعون الى مركز التوزيع الرئيسي . وكلما ازداد مرتجع الصحيفة ارتفعت تكاليف الاستثمار ، فينقص الربح وتخسر الصحيفة ثمن الورق المستهلك ومصاريف النقل التي تذهب سدى . فالصحيفة التي توفق بادارات ناجحة واعية متعاونة ينبغي ألا يزيد عدد مرتجعاتها عن ٥ الى ١٠ ٪ من الاعداد المطبوعة منها .
ولكي تصل الصحيفة الى أكبر عدد ممكن من القراء يجب عليها أن تكثر من مراكز البيع ، لتضع نسخها تحت تصرف المشترين الطارئين . وفي هذه الحالة يزداد عدد ا المرتجع بنسبة ازدياد عدد مراكز البيع ، وحينئذ تصل الى النتيجة التالية وهي : انه كلما زاد عدد مراكز البيع زاد المرتجع ، ولكن مع ازدياد فرص البيع التي ترجح الكفة في أكثر الاحيان . وعلى هذا الاساس يعتبر انتظام عرض الصحيفة للبيع ، والعمل على سعة انتشارها أمراً حيوياً بالنسبة لهذه السلعة السريعة العطب . ولذا يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار دائماً الحرص على ايصالها للمراكز القريبة والبعيدة بأسرع وقت ممكن ، عن طريق السيارات أو القطارات أو الطائرات ذات المواعيد الثابتة ، أو عن طريق شركات المنتظمة . والطريقة الاخيرة هي المتبعة الآن في أكثر مدن العالم، لانها أقل كلفة ومتاعب من سواها .
٤ - تأمين الورق
يعتبر الورق المادة الخام الأولى التي تهم الصحف أكثر من أي شيء آخر . وتدخل عملية شراء الورق ، وتأمينه في مستودعات الصحيفة عادة ضمن اختصاص مدير الادارة . وفي البلاد التي تكون فيها الاسعار حرة من الرقابة الحكومية يتوقف رخاء الصحف فيها ـ الى حد كبير ـ على أسعار هذه المادة الاساسية . وان فرقاً بسيطاً في سعر الكيلو الواحد منها زيادة أو نقصاً ينتج في آخر السنة ربحاً كبيراً أو خسارة مؤلمة . ولا يخفى أن أية صحيفة كانت ، تبتلع مبالغ كبيرة في شراء ورقها. وباعتبار ان الورق على الاغلب يصنع من نوع خاص من الخشب فانه ليس بمقدور كل دولة انتاجه بشكل يفي بحاجتها الاستهلاكية . ولذلك فان كثيراً من الدول الكبرى الراقية تستهلك أطنانا منه في صحفها وقراطيسها وتحسب حسابه كتجارة عالمية ذات شأن كبير .
تعليق