العمارة ( Architecture )
☰ جدول المحتويات
عناصر العِـمَارة
الوظيفة
الهيئة
المتانة
العِمَارة فن ومهنة تصميم المباني. وكلمة عمارة لها مدلول تاريخي. وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى طراز البناء لدى قوم لهم ثقافة معينة أو إلى حركة فنية معينة. وكمثال على ذلك فإننا نقول: العمارة الإغريقية أو العمارة القوطية.
يصمِّمُ المعماريون أنواعًا كثيرة من المنشآت ؛ فهم يصممون مثلاً المساكن والمدارس والفنادق والمستشفيات والملاعب الرياضية والمصانع ومباني المكاتب والمسارح ودور العبادة. ويصمم المعماريون كذلك النُصُب التذكارية التي تخلِّد ذكرى المناسبات والشخصيات المهمة. كما أن جمال المدينة أو البلد يعتمد بصفة كبيرة على نوعية عمارتها.
ورغم أن العمارة تمتلك مقومات فنية، فإنها يجب أن تفي بجوانب عملية أخرى مهمة. فعلى سبيل المثال يصمم المعماري مبنى مكاتب يبدو جميلاً، ولكن إذا لم يتمكن مستخدمو المبنى العمل براحة وكفاءة فإن المبنى يعد فاشلاً من الناحية المعمارية.
والعمارة تعتمد أيضًا على التقْنية وعلم المواد. فالمبنى يجب أن يُشيَّد قوياً حتى لاينهار، خاصة المباني العالية وناطحات السحاب التي يجب أن يستخدم فيها المعماري المواد التي تتحمل الأحمال الثقيلة والجهد العالي. وبالإضافة إلى ذلك، فالمباني الكبيرة يجب أن تتحمل الرياح القوية، وأن تقاوم الزلازل في بعض المناطق.
وهناك صفات خاصة بالعمارة تُبعدها عن الفنون الأخرى. ففي معظم الأحيان يبتكر الرسامون والكتاب والمؤلفون الموسيقيون أعمالهم ثم يحاولون بعد ذلك بيعها. أما المبنى، فقد يكلف آلاف أو ملايين الدولارات. وفي معظم الأحيان، فإن للمعماريين مشترين جاهزين لأعمالهم، حتى قبل أن يقوموا بتصميمها. فعلى سبيل المثال، يندر أن يقوم المعماري بتصميم مبنى مكاتب، ويتحمل تكاليف تشييده، ثم يحاول بعد ذلك أن يجد من يشتريه منه. وبعكس الفنانين الآخرين، يجب أن يعمل المعماريون مع آخرين لإنتاج تصميماتهم. فالروائيون مثلاً، يؤلفون رواياتهم من إلهامهم وخيالهم الخاص. ولكن معظم المعماريين يصممون البناء وفق رغبات الزبون واحتياجاته. وضمن حدود هذه الرغبات والاحتياجات، يقومون بإسهاماتهم الفنية.
ويعمل المعماريون مع الزبون بتفاهم تام خلال مرحلة تطوير تصميم المبنى. فهم يقررون أحسن السبل للوفاء بمتطلبات الزبون، ويقدمون النصيحة حيال التكلفة المتوقعة، ويقومون بإعداد الرسومات والمجسَّمات التي تُظهر المبنى عند إتمامه، و يتعاملون مع المقاولين المختلفين الذين يقومون بتشيد المبنى. ويشرف المعماريون كذلك على تنفيذ المبنى، ويتقاضون نسبة مئوية من قيمة التشييد مقابل أتعابهم.
والعمارة من أقدم أشكال الفنون، ويحفظ التاريخ أشكالها، وقد وُجدت في معظم المجتمعات. فعمارة مجتمع ما تعكس مُثل وقيم الناس في ذلك المجتمع ؛ فمثلاً اهتم الإغريق بالانضباط والوئام في حياتهم، ولذلك ابتكروا طرازًا معماريًا متوازنًا ومنظمًا. فالمعبد اليوناني بنسبه يعكس ويؤكد ذلك في تصميمهم المتناسق. وكانت القرون الوسطى فترة التعمق في الإيمان بالدين في أوروبا ؛ ولذلك صمَّم المعماريون الكنائس والكاتدرائيات التي كانت تبدو وكأنها تحلق في السماء. وكان القصد من بناء هذه الكنائس بهذا الشكل الإيحاء بالوقار والخشوع بين المصلِّين.
ويُعدُّ المعماريون ضمن أبرز الشخصيات في تاريخ الفن، غير أن هناك عددًا من الأعمال المعمارية الجميلة قام بتصميمها حرفيُّون مهرة وليسوا معماريين محترفين، وهؤلاء لم يعتبروا أنفسهم فنانين، ولم يدروا أنهم قاموا بتصميم مبان سيصنفها النقاد فيما بعد أعمالاً معمارية بارزة. وتصف هذه المقالة العناصر الأساسية للعمارة، وتناقش تاريخ العمارة من بدايته في أنحاء العالم إلى الوقت الحاضر.
عناصر العِـمَارة
يفكر المعماريون في تصميمهم المبنى بلغة الفراغ والسطوح والفتحات. فهم يعتبرون المبنى فراغًا محاطا بالسطوح، كالجدران والأرضيات والسقوف الداخلية. وتضم الفتحات الأبواب والنوافذ والممرات المعقودة. وتكون مهمة المعماري الأساسية تشكيل الفراغ بطريقة مناسبة وعملية من خلال ترتيب الفتحات والسطوح. وفي فترات تاريخية مختلفة، اعتبر المعماريون أن بعض الأشكال أجمل من غيرها، فركَّزوا عليها في تصاميمهم. وقد شملت الأشكال الأكثر شيوعًا المربع والمستطيل والدائرة. ويجمع المعماريون غالبًا بين شكلين أو أكثر في تصميم واحد.
ويجب أن يكون المبنى سارًّا للناظرين، كما يجب أن يوفر للناس الراحة والفاعلية في العمل. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون المنشأة مبنيةجيدًا بحيث تستطيع المقاومة لزمن طويل دون صيانة مكلفة. ولتصميم مبنى جذاب ذي فاعلية عالية، يجب أن يوازن المعماري بين ثلاثة عناصر رئيسية هي: 1- الوظيفة 2- الهيئة 3- المتانة.
الوظيفة:
يُصمَّم كل مبنى لغرض معين. فالمبنى المصمَّم وظيفيًا سواء أكان منزلاً صغيرًا أم مبنى عملاقًا، يجب أن يلبي تلك الأغراض التي تخدم حاجة مستخدميه بطريقة مُرْضية ومريحة. ويُراعى في تصميم المباني توفير التدفئة الكافية والإضاءة ومصادر الطاقة والتهوية المناسبة.
ونجد اليوم أن ترشيد الطاقة والحفاظ عليها له أهمية كبرى في التخطيط العمراني. فمثلاً قد يستخدم المعماري نوافذ كبيرة من الزجاج للمساعدة في تدفئة المبنى بالطاقة الشمسية. ومن الممكن أن تتم داخل المبنى عدة أنشطة تشمل الأكل والنوم والاستحمام والترفيه. وكل نشاط يحتاج إلى متطلبات مختلفة من حيث الموضع والسعة والإضاءة والوصول إلى الغرف التي يتم فيها النشاط. فمثلاً غرفة النوم غرفة خاصة يجب عزلها عن بقية الفراغات والغرف الأخرى. وبما أن كل فرد في المسكن يستخدم غرفة الطعام لذلك يجب أن يكون موقعها أكثر توسطًا.
ويحتاج مبنى المكاتب إلى ترتيب الفراغات بشكلٍ أكثر تعقيدًا من المسكن. ولذا يجب أن يتأكد المعماري من أن مئات أو ربما آلاف العاملين يستطيعون الحركة بسرعة بين مختلف أجزاء المبنى. وبالإضافة إلى سهولة دخول وخروج الزائرين، يمكن لأجزاء من المنشأة احتواء بعض الأجهزة الخاصة، ويكون مطلوبًا توفير قدر كبير من الفراغ كمستودعات. ويجب على المعماري أيضًا أن يأخذ في الحسبان النشاطات التي تُمارَس خارج المبنى. فمثلاً قد يتطلب المبنى مرافق كمواقف السيارات. وبالإضافة إلى ذلك، على المعماري التخطيط لأنماط الحركة حتى تتمكن السيارات من الوصول إلى المبنى والخروج منه دون تعارض لمسارات المرور، وأن تكون الطرق فسيحة حتى تتمكن سيارات الإطفاء من الدخول إلى المبنى، وأن تكون أرصفة التحميل بارتفاع مناسب لسيارات الخدمة.
الهيئة:
يحدد المعماري الهيئة الخارجية للمبنى، ليس من خلال شكله فقط، وإنما أيضًا باختيار المواد. فالألوان الطبيعية للحجر والطوب والخشب كانت دائمًا هي الشائعة مفردة أو مجتمعة. ومنذ بداية القرن العشرين الميلادي، أدى الزجاج المظلَّل دورًا مهمًا في التصميم الخارجي للمبنى. وأعطى كثير من المعماريين اهتمامًا خاصًا للملمس في تصميماتهم. فاختار بعضهم الخشب أو الحجر الخشن الملمس، وفضل آخرون الزجاج والمعدن المصقول شديد اللمعان.
وابتكر عدد من المعماريين أنساقاً وطرزًا جميلة من خلال الترتيب الحاذق والماهر للمواد. فمثلاً استخدم المعماريون الزجاج والخرسانة ومكوّنات مختلفة من أعمال الطوب أو الأحجار متباينة الأنواع.
ويعد التناسب شيئاً حيويًا لهيئة المبنى ؛ فيجب أن تكون كل أجزاء المبنى ذات علاقة متناسقة، بعضها مع بعض ؛ لا هي كبيرة جدًا ولا هي صغيرة جدًا، بالإضافة إلى أن حجم المبنى وشكله يجب أن يتكاملا مع الموقع ومحيطه. فمبنى عال من الزجاج والمعدن يكون مناسبًا لمنطقة وسط مدينة كبرى ولكنه يكون شاذًا بالقرب من مساكن لعائلات مستقلة بالسكن.
المتانة:
تُقام المباني عادة لتبقى مدة طويلة دون صيانة مكلفة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن يكون المبنى ذا أساس متين، بالإضافة إلى قدرة واجهاته على مقاومة التلف وتسرب الرطوبة الناتجة عن الطقس في الخارج، ويجب استخدام مواد عالية الجودة في الداخل.
☰ جدول المحتويات
عناصر العِـمَارة
الوظيفة
الهيئة
المتانة
مدينة جامعية في كندا حيث الممرات المغطاة والأفنية المنسقة بطريقة جذابة بين المباني المختلفة. |
كاتدرائية طوكيو في طوكيو باليابان تُظهِر تأثير العمارة الغربية الحديثة بتصميمها الإنشائي الانسيابي وجدرانها الخرسانية البيضاء. |
منزل ريفي في فنلندا بسقوفه وجدرانه الخشبية والأثاث المصنَّع ليتوافق مع عمارته الداخلية. |
محطة للخطوط الجوية في مطار كنيدي الدولي في مدينة نيويورك تحتوي على سلسلة من المنحنيات المُشَكَّلة فنيًا لتعكس الإحساس بالطيران. |
حلبة للرياضة في رومانيا تشبه القلادة بسقوفها الخرسانية المقوسة والمحمولة بصف من الأعمدة الخرسانية الجميلة. |
يصمِّمُ المعماريون أنواعًا كثيرة من المنشآت ؛ فهم يصممون مثلاً المساكن والمدارس والفنادق والمستشفيات والملاعب الرياضية والمصانع ومباني المكاتب والمسارح ودور العبادة. ويصمم المعماريون كذلك النُصُب التذكارية التي تخلِّد ذكرى المناسبات والشخصيات المهمة. كما أن جمال المدينة أو البلد يعتمد بصفة كبيرة على نوعية عمارتها.
ورغم أن العمارة تمتلك مقومات فنية، فإنها يجب أن تفي بجوانب عملية أخرى مهمة. فعلى سبيل المثال يصمم المعماري مبنى مكاتب يبدو جميلاً، ولكن إذا لم يتمكن مستخدمو المبنى العمل براحة وكفاءة فإن المبنى يعد فاشلاً من الناحية المعمارية.
والعمارة تعتمد أيضًا على التقْنية وعلم المواد. فالمبنى يجب أن يُشيَّد قوياً حتى لاينهار، خاصة المباني العالية وناطحات السحاب التي يجب أن يستخدم فيها المعماري المواد التي تتحمل الأحمال الثقيلة والجهد العالي. وبالإضافة إلى ذلك، فالمباني الكبيرة يجب أن تتحمل الرياح القوية، وأن تقاوم الزلازل في بعض المناطق.
وهناك صفات خاصة بالعمارة تُبعدها عن الفنون الأخرى. ففي معظم الأحيان يبتكر الرسامون والكتاب والمؤلفون الموسيقيون أعمالهم ثم يحاولون بعد ذلك بيعها. أما المبنى، فقد يكلف آلاف أو ملايين الدولارات. وفي معظم الأحيان، فإن للمعماريين مشترين جاهزين لأعمالهم، حتى قبل أن يقوموا بتصميمها. فعلى سبيل المثال، يندر أن يقوم المعماري بتصميم مبنى مكاتب، ويتحمل تكاليف تشييده، ثم يحاول بعد ذلك أن يجد من يشتريه منه. وبعكس الفنانين الآخرين، يجب أن يعمل المعماريون مع آخرين لإنتاج تصميماتهم. فالروائيون مثلاً، يؤلفون رواياتهم من إلهامهم وخيالهم الخاص. ولكن معظم المعماريين يصممون البناء وفق رغبات الزبون واحتياجاته. وضمن حدود هذه الرغبات والاحتياجات، يقومون بإسهاماتهم الفنية.
ويعمل المعماريون مع الزبون بتفاهم تام خلال مرحلة تطوير تصميم المبنى. فهم يقررون أحسن السبل للوفاء بمتطلبات الزبون، ويقدمون النصيحة حيال التكلفة المتوقعة، ويقومون بإعداد الرسومات والمجسَّمات التي تُظهر المبنى عند إتمامه، و يتعاملون مع المقاولين المختلفين الذين يقومون بتشيد المبنى. ويشرف المعماريون كذلك على تنفيذ المبنى، ويتقاضون نسبة مئوية من قيمة التشييد مقابل أتعابهم.
والعمارة من أقدم أشكال الفنون، ويحفظ التاريخ أشكالها، وقد وُجدت في معظم المجتمعات. فعمارة مجتمع ما تعكس مُثل وقيم الناس في ذلك المجتمع ؛ فمثلاً اهتم الإغريق بالانضباط والوئام في حياتهم، ولذلك ابتكروا طرازًا معماريًا متوازنًا ومنظمًا. فالمعبد اليوناني بنسبه يعكس ويؤكد ذلك في تصميمهم المتناسق. وكانت القرون الوسطى فترة التعمق في الإيمان بالدين في أوروبا ؛ ولذلك صمَّم المعماريون الكنائس والكاتدرائيات التي كانت تبدو وكأنها تحلق في السماء. وكان القصد من بناء هذه الكنائس بهذا الشكل الإيحاء بالوقار والخشوع بين المصلِّين.
ويُعدُّ المعماريون ضمن أبرز الشخصيات في تاريخ الفن، غير أن هناك عددًا من الأعمال المعمارية الجميلة قام بتصميمها حرفيُّون مهرة وليسوا معماريين محترفين، وهؤلاء لم يعتبروا أنفسهم فنانين، ولم يدروا أنهم قاموا بتصميم مبان سيصنفها النقاد فيما بعد أعمالاً معمارية بارزة. وتصف هذه المقالة العناصر الأساسية للعمارة، وتناقش تاريخ العمارة من بدايته في أنحاء العالم إلى الوقت الحاضر.
عناصر العِـمَارة
يفكر المعماريون في تصميمهم المبنى بلغة الفراغ والسطوح والفتحات. فهم يعتبرون المبنى فراغًا محاطا بالسطوح، كالجدران والأرضيات والسقوف الداخلية. وتضم الفتحات الأبواب والنوافذ والممرات المعقودة. وتكون مهمة المعماري الأساسية تشكيل الفراغ بطريقة مناسبة وعملية من خلال ترتيب الفتحات والسطوح. وفي فترات تاريخية مختلفة، اعتبر المعماريون أن بعض الأشكال أجمل من غيرها، فركَّزوا عليها في تصاميمهم. وقد شملت الأشكال الأكثر شيوعًا المربع والمستطيل والدائرة. ويجمع المعماريون غالبًا بين شكلين أو أكثر في تصميم واحد.
ويجب أن يكون المبنى سارًّا للناظرين، كما يجب أن يوفر للناس الراحة والفاعلية في العمل. وبالإضافة إلى ذلك يجب أن تكون المنشأة مبنيةجيدًا بحيث تستطيع المقاومة لزمن طويل دون صيانة مكلفة. ولتصميم مبنى جذاب ذي فاعلية عالية، يجب أن يوازن المعماري بين ثلاثة عناصر رئيسية هي: 1- الوظيفة 2- الهيئة 3- المتانة.
حصن الملك سرجون الثاني الذي بني في العاصمة الآشورية خورساباد في أواخر القرن الثامن ق.م. ويشتمل الحصن على قصور ومعابد ومبان عامة، ومعبد مدرج يطلق عليه «زكورات»، حيث يرتفع عن الإنشاءات الأخرى. |
يُصمَّم كل مبنى لغرض معين. فالمبنى المصمَّم وظيفيًا سواء أكان منزلاً صغيرًا أم مبنى عملاقًا، يجب أن يلبي تلك الأغراض التي تخدم حاجة مستخدميه بطريقة مُرْضية ومريحة. ويُراعى في تصميم المباني توفير التدفئة الكافية والإضاءة ومصادر الطاقة والتهوية المناسبة.
ونجد اليوم أن ترشيد الطاقة والحفاظ عليها له أهمية كبرى في التخطيط العمراني. فمثلاً قد يستخدم المعماري نوافذ كبيرة من الزجاج للمساعدة في تدفئة المبنى بالطاقة الشمسية. ومن الممكن أن تتم داخل المبنى عدة أنشطة تشمل الأكل والنوم والاستحمام والترفيه. وكل نشاط يحتاج إلى متطلبات مختلفة من حيث الموضع والسعة والإضاءة والوصول إلى الغرف التي يتم فيها النشاط. فمثلاً غرفة النوم غرفة خاصة يجب عزلها عن بقية الفراغات والغرف الأخرى. وبما أن كل فرد في المسكن يستخدم غرفة الطعام لذلك يجب أن يكون موقعها أكثر توسطًا.
ويحتاج مبنى المكاتب إلى ترتيب الفراغات بشكلٍ أكثر تعقيدًا من المسكن. ولذا يجب أن يتأكد المعماري من أن مئات أو ربما آلاف العاملين يستطيعون الحركة بسرعة بين مختلف أجزاء المبنى. وبالإضافة إلى سهولة دخول وخروج الزائرين، يمكن لأجزاء من المنشأة احتواء بعض الأجهزة الخاصة، ويكون مطلوبًا توفير قدر كبير من الفراغ كمستودعات. ويجب على المعماري أيضًا أن يأخذ في الحسبان النشاطات التي تُمارَس خارج المبنى. فمثلاً قد يتطلب المبنى مرافق كمواقف السيارات. وبالإضافة إلى ذلك، على المعماري التخطيط لأنماط الحركة حتى تتمكن السيارات من الوصول إلى المبنى والخروج منه دون تعارض لمسارات المرور، وأن تكون الطرق فسيحة حتى تتمكن سيارات الإطفاء من الدخول إلى المبنى، وأن تكون أرصفة التحميل بارتفاع مناسب لسيارات الخدمة.
الهيئة:
يحدد المعماري الهيئة الخارجية للمبنى، ليس من خلال شكله فقط، وإنما أيضًا باختيار المواد. فالألوان الطبيعية للحجر والطوب والخشب كانت دائمًا هي الشائعة مفردة أو مجتمعة. ومنذ بداية القرن العشرين الميلادي، أدى الزجاج المظلَّل دورًا مهمًا في التصميم الخارجي للمبنى. وأعطى كثير من المعماريين اهتمامًا خاصًا للملمس في تصميماتهم. فاختار بعضهم الخشب أو الحجر الخشن الملمس، وفضل آخرون الزجاج والمعدن المصقول شديد اللمعان.
وابتكر عدد من المعماريين أنساقاً وطرزًا جميلة من خلال الترتيب الحاذق والماهر للمواد. فمثلاً استخدم المعماريون الزجاج والخرسانة ومكوّنات مختلفة من أعمال الطوب أو الأحجار متباينة الأنواع.
ويعد التناسب شيئاً حيويًا لهيئة المبنى ؛ فيجب أن تكون كل أجزاء المبنى ذات علاقة متناسقة، بعضها مع بعض ؛ لا هي كبيرة جدًا ولا هي صغيرة جدًا، بالإضافة إلى أن حجم المبنى وشكله يجب أن يتكاملا مع الموقع ومحيطه. فمبنى عال من الزجاج والمعدن يكون مناسبًا لمنطقة وسط مدينة كبرى ولكنه يكون شاذًا بالقرب من مساكن لعائلات مستقلة بالسكن.
المتانة:
تُقام المباني عادة لتبقى مدة طويلة دون صيانة مكلفة. ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن يكون المبنى ذا أساس متين، بالإضافة إلى قدرة واجهاته على مقاومة التلف وتسرب الرطوبة الناتجة عن الطقس في الخارج، ويجب استخدام مواد عالية الجودة في الداخل.