التاريخ
٣١ مارس، الساعة ٣:٢٦ ص ·
تاريخ التتار الأول (32)
إمبراطورية جنكيز خان
------------------------------------------------------------
عين جالوت ... ...متابعة
Battle of Ain Jalut
ملخص ماسبق :
قاد السلطان قطز جيشه واقترب من عين جالوت، وبينما هو في الطريق جاء رجل من أهل الشام وقدم معلومات استخباراتية لسيف الدين قطز، كان ذلك الرجل هو صارم الدين أيبك أمير حمص الذي تحالف مع التتار ثم رغب فى التكفير عن ذنبه هذا .
وجد قطز رحمه الله سهل عين جالوت منطقة مناسبة جدا
واسع منبسط تحيط به التلال المتوسطة من كل جوانبه إلا الجانب الشمالي فهو مفتوح.. كما تعلو هذه التلال الأشجار واﻷحراش، مما يوفر مخبأً للجيش اﻹسلامي؛ فيسهل عمل الكمائن الكثيرة على جوانب السهل المنبسط..
وبينما قطز في سهل عين جالوت إذا بأعداد غفيرة من المتطوعين المسلمين من أهل فلسطين يخرجون من القرى والمدن ليلتحقوا بالجيش المسلم، وقد تيقنوا أن حربا ًً حقيقية ستحدث قريبا .. سبحان الله أين كانوا قبل ذلك !
يقول صارم الدين أيبك وكان وقتئذ بجوار كتبغا في جيش التتار :
”فلما طلعت الشمس ظهرت عساكر اﻹسلام، وكان أول سنجق أحمر وأبيض، وكانوا لابسين العدد المليحة“..فبهت كتبغا .. وبهت من معه من التتار
وكانت الجيوش المملوكية تتلقى اﻷوامر عن طريق دقات و نغمات معينة من فرقة الموسيقى العسكرية المملوكية التي لا يفهم معناها اﻷعداء..
كان الجزء الأول من الخطة اﻹسلامية: استنزاف القوات التترية في حرب متعبة، مع فرقة بيبرس المدربة فقط والتأثير على نفسياتهم عند مشاهدة ثبات المسلمين وقوة بأسهم ..في حين يختفي قطز و بقية الجيش الإسلامي خلف التلال .
وثبتت القوات الإسلامية ثباتا منقطع النظير ومرت الدقائق والساعات كأنها الأيام والشهور..
ثم جاء وقت تنفيذ الجزء الثاني من الخطة الإسلامية البارعة.. ودقت الطبول دقات معينة لتصل بالأوامر من قطز إلى بيبرس ليبدأ في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة..
وهو محاولة سحب جيش التتار إلى داخل سهل عين جالوت، وحبذا ُ لو سحب الجيش بكامله، بحيث تدخل قوات التتار في الكمائن الإسلامية تمهيداً لحصارها..
وقد كان !
فما لبث كتبغا أن وقع في الفخ، وقد كان من المفروض عليه كقائد محنك أن يترك قوات احتياط خارج السهل لتؤمن طريق العودة في حال الخسارة، ولتمنع التفاف الجيش الإسلامي حول التتار، وهذه أخطاء لايقع فيها قائد صغير مغرور !!!
ويبقى التفسير الوحيد المقبول في مثل هذا الموقف هو أن هذا هو تدبير رب العالمين سبحانه وتعالى ..
{ بداية المعركة الفقرة السابقة :
https://m.facebook.com/story.php...}
-------------------------------------------------------------------
كتبغا في المصيدة !!
ونزلت الكتائب الإسلامية العظيمة من خلف التلال إلى ساحة المعركة.. نزلت من كل جانب، وأسرعت فرقة قوية لتغلق المدخل الشمالي لسهل عين جالوت، وبذلك في دقائق معدودات أحاطت القوات الإسلامية بالتتار إحاطة السوار بالمعصم..
كاتت الخطة تسير في منتهى الإحكام والدقة، ومع ذلك فهذه الخطة تحمل في طياتها خطورة عظيمة على الجيش
اﻹسلامي نفسه.. لماذا ؟ ﻷن حصار التتار دون ترك فرصة الهروب لهم سوف يدفع جنود التتار ﻹخراج كل طاقاتهم .. إنهم سيقاتلون قتال المستميت..
قتال المحصور .. قتال الحياة أو الموت وليس قتال الهزيمة أو النصر..
لكن في نفس الوقت إن نجحت الخطة فسوف يكون فيها هلاك عدد ضخم من الجيش التتري.. وقد تكون هذه
هي الضربة القاصمة القاضية على هذا الجيش الرهيب..
ُ واكتشف كتبغا الخطة اﻹسلامية بعد فوات اﻷوان، وحصر هو والتتار في داخل سهل عين جالوت، ...
وبدأ الصراع المرير في واحدة من أشد المعارك التي وقعت في التاريخ..
لا مجال للهرب، ولا مجال للمناورات ..
السهل منبسط والمساحات مكشوفة، وليس هناك من حماية إلا خلف السيوف والدروع ..
لا بديل عن القتال حتى الموت..
حرب ضارية بشعة .. أخرج التتار فيها كل إمكانياتهم، وبدأوا يقاتلون بحمية بالغة.. والمسلمون صابرون ثابتون ..
وظهر تفوق الميمنة التترية ـ كما أخبر بذلك رسول صارم الدين أيبك ـ وبدأت الميمنة التترية تضغط على الجناح اﻷيسر للقوات اﻹسلامية، وبدأت القوات الإسلامية تتراجع تحت الضغط الرهيب للتتار، وبدأ التتار يخترقون الميسرة الإسلامية، وبدأ الشهداء يسقطون،
ولو أكمل التتار اختراقهم للميسرة فسيلتفون حول جيش
المسلمين.. وتتعادل بذلك الكفتان، وقد ترجح كفة التتار.. ويتحول إغلاق السهل إلى خطر داهم .
ِكان قطز رحمه الله يقف في مكان عال خلف الصفوف يراقب الموقف بكامله، ويوجه فَرق الجيش إلى سد الثغرات، ويخطط لكل كبيرة وصغيرة..
وشاهد قطز رحمه الله المعاناة التي تقاسيها ميسرة المسلمين، فدفع إليها بقوات إحتياطية، ولكن الضغط
التتري استمر، وبدأ بعض المسلمين يشعر بصعوبة الموقف، ولعل بعضهم قد شك في النصر، ولا ننسى السمعة المرعبة لجيش التتار الذي قيل عنه إنه لا يهزم..
وقطز رحمه الله يشاهد ذلك، ويدفع بقوات إضافية إلى الميسرة، ولكن الموقف تأزم جدا ..
و هنا لم يجد قطز رحمه الله إلا أن ينزل بنفسه إلى ساحة القتال.. ليثبّت جنوده بالطريقة التي اعتادها معهم... طريقة القدوة !
هنا فعل قطز رحمه الله فعلا مجيدا : لقد ألقى بخوذته على اﻷرض .. تعبيراً عن اشتياقه للشهادة، وعدم خوفه من الموت، وأطلق صيحته الشهيرة ؛ و صرخ بأعلى صوته :
واإسلاماه.. واإسلاماه.. !!
وألقى بنفسه رحمه الله وسط الأمواج المتلاطمة من البشر..
وفوجئ الجنود بوجود القائد الملك المظفر قطز رحمه الله وسطهم .. يعاني مما يعانون ويشعر بما يشعرون .. ويقاتل كما يقاتلون ..
فأي تأييد وأي تثبيت ذلك ؟!
لقد صدق قطز ما عاهد الله عليه ..
ً
وشتان بين القائد الصادق الذي يعيش لدينه ولشعبه.. والقائد الكاذب الذي يتكلم كثيرا وهو لا يعيش إلا لنفسه..
والتهب حماس الجنود، وهانت عليهم جيوش التتار، وحملوا أرواحهم على أكفهم، وانطلقوا في جسارة نادرة يصدون الهجمة التترية البشعة..
إنها ليست هجمة على ذواتهم.. إنها هجمة على الاسلام..
واشتعل القتال في سهل عين جالوت .. وعلا صوت تكبير الفلاحين الواقفين على التلال يراقبون الملحمة ...
علا على كل شيء .. ولجأ المسلمون بصدق إلى ربهم في هذا اليوم المجيد من شهر رمضان..
ً وقاتل قطز رحمه الله قتالا عجيبا ثم صوب أحد التتر سهمه نحو قطز رحمه الله فأخطأه ولكنه أصاب فرسه الذي كان تحته فأرداه فترجل قطز فقاتل ماشيا وما تردد ، وما نكص على عقبيه،
ورآه أحد الأمراء وهو يقاتل ماشيا ً، فجاء إليه مسرعا
ً، وتنازل له عن فرسه، إلا أن قطز رحمه الله امتنع، وقال
《 ما كنت ﻷحرم المسلمين نفعك !! 》
وظل يقاتل ماشياً إلى أن أتوه بفرس من الخيول الإحتياطية !!
َ وقد لامه بعض الأمراء على هذا الموقف وقالوا له : لم ْ لم تركب فرس فلان؟ فلو أن بعض الأعداء رآك لقتلك،
وهلك اﻹسلام بسببك..
فقال قطز في يقين رائع :
《 أما أنا فكنت أروح إلى الجنة ، وأما الإسلام فله رب لا يضيعه، وقد قتل فلان وفلانً من الملوك مثل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم فأقام الله للإسلام من يحفظه
ولم يضع الاسلام 》..
رحمك الله يا قطز .. كنت ـ ولا زلت والله ـ قدوة للمسلمين..
وعلى أكتاف أمثالك تنهض الأمم ..
ً ونتيجة مثل هذه المواقف أدت القوات اﻹسلامية أداء راقيا
جداً في القتال، وأخرجت كل إمكانيتها، ولم تكن قضيتها قضية موت أو حياة كالتتار، بل كانت إما نصرا أو شهادة ..
ً
وبدأت الكفة - بفضل الله - تميل من جديد لصالح المسلمين.. وارتد الضغط على جيش التتار، وأطبق 8المسلمون الدائرة تدريجيًّا على التتار.. وكان يوماً على الكافرين عسيرا...
-------------------------------------------------------------------
مصرع كتبغا نوين
وتقدم أمير من أمراء المماليك المهرة في القتال وهو جمال الدين آقوش الشمسي، وهو من مماليك الناصر يوسف اﻷيوبي ملك دمشق الذي فر من التتار و قتل بالأردن كما أشرنا سابقا، ...
وقد ترك الناصر لما رأى تخاذله وانضم إلى جيش قطز، وأبلى بلاء حسناً في القتال، واخترق الصفوف التترية في حملة صادقة موفقة حتى وصل في اختراقه إلى ... ... ... كتبغا.. قائد التتار !!!
لقد ساقه الله إليه !!
ورفع البطل المسلم سيفه، وأهوى بكل قوته على رقبة الطاغية المتكبر كتبغا.. وطارت الرأس المتكبرة
في أرض القتال .. وسقط زعيم التتار .. وبسقوطه سقطت كل عزيمة عند جيش التتار..
○ وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ○
-------------------------------------------------------------------
َ وتغير سيناريو القتال عند التتار.. فما أصبح لهم من هّم إلا أن يفتحوا ﻷنفسهم طريقافي المدخل الشمالي لسهل عين جالوت ليتمكنوا من الهرب .. وانطلق المسلمون خلف التتار، يقتلون فريقاً ويأسرون فريقا ...
وسقطت جحافل التتار تحت أقدام المسلمين صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية..
ُ وضاعت السمعة وسقطت الهيبة.. ومّزق الجيش الرهيب
وركز التتار جهدهم على فتح ثغرة في مدخل سهل عين جالوت الشمالي.. واستطاعوا بعد يأس وقتال شديد أن يُحدثوا ثغرة في الصف المسلم الواقف على باب المدخل، وانطلق التتار في سرعة عجيبة يولونً اﻷدبار، وخرجت أعداد كبيرة يسرعون الخطا في اتجاه الشمال لعل هناك مهربا ..
وانطلق التتار ينهبون اﻷرض شمالا، والمسلمون لا يتركونهم ..وجيوش المسلمين تجري خلف جيوش التتار .. لا يتركونهم .. فليس الغرض هو اﻹنتصار في موقعة ما، وتحقيق كسب سياسي مؤقت يتفاوضون بعده .. إنما الغرض تحرير البلاد بكاملها عن طريق الجهاد ..
ووصل التتار الفارون إلى بيسان (حوالي عشرين كيلومتر إلى الشمال الشرقي من عين جالوت) ووجد التتار أن المسلمين جادين في طلبهم ، فلم يجدوا إلا أن يصطفوا من جديد، لتدور موقعة أخرى عند بيسان ً،أجمع المؤرخون على أنها أصعب من اﻷولى، ....
وقاتل التتار قتالا رهيبا ودافعوا عن حياتهم بكل قوة، وبدءوا يضغطون على المسلمين, وكادوا أن يقلبوا اﻷمور لمصلحتهم ، وابتلي المؤمنون، وزلزلوا زلزالا شديدا.
ُ
ورأى قطز رحمه الله كل ذلك..
ً
فانطلق قطز يحفز الناس، ويدعوهم للثبات ..
ثم أطلق صيحته الخالدة: واإسالماه، واإسالماه، واإسالماه..
قالها ثلاثا ، ثم قال في تضرع :
《 يا الله !! إنصر عبدك قطز على التتار ! 》..
.و كيف يلجأ العبد بصدق إلى الله ثم لا ينصره ؟!
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
《 أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً.》.......(*1)
لقد دق قطز على الباب الذي ما طرق عليه صادق إلا وفتح له..
لقد تقرب قطز إلى من بيده ملكوت السماوات واﻷرض ..
وعندما يخشع ملوك األرض يا إخوة، البد أن يرحم جبار السموات واﻷرض ..
لقد كان خشوع قطز الصادق هو الجبل الذي وقع على جيش التتار فأهلكهم..
فما إن انتهى من دعائه وطلبه ـ رحمه الله ـ إلا وخارت قوى التتار تماما
-------------------------------------------------------------------
نهاية اﻷسطورة !!
وبدأ الجنود الذين روعوا اﻷرض قبل ذلك يتساقطون كالذباب على أرض بيسان .. لقد قضى المسلمون تماماً على أسطورة الجيش الذي لا يقهر .
وارتفعت راية اﻹسلام وتهاوت راية التتار ..
وجاءت اللحظة التي ينتظرها المسلمون منذ أربعين سنة أو تزيد..
{ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ○
بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} 4؛5الروم
أتدرون كم بقي من جيش التتار بعد عين جالوت؟!
لقد أبيد جيش التتار بكامله !!
لم يبق على قيد الحياة من الجيش أحد بالمرة ..
هل سمعتم أمرا كهذا ؟!
لقد فني الجيش الذي اجتاح نصف الكرة اﻷرضية..
فني الجيش الذي سفك دماء الملايين وخرب مئات المدن، وعاث في اﻷرض فسادا وانتصر الجيش اﻹسلامي العظيم..
هنيئاً لك يا قطز .. فقد حان وقت قطف الثمار !!
------------------------
ماذا فعل قطز رحمه الله عندما رأى جموع التتار صرعى على أرض بيسان المباركة ؟
لقد نزل البطل المجاهد العظيم التقي الورع .. نزل عن فرسه ..ومرغ وجهه في اﻷرض.. يسجد شكرا لله عز وجل !!
ّ
وما دخله غرور المنتصرين .. وما رفع رأسه بزهو المتكبرين ..ً..وما شعر أنه قد فعل شيئا بل إن الفضل والمنة لله عز وجل .. هو الذي أنعم عليه بأن اختاره ليكون مجاهداً.. هو الذي من عليه بالثبات .. هو الذي ألهمه الحكمة في القتال، والصواب في الرأي .. هو الذي هداه السبيل ..
هنا بيت القصيد ..
أن تعرف أنك عبدا لله .. لا تُنصر إلا بنصره .. ولا تنجو إلا برحمته ، ولا تتحرك إلا بإرادته
وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ ۚ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ... ( الأنفال10)
------------------------------------------------------------------
و يعلق دكتور راغب- جزاه الله عنا خير الجزاء- يعلق على تلك الأحداث قائلا :
إذا أردتم أن تعرفوا قطز رحمه الله.. فانظروا إلى كثير من الزعماء الذين ينتفخون كبرا وزهواً.. كأنما يبغون خرق اﻷرض أو مطاولة الجبال !! ..
ويتطاولون على خلق الله، ويُصِّعرون خدهم للناس، ويمشون في اﻷرض مرحا وفخرا وما فعلوا ﻷمتهم معشار ما فعله قطز رحمه الله ..
بل كانوا وبالا على شعوبهم، ومصيبة على أمتهم..
و هنا تبرز قيمة قطز الحقيقية ..وبضدها تتميز اﻷشياء ..
ومن هنا فلا عجب أن يُنصر قطز رحمه الله، ولا عجب أن يُخذل غيره..
لم يأت قطز رحمه الله في زمان تمكين ولا سيادة.. لم يأت في ظروف طيبة ومريحة ..لم يحكم البلاد وهي قوية قاهرة .. لم يجلس على الكرسي وأموال دولته لا تحصى..
إنما كانت كل الظروف ضده..
لكنه استعان بالله ، وعمل بصدق وإخلاص، وحفز الآخرين على العمل معه.. فكان لابد من الوصول إلى ما وصل إليه..
ويوم يعمل المسلمون كما عمل قطز رحمه الله سيصلون حتما إلى ما وصل إليه
وليس بالضرورة أن يحتاج التغيير إلى سنوات أو قرون أو عقود..
فقد كانت عين جالوت بعد عشرة أشهر فقط من تولي قطز مقاليد اﻷمور ..
المهم أن يوجد المخلصون الصادقون العالمون العاملون..
ووعد الله لا يتخلف أبدا
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }.... .... (51 غافر)
---------------------------------------------------------------------
(*1) صحيح مسلم 48 - كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ2 - (2675) :
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ - قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: يَقُولُ اللهُ : ..الحديث
------------
قصة التتار doc..د. راغب السرجاني ص 163- 158
--------------------------------------------------------------------
التعقيب على المعركة و أسباب ووسائل النصر ..
بيبرس و المماليك يكملون المسيرة ..
ثم تاريخ التتار الأوسط : عصر إيلخانات فارس .
تابعونا #تاريخ_التتار_جواهر (32)