إنّ الدليل على عظمة أيّ نظرية هو ما تقدمه من نتائج عند إجراء التجارب، ومن أعظم النظريات التي تمّ طرحها هي مفهوم النسبية الذي وصفه (آينشتاين-Albert Einstein) في مطلع القرن العشرين.
ومن منطلق أنّ سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون، يفسر آينشتاين الجاذبية على أنّها تشوه (للزمكان-spacetime)، حيث قام بطرح تفسير جديد ودقيق للكون، كما أنّه اقترح سلسلة من التجارب يمكن إجراءها لإثبات صحة نظريته.
إحدى التجارب كمثال، فسرت بشكل كامل لماذا لم يتوافق مدار عطارد مع تنبؤات آينشتاين، يمكن فحص التنبؤات الأخرى بأدواتنا الحالية، مثل قياس (تمدد الوقت – (Time dailatin بواسطة ساعات فائقة السرعة.
وبما أنّ الجاذبية هي تشوه في الزمكان، تنبأ آينشتاين أنّ الأجسام ذات الكتلة الضخمة بإمكانها إنتاج تموجات عند حركتها عبر الكون، كالموجات المنتشرة في المحيط.
أثناء سيرك تضغط موجات الجاذبية الفضاء من حولك وتمدده.
لكن لكونها موجات صغيرة جدًا، يتعذر علينا رصدها، وعليه فإنّ الأحداث ذات الطاقة الهائلة ذات الموجات الكبيرة، يمكن رصدها.
احتاجت هذه الموجات 100 عام حتى تمّ إثباتها بالرصد المباشر.
ففي فبراير 2016، أعلن عن تصادم ثقبين أسودين يبعدان أكثر من بليوني سنة ضوئية بواسطة رصد قياس تداخل موجات الجاذبية الليزريّ، ويطلق عليه اختصارًا LIGO.
بإمكان جميع الثقوب السوداء بتعدد أحجامها، سواء كان ذات كتلة نجمية أو الثقوب (فائقة الضخامة –(supermassive، أن تتصادم بنفس العملية، ولكن بمعيار مختلف.
نبدأ بالثقوب ذات الكتلة النجمية، تتكون هذه الثقوب عند موت أحد النجوم ذا كتلة أكبر بأضعاف عديدة من كتلة شمسنا، فتنفجر لتكون (مستعر أعظم –(supernova، ويمكن لهذه النجوم أن تكون أنظمة ثنائية.
تخيل سديمًا نجميًا حيث يتكون زوج من النجوم الثنائية، ولكل من هاذين النجمين كتلة تبلغ أضعاف كتلة الشمس، وتصدر كمية طاقة أكبر بآلاف المرات من الطاقة التي تصدرها الشمس، سيدور النجمان حول بعضمها البعض لملايين من السنوات حتى ينفجر أحدمها مكونًا مستعرًا أعظم، وهكذا يتكون نجم عظيم يدور حول ثقب أسود، من ثم ينفجر النجم الآخر، لنحصل على ثقبين أسودين يدوران حول بعضهما البعض.
يسبب دوران الثقبين حول بعضهما إصدار موجات جاذبية تشوه مداريهما.
في الحقيقة، تحول الثقوب السوداء زخم (حركتها-momentum) إلى موجات جاذبية أيضًا.
ومع نقص الزخم الزاويّ للثقبين الأسودين، يستمران بالإقتراب من بعضهما البعض حتى يتصادما.
ويفترض أن يكون هذا أعظم الانفجارات طاقةً في كوننا المعروف، إلّا أنّه مظلمٌ وصامتٌ، لأنّ لا شيء بإمكانه الهروب من الثقب الأسود، لا إشعاع ولا ضوء ولا جسيمات ولا حتى ” صرخات ” … لا شيء.
عند خلط هذين الثقبين الأسودين معًا، نحصل على ثقب أسود أكبر.
خلال بضع بلايين من السنوات، ستتصادم مجرتا درب التبانة والمرأة المسلسلة-(Andromeda(، لتبدأ عملية الإندماج، وفي حالة عدم طرد الثقب الأسود لدرب التبانة إلى عمق الفضاء، فسيبدأ الثقبان في الدوران حول بعضهما البعض حتى يندمج الثقبان مشكلين ثقبًا أعظم في نقطة ما في المستقبل.
ستندمج مجرة (درب التبانة Milky way -) مع (المرأة المسلسلة-(Andromedia ليشكلا معًا Milkdromedia، وستستمران في جمع مجرات جديدة بمرور بلايين السنوات واستخلاص ثقوبها السوداء لدمجها إلى المجموعة.