الآلة التي تصنـع الطفل !
يجب أن نولي المرأة عنايتنا ، ونفتش عن البييضة وسيرها ومناحي نموها ، لأن فترة الاخصاب غدت رهينة بزمن انطلاق البييضة ، لا بزمن الدفق عند الرجل الذي يعجز عن كبح جماح شهوته في سبيل ضبط النسل ...
علمنا أن كلا من النطفة والبييضة حجيرة تامة التكوين ولكنهـا ليست كبقية الحجيرات التي تؤلف جسم الإنسان .. فكل منها ليست صالحة للبقاء والتكاثر لوحدها ، لأن نوانها تنقصها بعض العرى الصبغية کروموزوم » ، ولكنه متى تم اتحاد النطقة بالبييضة واندمجا معاً ، ثم تكوين الحجيرة لانضمام العرى الصبغية الموجودة في الحيوان ، إلى العرى الموجودة في البييضة ، فتغدو الحجيرة آنئذ قادرة على الحياة ثم التكاثر حاملة معها إلى الاجيال الصاعدة كثيراً من سات وصفات الطرفين : الوالد والوالدة .
عندما تنضج البييضة وتتحرر من مكانها ينجذب النفير اليهـا ليتلقفها ، ثم تأخذ حجيراته الفارشه بالاهتزاز لسوق البييضة نحو الرحم ومتى وصلت هذه البييضة إلى نهاية الثلث الأول من النفير ( البوق ) تطرأ عليها تغييرات نسجية اكتشف أمرها بعد مئات التجارب والاختبارات ، وتبين أن حيويتها لا تدوم أكثر من أربع ساعات ثم تضمحل تدريجياً ، لأن النسيج المخاطي الذي تسبح فيه أثناء سيرها ، نحيطها بقشرة أحينية أو بغلاف شبيه بالكفن ، لا تستطيع النطف المنوية اجتيازها ، مما يفقد البييضة خاصية الاخصاب ، فتغدو غير صالحة للالقاح فانتاج الذراري .
إن هذه البييضة التي كان بامكانها تقديم خليقة جديدة إلى الإنسانية قد تكون انساناً نابغاً أو عالماً فذاً أو امرأة فاتنة ان هذه البييضة لم تعد سوى نفاية بمجها النفير ويلفظها الرحم إلى الخارج مع الدم بعد أن كان مهيأ لاحتضانها وتغذيتها ..
« إذا فان البييضة الناضجة لا تعمر ولا تبقى حية إلا إذا أنقذهـا حيوان منوي يساعدها على إتمام مصيرها والمضي بها لأداء رسالتها . وتبقى هذه البييضة في حالة توازن ، فتتوقف فيها الأعمال الحياتية وتسير في حياة بطيئة نحو الاضمحلال والموت » .
ولقد دلت تجارب - ( كوست Coste ) منذ مائة عام على أن البييضة تتلف سريعاً إذا ما استقرت في النفير دون أن تتلقح . والمعروف أن للحيوانات غير الناطقة زمناً خاصاً تنطلق فيه غرائزها التناسلية من عقالها فتتزاوج وتتلاقح لانتاج الذراري . وحفظ النوع ، ويسمى بزمن ( النزو ) ، فاذا انقضى هذا الزمن ، هجعت الغرائز وتوقفت الأعمال التناسلية ، سنة الله أودعها في خلتمه ، كي لا تفني الحيوانات أنفسها سعياً وراء شهواتها ، ولن تجد لسنة الله تبديلاً .
والمعروف أن أشهر النزو عند فصيلة القطط هو شهر شباط ، وعند الأسماك والضفادع هو أيار . وقد وجد ( كوست ) ان الكلبات الملقحات بعد انقضاء شهر نزوها لا تخصب ، لأن البييضات عندها ماتت ولم تعد صالحة للاخصاب . كما انه أجرى تلقيحاً لأرنبة مضى زمن نزوها ، ولما فتح بطنها وجد النطف المنوية التي حقنها تحيط بالبييضات المائتة ، دون أن تستطيع ولوجها وتلقيحها .
كما أثبتت تجارب ( ه . بينكوس ) الحديثة التي قام بها على الأرنبة أن قشرة آحينية تتكون حول ببيضة متى مضى عليها زمن بدون تلقيح .
صورة – ١٥
مشهد طبيعي لبييضة تحت عدسة المجهر
بييضة مؤنثة فقدت خاصية الاخصاب ، أحاطت بها قشرة آحينية ويشاهد حولها عدد من النطف المنوية تحاول الولوج فلا تجد من البييضة قبولا ً ولا ترسل لاستقبالها استطالة الترحيب .
من يقول الدكتور ( هيرمان كناوس ) أستاذ السريريات النسائية في جامعة براغ ، ان البييضة عند المرأة لا تستطيع أن تنتظر النطفة المنوية أكثر . بضع ساعات . ويعود السبب في ذلك أولا ً : إلى أن نضج البييضة يتم على مرحلتين ، الأولى في الحراب المبيضي قبل أن تنفجر من مبيضها ، والثانية بعد دخول النطفة المنوية فيها . ويجب أن تتعاقب المرحلتان مباشرة كي يتسنى للبييضة الحياة والنمو والبييضة غير الملقحة تضمحل في بضع ساعات ، لأن التلقيح عامل منقذ لها من الموت المحتم .
ثانياً ـ عندما تنطلق البييضة من الحراب تكون عادة محاطة طبقات تشكل الاكليل الشعاعي .. وبمجرد اندفاعها وانطلاقها تفترق هذه الطبقات عنها في الساعات الأولى لأنها ملتصقة بالقشرة التصاقاً نسبياً .
عندها يقوم النفير بحضن البييضة واحاطتها بقشرة آحينية تظل مرافقة لها في مسيرها داخل النفير ، وتتخرب بعد وصول البييضة إلى الرحم .
وتلعب هذه الطبقة الأحينية دوراً ثلاثياً .. فهي تحافظ على أيام تكونها الأولى ، وتشكل عامل احتياط ريثما تعشش البييضة في نسيج الرحم ، ثم تحول دون دخول النطف المنوية متى اضمحلت الحياة داخل البييضة .
تحول هذه الطبقة دون دخول النطف المنوية رغم رقتها ولطافتها كي لا تدخل النطف فتلقح بييضة ذوت وهي في طريق الفناء فيأتي النسل هزيلا ضعيفاً لذلك قضت الطبيعة بأن يتم التلقيح قبل أن تحيط هذه الطبقة بالبييضة ، ولا يكون هذا الوقت مواتياً إلا في الساعات الأولى التي تعقب عملية الاباضة ..
يجب أن نولي المرأة عنايتنا ، ونفتش عن البييضة وسيرها ومناحي نموها ، لأن فترة الاخصاب غدت رهينة بزمن انطلاق البييضة ، لا بزمن الدفق عند الرجل الذي يعجز عن كبح جماح شهوته في سبيل ضبط النسل ...
علمنا أن كلا من النطفة والبييضة حجيرة تامة التكوين ولكنهـا ليست كبقية الحجيرات التي تؤلف جسم الإنسان .. فكل منها ليست صالحة للبقاء والتكاثر لوحدها ، لأن نوانها تنقصها بعض العرى الصبغية کروموزوم » ، ولكنه متى تم اتحاد النطقة بالبييضة واندمجا معاً ، ثم تكوين الحجيرة لانضمام العرى الصبغية الموجودة في الحيوان ، إلى العرى الموجودة في البييضة ، فتغدو الحجيرة آنئذ قادرة على الحياة ثم التكاثر حاملة معها إلى الاجيال الصاعدة كثيراً من سات وصفات الطرفين : الوالد والوالدة .
عندما تنضج البييضة وتتحرر من مكانها ينجذب النفير اليهـا ليتلقفها ، ثم تأخذ حجيراته الفارشه بالاهتزاز لسوق البييضة نحو الرحم ومتى وصلت هذه البييضة إلى نهاية الثلث الأول من النفير ( البوق ) تطرأ عليها تغييرات نسجية اكتشف أمرها بعد مئات التجارب والاختبارات ، وتبين أن حيويتها لا تدوم أكثر من أربع ساعات ثم تضمحل تدريجياً ، لأن النسيج المخاطي الذي تسبح فيه أثناء سيرها ، نحيطها بقشرة أحينية أو بغلاف شبيه بالكفن ، لا تستطيع النطف المنوية اجتيازها ، مما يفقد البييضة خاصية الاخصاب ، فتغدو غير صالحة للالقاح فانتاج الذراري .
إن هذه البييضة التي كان بامكانها تقديم خليقة جديدة إلى الإنسانية قد تكون انساناً نابغاً أو عالماً فذاً أو امرأة فاتنة ان هذه البييضة لم تعد سوى نفاية بمجها النفير ويلفظها الرحم إلى الخارج مع الدم بعد أن كان مهيأ لاحتضانها وتغذيتها ..
« إذا فان البييضة الناضجة لا تعمر ولا تبقى حية إلا إذا أنقذهـا حيوان منوي يساعدها على إتمام مصيرها والمضي بها لأداء رسالتها . وتبقى هذه البييضة في حالة توازن ، فتتوقف فيها الأعمال الحياتية وتسير في حياة بطيئة نحو الاضمحلال والموت » .
ولقد دلت تجارب - ( كوست Coste ) منذ مائة عام على أن البييضة تتلف سريعاً إذا ما استقرت في النفير دون أن تتلقح . والمعروف أن للحيوانات غير الناطقة زمناً خاصاً تنطلق فيه غرائزها التناسلية من عقالها فتتزاوج وتتلاقح لانتاج الذراري . وحفظ النوع ، ويسمى بزمن ( النزو ) ، فاذا انقضى هذا الزمن ، هجعت الغرائز وتوقفت الأعمال التناسلية ، سنة الله أودعها في خلتمه ، كي لا تفني الحيوانات أنفسها سعياً وراء شهواتها ، ولن تجد لسنة الله تبديلاً .
والمعروف أن أشهر النزو عند فصيلة القطط هو شهر شباط ، وعند الأسماك والضفادع هو أيار . وقد وجد ( كوست ) ان الكلبات الملقحات بعد انقضاء شهر نزوها لا تخصب ، لأن البييضات عندها ماتت ولم تعد صالحة للاخصاب . كما انه أجرى تلقيحاً لأرنبة مضى زمن نزوها ، ولما فتح بطنها وجد النطف المنوية التي حقنها تحيط بالبييضات المائتة ، دون أن تستطيع ولوجها وتلقيحها .
كما أثبتت تجارب ( ه . بينكوس ) الحديثة التي قام بها على الأرنبة أن قشرة آحينية تتكون حول ببيضة متى مضى عليها زمن بدون تلقيح .
صورة – ١٥
مشهد طبيعي لبييضة تحت عدسة المجهر
بييضة مؤنثة فقدت خاصية الاخصاب ، أحاطت بها قشرة آحينية ويشاهد حولها عدد من النطف المنوية تحاول الولوج فلا تجد من البييضة قبولا ً ولا ترسل لاستقبالها استطالة الترحيب .
من يقول الدكتور ( هيرمان كناوس ) أستاذ السريريات النسائية في جامعة براغ ، ان البييضة عند المرأة لا تستطيع أن تنتظر النطفة المنوية أكثر . بضع ساعات . ويعود السبب في ذلك أولا ً : إلى أن نضج البييضة يتم على مرحلتين ، الأولى في الحراب المبيضي قبل أن تنفجر من مبيضها ، والثانية بعد دخول النطفة المنوية فيها . ويجب أن تتعاقب المرحلتان مباشرة كي يتسنى للبييضة الحياة والنمو والبييضة غير الملقحة تضمحل في بضع ساعات ، لأن التلقيح عامل منقذ لها من الموت المحتم .
ثانياً ـ عندما تنطلق البييضة من الحراب تكون عادة محاطة طبقات تشكل الاكليل الشعاعي .. وبمجرد اندفاعها وانطلاقها تفترق هذه الطبقات عنها في الساعات الأولى لأنها ملتصقة بالقشرة التصاقاً نسبياً .
عندها يقوم النفير بحضن البييضة واحاطتها بقشرة آحينية تظل مرافقة لها في مسيرها داخل النفير ، وتتخرب بعد وصول البييضة إلى الرحم .
وتلعب هذه الطبقة الأحينية دوراً ثلاثياً .. فهي تحافظ على أيام تكونها الأولى ، وتشكل عامل احتياط ريثما تعشش البييضة في نسيج الرحم ، ثم تحول دون دخول النطف المنوية متى اضمحلت الحياة داخل البييضة .
تحول هذه الطبقة دون دخول النطف المنوية رغم رقتها ولطافتها كي لا تدخل النطف فتلقح بييضة ذوت وهي في طريق الفناء فيأتي النسل هزيلا ضعيفاً لذلك قضت الطبيعة بأن يتم التلقيح قبل أن تحيط هذه الطبقة بالبييضة ، ولا يكون هذا الوقت مواتياً إلا في الساعات الأولى التي تعقب عملية الاباضة ..
تعليق