الضفادع المذنبة
الضفادع المذنَّبة Urodella أو Caudata، رتبة حيوانات من البرمائيات [ر] تضم أنواعاً من الضفادع ذات ذنب بما يشبه العظايا [ر]،لكن جلدها أملس رقيق بعكس العظايا ذات الجلد الخشن المغطى بالحراشف. تقسم هذه الرتبة إلى عشر فصائل، أهمها فصيلة السمندليات Salamandridae التي تضم سمادل الماء salamanders.
تعد هذه الحيوانات أسلافاً للفقاريات التي تعيش على اليابسة، فهي إحدى أقدم الفقاريات الحية. ترجع أصولها إلى نحو 150مليون سنة في العصر الجوراسي، وهي تبدي تَحَوُّل مظاهر الحياة المائية إلى الحياة البرية بوضوح، وتضم نحو 380نوعاً.
وهي حيوانات خاملة في أثناء النهار، نُسِجَت حولها كثير من الخرافات، والواقع أن اسم salamander مشتق من اليونانية، ويعني عظايا النار، لاعتقادهم أنها قادرة على العيش في النار، وذلك بسبب اندفاعها من الكتل الخشبية، حيث تعيش بين شقوقها، لدى رميها في النار لإشعالها.
صفاتها
جسم السمندل البالغ رفيع ومتطاول، له ذنب طويل، (الشكل 1). معظمها رمادية اللون، ولبعضها ألوان زاهية، صفراء أو حمراء أو برتقالية. يراوح طول معظمها بين 10 و15سم، لكن أصغر سمندل يبلغ طوله 2.7سم، ويمكن أن يصل طول السمندل الياباني إلى نحو 1.5م.
جلد السمادل مزود بغدد تفرز مادة مخاطية، تمنع جفاف الجلد لدى وجود الحيوان على اليابسة. وثمة غدد أخرى في الجلد تفرز مواد سامة. ومثل هذه الأنواع عادة هي الأنواع ذات الألوان البراقة. وتفرز ذكور السمادل، بشكل عام، فيرومونات ذات رائحة تقوم بدور مهم في التمهيد للاقتران والتزاوج.
وهي حيوانات، كغيرها من الضفادع، من ذوات الدم البارد، أي إن درجة حرارة جسمها تظل قريبة من درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. وفي أوقات البرودة تدفن هذه الحيوانات نفسها في التربة أو تمكث في قاع البرك والبحيرات، حيث تبقى راكدة خاملة.
تتنفس الضفادع المذنبة بأكياس تشبه الرئات، كما تستخدم جلدها الرطب النفوذ مصدراً إضافياً للأكسجين. ويحصل بعضها على الأكسجين اللازم بوساطة غلاصم تبقى بارزة على جانبي الرأس، كما في شراغيف الضفادع، أو عبر الغشاء المخاطي لتجويفها الفموي.
توزعها وبيئتها
تنتشر السمادل في جميع أنحاء العالم عدا القطب الجنوبي وأستراليا، فهي توجد في القارة الأمريكية، من كندا حتى الجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية. كما توجد في أوربا ومناطق البحر المتوسط وإفريقيا وآسيا، بما في ذلك اليابان وتايوان.
يسكن كثير منها الغابات الرطبة، متخذة من الشقوق والأوراق والجذوع المتساقطة والبقايا الأخرى ملجأ لها. يتردد بعضها على الماء واليابسة، وبعضها الآخر إما مائي صرف، يقضي حياته في الأنهار والجداول، أو في الماء ضمن الكهوف، أما أنواع المناطق الاستوائية فإنها تعيش حياة هوائية صرفة بين الشجيرات والأشجار.
غذاؤها
معظم السمادل لاحمة، تتغذى بشراغيف الضفادع والفقاريات الأخرى، والحلازين والديدان والحشرات [ر] والبزاقات، حتى أن بعضها يأكل الأسماك. وهي تحدد مواقع فرائسها بالشم، وتتلقفها بفتح فمها في الماء و«استنشاق» الماء الذي يحمل الفريسة. وكثير منها يعيش منفرداً، ينتظر الفرصة لتناول الفريسة. فما إن تصبح هذه بمتناول السمندل حتى يُطْلِق لسانَه اللزج نحوها، فيلصقها به. وتستطيع بعض الأنواع الاستوائية إطلاق لسانها مسافة قد تصل إلى نحو 80% من طول جسمها.
معظم السمادل تسكن في النهار وتنشط في الليل، وبعضها ينشط في النهار، لكنه يختبيء، في فترات الحر، في ظل الشجيرات وفي المناطق الرطبة من الغابات. وبعضها الآخر ينشط فقط في بعض الفصول الرطبة، ويدخل، في الفصول الحارة، فيما يشبه السُّبات.
تكاثرها
يسبق التكاثر، عند كثير من الأنواع، نشاط غَزَلي. فتطلق ذكور بعض الأنواع البرية رائحة لجذب الإناث، وبعض الأنواع من عديمات الرئة (ذوات الغلاصم) «يحك» الذكرُ رأسَ الإناث بذقنه، و يُطْلِق في أثناء ذلك موادَ كيميائية يثير بها الأنثى. ويتم الغزل لدى الأنواع الأوربية في الماء، ويتلون الذكر بألوان زاهية، وتظهر على الذيل أعراف مختلفة (الشكل2). وفي هذه المرحلة فقط تتوضح أعرافه الظهرية.
الإلقاح لدى معظم السمادل داخلي، ويتم في المقذرة cloaca، ويحدث بتمسك ذكر السمندل بالأنثى، مستخدماً ذيلَه للتشبث بها، يلفه حولها كالأنشوطة، حتى تقترب فوهتا المقذرة إحدهما من الأخرى. ويطلق كثير من ذكور السمادل نطافه ضمن «حامل للنطاف spermatophore» تُلْصِقُه على مرتكز، ثم تحاول جَرّ الإناث لالتقاطها في فتحة المقذرة.
تضع الإناث بيوضها المخصبة في الماء (التي يصل عددها عند السمندل النمر إلى 500بيضة) أو على اليابسة، أو، كما في السمندل الأوربي، تبقيها ضمن جسمها لتلد الصغار ولادة. أما الأنماط القديمة جداً من هذه الحيوانات فيتم الإخصاب لديها خارجياً في الماء، كما في الأسماك.
يحتاج بيض الأنواع التي تبيض في الماء، لكي يفقس، إلى أسابيع قليلة، أما الأنواع التي تلقي بيوضها على اليابسة فقد يحتاج إلى بضعة أشهر.
تنقف البيوض عادة عن يرقات تشبه شراغيف الضفادع، فهي ذات غلاصم خارجية متشعبة تستعملها في التنفس المائي. وتتابع اليرقات تَحَوُّلَها الشكلي [ر] تدريجياً، تختفي خلاله مظاهر معَّينة من اليرقة، إذ تفقد يرقات معظم أنواع السمادل غلاصمها، ويتشكل داخل جسم كل منها كيسان «رئويان»، ويتحول القلب من جوفين ملائمين للتنفس الغلصمي إلى قلب ثلاثي الأجواف ليتلاءم مع التنفس الهوائي بالرئتين. كما تظهر الأطراف الأربعة للحيوان.
يستغرق هذا التحول الشكلي لدى كثير من السمادل بين شهرين وثلاثة أشهر، ويحتاج النضج الجنسي لدى بعضها إلى نحو خمس سنوات.
تحتفظ بعض أنواع السمادل، كالسمندل المكسيكي، بأشكالها اليرقية طيلة حياتها، ولاتتابع تحولها إلا إذا تعرضت لمواد كيماوية في المختبر، ماعدا تشكل جهازها التناسلي، فهي تبقى محتفظة بشكلها اليرقي (الاحتفاظ بالفُتُوَّة neoteny). كما أنه لا يحدث التحول الشكلي للسمندل النمرAmbystoma tigrinum، الذي يعيش في أمريكا والمكسيك، إلا إذا أصبحت ظروف البركة التي يعيش فيها غير مناسبة ولا يمكن استمرار الحياة فيها، مما يدفعها إلى التحول شكلياً تمهيداً لانتقاله إلى اليابسة للحياة عليها. وتسمى اليرقة عندها دعموص السمندل Axolotl.
حسن حلمي خاروف
الضفادع المذنَّبة Urodella أو Caudata، رتبة حيوانات من البرمائيات [ر] تضم أنواعاً من الضفادع ذات ذنب بما يشبه العظايا [ر]،لكن جلدها أملس رقيق بعكس العظايا ذات الجلد الخشن المغطى بالحراشف. تقسم هذه الرتبة إلى عشر فصائل، أهمها فصيلة السمندليات Salamandridae التي تضم سمادل الماء salamanders.
تعد هذه الحيوانات أسلافاً للفقاريات التي تعيش على اليابسة، فهي إحدى أقدم الفقاريات الحية. ترجع أصولها إلى نحو 150مليون سنة في العصر الجوراسي، وهي تبدي تَحَوُّل مظاهر الحياة المائية إلى الحياة البرية بوضوح، وتضم نحو 380نوعاً.
وهي حيوانات خاملة في أثناء النهار، نُسِجَت حولها كثير من الخرافات، والواقع أن اسم salamander مشتق من اليونانية، ويعني عظايا النار، لاعتقادهم أنها قادرة على العيش في النار، وذلك بسبب اندفاعها من الكتل الخشبية، حيث تعيش بين شقوقها، لدى رميها في النار لإشعالها.
صفاتها
الشكل (1) السمندل الناري الأوربي Salamandra maculosa |
جلد السمادل مزود بغدد تفرز مادة مخاطية، تمنع جفاف الجلد لدى وجود الحيوان على اليابسة. وثمة غدد أخرى في الجلد تفرز مواد سامة. ومثل هذه الأنواع عادة هي الأنواع ذات الألوان البراقة. وتفرز ذكور السمادل، بشكل عام، فيرومونات ذات رائحة تقوم بدور مهم في التمهيد للاقتران والتزاوج.
وهي حيوانات، كغيرها من الضفادع، من ذوات الدم البارد، أي إن درجة حرارة جسمها تظل قريبة من درجة حرارة الوسط الذي تعيش فيه. وفي أوقات البرودة تدفن هذه الحيوانات نفسها في التربة أو تمكث في قاع البرك والبحيرات، حيث تبقى راكدة خاملة.
تتنفس الضفادع المذنبة بأكياس تشبه الرئات، كما تستخدم جلدها الرطب النفوذ مصدراً إضافياً للأكسجين. ويحصل بعضها على الأكسجين اللازم بوساطة غلاصم تبقى بارزة على جانبي الرأس، كما في شراغيف الضفادع، أو عبر الغشاء المخاطي لتجويفها الفموي.
توزعها وبيئتها
تنتشر السمادل في جميع أنحاء العالم عدا القطب الجنوبي وأستراليا، فهي توجد في القارة الأمريكية، من كندا حتى الجزء الشمالي من أمريكا الجنوبية. كما توجد في أوربا ومناطق البحر المتوسط وإفريقيا وآسيا، بما في ذلك اليابان وتايوان.
يسكن كثير منها الغابات الرطبة، متخذة من الشقوق والأوراق والجذوع المتساقطة والبقايا الأخرى ملجأ لها. يتردد بعضها على الماء واليابسة، وبعضها الآخر إما مائي صرف، يقضي حياته في الأنهار والجداول، أو في الماء ضمن الكهوف، أما أنواع المناطق الاستوائية فإنها تعيش حياة هوائية صرفة بين الشجيرات والأشجار.
غذاؤها
معظم السمادل لاحمة، تتغذى بشراغيف الضفادع والفقاريات الأخرى، والحلازين والديدان والحشرات [ر] والبزاقات، حتى أن بعضها يأكل الأسماك. وهي تحدد مواقع فرائسها بالشم، وتتلقفها بفتح فمها في الماء و«استنشاق» الماء الذي يحمل الفريسة. وكثير منها يعيش منفرداً، ينتظر الفرصة لتناول الفريسة. فما إن تصبح هذه بمتناول السمندل حتى يُطْلِق لسانَه اللزج نحوها، فيلصقها به. وتستطيع بعض الأنواع الاستوائية إطلاق لسانها مسافة قد تصل إلى نحو 80% من طول جسمها.
معظم السمادل تسكن في النهار وتنشط في الليل، وبعضها ينشط في النهار، لكنه يختبيء، في فترات الحر، في ظل الشجيرات وفي المناطق الرطبة من الغابات. وبعضها الآخر ينشط فقط في بعض الفصول الرطبة، ويدخل، في الفصول الحارة، فيما يشبه السُّبات.
تكاثرها
الشكل (2) السمندل ذو العرف في ذروة نشاطه الغزلي |
الإلقاح لدى معظم السمادل داخلي، ويتم في المقذرة cloaca، ويحدث بتمسك ذكر السمندل بالأنثى، مستخدماً ذيلَه للتشبث بها، يلفه حولها كالأنشوطة، حتى تقترب فوهتا المقذرة إحدهما من الأخرى. ويطلق كثير من ذكور السمادل نطافه ضمن «حامل للنطاف spermatophore» تُلْصِقُه على مرتكز، ثم تحاول جَرّ الإناث لالتقاطها في فتحة المقذرة.
تضع الإناث بيوضها المخصبة في الماء (التي يصل عددها عند السمندل النمر إلى 500بيضة) أو على اليابسة، أو، كما في السمندل الأوربي، تبقيها ضمن جسمها لتلد الصغار ولادة. أما الأنماط القديمة جداً من هذه الحيوانات فيتم الإخصاب لديها خارجياً في الماء، كما في الأسماك.
يحتاج بيض الأنواع التي تبيض في الماء، لكي يفقس، إلى أسابيع قليلة، أما الأنواع التي تلقي بيوضها على اليابسة فقد يحتاج إلى بضعة أشهر.
تنقف البيوض عادة عن يرقات تشبه شراغيف الضفادع، فهي ذات غلاصم خارجية متشعبة تستعملها في التنفس المائي. وتتابع اليرقات تَحَوُّلَها الشكلي [ر] تدريجياً، تختفي خلاله مظاهر معَّينة من اليرقة، إذ تفقد يرقات معظم أنواع السمادل غلاصمها، ويتشكل داخل جسم كل منها كيسان «رئويان»، ويتحول القلب من جوفين ملائمين للتنفس الغلصمي إلى قلب ثلاثي الأجواف ليتلاءم مع التنفس الهوائي بالرئتين. كما تظهر الأطراف الأربعة للحيوان.
يستغرق هذا التحول الشكلي لدى كثير من السمادل بين شهرين وثلاثة أشهر، ويحتاج النضج الجنسي لدى بعضها إلى نحو خمس سنوات.
تحتفظ بعض أنواع السمادل، كالسمندل المكسيكي، بأشكالها اليرقية طيلة حياتها، ولاتتابع تحولها إلا إذا تعرضت لمواد كيماوية في المختبر، ماعدا تشكل جهازها التناسلي، فهي تبقى محتفظة بشكلها اليرقي (الاحتفاظ بالفُتُوَّة neoteny). كما أنه لا يحدث التحول الشكلي للسمندل النمرAmbystoma tigrinum، الذي يعيش في أمريكا والمكسيك، إلا إذا أصبحت ظروف البركة التي يعيش فيها غير مناسبة ولا يمكن استمرار الحياة فيها، مما يدفعها إلى التحول شكلياً تمهيداً لانتقاله إلى اليابسة للحياة عليها. وتسمى اليرقة عندها دعموص السمندل Axolotl.
حسن حلمي خاروف