اياد (قبيله)
Iyad tribe - Tribu Iyad
إياد (قبيلة ـ)
إياد قبيلة عربية ضخمة، تنسب إلى جدّها الأعلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان. وأولاد إياد هم: زُهر، ودُعْمِيّ، ونُمارة، وثعلبة، وتفرّع من نسلهم سائر إياد.
كانت إياد تنزل في أول الأمر تِهامة إلى حدود نجران مع أبناء أنمار، ثم فارقت أنمار إخوتها ربيعة، ومضر، وإياداً. فكثرت إياد وبطونها فأخذت تعتدي على أبناء ربيعة ومضر. فوقعت الحرب بينهم، ودارت الدائرة على إياد، مما دفعها إلى الارتحال عن مواطنها الأصلية. فارتحل قسم منها إلى البحرين وخالطوا قبائلها، وارتحل قسم آخر إلى بلاد الشام واستقروا بذي طوى. أما القسم الأكبر فتوجه إلى العراق فنزلوا الأنبار، وعين أُباغ، وسِنداد، وانتشروا بين سِنداد وكاظمة إلى بارق والخورنق. وكان لهم دير الأعور، ودير قرة، ودير الجماجم، واستطالوا على الفرات حتى خالطوا أرض الجزيرة. وقد كثر من نزل بعين أباغ منهم وقوي أمرهم، فأخذت إياد تغير على من يليها من أهل البوادي، وتغزو المغازي مع آل نصر ملوك الحيرة. وكان عمرو بن عديّ بن نصر قد أدخل بيوتات من ربيعة ومضر وإياد في العِباد (قبائل من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية ونزلوا الحيرة).
ومع أن سابور ذا الأكتاف (310-379م) قد أوقع بالعرب وقتل منهم جمعاً كبيراً لغاراتهم على سواد العراق، ولاسيما قبيلة إياد، كانت علاقة إياد بدولة فارس جيدة، حتى إن كسرى بن هرمز (ت نحو 632م) اتخذ جماعة منهم يجيدون الرمي، فجعلهم رماة عنده، وجعلهم مراصد على الطريق بينه وبين الفرات، لئلا يعبره أحد عليهم، واستمرت هذه العلاقة الجيدة حتى حدث حادث أفسد ما بينهم، يرجعه الإخباريون إلى اعتداء نفر من إياد على أشراف الأعاجم. وجل الروايات يشير إلى انتصار الفرس على إياد ومقتل عدد كبير من الإياديين، وهرب البقية إلى الشام. وقد دان للغساسنة من هرب من إياد إلى الشام، ومن كان قد هاجر إليها وتنصروا كأكثر العرب الخاضعين للروم.
لاشك أن رواية الإخباريين عن فتك كسرى بإياد ونفيه إياهم إلى الشام لا تخلو من مبالغة كبيرة، لأننا نجدهم أنفسهم يذكرون أن إياداً كانت مع الفرس في معركة ذي قار[ر]، ويذكرون في الوقت نفسه أن إياداً اتفقت سراً مع بكر بن وائل[ر] على أن تخذل الفرس يوم اللقاء، وقد خذلتهم، إذ ولت منهزمة ساعة اشتداد القتال مما أدّى إلى انهزام الفرس. وبعد وقعة ذي قار، نجدهم مع طائفة من القبائل العربية يخضعون لسلطان الفرس، ونجدهم في وقعة عين التمر يحاربون في صفوف الفرس خالد بن الوليد سنة 12هـ. وفي هذه السنة كذلك حين اجتمع المسلمون بالفِراض (الفِراض: تخوم الشام والعراق والجزيرة) استعان الروم بمن يليهم من مسالح أهل فارس، فاستمدوا تغلب وإياداً والنمر، فأمدوهم ،وتصدوا لخالد الذي انتصر عليهم انتصاراً باهراً.
أما قبائل إياد في الجزيرة، فإنهم ارتحلوا عنها إلى بلاد الروم عند قدوم الوليد بن عقبة سنة 17هـ، فلما علم عمر بن الخطاب بارتحالهم كتب إلى ملك الروم يطلب منه إخراجهم ويهدده إن لم يفعل أن يخرج النصارى إليه فخرجوا. وكان عدد الخارجين وفق رواية الطبري أربعة آلاف، وتخلف بقيتهم، فتفرقوا فيما يلي الشام والجزيرة من بلاد الروم. فكل إيادي في أرض العرب هو من أولئك الآلاف الأربعة، وقد خلت مصادر العصر الأموي من ذكر الإياديين لقلة عددهم وتفرق مواطنهم.
عرفت قبيلة إياد في الجاهلية بشدتها وبأسها، كما عرفت كذلك بخطبائها. وعن عبد الملك بن مروان، أنه ذكر إياداً فقال: «هم أخطب الناس، لمكان قِس بن ساعدة، وأسخى الناس لمكان كعب بن مامَة الإيادي، وأشعر الناس لمكان أبي دُواد الإيادي». ومن شعراء إياد كذلك لَقيط بن يَعْمَر الإيادي الذي كان كاتباً قارئاً وعرف بين أهل الأخبار بصحيفته التي أرسلها إلى قومه إياد يحذرهم فيها من كسرى. أما في العصر الإسلامي فلا ذكر في المصادر لشعراء نابهين من إياد، وإنما هناك أسماء نفر من إياد كانت لهم منزلة رفيعة بين خطباء العصر. وقد ذكر الجاحظ من خطباء إياد زيد بن جُندَب، وأبا دواد بن حَريز، وعُذْرة بن حجيرة.
آما عقيدة إياد فمنهم من كان يتبرك بالناقة، ومنهم من كان يحج إلى كعبة سِنداد، وذكر ابن الكلبي أن «ذات الكعبات» بيت كان لهم أيضاً، ومنهم من كان على النصرانية. وقد انضم عدد كبير منهم مع القبائل العربية المتنصرة في الجزيرة إلى سجاح[ر] المتنبئة في خلافة أبي بكر سنة 12هـ/643م. وبقي بعضهم على نصرانيته، ودخل آخرون الإسلام. ويرد ذكرهم سنة 17هـ ضمن سُبُع من أسباع الكوفة، مع قبائل عك وعبد القيس وأهل هجر والحمراء. انضم نفر منهم إلى الخوارج، فكان منهم من شارك في ثورات الأزارقة بالبصرة، وانضمت فرقة أخرى إلى خوارج الكوفة.
نجدة خماش
Iyad tribe - Tribu Iyad
إياد (قبيلة ـ)
إياد قبيلة عربية ضخمة، تنسب إلى جدّها الأعلى إياد بن نزار بن معدّ بن عدنان. وأولاد إياد هم: زُهر، ودُعْمِيّ، ونُمارة، وثعلبة، وتفرّع من نسلهم سائر إياد.
كانت إياد تنزل في أول الأمر تِهامة إلى حدود نجران مع أبناء أنمار، ثم فارقت أنمار إخوتها ربيعة، ومضر، وإياداً. فكثرت إياد وبطونها فأخذت تعتدي على أبناء ربيعة ومضر. فوقعت الحرب بينهم، ودارت الدائرة على إياد، مما دفعها إلى الارتحال عن مواطنها الأصلية. فارتحل قسم منها إلى البحرين وخالطوا قبائلها، وارتحل قسم آخر إلى بلاد الشام واستقروا بذي طوى. أما القسم الأكبر فتوجه إلى العراق فنزلوا الأنبار، وعين أُباغ، وسِنداد، وانتشروا بين سِنداد وكاظمة إلى بارق والخورنق. وكان لهم دير الأعور، ودير قرة، ودير الجماجم، واستطالوا على الفرات حتى خالطوا أرض الجزيرة. وقد كثر من نزل بعين أباغ منهم وقوي أمرهم، فأخذت إياد تغير على من يليها من أهل البوادي، وتغزو المغازي مع آل نصر ملوك الحيرة. وكان عمرو بن عديّ بن نصر قد أدخل بيوتات من ربيعة ومضر وإياد في العِباد (قبائل من بطون العرب اجتمعوا على النصرانية ونزلوا الحيرة).
ومع أن سابور ذا الأكتاف (310-379م) قد أوقع بالعرب وقتل منهم جمعاً كبيراً لغاراتهم على سواد العراق، ولاسيما قبيلة إياد، كانت علاقة إياد بدولة فارس جيدة، حتى إن كسرى بن هرمز (ت نحو 632م) اتخذ جماعة منهم يجيدون الرمي، فجعلهم رماة عنده، وجعلهم مراصد على الطريق بينه وبين الفرات، لئلا يعبره أحد عليهم، واستمرت هذه العلاقة الجيدة حتى حدث حادث أفسد ما بينهم، يرجعه الإخباريون إلى اعتداء نفر من إياد على أشراف الأعاجم. وجل الروايات يشير إلى انتصار الفرس على إياد ومقتل عدد كبير من الإياديين، وهرب البقية إلى الشام. وقد دان للغساسنة من هرب من إياد إلى الشام، ومن كان قد هاجر إليها وتنصروا كأكثر العرب الخاضعين للروم.
لاشك أن رواية الإخباريين عن فتك كسرى بإياد ونفيه إياهم إلى الشام لا تخلو من مبالغة كبيرة، لأننا نجدهم أنفسهم يذكرون أن إياداً كانت مع الفرس في معركة ذي قار[ر]، ويذكرون في الوقت نفسه أن إياداً اتفقت سراً مع بكر بن وائل[ر] على أن تخذل الفرس يوم اللقاء، وقد خذلتهم، إذ ولت منهزمة ساعة اشتداد القتال مما أدّى إلى انهزام الفرس. وبعد وقعة ذي قار، نجدهم مع طائفة من القبائل العربية يخضعون لسلطان الفرس، ونجدهم في وقعة عين التمر يحاربون في صفوف الفرس خالد بن الوليد سنة 12هـ. وفي هذه السنة كذلك حين اجتمع المسلمون بالفِراض (الفِراض: تخوم الشام والعراق والجزيرة) استعان الروم بمن يليهم من مسالح أهل فارس، فاستمدوا تغلب وإياداً والنمر، فأمدوهم ،وتصدوا لخالد الذي انتصر عليهم انتصاراً باهراً.
أما قبائل إياد في الجزيرة، فإنهم ارتحلوا عنها إلى بلاد الروم عند قدوم الوليد بن عقبة سنة 17هـ، فلما علم عمر بن الخطاب بارتحالهم كتب إلى ملك الروم يطلب منه إخراجهم ويهدده إن لم يفعل أن يخرج النصارى إليه فخرجوا. وكان عدد الخارجين وفق رواية الطبري أربعة آلاف، وتخلف بقيتهم، فتفرقوا فيما يلي الشام والجزيرة من بلاد الروم. فكل إيادي في أرض العرب هو من أولئك الآلاف الأربعة، وقد خلت مصادر العصر الأموي من ذكر الإياديين لقلة عددهم وتفرق مواطنهم.
عرفت قبيلة إياد في الجاهلية بشدتها وبأسها، كما عرفت كذلك بخطبائها. وعن عبد الملك بن مروان، أنه ذكر إياداً فقال: «هم أخطب الناس، لمكان قِس بن ساعدة، وأسخى الناس لمكان كعب بن مامَة الإيادي، وأشعر الناس لمكان أبي دُواد الإيادي». ومن شعراء إياد كذلك لَقيط بن يَعْمَر الإيادي الذي كان كاتباً قارئاً وعرف بين أهل الأخبار بصحيفته التي أرسلها إلى قومه إياد يحذرهم فيها من كسرى. أما في العصر الإسلامي فلا ذكر في المصادر لشعراء نابهين من إياد، وإنما هناك أسماء نفر من إياد كانت لهم منزلة رفيعة بين خطباء العصر. وقد ذكر الجاحظ من خطباء إياد زيد بن جُندَب، وأبا دواد بن حَريز، وعُذْرة بن حجيرة.
آما عقيدة إياد فمنهم من كان يتبرك بالناقة، ومنهم من كان يحج إلى كعبة سِنداد، وذكر ابن الكلبي أن «ذات الكعبات» بيت كان لهم أيضاً، ومنهم من كان على النصرانية. وقد انضم عدد كبير منهم مع القبائل العربية المتنصرة في الجزيرة إلى سجاح[ر] المتنبئة في خلافة أبي بكر سنة 12هـ/643م. وبقي بعضهم على نصرانيته، ودخل آخرون الإسلام. ويرد ذكرهم سنة 17هـ ضمن سُبُع من أسباع الكوفة، مع قبائل عك وعبد القيس وأهل هجر والحمراء. انضم نفر منهم إلى الخوارج، فكان منهم من شارك في ثورات الأزارقة بالبصرة، وانضمت فرقة أخرى إلى خوارج الكوفة.
نجدة خماش